بسبب التعرض المطول للشاشات والجلوس غير الصحي في الأقسام
“السكوليوز”.. مرض يزداد انتشارا وسط الأطفال والمتمدرسين
يؤكد العديد من المختصين والأطباء على أهمية الجانب الوقائي والتحسيسي من داء تقوس العمود الفقري مع اقتراب الدخول المدرسي، حيث يلعب الطب المدرسي والأساتذة دورا كبيرا في التحذير من مخاطر المرض وكذا كشف الحالات والتكفل بها في الوقت المناسب.
ودقّ البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام”، ناقوس الخطر بشأن تنامي حالات الإصابة بداء تقوس العمود الفقري المعروف بـ “السكوليوز” والناتج عن الجلوس غير العقلاني وغير الصحي للطفل، خاصة في ظل التعرض المطول للشاشات الإلكترونية واللوحات وأجهزة الكمبيوتر والهاتف المحمول.
وقال خياطي، في تصريح لجريدة “الشروق”، إنّ استعمال الألواح الذكية والهواتف يجعل الطفل في حالات جلوس مائل وبالتالي يبدأ التقوس منذ الصغر، ويزداد عند الالتحاق بالمدرسة أين يقضي الأطفال أيضا ساعات طويلة في وضعيات جلوس تعمق المشكل الصحي وأكثرها يتجلى في طريقة الكتابة المائلة وغير السوية وعليه يستوجب على الأساتذة الاهتمام بإرشاد الطفل وتنبيهه إلى الاعتدال في الجلوس والكتابة بشكل مستقيم، وما يضاعف المشكل -حسب المتحدث- هو المحفظة الثقيلة فأغلب الأطفال يحملونها في أيديهم ما يحفز التقوس، لافتا الانتباه إلى ضرورة وجود تربية صحية في هذا المجال وتقديم نصائح متكررة ويومية للأطفال.
وركز رئيس هيئة “الفورام” على دور الطب المدرسي في اكتشاف هذه الحالات وتشخيصها قبل فوات الأوان، لاسيما الحالات الحادة التي أصبحت تخلق مشاكل صحية لاحقا، فكل ما كان التكفل مبكرا كانت النتيجة أفضل، ويستحب أن يكون العلاج قبل البلوغ أمّا بعده فتصبح العظام أكثر قوة ولا تساعد على العلاج التأهيلي ما يستدعي المرور إلى العلاج الجراحي.
ومن أهم العلاجات المساعدة على استقامة العمود الفقري ومحاربة “السكوليوز” هي ممارسة السباحة التي تقوي كل العضلات والقفص الصدري وتوجيه المصابين نحو وحدات تأهيلية خاصة رغم قلتها في بلادنا.
وضرب البروفيسور خياطي مثلا في هذا السياق بوحدتي عين تموشنت وتلمسان، غير أنهما غير قادرتين على تلبية جميع الطلبات، وهو ما يستدعي التفاتة حقيقية من قبل بعض مصالح جراحة الأطفال لإدراج وحدات تهتم بعلاج المشكل المتنامي الذي يعد ضحاياه بالآلاف فوحدة عين تموشنت وحدها تحصي أكثر من ألفي حالة حادة تنتظر العلاج.