عقيدته في القرآن أنه كلام الله حقيقة غير مخلوق لا عبارة ولا حكاية
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني في الغنية
"ونعتقد أن القرآن كلام الله وكتابه وخطابه ووحيه الذي نزل به جبريل على رسوله صلى الله عليه وسلام كما قال عزّ وجلّ : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ اْلأَمِينُ {193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ {194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ). هو الذي بلغه رسوله صلى الله عليه وسلم أمته امتثالا لأمر رب العالمين يقول تعالى: (يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآأُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَيَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)
رأى الشيخ أن القرآن كلام الله تعالى وهو غير مـخلوق كيفما قرئ وتلي وكتب، وكيفما تصرفت به قراءة قارئ، ولفظ لافظ، وحفظ حافظ، هو كلام الله وصفة من صفات ذاته، غير محدث ولا مبدل ولا مغير ولا مؤلف ولا منقوص ولا مصنوع ولا مزاد فيه، منه بدأ تنزيله وإليه يعود حكمه.
إلى أن قال "فمن زعم أنه مـخلوق أو عبارته أو التلاوة غير المتلو، أو قال: لفظي بالقرأن مـخلوق فهو كافر بالله العظيم، ولا يخالط ولايؤاكل ولايناكح ولايجاور، بل يهجر ويهان، ولا يصلى خلفه، ولا تقبل شهادته، ولا تصح ولايته في نكاح وليه، ولايصلى عليه إذا مات، فإن ظفر به استتيب ثلاثا كالمرتد، فإن تاب وإلا قتل."”
قوله في الصحابة
وقال سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله: "وأفضل الأربعة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليّ رضى الله تعالى عنهم. ولهؤلاء الأربعة الخلافة بعد النبي ï·؛ ثلاثون سنة، وَلِي منهم أبو بكر رضي الله عنه سنتين وشيئاً، وعمر رضي الله عنه عشراً، وعثمان رضي الله عنه اثنتَي عشرة، وعليّ رضي الله عنه سِتًّا، ثم وَلِيها معاوية رضي الله عنه تسعَ عشرة سنةً؛ وكان قبل ذلك ولَّاه عمر الإمارةَ على أهل الشام عشرين سنة.. وأما قتاله رضي الله عنه لطلحة والزبير وعائشة ومعاوية فقد نصَّ الإمام أحمد رحمه الله على الإمساك عن ذلك، وجميع ما شجر بينهم من منازعة ومنافرة وخصومة، لأنَّ الله تعالى يُزيل ذلك مِن بينهم يوم القيامة، كما قال عز وجل:
(وَنَزَعنَا مَا فِي صُدُورِهِم من غل