تعتبر المدينة هي ارفع وارقي إنتاج للإنسان عبر التاريخ ففيها ازدهر العلم والفن وتطورت الصناعة وتمكن الإنسان من السيطرة على الطبيعة وسخرها لخدمته, وفيه ابرز أرقى مستوي معيشي وأنتج نظما اجتماعية وثقافية واقتصادية,كما قال"لوكوربوزيه" :" المدينة هي الفن والتاريخ والسفر و الهندسة , النحت والفن المعماري,كما أنها الناس والصلات والعواطف,وهي الحكومة والسياسة والتجارة وصور لكفاح الإنسان وانتصاراته وانحداراته ,وصورة للقوة والضعف والغنى والفقر وكلها تتجلى شكليا في الشوارع والعمارات والجسور و الأرض والساحات والمساجد والكنائس ",ومنها نتجت مراكز العمران ولو تتبعنا المسار التاريخي لمدننا وربطها بالظروف التي كانت سائدة ذلك الوقت وتعدد الأغراض , و الأهداف اختلفت باختلاف الظروف التاريخية والمعتقدات الدينية والثقافية والأمنية السائدة آنذاك,فهناك معالم تعكس العظمة والمجد كالمساجد الإسلامية و المعابد اليونانية و الفرعونية والرومانية وغيرها من الحضارات القديمة كما يصرح " ايدولف " ذاكرة المجتمع تتغلغل في إقليمه .
- والمدينة الجزائرية كغيرها من المدن تحوي أثار ومعالم تروي سنوات الغزو السياسي والاقتصادي والعمراني والعسكري التي عاشها المجتمع الجزائري ,ولعل ابرز استعمار اثر على المدن الجزائرية هو الاستعمار الفرنسي الذي اثر بشكل كبير على الطابع المعماري والعمراني في المدن الجزائرية والذي احدث تغيرا جذريا في مجال العمران ومحو التراث القديم ,وقد صرح احد المهندسين الفرنسيين "كورتو" مصمم مدينة الجزائر في عهد الأول الاستعمار الذي صرح "حاولت أن أركز على التناظر والتوازن داخل المجالات معتمدا على محور رئيسي متجه نحو فرنسا" وقد شجع هذا العامل في ظهور نظرة جمالية لمراكز المدن تطغى فيها العوامل الأساسية للنمط الأوروبي كظهور المباني الفخمة تعبر عن قوة المجتمع الاستعماري واستحداث الشوارع الواسعة والساحات العامة والتماثيل.
وبعد مرور مدة زمنية شهدت المدن الجزائرية تحولا كبيرا في النمط العمراني والمعماري وذلك جراء ظروف وأزمات متعددة مست الإقليم الجزائري.
ومدينة بسكرة كغيرها من المدن الجزائرية الواقعة في الجنوب الجزائري تميزت بطابع خاص وذلك نتيجة لموقعها وطبيعة البيئة الصحراوية الموجودة فيها ولكن مع التحضر السريع لهذه المنطقة وذلك راجع إلى المؤهلات والعوامل التي جعلتها تستقطب العديد من السكان مما زاد في توفير مختلف المتطلبات الضرورية لمختلف القاطنين بهذه المدينة , فان هذا التطور السريع في مختلف الميادين إلى ظهور أنماط عمرانية جديدة شوهت النمط العمراني والمعماري لمدينة بسكرة .
ولعل حي سيدي غزال هو احد هذه الأنماط العمرانية التي ظهرت و التي تميزت بالطابع الفوضوي أو العفوي أي أن هذا الحي لم يكن ظهوره بالشكل المخطط له أو بشكل مدروس فادى إلى ظهور العديد من المشاكل العمرانية ,فاوجب على المصالح التقنية التدخل ومحاولة إيجاد حلول لهذه المشاكل .
- ولعل مجمل ما تم داخل هذا الحي هي مجموعة تدخلات عمرانية من اجل بعث حياة حضرية للحي ويمكن تلخيص التدخلات في التسوية الحضرية لهذا لحي ,والتسوية الحضرية عبارة عن مجموعة ما تم تطبيقه داخل الحي .
1- الإشكالية:
تتميز كل مدينة عن غيرها من المدن بخصائص تجعلها مميزة من جميع النواحي سواء كانت اقتصادية, سياسية, اجتماعية, ثقافية, جغرافية, عمرانية.
- ومن المؤكد أن المدن الجزائرية لها طابع خاص ومميز إذ أن تنوع مدنها والمواقع التي تقع فيها يجعل منها ذات خصائص معينة ومدينة بسكرة إحدى هذه المدن التي تنفرد بطابع مميز وموقع حساس يجعل التدخل عليها من الجانب العمراني والمعماري يأخذ بعين الاعتبار جميع المميزات المدينة والإلمام بكل الخصائص .
وسنحاول في هذه المذكرة تحليل وتقييم مشروع التسوية الحضرية لحي سيدي غزال في مدينة بسكرة إذ يميز هذا الحي الطابع الفوضوي ومحاولة الإجابة على التساؤلات التالية.
- ما هي الوضعية الحالية لهذا الحي؟
- ماهي وظيفة حي سيدي غزال ؟
- ما هي مجموعة التدخلات والإجراءات التي طبقتها الدولة على حي سيدي غزال ؟
- وهل هذه التدخلات كانت فعالة لتلبي حاجيات السكان ومتطلباتهم ؟
* ولعل السبب اختيار هذا الحي جاء بالدرجة الأولى لموقعه الحساس والاستراتيجي الذي يفرض على الدولة والمصالح المعنية التدخل فيه بشكل خاص ومدروس وإيجاد حلول للإشكاليات الموجودة داخل هذا الحي .
2- الفرضيات
هل السبل والآليات كفيلة لتقليص الطابع الفوضوي الذي يميز بعض الأحياء في مدينة بسكرة و مختلف التدخلات التي من شانها الارتقاء وتحسين الإطار المعيشي للسكان.
