في السنة الأولى من عمر الطفل يكون تأخر التطور الاجتماعي للطفل أولى العلامات فتأخر ابتسام الطفل بعد عمر ثلاثة شهور هو من علامات التأخر الذهني.
وأيضاً تأخر الضحك وتأخر تعرف الطفل على أمه من علامات التأخر الذهني
في بداية الطفولة يكون تأخر الطفل في الكلام وتأخر التحكم في عملية الإخراج من العلامات المهمة الدالة على التأخر الذهني.
وفي أواخر الطفولة فإن تأخر الطفل في عملية التعليم واستيعاب الدروس هي ظاهرة رئيسية للإعاقة الذهنية.
ولكن قبل تشخيص التأخر الذهني يجب أولا أن نستبعد أسباباً أخرى مثل الصمم وفقد البصر والضعف العضلي حيث إن هذه الأسباب تسبب أيضا تأخر التطور الاجتماعي للطفل..
التأخر الذهني عند الطفل لها درجات.
في السنة الأولى غالبا ما يكون شديداً وواضحاً ويحتاج إلى رعاية كاملة وهذا الطفل غالبا لا يلتحق بالمدارس العادية عندما يكبر ولكن يلتحق بمدارس خاصة بالتربية الفكرية.
التأخر الذهني المكتشف أثناء الطفولة المبكرة غالبا ما يكون متوسط الدرجة لكن الطفل يحتاج إلى مدارس خاصة بالتربية الفكرية، ولا يدخل الطفل المدارس العادية. أما التأخر الذهني المكتشف في فترة الطفولة المتأخرة تكون غالبا بسيطة وبإمكان هؤلاء الأطفال إنهاء المرحلة الابتدائية.
أسباب التأخر الذهني قبل الولادة
إن إصابة الأم بالعدوى أثناء الحمل بالدرن أو العدوى الفيروسية مثل الحصبة الألمانية والانفلونزا وشلل الأطفال والجدري بالإضافة إلى انتقال الأمراض الوراثية من الأبوين إلى الجنين تؤدي إلى التأخر الذهني.
أما أثناء الولادة:
فإن حدوث نقص في الأكسجين للطفل أثناء الولادة خاصة الولادة المتعسرة أو حدوث نزيف بالمخ أثناء الولادة تعتبر من الأسباب الرئيسية للإعاقة الذهنية.
أما بعد الولادة:
فمن مسببات التأخر الذهني: التهابات الجهاز العصبي والتهاب أنسجة المخ أو الالتهاب السحائي، حدوث إصابات للرأس ونقص الأكسجين وحدوث تشنجات ونقص السكر بالدم وتعرض الطفل للسموم مثل الرصاص وأيضا الأمراض الوراثية التى تسبب ضمور خلايا المخ مثل مرض تاي ساك وشيلدر والأمراض الوراثية التي تسبب اضطراباً في العمليات الحيوية لبعض المواد في الدم مثل:
الجلاكتوزيميا (galactosemia)
والفينيل كيتون يوريا (phenylketonuria)
وفشل الغدة الدرقة الوراثي (congenitalhypothyroidism ).
تنقسم أسباب التأخر الذهني عند الأطفال إلى قسمين هما :
أسباب بيئية:
وهي تمثل 90% من أسباب التأخر الذهني، وغالبا ما تكون درجة التأخر الذهني، بسيطة ولا يوجد مرض عضوي بالجسم يسبب التأخر الذهني ولكن عوامل بيئية تتدخل مثل الفقر، وسوء الحالة الاقتصادية للأسرة والعدوى المبكرة وسوء الرعاية الصحية وتوافر الحدود الدنيا للتعليم.
أسباب عضوية:
وتمثل 10% من أسباب التأخر الذهني ويكون التأخر الذهني متوسط أو متقدم أو شديد ورغم وجود مائة سبب للإعاقة الذهنية لكن الأسباب لا يمكن تحديدها إلا في 50% من الحالات فقط ومن هذه الأسباب العوامل الوراثية واضطراب الكروموسومات مما يؤدي إلى أمراض وراثية من أعراضها التأخر الذهني وأيضا الشلل العقلى ( cerebral palsy ) ولهذين السببين يكون التأخر الذهني ثابت وممكن أن يحدث بعض التقدم بمرور الوقت.
أما في حالة الأمراض المرتبطة باضطراب العمليات البيولوجية في الجسم مثل الأمراض المتعلقة بتمثيل البروتينات واضطراب الأحماض الأمينية فيحدث التأخر الذهني وبمرور الوقت تتدهور حالة المريض إلى الأسوأ.
