|
قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الزلزال عقاب رباني للمسلم وغير المسلم؟ ولكل واحد منها سبب؟ وغاية؟
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2023-02-12, 10:47 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
الزلزال عقاب رباني للمسلم وغير المسلم؟ ولكل واحد منها سبب؟ وغاية؟
نصيحة حول الزلازل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإن الله تعالى حكيم عليم فيما يقضيه ويقدره، كما أنه حكيم عليم فيما شرعه وأمر به، وهو عز وجل يخلق ما يشاء من الآيات، ويقدرها تخويفا لعباده وتذكيرا لهم بما يجب عليهم من حقه، وتحذيرا لهم من الشرك به ومخالفة أمره وارتكاب نهيه كما قال الله تعالى : وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا[سورة الإسراء:59]، وقال تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ[سورة فصلت:53]، وقال تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ[سورة الأنعام:65] الآية. وروى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لما نزل قول الله تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعوذ بوجهك، قال: أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ قال: أعوذ بوجهك[1]. وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن مجاهد في تفسير هذه الآية: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ قال: الصيحة والحجارة والريح. أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ قال: الرجفة والخسف". ولا شك أن ما حصل من الزلازل في هذه الأيام في جهات كثيرة هو من جملة الآيات التي يخوف الله بها عز وجل عباده. وكل ما يحدث في الوجود من الزلازل وغيرها مما يضر العباد ويسبب لهم أنواعاً من الأذى، كله بأسباب الشرك والمعاصي، كما قال الله تعالى : وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[سورة الشورى:30]، وقال تعالى: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ[سورة النساء:79]، وقال تعالى عن الأمم الماضية: فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ[سورة العنكبوت:40]. فالواجب على جميع المكلفين من المسلمين وغيرهم، التوبة إلى الله تعالى، والاستقامة على دينه، والحذر من كل ما نهى عنه من الشرك والمعاصي، حتى تحصل لهم العافية والنجاة في الدنيا والآخرة من جميع الشرور، وحتى يدفع الله عنهم كل بلاء، ويمنحهم كل خير، كما قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[سورة الأعراف:96]، وقال تعالى في أهل الكتاب: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ[سورة المائدة:66]، وقال تعالى: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ غ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ غ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ[سورة الأعراف:97–99]. وقال العلامة ابن القيم - رحمه الله - ما نصه: "وقد يأذن الله تعالى للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله تعالى، والندم كما قال بعض السلف، وقد زلزلت الأرض: إن ربكم يستعتبكم". وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وقد زلزلت المدينة، فخطبهم ووعظهم.، وقال: "لئن عادت لا أساكنكم فيها" انتهى كلامه رحمه الله. والآثار في هذا المقام عن السلف كثيرة. فالواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات والكسوف والرياح الشديدة والفياضانات البدار بالتوبة إلى الله تعالى ، والضراعة إليه وسؤاله العافية، والإكثار من ذكره واستغفاره كما قال صلى الله عليه وسلم عند الكسوف: فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره[2]. ويستحب أيضاً رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ارحموا ترحموا[3]، الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء[4]، وقوله صلى الله عليه وسلم: من لا يرحم لا يرحم[5]. وروي عن عمر بن عبد لعزيز رحمه الله أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة أن يتصدقوا. ومن أسباب العافية والسلامة من كل سوء، مبادرة ولاة الأمور بالأخذ على أيدي السفهاء، وإلزامهم بالحق وتحكيم شرع الله فيهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال ïپ•: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[سورة التوبة:71]، وقال تعالى: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ غ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ[سورة الحج:40–41]، وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا غ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ[سورة الطلاق:2–3]... والآيات في هذا المعنى كثيرة، وقال صلى الله عليه وسلم: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته[6] متفق على صحته، وقال صلى الله عليه وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه[7] رواه مسلم في صحيحه. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً، وأن يمنحهم الفقه في الدين وأن يمنحهم الاستقامة عليه، والتوبة إلى الله من جميع الذنوب، وأن يصلح ولاة أمر المسلمين جميعاً، وأن ينصر بهم الحق، وأن يخذل بهم الباطل، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده، وأن يعيذهم وجميع المسلمين من مضلات الفتن، ونزغات الشيطان، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية الإفتاء عبد العزيز بن عبد الله بن باز