3- أسباب اختيار الموضوع المذكرة
يرجع اختيار موضوع التسوية الحضرية لكونه موضوع شامل حيث يعتبر من الأسس الرئيسية لأي مشروع يمس المجال العمراني ويهدف إلى تحسين صورة المدينة وتسييرها بصورة جيدة وهذا بالاعتماد على مجموعة المخططات المنتهجة من طرف مختلف المصالح من اجل بعث البيئة الحضرية لبعض الأحياء الفوضوية .
بالإضافة إلى:
- معرفة المدينة جيدا مما يساعد أكثر على التحكم في موضوع البحث.
- رغم تعاقب الأجيال إلا أنا الحي يعاني من نقص ملحوظ في التجهيزات والمرافق و السكن والتأثيث العمراني.
- يمكن تصنيفه كأحد النقاط السوداء في المجال العمراني لمدينة بسكرة.
- يعتبر الحي غير مندمج في المجال العمراني.
4- خطة و منهجية الدراسة :
أ- المرحلة الأولى :
و تتمثل في المبحث المكتبي والتي نستطيع من خلالها فهم وتحكم أكثر في الموضوع مع الإلمام بجوانبه وجمع كل ما هو صلة بالموضوع من كتب مذكرات وتقارير إدارية والمخططات المتعلقة بمنطقة الدراسة.
ب- المرحلة الثانية :
البحث الميداني : تعتبر هذه المرحلة مكلة للمرحلة السابقة ، فهي تعطي الموضوع اكبر دعما وتمكنا من رسم المسار الصحيح للبحث ، من خلالها وقفنا على الخصائص العامة للحي وبالتالي استخراجها
ج- التحقيق الميداني
حيث تم في هده المرحلة تحقيق معاينة ميدانية واستخراج كل نقائص الحي والمشاكل التي يعاني منها ، كما تم التقاط بعض الصور الفوتوغرافية للحي كشاهد على حالته ، كما قمنا بعمل استمارة والتي تراوح 10,%عددها 60 استمارة و وزعت على عينة من السكان الحي ، وتم توزيعها عن طريق مقابلة السكان وجه لوجه ومع مختلف شرائح السكان , وهذا من اجل وضع صورة كاملة وواضحة عن واقع الحي , ومحاولة فهم المشاكل وأراء السكان ومقترحاتهم .
– المادة 06 من القانون 06/06 التوجيهي للمدينة الذي ينص على إشراك المواطن.
- كما قمنا باستشارة مختلف المديريات و المراكز لتزودنا بالمعلومات سوى في ما يخص الحي أو المدينة ونذكر منها:
- مديرية التعمير والهندسة المعمارية البناء لولاية بسكرة (DUAC)
- مديرية التخطيط ومتابعة الميزانية لولاية بسكرة (DPSB)
- قسم الفرعي التعمير والبناء لبلدية بسكرة (such)
- مكتب للإحصاء (بلدية بسكرة)
المقدمة :
كل مدينة تملك مقومات وعوامل التي تؤثر على المجال ,وإعطاء نظرة شاملة حول الواقع الطبيعي والاقتصادي والسكاني والتطور العمراني, ومنه فسنقدم مدينة بسكرة ومحاولة معرفة والإلمام بجميع المميزات التي تزخر بها مدينة بسكرة ,حيث إننا سنتكلم في هذا الفصل عن المقومات والإمكانيات الموجودة في مدينة بسكرة ولقد قسمنا هذا الفصل إلى مبحثين الأول يتناول الدراسة الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية لمدينة بسكرة ومحاولة رسم صورة حول الواقع الاقتصادي وإعطاء نضرة شاملة حول مركبات الاقتصاد المحلي للمدينة وماهية المميزات التي يتسم بها اقتصاد مدينة بسكرة , إضافة إلى ذلك معرفة الطابع الاجتماعي للمدينة وتحليل البنية الاجتماعية لسكان مدينة بسكرة , أما المبحث فنتحدث فيه عن التطور العمراني الذي شهدته مدينة بسكرة ومختلف الحقب التي تداولت على المدينة ومدى تأثيرها على الطابع العمراني.
1- لـمحة تاريخية عن مدينة بسكرة:
تعتبر منطقة بسكرة مهدا للحضارات القديمة وخير دليل على ذلك الحفريات التي وجدت على الضفاف الشرقية لوادي بسكرة.
ذكر المؤرخون بأن الإغريق جعلوا منها منطقة تجارية هذا قبل أن يهزموا من طرف الفينيقيين.
استنادا إلى الدكتور "سيري زيات" فإن اللاتينيون لم يذكروا هذه المنطقة، على عكس إبن خلدون الذي مكث فيها مرات متتالية في سنة 1382م وهو يؤكد على أنها كانت موجودة حوالي العام 685م، حيث كانت بسكرة عاصمة للزاب، و مجموعها الزيبان بمعنى الواحات.
في هذه الفترة كانت نوميديا تحت قيادة ماسينيسا (238 قبل المسيح) تضم كل من بسكرة و الزيبان معا و تدعى "GETULIE" (شعب مختلط من أصل عربي وفلسطيني).
بعد سقـوط يوغرطة (إبن ماسينيسا) في يد الرومان، عاشت المنطقة تحت السيطرة الرومانية حتى وصول الفاتح عقبة إبن نافع الفهري الذي إفتك الزيبان من الرومان سنة 682م. بذلك دخلت المنطقة في عصر جديد تحت لواء و مبادئ الإسلام.
استنادا إلى ابن خلدون فإن "الداودة" قبيلة هلالية من رياح (العربية السعودية) استولت على المنطقة خلال الغزو الهلالي.
