دشن، الإثنين، أزيد من 800 ألف مترشح امتحان شهادة التعليم المتوسط والذي سيمتد على مدار ثلاثة أيام، بينما تميز اليوم الأول منه بغياب شبه كلي للتأخرات وسط التلاميذ الذين التزموا بتواقيت الدخول، في حين غابت تسريبات المواضيع عن مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب العقوبات الجزائية المفروضة على المخالفين والتي تصل إلى حد الحبس.
بالمقابل، فقد أربك موضوع الاختبار في مادة اللغة العربية مترشحين، بسبب وروده مركبا نوعا ما ومن فصيلة “السهل الممتنع”، في حين استمدت باقي الأسئلة من دروس الفصول الدراسية الثلاثة وتناولت مكتسبات قبلية لسنوات دراسية فائتة، لتحقيق مبدأي العدالة وتكافؤ الفرص بين الجميع، خاصة في ظل زوال أزمة الوباء وعودة الأمور إلى نصابها.
صفر تأخرات وحضور لافت للأولياء في يوم الامتحان الأول
وبغية تفادي التأخر عن موعد الاختبار الأول الذي برمج في مادة اللغة العربية وانطلق في الساعة الثامنة والنصف صباحا وتضييع فرصة افتكاك ونيل “شهادة التعليم المتوسط”، فضل أغلب المترشحين إن لم نقل جميعهم الالتحاق بمراكز الإجراء التي عينوا بها في الساعات الأولى من صبيحة الاثنين، رفقة أوليائهم، الأمر الذي دفع برؤساء المراكز ونوابهم إلى التدخل الشخصي لتنظيم الدخول وتسهيل التحاق التلاميذ بقاعات الامتحان، تفاديا لحدوث فوضى قد تتسبب لمحالة في تأخر فتح أظرفة المواضيع.
حضرت القوانين والصرامة فغابت التسريبات
وأعطت النصوص القانونية التي أصدرتها الحكومة منذ ثلاث سنوات ثمارها، والتي أقرت إسقاط عقوبات جزائية ردعية ضد المتورطين في ناشري ومسربي الأسئلة تصل إلى حد الحبس ودفع غرامات مالية ثمارها، إذ مر اليوم الأول من الامتحان بردا وسلاما على وزارة التربية الوطنية وعلى كافة المؤطرين، الذين سجلوا غياب التسريبات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي أثلج صدور الأولياء، على اعتبار أن بروز الظاهرة في السنوات الأخيرة وانتشارها بشكل واسع قد أثر بشكل سلبي جدا على نفسية أبنائهم الذين أضحوا يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي بحثا عن المواضيع المزيفة، أكثر من متابعة ومراجعة دروسهم.
ومن جهة أخرى، بادرت بعض مديريات التربية للولايات بالتنسيق مع السلطات المحلية إلى تخصيص وجبات ساخنة للمترشحين والتي ستقدم لهم طيلة فترة إجراء الامتحان، لأجل إعفائهم من عناء التنقل إلى منازلهم بعد انقضاء الفترة الصباحية من الاختبارات ومن ثم تفادي وصولهم متأخرين وكذا حمايتهم من المخاطر، خاصة بالمناطق والولايات التي شهدت موجة فيضانات عارمة في الآونة الأخيرة.
أساتذة الابتدائي يتمردون على الحراسة ويطالبون بتسخيرات
ومن جانب آخر، أفادت مصادر “الشروق” بأن أساتذة احتياطيين بالمدارس الابتدائية رفضوا تأدية مهمة الحراسة خلال امتحان شهادة التعليم المتوسط بتسخيرات شفوية، لا تسمن ولا تغني من جوع، على حد قولهم، فيما طالبوا بضرورة تحمل مديريات التربية للولايات مسؤولياتها كاملة بإصدار تسخيرات كتابية لفائدتهم توفر لهم الحماية القانونية اللازمة وتمكنهم من القيام بمهامهم في أحسن الظروف وعلى أكمل وجه.
وأشارت ذات المصادر إلى أن بعض مراكز الإجراء قد شهدت تواجد نساء حوامل في أشهرهن الأخيرة، واللواتي تم تجنيدهن بتسخيرات للحراسة في الامتحان، رغم أن رئيس المركز يملك السلطة التقديرية وبإمكانه إعفاءهن وتعويضهن بأساتذة حراس احتياطيين.
أسئلة تتناول دروس الفصول الثلاثة وتعالج مكتسبات قبلية
وفي السياق ذاته، وصف أساتذة الاختصاص موضوع الاختبار المطروح في مادة اللغة العربية، “بالسهل الممتنع”، وأكدوا على أنه يبدو عند القراءة الأولى بسيطا وسهلا، غير أنه عند التعمق فيه وقراءته بشكل دقيق اتضح بأنه مركب وصعب نوعا ما ويحمل صبغة تقنية، حيث يتطلب تركيزا كبيرا للإجابة بشكل صحيح، كما تضمن كلمات مفتاحية معقدة نوعا ما، غير أنه في الإجمال قد ورد في متناول المترشح المتوسط.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد استمد نص موضوع اختبار مادة اللغة العربية، من محور “الصناعات التقليدية والعلم”، والمبرمج ضمن الدروس الأولى من الفصل الدراسي الثالث، في حين أن باقي الأسئلة قد استمدت من دروس الفصول الدراسية الثلاثة، وتناولت مكتسبات قبلية لدروس تلقاها التلاميذ خلال سنوات دراسية سابقة، الأمر الذي دفع بعديد التلاميذ لطلب الحصول على أوراق إضافية عديدة واستهلكوا وقت الامتحان كله.
واقتربت “الشروق” من بعض المترشحين بعد انقضاء الفترة الصباحية من الامتحان، حيث تباينت آراؤهم حول طبيعة الموضوع الذي طرح عليهم في مادة اللغة العربية المبرمج في ساعتين من الزمن، فهنالك من أكدوا أن البداية كانت موفقة جدا لهم مع اختبار اللغة العربية، في حين وصف آخرون الاختبار بالصعب بل تسبب في إرباكهم وأخلط أوراقهم في اليوم الأول من الامتحان.