السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اللغة العربية الحديثة مجرد لغة تواصل فقط
هناك فرق شاسع بين العربية في العهد الجاهلي والعهد الأموي،وبين العربية التي نتحدث بها اليوم،فلو جاء عربي من الجاهلية أو العصر الأموي وسمع مقالاتنا بعربية اليوم لما فهم شيئا،خلا حروف العطف وحروف الجر وما شابهها،وحتى هذه أشك في أنه سيفهمها إذا سمعنا ننطقها ورأى كيف نستعملها..
لقد أصبحت الهوة واسعة بيننا وبين لغتنا العربية،بسبب إهمالنا لها،بل بسبب محاربتنا لها أحيانا كثيرة..
أطفال العرب اليوم يتعلمون في المدارس: (ليلى تحلب البقرة)،و(أبي في السوق)،وغيرها من الكلام الذي لا فائدة منه لا مبنى ولا معنى،بينما أطفال العرب في عصر بني أمية كانوا يحفظون القصائد السبع (المعلقات) بغريبها ومعانيها،يقينا منهم أن لغة العرب في الجاهلية هي الأصفى لهجة،والأعظم نفعا وبركة.
فإذا كبر هؤلاء الأطفال بدأوا بقراءة أصول الأدب الأربعة،وبهذا تعظم عقولهم ويزداد حفظهم ويصح فهمهم،وبهذا بلغ علماؤنا ما بلغوا من العلم أمثال: الأصمعي وأبي عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد وغيرهم كثير...
يقول ابن خلدون:
( حصول ملكة اللسان العربي إنما هو بكثرة الحفظ من كلام العرب ، حتى يرتسم في خياله المنوال الذي نسجوا عليه تراكيبهم ....... وعلى مقدار جودة المحفوظ أو المسموع ، تكون جودة الاستعمال من بعده ، ثم إجادة الملكة من بعدهما )
وقال أيضا عن أهل الأندلس:
( وأما أهل الأندلس فأفادهم التفنن في التعليم وكثرة رواية الشعر والترسل ومدارسة العربية من أول العمر ، حصول ملكة صاروا بها أعرف في اللسان العربي ،....)
إذن،حفظ الشعر ومدارسة العربية منذ الصغر هو السر في معرفة أصول البيان وحصول ملكة اللسان العربي والإجادة فيه
حسنا !!!
ماذا نحفظ نحن من شعر العرب؟
وماذا درسنا من كتب الأدب؟
سبحان الله !!!
ثم ننادي بوجوب النهوض باللغة العربية،وإعادة بعثها من جديد !!!
كيف يكون ذلك ؟؟ !!
ألا نعي أن فهم القرآن والسنة والتمسك بالهوية مرتبط بدراسة لغة العرب الأصيلة؟
ألا نعي أن بعث اللغة العربية لابد أن يسبقه المنهج الصحيح؟
فالمنهج واضح مستقيم لا اعوجاج فيه:
_ دراسة الشعر الجاهلي ونقده
_ ودراسة أصول الأدب العربي وكتبه
فأين طلبة العلم والأدب ؟؟ !!