خلال العام 700م ثار العلامة الديني "سعيدة" في وجه حاكم بسكرة ابن مزيني، و توفي هذا العلامة في عام 713م خلال حصار "امليلي". استمرت الثورة تحت لواء أبو عبد الله ابن الأزرق وتمت بعقد الصلح مع ابن مزيني.
خلال الفترة 1430-1451 خضعت المنطقة للأتراك العثمانيين تحت قيادة السلطان عبد العزيز من تونس، و لم تكن السيطرة العثمانية مباشرة إلاّ في عام 1821.
- في نهاية القرن السابع عشر، مارس الأتراك ضغوط كبيرة على المواطنين و حاولوا تفكيكهم حتى تسهل السيطرة عليهم، و هكذا انقسمت بسكرة إلى سبع (07) مناطق، هي: الكرة، قداشة، باب الضرب، باب الفتح، لمسيد، رأس القرية و مجنيش.
في سنة 1710 كتب الرحالة العربي مولدي أحمد عن بسكرة و قال أنها منطقة آهلة بالسكان، تتميز بموقع خاص بين التل و الصحراء زاد في غناها، تملك أموالا كثيرة، التجارة نشيطة والزراعة مزدهرة.
في سنة 1838 بدأ الاستعمار الفرنسي في المنطقة تحت قيادة الجنرال "نقري". عام 1844 كان الدخول الفعلي لدوق أومال إلى مدينة بسكرة .
قامت ثورة الزعاطشة في سنة 1849 تحت قيادة بوزيان، عمت وشملت كل الزيبان لكنها انطفأت و خلفت وراءها كثيرا من الشهداء.
ظل أبناء بسكرة كبقيـة أفراد الشعب الجزائري في مختلف مناطق الوطن يناضلون، بشتى الوسائل ضـد الاستعمار الفرنسي. كما كانوا سباقين إلى تنظيم صفوف الثورة التحريرية الكبرى. (الدكتور سعدان، العربي بن مهيدي، العقيد سي الحواس و غيرهم). وقد كانت منطقة الزيبان إحدى المناطق الحصينة التي لجأ إليها الثوار وساعدهم على ذلك التفاف الشعب حولهم ومعرفتهم لطبيعة الأرض التي تميز بسكرة و ما حولها حتى نالت الجزائر استقلالها وحريتها.
1- الدراسة الطبيعية:
1-1- الموقع:
يعتبر الموقع من أهم العوامل المؤثرة في دراسة نمو التجمعات الحضرية وهذا لما له من تأثير كبير ومباشر على مختلف العلاقات التي تربط بين المدن وسنتطرق إلى دراسة موقع مدينة بسكرة كما يلي :
1-2- الموقع الإداري :
طبقا للقانون رقم 04-84 المؤرخ في 04-02-1984 الذي قسم ولاية بسكرة أصبحت بذلك حدود مدينة بسكرة كمايلي :
- شمالا: بلدية لوطاية وبرانيس.
- شرقا : سيدي عقبة وشتمة .
- غربا: بلدية الحاجب .
- جنوبا: بلدية اوماش.
1-3- الموقع الفلكي :
تقع مدينة بسكرة على خط 34.48عرضا شمال خط الاستواء , وخط 5.44 طولا شرق خط غرينتش وبهذا الموقع تحل مكانا هاما في الشمال الشرقي للصحراء الجزائرية مما أهلها لان تكون همزة وصل بين الشمال والجنوب .
1-4- أهمية موقع مدينة بسكرة :
تتمتع مدينة بسكرة بعدة محاور أساسية تربطها بباقي المدن وزاد من أهمية هذه المحاور التطور الملحوظ وهم هذه المحاور شمل جنوب الطريق الوطني رقم3, والمحور شرق غرب الطريق الوطني رقم 46 ,بالإضافة إلى طرق وطنية ذات الأرقام 83,87,31.
- زيادة على المحاور البرية هناك خط للسكة الحديدية وخط جوي دولي.
- ذات موقع استراتيجي بين مختلف الولايات مما يميزها باستقطابية عالية .
- تعتبر مدينة بسكرة أهم الواحات الكبرى في الجزائر إذ تتميز بإنتاجها الوفير للتمور ذات جودة عالية .
- المنابع المعدنية الحارة منها حمام الصالحين حمام سيدي الحاج وغيرها.
خريطة الموقع
2- الموضع:
يعرف الموضع على انه الأرض التي تقوم عليه المدينة والمنطقة التي تشغلها كتلتها المبنية .
تقع مدينة بسكرة عند ملتقى جبال الاوراس وجبال الزاب عند التقاء المال الأطلسي والمجال الصحراوي على ارتفاع 128م عن مستوى سطح البحر,وتتموضع على سطح قابل للتعمير في في معظمه بنسبة 13% ,أي في منطقة مقببة قليلا ومائلة نحو الجنوب متفتحة على المنخفض الصحراء , أما أراضيها الأكثر ارتفاعا فتقع في شمال حيث يصل ارتفاعها إلى 150م فوق مستوى سطح البحر وأما اخفض أراضيها فيقع في الجنوب حيث يقل ارتفاعها عن 95 م فوق مستوى سطح البحر ,ويمر عبر المدينة مجرى وادي بسكرة الذي يتميز بفيضاناته الفجائية حيث يتراوح عرضه مابين 400و500م.
وعند النضر إلى إمكانيات التوسع نلاحظ وجود العديد من العوائق أثرت بشكل مباشر على التوسع ونجد من هذه العوائق :
- العائق الطبيعي المتمثل في التلال الشمالية والوادي ومساحات شاسعة من النخيل.
- المنطقة الصناعية من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة التي تمتد على مساحة تتجاوز 150 هكتار .
2-2 أهمية موضع مدينة بسكرة:
- تتوسط المدينة إقليم الزيبان الذي يمثل الجزء الأكبر من الولاية.
- تحوي المدينة أكبر من 30% من سكان الولاية .