منع التأخر الذهني
في حالات التأخر الذهني الوراثية التي لا يمكن علاجها يمكن منع التأخر الذهني أو ولادة طفل معوق ذهنياً، وذلك بفحص الزوج والزوجة قبل الزواج من الناحية الجينية والوراثية وأيضا أثناء الحمل إذا تم تشخيص الحالة فيتم التعامل مع الطفل المصاب
وهناك التشخيص المبكر للحالات خاصة الحالات الممكن علاجها مثل :
جالاكتوزيميا (glactosemia) وفينيل كيتون يوريا (phenylketonuria) وفشل الغدة الدرقية الوراثي congenitalhypothyroidism.
وفي الدول المتقدمة يتم عمل مسح لكل الأطفال فور ولادتهم لاكتشاف هذه الحالات فالعلاج المبكر يمنع حدوث التأخر الذهني في هذه الحالات وهذا المسح يشمل أشعة على الركبة ونسبة هرمون الغدة الدرقية (T3 .T4) ووجود مواد مختزلة في البول في حالة الجالاكتوزيميا وعمل اختبار اكسيد الكلوريد في البول في حالات الفينيل كيتون يوريا.
كما يمكن تجنب الأسباب التي تؤدي إلى التأخر الذهني المكتسب والناشئ عن أسباب غير وراثية مثل :
تجنب حدوث الزرقان ونقص الاكسجين عند الطفل أثناء الولادة يقي الطفل من حدوث التأخر الذهني.
وفي حالات الالتهابات والعدوى بالجهاز العصبي مثل التهاب أنسجة المخ والالتهاب السحائي فإن التشخيص المبكر والعلاج الفوري والمناسب يقي الطفل من حدوث التأخر الذهني لاحقا.
وفي حالات الغيبوبة التي تحدث للأطفال والتي قد تسبب ضرر خلايا المخ مما يؤدي إلى التأخر الذهني فإن التشخيص السريع والعلاج الصحيح وإعطاء الطفل الأوكسجين والجلوكوز يؤدي إلى عدم تضرر خلايا المخ وبالتالي تمنع حدوث التأخر الذهني، العلاج الصحيح لمرضى الصرع ومنع حدوث نوبات طويلة.
علاج التأخر الذهني :
في الأمراض التى يتم تشخيصها والتي يمكن علاجها فإن التشخيص المبكر والعلاج السريع يمنع حدوث التأخر الذهني أو يوقف تقدمه وأمثلة ذلك في حالات فشل الغدة الدرقية الوراثي فإن المريض يحتاج إلى هرمون الغدة الدرقية مدى الحياة.
وفى حالات الجلاكتوزيميا فإن إعطاء الطفل لبناً خالياً من الجلاكتوز يقي الطفل من التأخر الذهني وفي حالة الفينيل كيتون يوريا فإن تغذية الطفل بلبن خال من مادة فينيل كيتون كفيل بحماية الطفل من حدوث التأخر الذهني، خلاف ذلك فإن علاج الحالات غير القابلة للعلاج هو تقديم العون للأبوين والطفل، ويجب العناية بالأبوين حيث انها صدمة كبيرة أن يعلما أن طفلهما معوق ذهنياً لذا وجب تقديم كل العون لهما، فالأبوان غالبا ما يشعران بغضب شديد تجاه أول طبيب شخص حالة ابنهما، عليه فإن الطبيب الحكيم يجب أن ينتظر حتى تكتشف الأم بنفسها أن الطفل لا ينمو بصورة طبيعية ثم بعد ذلك يخبرهما بحقيقة المرض. ويجب على الأبوين عمل فحص جينات (genetic counselling) لمعرفة احتمالات حدوث المرض في أطفالهم القادمين وتلقي النصيحة الطبية.
كما على الطبيب تقديم النصح المستديم والمتواصل للأبوين في كيفية العناية بالابن المعوق، يهدف علاج الابن المعوق ذهنياً إلى محاولة جعل حياته طبيعية إلى أقصى حد ممكن وذلك بالعلاج بالأدوية.
الحقيقة انه لا يوجد دواء سحري
يمكن ان يعيد خلايا المخ الميتة لأن خلايا المخ لا تتجدد ولكن بعض الأدوية مثل (Encephabol)
(Nootropil) (Piracetam) أثبتت انها مفيدة في تحسين حالة المريض كما ان الرعاية المستديمة واللصيقة للطفل المعوق مهمة جدا لمنع حدوث حوادث أو تسمم أو إصابات والتي ممكن وبسهولة ان تحدث لهذا الطفل وأيضا معاونة الطفل في الغذاء ومساعدته في القيام بالوظائف الأخرى حتى يعيش حياة طبيعية كما أنه يجب إلحاق الطفل بالمراكز المتخصصة في هذا المجال التي تقدم برامج خاصة للطفل المعوق ذهنياً وتقدم له برامج تعليمية خاصة فهذا الطفل المعوق من حقه ان ينال أحسن الفرص المتاحة لكي يعيش طبيعياً بقدر الامكان.