سلام الله و رحمته و بركاته
حيا الرحمن رواد الفضاء النقدي الأدبي
من الإشكالات التي يقع فيها الكثير من الطلبة و المهتمين بالدرسات النقدية
هي صعوبة التفريق بين النقد السياقي و النقد النسقي . لهذا وَددتُ التطرق لهذا الموضوع
لمحاولة فك عجمة الإشكال .
قبل الخوض في البحث عن الإجابة ، علينا أولاً تفكيك المصطلح من أجل التبسيط و محاولة الفهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النقد عملية تحليلية و تقييمية للأعمال الأدبية وفق مناهج نقدية و معايير مضبطة .
السياق هو ما يحيط الشيء من عوامل خارجية
النسق هو المحتوى و البنية الداخلية للشيء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتقل معا لتعريف المصطلحين
في النقد الأدبي :
النقد السياقي : هي المناهج التي تدرس سياق النص أي العوامل المحيطة بالنص ، كالمنهج التاريخي الذي يهتم بالأحداث و الوقائع التاريخية ، و المنهج النفسي أو تحليل نفسي الذي يعتمد على آليات علم النفس في دراسة النص و يهتم بدراسة نفسية المبدع و عقده النفسية إن توفرت ، و المنهج الإجتماعي الذي يهتم بدراسة المجتمع .
أما
النقد النسقي : فهي المناهج التي اهتمت بدراسة البنية الداخلية [ يعني النص فقط ] و أهملت العوامل الخارجية للنص [ المناهج : التاريخي ، النفسي ، الإجتماعي ]
حينما نحاول التفريق بينهما نلاحظ بأن :
أهملت المناهج النسقية أهمها البنيوية كل ما يحيط بالنص ، حتى أنها نادت بموت المؤلف و دراسة المتن أو العمل الأدبي لذاته و لأجل ذاته فقط . معنى هذا الكلام أن الدارس يهتم بالنص فقط ، لا يهتم بالمؤلف و لا بمولده أو نفسيته أو مجتمعه ، و يدرس النص باللغة من أجل اللغة فقط لا من أجل التقرعيج أو التواصل 😏 ، هدفه البحث عن جمالية النص فقط . في حين بالغت المناهج السياقية بدارسة العوامل الخارجية و أهملت النص . الفرق بينهما المناهج السياقية أهملت النسق [النص ]
لكنها لم تلغه تماما على عكس ا
لنقد النسقي الذي ألغى تماما دور المؤلف و الظروف المحيطة به .
أرجو أني وفقت في شرح الفكرة
.