- وجودها في ملتقى المحور الرئيسي الذي يربط الشمال بالجنوب ,كان سببا في النمو الحضري للمدينة .
- الظروف المعيشية الجيدة (توفر السكن ,توفر التجهيزات الخدماتية ) كان وراء النزوح السريع للسكان مما خلق أحياء فوضوية
- التطور الصناعي الذي شهدته المدينة من خلال تواجد العديد من المصانع الذي جلب اليد العاملة من جميع الولايات.
- المركب المعدني حمام الصالحين الذي يستقطب السكان قصد العلاج والسياحة .
* إن الأهمية التي تكتسبها مدينة بسكرة من خلال موقعها وموضعها الذي علها همزة وصل بين الشمال والجنوب يدفعنا إلى معرفة المعطيات الطبيعية التي تؤثر على نموها العمراني .
2-3- العوامل المؤثرة في الموضع :
2-3-1- الانحدارات:
تمكننا الانحدارات من تحديد المناطق التي يجب تجنبها عند البناء والتي تشكل عائقا أمام توقيع الشبكات وتكلف أموالا طائلة من اجل تهيئتها ,وبالتالي يمكن استغلال هذه الأراضي في استعمالات أخرى .
* فئة الانحدار الضعيف جدا(0-2)%:
وهي الفئة المميزة لمجال المدينة, ذات انحدار ضعيف جدا تتمثل في الأراضي منبسطة تماما لا تتطلب التكاليف كبيرة في عمليات التهيئة ,كما أنها تتميز بسهولة الربط بالشبكات وبتصريفها الضعيف لمياه الأمطار, إلا أن قابليتها للبناء قد تكون غير كبيرة نظرا لتعرضها للفيضانات.
* فئة الانحدار الضعيف (3-6)%:
وهي موزعة على سفوح الجبال المجاورة في الشمال ,كما أنها تعتبر المستوى الأمثل في عمليات البناء والتهيئة .
* فئة الانحدار المتوسط (7-14)%:
تتواجد هذه الفئة في الشمال الشرقي والجنوب الغربي ,وهي أراضي ذات انحدار متوسط صالحة للتعمير بعد التهيئة .
2-3-2- التضاريس ومرفولوجية المنطقة :
تقع المدينة على ارتفاع 120م على سطح البحر بين النطاقين الصحراوي والأطلسي ,بحيث يتمثل الاتصال بالتصدع الكبير وبالتالي فهي تتميز بالانبساط العام في مجمله باستثناء بعض التضاريس التي تحد المدينة من الجهة الشرقية ,وسوف تختصر حديثنا عن تضاريس المنطقة في تقديم المكونات الأساسية وهي كالتالي:
ا- المنطقة الجبلية:
تمثل نسبة قليلة من مساحة الولاية ,تتركز أساسا في الشمال في الجهة الغربية نجد كلا من جبل (بوغزال,الملاقة ,ثنية قبين ) ,في حين من الجهة الشرقية نجد كلا من جبل (الطيوس ,كمارو, كاف ,القونة) ان غالبية هذه الجبال فقيرة من الغطاء النباتي .
ب- منطقة السهول :
تمتد على محور شرق –غرب وتتميز منطقة السهول بتربة عميقة وخصبة.
ج- منطقة المنخفضات:
تقع في الناحية الجنوبية الشرقية,وهي عبارة عن مسطحات ملساء من الغضار والتي تحجز طبقات رقيقة من المياه ممثلة بذلك الشطوط والتي يبلغ متوسط انخفاضها 33م تحت مستوى سطح البحر وتعتبر المجمع الطبيعي الرئيسي للمياه السطحية في المنطقة .
خريطة الموضع
3- التركيبة الجيولوجية :
تقع مدينة بسكرة في منطقة مكونة من قسم كبير من الترسبات ,وهذه الترسبات تشكل اهم مكون جيولوجي للمنطقة وهي المنطقة السهلية أما المنطقة الجبلية تقع في الشمال متكونة من صخور كلسية ومارنية دولوميتية ,وهي من العصر التيرونيان (الحقبة الثانية )
الحدود الشمالية الشرقية مكونة من خلال مرحلة البليوسان ,وهي مكونة من خليط صخري ,ونجدها تتوزع على 3 طبقات وهي :
- الطبقة الأولى : تتكون أساسا من الترسبات الرملية الصلصالية التي توجد في مؤخرة السفوح اظافة إلى وجود الحصى وتتميز بنفادية متوسطة ومصادر مائية معتبرة .
- الطبقة الثانية :وهي عبارة عن التكوينات الميوبلوسان ذات تركيبة الطينية والحصى .
- الطبقة الثالثة : وهي الطبقة الأخيرة هي عبارة عن تكوينات كلسية للايوسين السفلي وتتميز بنفادية عالية ومصادر مائية .
4- الشبكة المائية:
ا-الموارد المائية السطحية : يعتبر وادي بسكرة من أهم الموارد والمصادر المائية التي تعتمد عليها المنطقة وهو يخترق المدينة من الجهة الشمالية إلى الجنوبية الشرقية ويتغذى من المجاري المائية تصب فيه من أهمها وادي الحي ووادي عبدي اللذان ينبعان من قلب الاوراس.جريان المياه في هذه الأودية قليل في فصل الشتاء ويبدأ في الانخفاض ويجف من بداية شهر افريل ,ومن جهة أخرى يعتبر وادي الجدي المجمع الرئيسي والطبيعي لكل مياه الأطلس الصحراوي وكبقية الأودية الصحراوية فهو في اغلب الأوقات جاف فلا يمتلئ حوضه إلا في أوقات الفيضانات .
ب- الموارد المائية الباطنية: يمكن تميزها إلى أربعة طبقات وهي:
- طبقات المياه السطحية :هي طبقة هي طبقة مائية حرة تجمعت في الطبقات الرسوبية ,تتغذى من السيلان السطحي لمياه الأمطار وهي كثيرة في المنطقة لكن منتوجها قليل لا يتجاوز عمقها 40م .
- طبقة المياه الرملية : وهي طبقة متوسطة العمق ومستغلة , ولكنها تتطلب تقنيات خاصة للحفر والصيانة بسبب تواجد مخزون مياهها في طبقة الغضار والرمل .
- طبقة المياه الكلسية : وهي متوسطة العمق وتتميز بنوع من الملوحة .
- طبقة المياه القارية: يبلغ متوسط عمق هذه الطبقة حوالي 1500م وهي مستغلة.
كارت جيولوجي
5- المعطيات المناخية :
يعتبر المناخ عنصر مهم في الدراسات العمرانية لما له من تأثير في اختيار نمط البناء وهندسته والمواد المستعملة في انجازه فمنطقة بسكرة يميزها مناخ شبه جاف إلى جاف ذو صيف حار وجاف وشتاء بارد وجاف أيضا .
5-1 التساقط
إذا أخذنا بعين الاعتبار معدلات الأمطار خلال 25 سنة الأخيرة؛ فإن بسكرة تقع في منطقة 0 - 200 مم ما عدا المناطق الجبلية أو السنوات الممطرة.
غير أن معدل الأمطار هذا ليس مؤشر قويا على مناخ المنطقة إذ أن كمية و كيفية سقوط هذه الأمطار مهمان جدا. قد تكون 60 إلى 70% من كمية الأمطار محصورة في الفصل البارد تنزل على شكل أمطار غزيرة إلى طوفانية تسبب انجرافا للتربة و أضرارا للزراعة.
فيما يلي كمية الأمطار التي تساقطت خلال سنة 2014 والمقدرة بـ 45.3 ملم وهي كمية قليلة جدا ، تجدر الإشارة إلى أن اكبر كمية تساقط عرفتها الولاية وصلت مقدار 294.1 ملم سنة 2004.
الجدول رقم (01): كمية التساقط في مدينة بسكرة
الأشهــــر 01 02 03 04 05 06 07 08 09 10 11 12 مجموع
كمية الأمطار
المتساقطـة (ملم) 8.2 3.2 16 0 2.1 1.0 0 0 7.6 0.8 2.7 0.7 45.3
المصدر منوغرافيا 2014
5-2 الحــرارة:
على ضوء دراسة "سلتزار" المناخية، فإن متوسط درجة الحرارة لبسكرة يقارب23.4 0م، أما بالنسبة للمعدلات الشهرية لدرجات الحرارة القصوى والدنيا المسجلة على مستوى محطة بسكرة فنسجل خلال سنة 2014 المعدل الشهري الأقصى لدرجة الحرارة تقدر بـ34.70م في شهر أوت و المعدل الشهري الأدنى لدرجة الحرارة تقدر بـ12.70م خلال شهر جانفي و فيما يلي درجات الحرارة المسجلة خلال سنة 2014 :
الجدول رقم( 02): درجات الحرارة في مدينة بسكرة
الأشهــــر 01 02 03 04 05 06 07 08 09 10 11 12 المعدل
درجات الحرارة 12,7 14.9 16.3 22.7 26.9 30.6 34.5 34.7 31.1 25.2 18.5 12.8 23.4
المصدر : منوغرافيا 2014
الشكل: درجات الحرارة وكمية الأمطار المتساقطة خلال سنة 2014
ملم
من انجاز الطالب
5-3 الرطوبة:
مدينة بسكرة توجد في منطقة جافة ,الرطوبة النسبية متغيرة حيث تتراوح بين 45% فما فوق في فصل الشتاء و40% فما تحت فصل الصيف مع الملاحظ أن الرطوبة النسبية تختلف من منطقة إلى أخرى داخل المدينة و السبب لعود إلى وجود التشجير في بعض الأحياء داخل المدينة خاصة غابات النخيل.
جدول رقم( 03): يوضح الرطوبة النسبية .
الأشهر 01 02 03 04 05 06 07 08 09 10 11 12 المعدل السنوي
الرطوبة النسبية % 57 54
46 48 35 34 27 33 40 45 59 49 33.9
المصدر:محطة الأرصاد الجوية بسكرة 2014.
رسم بياني يوضح معدل الرطوبة من انجاز الطالب
5-4 الرياح:
تعرف المنطقة أشكالا متعددة من الرياح وهي .
- الرياح الشمالية الغربية: تعتبر من الرياح الشتوية الباردة والمحملة نسبيا ببخار الماء, تأثيرها محدود على المنطقة بسبب جبال الأطلس الصحراوي وجبال الزيبان تصل سرعتها إلى 35كم/سا
- الرياح الجنوبية الشرقية :هي رياح دافئة إلى ساخنة نسبيا محملة بالأتربة والرمال لها تأثير كبير على الإنسان كما تؤثر على المحاصيل الزراعية.
- الرياح الجنوبية (السيروكو): رياح حارة تهب في فصل الصيف ,تؤثر بصفة كبيرة على الزراعة
الجدول رقم (4): يبين سرعة الرياح
الاشهر 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 المعدل السنوي
قوة الرياح(م/ثا) 4.2 6.3
6.5 7.1 0 0 0 4.6 4 3 5.4 4 3.75
المصدر:الأرصاد الجوية بسكرة2014
رسم بياني يوضح سرعة الرياح خلال السنة من انجاز الطالب
6- الأخطار الكبرى :
6-1 الأخطار الطبيعية:
- الفيضانات: تساقط الأمطار في هذه المنطقة في المدة الممتدة مابين شهر ديسمبر وافريل بمعدل يومين في الشهر كما ان هذه الأمطار تكون عادة غير موزعة على مدار أشهر التهاطل حيث تسبب أحيانا في فيضانات خاصة في فصل الخريف وأوائل فصل الشتاء .