|
||||
2023-02-12, 10:49 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
المصائب والكوارث وأسبابها
السؤال: يقول كثير من الشاكين: بأن ما حدث في اليمن ليس إلا عارضًا طبيعيًا جاحدين بذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم؟ الزلازل التي وقعت - نسأل الله العافية من شرها- وقعت لإخواننا في اليمن، وهي مصيبة عظيمة، نسأل الله أن يجبر المصابين من المسلمين، وأن يتغمدهم برحمته، وأن يجعلهم شهداء، فإن ميت الهدم شهيد من المسلمين، فنسأل الله أن يكتب لهم الشهادة، وأن يصبرهم، ويمنح أقاربهم، وأهاليهم الصبر، والاحتساب، وأن يعلي لهم الأجور، ويحسن عزاءهم؛ فإنه -جل وعلا- على كل شيء قدير. ولا شك أنها أمور خطيرة، وأن هذه الزلازل، والبلايا من الوباء العام، والرياح العواصف، والسيول الجارفة كلها من العقوبات العامة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فيجب الحذر من هذه الأمور، ويجب على المسلمين أن ينتبهوا، وأن يستقيموا على أمر الله؛ ليدفع عنهم ما يضرهم؛ فإن الله -جل وعلا- يقول: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]. ولا شك أن الزلازل، والرياح العاصفة القاصفة التي تضر الناس، لا شك أنها من المصائب العظيمة، وهكذا السيول الجارفة التي تدمر المنازل، وتدمر الأشجار، وتهلك الحرث، والنسل، لا شك أنها من البلاوي، وهكذا الوباء العام من المصائب، ولا تقع هذه المصائب إلا بأسباب كسب الناس، فإن الله يقول سبحانه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]. فالمصائب من كسبنا من المعاصي والمخالفات وعدم القيام بأمر الله تعالى وعدم التمسك بما شرع الله ïپ• وقد تكون العقوبات أكبر من هذا، قد يسلط الأعداء الكفرة على المسلمين بأسباب ذنوبهم، وأعمالهم، كما جرى يوم أحد لما غير الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، ولما لم يستقم الرماة على محلهم، ولم يثبتوا في مقرهم الذي أوصاهم به النبي صلى الله عليه وسلم لما أخلوا به، وغيروه؛ سلط عليهم الأعداء، وفيهم النبي ï·؛ سلط الأعداء على المسلمين من أهل مكة، ودخلوا على المسلمين من خلفهم، ومن أيمانهم، وصارت الكارثة العظيمة، وقتل من قتل، وجرح من جرح من المسلمين، وصارت الهزيمة على المسلمين بأسباب عدم القيام بالواجب، وبسبب الإخلال بالموقف الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم للرماة أن يقفوه، وأن يلزموه، فلما أخلوا به، وتنازعوا، وفشلوا؛ صارت المصيبة على المسلمين. فلا شك أن المصائب تأتي بأسباب أعمالنا، وكسبنا، وتقصيرنا في أمر الله تعالى سواء كانت المصائب زلازلًا، أو سيولًا جارفة، أو رياحًا عاصفة، أو أمراضًا عامة، أو غير هذا من المصائب، أو جدب، وقحط عام، أو غير هذا، فكل ما يضر الناس من المصائب، والبلايا العامة، كلها من آثار ذنوبهم، وآثار اقترافهم ما حرم الله تعالى والمعاصي متى ظهرت؛ ضرت العامة. أما قول أنها عوارض طبيعية، هذه من أقوال الكفرة، والغافلين عن الله تعالى يرون المنكرات، ويرون العقوبات، ويرون الشرور، ولا يتنبهون، ولا يتحركون، نسأل الله العافية. ومثل ما قال عن بعضهم قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ [الأعراف : 95] إذا جاءت المصيبة قالوا: قد مس آباءنا، يعني هذا قد وقع فيمن قبلنا، وهو مستنكر، وهكذا نسأل الله العافية. موقع الشيخ ابن باز |
|||
2023-02-12, 10:50 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
الزلزال عقاب للمسلم وغير المسلم؟ ولكل واحد منهما أسبابه؟ والغاية منه؟
القره داغي الإخونجي يفسر زلزال تركيا تفسيراً علمياً وأنه حادث طبيعي ويستبعد التفسير الديني له من كونه عقاب رباني.. ويعتبر من يقول بأنه عقاب ديني بأنه سجين العاطفة. أحد الإخوان المتفلسفين من على قناة البلاد يعتبر أن زلزال تركيا ظاهرة طبيعية لا علاقة لها بالدين ويقول أن الزلزال الذي ورد في سورة الزلزلة يتعلق بيوم القيامة، ويفسر زلزال تركيا تفسيرا علميا ويستبعد إمكانية أن يكون الزلزال عقاب رباني لأنه لم يحصل في أراضي النظام السوري [بعامة/موقع ومركز الزلزال/ وبخاصة في دمشق] أو بلدان لا يحكمها الإخوان. |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc