بعد فشل الغرامات وتوقيف سحب الرخص.. مصالح الأمن تستعجل:
التطبيق الفعلي لنظام التنقيط لوقف مجازر الطرقات
على ضوء الوتيرة المرتفعة لحوادث المرور، سترفع المصالح الأمنية خلال الدخول الاجتماعي، تقريرا مفصلا إلى السلطات العليا للبلاد، يرتكز أساسا على ضرورة تعجيل التطبيق “الفعلي” لرخصة السياقة بالتنقيط الذي سيكون بمثابة إجراء “ردعي” و”فعال” للحد من إرهاب الطرقات الذي عرف منحنيات خطيرة جدا خلال السنوات الأخيرة.
وفي السياق، كشفت مصادر “الشروق” أن تقارير مصالح الدرك والأمن الوطنيين، التي سترفع خلال الأيام القليلة المقبلة إلى السلطات العليا للبلاد مبنية على تحاليل علمية عبر دراسات ميدانية امتدت على مدار السنوات الماضية، تطرقت إلى الأسباب الرئيسية لارتفاع حوادث المرور من العامل البشري إلى النقاط السوداء وصولا إلى الوضع المتدهور للطرقات.
وأوضحت المصادر ذاتها أن ذات المصالح ركزت في تقاريرها على ضرورة الإسراع بالتطبيق “الفعلي” لنظام رخصة السياقة بالتنقيط، باعتبار أن هذا النظام مدمج في رخصة القيادة وهو نظام “بيداغوجي وردعي”، وهذا بعد أن فشل إجراء إلغاء سحب رخص السياقة من السائقين المخالفين والاكتفاء بتغريمهم والمعمول به منذ مطلع عام 2022 إلى غاية اليوم، وعلى هذا الأساس فإن نظام “التنقيط” سوف يردع السائق من خلال تشجيعه على الحفاظ على نقاطه الخاصة به عن طريق دورات استرداد النقاط لتجنب إلغاء رخصة السياقة.
وإلى ذلك، فإن مصالح الدرك الوطني جددت في تقريرها تجسيد مشروع جهاز تسجيل وقت السرعة بـ”الميقت” أو ما يعرف بجهاز “كرونوتاكيغراف” الذي يعتبر بمثابة العلبة السوداء، إذ سيضع السائق تحت الرقابة طيلة فترة قيادته وعند التوقف، ما يمنعه من ارتكاب المخالفات، كما يفرض عليه تحمل مسؤوليته في حال كان المتسبب في حادث مرور وهذا وفقا لمضمون النص التنظيمي الخاص بجهاز قياس السرعة، المتعلق بالقانون رقم 05 ـ 17 المؤرخ في 16 فيفري 2017 الخاص بتنظيم حركة المرور عبر الطرق وسلامتها وأمنها.
وقد أخذت هذه الحوادث خلال السنوات الأخيرة أبعاد “كارثة حقيقية” بتكلفة اقتصادية تمثل 1.4 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، فيما دقت مصالح أمن الطرقات والحماية المدنية، ناقوس الخطر حول الارتفاع القياسي لحوادث المرور، ووصفت فصل الصيف لسنة 2023 بـ”الصيف الأسود”، باعتباره الأكثر دموية مقارنة بالسنوات المنقضية، حيث حصد إرهاب الطرقات منذ بداية موسم الاصطياف روح أكثر من 500 شخص وأزيد من 17 ألف جريح، بينهم من أصيبوا بإعاقات دائمة.
وفي هذا السياق تشير حصيلة الحماية المدنية خلال الفترة الممتدة من 1 ماي إلى 31 جويلية، إلى تسجيل 14949 حادث مرور أسفر عن وفاة 501 شخص وتسجيل 17415 جريح.