- التصحر : منطقة بسكرة معرضة للتصحر لهذا ينبغي اتخاذ إجراءات للحماية ضد هذا الخطر من بينها دراسة وانجاز حزام الأخضر حول مدينة بسكرة .
6-2 الأخطار التكنولوجية
هذا الخطر موجود في إقليم الدراسة خاصة مع وجود أنبوب الغاز الطبيعي والبترول إضافة إلى وجود خطوط كهرباء ذو توتر عالي (HT), خطوط كهرباء ذات توتر متوسط (MT) , السكة الحديدية .
خريطة الأخطار الطبيعية والتكنولوجية
2- الدراسة السكانية لمدينة بسكرة :
تتميز مدينة بسكرة بأكبر معدل نمو وكثافة سكانية على مستوى الولاية .
2-1 التطور السكاني :
الجدول رقم (5):يبين التطور السكاني مدينة بسكرة خلال السنوات 1987-1998-2008
السنة 1987 1998 2008
عدد السكان
نسمة 128924 172905 200654
المصدر:مديرية التخطيط ومتابعة الميزانية لولاية بسكرة2014.
- عرفت المدينة ارتفاعا كبيرا في عدد السكان ويعود ذلك إلى ارتفاع الهجرة الداخلية بالإضافة إلى التغيرات الداخلية والاقتصادية والاجتماعية.
وانطلاقا من مختلف الإحصائيات نلاحظ أن هناك ارتفاع ملحوظ ومتزايد في عدد السكان من مرحلة الى أخرى وهذا راجع إلى تحسن الظروف الاجتماعية والاقتصادية ونتيجة للتحرر الاقتصادي الذي انتهجته السياسة الحالية ومنه يمكن القول ان هناك علاقة وطيدة بين نمو السكان والمستوى الاقتصادي ليصل في أخر إحصاء إلى 200654نسمة
الرسم البياني يوضح تطور السكان لمدينة بسكرة
2-2 التركيب السكاني :
الجدول رقم (6): الفئات العمرية الأساسية لمدينة بسكرة
الفئات العمرية الذكور الإناث المجموع
0-5 سنوات 12978 12680 25658
6-18سنة 28655 28160 56815
19-60 سنة 59756 58425 118181
المجموع 101389 99265 200654
المصدر: مديرية التخطيط مديرية التخطيط ومتابعة الميزانية لولاية بسكرة+ RGPH2008
من خلال الجدول يمكننا تحديد الفئات العمرية التالية:
- الفئة (0-5)سنوات: وهي تمثل فئة الأطفال وهي تقدر ب 25658 نسمة بما يعادل تقريبا 12.87% من مجموع سكان مدينة بسكرة مما يدل على أن المجتمع يتمتع بخصوبة عالية نتيجة لتحسين الظروف الصحية والاقتصادية.
- الفئة (6-18)سنة :وهي تمثل فئة المتمدرسين في الطور الابتدائي والمتوسط والثانوي ويقدر عددها ب56815 نسمة أي بنسبة 28.31% من مجموعة سكان مدينة بسكرة تعد نسبة مرتفعة وهذا ما يستدعي انجاز هياكل وتجهيزات ملائمة من اجل التكفل بمتطلباتهم.
- الفئة ( 19-60 فما فوق سنة ): وتعرف الفئة النشطة يبلغ عددها 118181 نسمة فهي اعلي نسبة ب58.89% من سكان مدينة بسكرة يدل على وجود طاقة شبانية كبيرة يجب مراعاتها والاهتمام بمتطلباتها والاستفادة منها .
3- الدراسة الاقتصادية.
3-1 التركيب الاقتصادي للسكان :
يميز مدينة بسكرة الطابع الفلاحي ولكن مع مرور الزمن تطورت لتمس قطاعات أخرى ولعل أبرزها القطاع الصناعي .
الجدول رقم (7): قطاعات الاقتصادية في مدينة بسكرة
القطاعات الفلاحــة البناء و الأشغال العمومية الصناعة القطاعات الأخرى المجموع
المدينة العدد النسبة ( % ) العدد النسبة ( % ) العدد النسبة ( (% العدد النسبة ( %) العدد النسبة( % )
بسكرة 3507 6,65 9439 17,90 6881 13,05 32906 62,40 52733 100
المصدر:مديرية التخطيط والتهيئة العمرانية 2008
الجدول رقم (8): يبين المشتغلين في مدينة بسكرة
مصدر :مديرية التخطيط والتهيئة العمرانية 2008
عدد السكان عدد المشتغلين عدد المشتغلين فعلا معدل النشاط% عدد البطالين معدل البطالين %
200608 62978 51869 43.63 11109 3.96
1- التطور العمراني لمدينة بسكرة :
1-1- العصر الروماني :
كانت مدینة بسكرة في ھذا العهد مجرد مقر للتبادل التجاري ،لكن الغزو الروماني جعل منها بوابة الجنوب الشرقي، و كذلك ممر إجباري للدخول إلى المناطق الصحراویة ، حیث أن الموقع الإستراتیجي لمدینة بسكرة جعل منھا نقطة (تحكم و مراقبة) لكل مجاري المیاه ( كوادي بسكرة )، و استغلال غابات النخیل ،كما كان هناك ظهور للمبادلات الرومانیة التي تتجه إلى بسكرة، و ھي الطرق الوطنیة الحالیة ،شیدت في هذه المرحلة عدة مباني و خزانات للمیاه، و لكن أصبحت آثار متواریة تحت الأرض.
1-2- العصر الإسلامي (700م-1400م):
في هذا العصر كانت بسكرة مركز شعاعي في المجال التجاري و الثقافي، فهي المدینة التي شیدت من
طرف المسلمین في القرون الوسطى . حيث اختفت مدینة بسكرة و المدینة الوحیدة التي بقیت في هذه المنطقة ھي سیدي عقبة.
