تحركت شجوني واشواقي وحنيني لامي...
فها نحن...نعتذر لأننا لم نتمكن من أعطاء أمنا حقها...
عجزنا ونحن نلملم أطراف حياتنا فلم نصل الى حق الوفاء...
مزقنا ذواتنا لنخرج منها كلمة حب...أخفقنا...
خيالنا كان فقيرا حتى نعانق به أحلام أمنا...
ومات النهار ونحن عاجزين...
ولملم الليل أطرافه ونحن نتحسر على عدم إيجاد الكلمات الصحيحة...
إنه القدر يعانق روح أمنا بضيائه ليزرع النجوم على خديها...
ويسلب من قلبها الحزن...والألم...
دفء هي في عيوننا...
حقل هي في قلوبنا...
جذور هي في كياننا...
نجمة في الصباح...نجمة في الظهر...نجمة في المساء...
كنت الى جوارها وكان حنيني إليها أعمق...
المدرسة لم تستطع أن تعلمنا كما علمتنا أمنا...
والتاريخ أخفق في سرد القصص عن حب الأم...
وتنحدر الأمواج في مآسينا وتبقى أمنا الكنز والنبع...
هي في عروقي...ولكن أنا كنت قبل أن أولد في عروق أمي...
أذكر بأن ما كان يخيفني الرعد...والبرق...وخطوات الليل...
شيء يحملونه على أعناقهم ولم أكن أفهم ما هو...
حتى كبرت...وصرت أرتعب خوفا...
وبعد كل هذه الأشياء كنت أهرع الى أمي وأرتمي في أحضانها...
وأنال منها الأمان والراحة والإطمئنان...
معها لا أسمع سوى بصوت الرحمة...
ومعها لا أشعر إلا بالنشوة...والحب...والحنان...
هذه هي أمي وأناملها وقلبها...وظلها...أُغنيتها...
ومساوئها...وطبيعتها...وعافيتها...
ورقصات قلبها...وحنينها...رحم الله أمي...
واطل الله في عمر أمي نوارة قلبي التي ارضعتني...
ورحم الله أمهاتكم...
وأمد الله في عمر أمهاتكم...شتاء بالدفء...وصيفا بالبرودة...
وباقي السنة بالحب والحنان والأمل...
شكرا لمن يوقظ في قلوبنا بين الحين والحين حبا...
اللهم أرحم والدي كما ربياني صغيرا وأسكنهم فسيح جناتك يارب...
تحياتي