1-2-1- المرحلة العثمانية (1541م-1844م):
لم یدخل العثمانیون المدینة بسهولة بل فرضوا عليها حصارا دام أشهر، و خلاله مات الكثیر من السكان
عطشا و لم یستسلموا إلا بعد مدة، و عندما دخلوا خرج السكان إلى غاباتهم و حقولهم و مزاريعهم، و بهذا
قسمت المدینة إلى قسمین
1-2-1-ا- المرحلة الأولى (1541م-1980م):
تشكل أول نواة حضریة قرب بساتین النخیل، ھي أول مدینة في الداخل جنوب البساتین، حیث اختار
الأتراك استقرارھم في هذه النقطة،و تم وضعها في هذا المكان من اجل المراقبة .
تم خلالها إقامة حصن لمراقبة البساتین مع إقامة ثلاثة أبواب شكلیة:
أ- باب الضرب، ب – باب الفتح، ج – باب المقبرة.
إضافة إلى إقامة خندق یحیط بالمنطقة، مملوء بالماء الذي یستمد من الوادي، من ھنا ظھر أول مركز
(وسط ) المدینة.
1-2-1-ب المرحلة الثانية (1680م-1844):
في سنة 1800 ، دمرت أول نواة حضریة للمدینة بعد تعرضها لوباء الطاعون و الزلزال، بعدھا غادر
السكان الحصن، و تمركزوا في جماعات داخل بساتین النخیل.
تكون خلالها سبعة قرى: رأس القریة ، مجنیش، قداشة ، المسید ،باب الضرب، باب الفتح ،و سیدي
بركات .ومن ثم أصبحت المنطقة و الحصن التركي القدیم قطب للنمو المستقبلي، و بالتالي ظھور
اللامركزیة .
مخطط رقم(07) مدينة بسكرة في العهد العثماني
المصدر: مدیریة التعمیر والهندسة المعمارية و البناء ولاية بسكرة
1-3 مرحلة الاحتلال الفرنسي:
دخل الاستعمار الفرنسي المدینة عام 1844 ، و استقر أول الأمر بالقلعة التركیة مركز المدینة العربیة
المنغلقة على نفسها، لیراقب الغلال و الخیرات و تحركات السكان، ثم أقاموا مخططهم الشطرنجي خارج
المدینة العربیة لعزلهم عن المعمرین، و بهذه كان هناك نسیجین
• النسیج العربي العتیق جنوب المدینة.
• النسیج الفرنسي الحدیث شمال المدینة.
مخطط رقم(08):مخطط الشطرنجي في العهد الاستعماري لمدينة بسكرة
المصدر: مدیریة التعمیر والهندسة المعمارية و البناء ولاية بسكرة
1-3-1 توسع القلعة العسكریة Saint Germain
أول ما تم إنشائه ھو قریة لمساعدة العسكریین من طرف الأهالي، أمام منبع المیاه، و إلى الجنوب في
قریة رأس الماء نسبة إلى منبع المیاه المحاذي لها و على جانب السور المؤدي إلى النخیل بنیت بعض
المنشآت العسكریة إلى الشرق منها
1-3-2 ظهور المنشآت الأولى:
و ھي المرحلة التي بدأ فيها تشكیل أول نواة استعمارية للمدینة، إذ أقیمت أول مستعمرة بالشمال ،قرب
الحصن التركي خارج غابات النخیل، من أجل التحكم في كل القرى ،عرفت خلال المدینة تطورات
وظیفیة أعطت نهضة عمرانیة و التمركز الاستعماري، وضع بشكل شطرنجي لظروف أمنیة ،كما تمیزت
هذه الفترة ب :
- أول ما بني بالمدینة الجدیدة هو برج, سان جرمان, عام 1850 ، حیث أستعمل كمعسكر للجیوش
(ثكنة ) ،كما أقیمت أبواب الحراسة الأربعة في الأماكن التالیة :
- مدرسة ابن مالك لحسن (الطیانة سابقا )
- جبل الضلعة.
- خزان الماء قرب مقبرة النصارى .
- خزان الماء بحي العالیة.
و توالت البناءات، ففي سنة 1856 ،تم إنجاز أول مدرسة بالمدینة، بالمقر الحالي لمدرسة عبد لله دبابش
(قرب مقبرة لعزیلات)
- توسع المخطط الشطرنجي نحو الشمال ،جنوب حصن سان جرمان ،تنفصل ھذه القریة عن الحصن
بحدیقة (حدیقة 05 جویلیة الحالیة)
1-3-3 التوسع الریفي:
عرفت المدینة توسعا آخر نحو الشمال بنفس التخطیط یسمى ب "التوسع الریفي"، وبقي نظام الطابق
الأرضي السمة الغالبة على المساكن المنشأة، وذلك باندماجها مع النسیج العمراني ككل عن طریق شق
بعض الشوارع و ربطها بالمحور الرئیسي، و تم إنشاء حدائق وممرات عمومیة في الأماكن التي بقت
شاغرة.
1-3-4- توسع المدینة على حساب النخیل:
ما یمیز المدینة خلال فترة (1950-1960) ھو امتداد المجال المبني نحو الجنوب، إلى الضفة الغربیة
للوادي، و على جانب محور الزعاطشة و الحكیم سعدان و صالح باي من جهة ، و من جهة أخرى التوسع
نحو الجنوب الغربي بمحاذاة السكة الحدیدیة، و امتداد المدینة القدیمة نحو الشمال على الطول الشرقي، ظهور ر قطب آخر إلى الشمال یتمثل في حي العالیة (على حافة الوادي)، و هي توسعات لا تخضع لنظام هندسي معین. .
مخطط رقم09): التوسع العمراني لمدینة بسكرة للفترة (1950-1962)
المصدر: مدیریة التعمیر والهندسة المعمارية و البناء ولاية بسكرة
1-4- مرحلة الاستقلال 1962م-2007 م:
تم تقسیم هذه المرحلة إلى عدة فترات لدراستها إلى
1-4-1 فترة 1962- 1975:
حیث لوحظ تكثیف البناءات الفوضویة الغیر مخططة في جمیع أنحاء المدینة، في حین تعرضت المساكن
، المحاذیة للوادي (حي الوادي) لانهيارات جراء الأمطار الطوفانیة، التي اجتاحت إقلیم الزاب عام 1969
مما زاد في حدة الطلب على المساكن و تعمیق أزمة السكن، و التي كان لها أثر بالغ على هياكل المدینة
الرسمیة، الشيء الذي أدى إلى توسعات عشوائیة لم تخضع لید المخطط على حساب واحات النخیل.
كما تمیزت هذه المرحلة بغیاب كلي للخطط الموجهة للنمو الحضري، و كان توسع المدینة على طول
خط السكة الحدیدیة، و عرفت المدینة منذ التقسیم الإداري تمدنا سریعا ،تمثل في كثافة النسیج حول نهج
الزعاطشة ،كثافة النسیج في العالیة (بناء فوضوي ) التمركز في شارع الحكیم سعدان (الضفة الغربیة
للوادي ) ، و توسع باب الضرب ، وتوسع خطوط السكة الحدیدیة نحو الغرب إذ عرفت كثافة كل الأنسجة .
في هذه المرحلة مع ارتسام الهيكلة العمرانیة للمدینة على شكل مروحة مع عقدة في المخطط الشطرنجي،
إذ تم الفصل بین شمال و جنوب المدینة (بین المخطط الشطرنجي و بسكرة القدیمة ) بواسطة المحاور
المهيكلة التالیة :نهج الزعاطشة ،شارع الحكیم سعدان و صالح باي .
و بین شرق و غرب المدینة بواسطة نهج الأمیر عبد القادر و الجسور الثلاثة.
مخطط رقم(10) التوسع العمراني لمدینة بسكرة للفترة (1962-1975)
المصدر: مدیریة التعمیر والهندسة المعمارية و البناء ولاية بسكرة
1-4-2 فترة (1975-1986):
عرفت المدینة خلال هذه الفترة حركة عمرانیة سریعة و مكثفة، خاصة بعد توطین المنطقة الصناعیة
بالجهة الغربیة من المدینة، و تقدر مساحتها ب 177 هكتار
كما استفادت مدینة بسكرة من برنامج سكني یدخل في إطار إقامة مناطق سكنیة حضریة جدیدة
حیث تم إنشاء منطقتان سكنیتان جدیدتان، الأولى في الجهة الغربیة، والثانیة في الجهة الشرقیة من المدینة.
-ا- المنطقة الحضریة السكنیة الغربیة:
أنشأت سنة 1979 من خلال التشريع العقاري رقم001 الصادر بتاريخ 24/11/1979 م وهي امتداد وتوسع للمدينة من الجهة الغربية، ابتداء من طریق الوطني رقم ( 3 )، و تمتد على مساحة 100 ھكتار تقریبا،
و قدرة استيعابها ھو 8500 مسكن.
- ب- المنطقة الحضریة السكنیة الشرقیة:
أنشأت سنة 1979 من خلال التشريع العقاري رقم 31 الصادر بتاريخ 30/04/1979 وهي امتداد
لمدینة بسكرة في الجهة الشرقیة للوادي، تقدر مساحتها ب 250 هكتار وطاقة استعابها تقدر ب 11000
مسكن. و قد برمجت المساكن بالمنطقتین الحضریتین على عدة سنوات لتصل إلى قدرتھما المحددة لهم
مخطط رقم(11) التوسع العمراني لمدینة بسكرة للفترة (1978-1992)
المصدر: مدیریة التعمیر والهندسة المعمارية و البناء
1-4-3 الفترة (1986-2007):
و ھي مرحلة حساسة تمیزت بالانسحاب الجزئي لدعم الدولة في میدان التعمیر، و الإعلان عن عهد جدید یتمیز بتشجیع الاقتصاد الحر، حیث ظهرت في هذه الفترة التحصیصات و ھي مساهمة السكان في التعمیر، و ذلك لترقیة البناء الفردي.عرفت المدینة خلال هذه الفترة حركة عمرانیة جد متواضعة مقارنة بالفترات السابقة، حیث استفادت المدینة من برنامج سكني یقدر ب 3241 مسكن منھا 1372 في شكل تحصیصات، تربعت على مساحة تقارب 55 هكتار، إذ یمكننا القول أن هذه الفترة ھي مرحلة التوسع في شكل تحصیصات، و ھذا بعد انسحاب الدولة جزئیا من میدان التعمیر.
مخطط رقم (12)التوسع العمراني للمدینة للفترة (1986-2007)
المصدر: مدیریة التعمیر والهندسة المعمارية و البناء ولاية بسكرة
الخلاصة الفصل الأول
بعد الدراسة التحليلية لمدينة بسكرة, ووقوفنا على مختلف محطات نموها ووصولا إلى يومنا هذا استخلصنا أن مدينة بسكرة شهدت نموا عمرانيا سريعا من الفترة التي سبقت الاحتلال وبعده,وهذا في جميع المجالات باحتلالها الريادة في سلم الولايات ذات النشاط الفلاحي من خلال احتوائها على ميزات وموارد هامة وموقع استراتيجي هام ,كل هذا ساهم في تطور سريع للبنية العمرانية للمدينة بصورة غير مدروسة الذي اثر سلبا على المنظومة العمرانية للمدينة واتضح ذلك من خلال:
- ظهور أشكال عمرانية متضاربة وغير متجانسة فيما بينها وهذا لاختلاف طبيعة أنسجتها وكذا مرجعية نشأتها .
- ظهور الأحياء الفوضوية والعشوائية على ضواحي المدينة.
- عدم التحكم في النمو السكاني المتزايد والسريع.