السلام عليكم
موضوع اليوم كما في العنوان عما يسمى بـ "التسمم بالزرنيخ"
امتلك الزرنيخ منذ بداية الإمبراطورية الرومانية وحتى العصر الفكتوري، أفضل الألقاب بجدارة فقد لُقِب بملك السموم و سُمِ الملوك، إذ يضج التاريخ بالعديد من محاولات الاغتيال التي قام بها الملوك وعامة الناس على حد سواء لتحقيق مكاسب شخصية، والتي تمت باستخدام مركبات الزرنيخ عديمة الرائحة واللون، بعبارة أخرى مركبات السم المثالية مما يجعله موضوع يستحق البحث فيه.
.
أولا ما هو الزرنيخ ؟
.
الزِرْنِيْخ هو عنصر كيميائي رمزه As وعدده الذرّي 33؛ ويقع ضمن عناصر الدورة الرابعة وفي المجموعة الخامسة عشر (المجموعة الخامسة وفق ترقيم المجموعات الرئيسية) في الجدول الدوري . يمكن أن يُعثَر على الزرنيخ بشكله العنصري الحرّ في الطبيعة، فهو بذلك من المعادن وفق تصنيف الجمعية الدولية للمعادن؛ لكن ذلك نادر الحدوث ومحدود الانتشار، إذ حتى سنة 2011 سُجّل فقط 330 موقعاً جغرافياً حاوياً على الزرنيخ العنصري الحرّ.
يكون تركيز الزرنيخ في القشرة الأرضية قريباً من وفرة عنصرَي اليورانيوم والجرمانيوم؛ وذلك بمقدار حوالي 1.5 جزء في المليون (0.00015%) وسطياً من تركيبها، وهو بذلك يقع في المجال الأوسط بين العناصر الكيميائية من حيث ترتيب الوفرة فيها. يمكن أن يُعثَر على الزرنيخ في الطبيعة نتيجةً للثورات البركانية التي تنشر أكسيد الزرنيخ الثلاثي على شكل هباءٍ جوّي
.
ثانيا : التسمم بالزرنيخ :
.
التسمم بالزرنيخ (بالإنجليزية: Arsenic poisoning) هي حالة طبية سببها ارتفاع مستويات الزرنيخ في الجسم. في حالة حدوث التسمم بالزرنيخ، يمكن أن تشمل الأعراض التقيؤ، آلام في البطن، التهاب الدماغ، الإسهال الذي يحتوي الدم، ويمكن أن تتطور الأعراض لاحقاً لتشمل: السرطان، فرط التصبغ، أمراض القلب، التنميل. تعد المياه الجوفية والتي تحتوي على نسب من الزرنيخ بتراكيز مرتفعة المصدر الأساسي للتسمم بالزرنيخ. في دراسة أجريت عام 2007 وجد أن أكثر من 137 مليون شخص في أكثر من 70 دولة أصيبوا بالتسمم بالزرنيخ والذي مصدره المياه الجوفية.
عند التسمم بالزرنيخ بالفم يكون هناك إحساس بطعم قابض يعقبه بعد ابتلاعه فترة كمون لا يظهر بها أعراض تتراوح ما بين 15 دقيقة إلى بضع ساعات حسب محتوي المعدة من الطعام ونوعه، إذ يؤخر وجود طعام دهني امتصاص الزرنيخ لفترات طويلة بينما يعجل الامتصاص تعاطي الزرنيخ على صورة محلول في مشروب ساخن . و تبدأ أعراض التسمم بالصداع، والارتباك، والإسهال الشديد (يشبه الكوليرا ) ينشأ عنه جفاف شديد، والنعاس.
.
ثالثا : مسببات هذا التسمم :
.
• شرب الماء :
التلوث بالزرنيخ المزمن ينتج من تلوث مياه البئر لفترة زمنية طويلة. العديد من المياه الجوفية تحتوي على تركيز عالي من أملاح الزرنيخ. منظمة الصحة العالمية توصي بحد أقصاه 0.01مغ/ل( 10 أجزاء بكل بليون) من الزرنيخ بمياه الشرب. هذه التوصية تم إقرارها ارتكازا على أجهزة مخبرات ذات محدودية في التشخيص في وقت نشر توجيهات منظمة الصحة العالمية التي تتعلق بجودة المياه. دراسات حالية وجدت أن استهلاك المياه بمستويات منخفضة من الزرنيخ تصل إلى 0.00017مغ/ل(0.17 جزء لكل بليون) لمدة طويلة قد تؤدي إلى التسمم بالزرنيخ
• التعرض المهني :
بسبب سميته العالية نادرا ما يستخدم الزرنيخ في الغرب، على الرغم من أنه في اسيا لا يزال مبيد حشرات مشهور. الزرنيخ يمكن ان يُتعرض له في اماكن صهر خامات الزنك والنحاس.
• الطعام :
لقد تم اكتشاف أن الأرز تحديدًا معرض لتكوم الزرنيخ من التربة. الأرز المزروع في الولايات المتحدة يحتوي على معدل260 جزء بالبليون من الزرنيخ ولكنها تبقى تحت المستوى الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية. الصين لديها معيار لحد الزرنيخ في الطعام (150 جزء في البليون)، كما ان المستويات في الأرز تفوق المستويات في الماء.
.
رابعا : المضاعفات الناتجة عن التسمم بالزرنيخ :
.
في حالة التعرض المستمر للتسمم وزيادة كمية الزرنيخ الداخل إلى الجسم يتطور الأمر من الأعراض البسيطة التي يمكن علاجها إلى أمراض مزمنة وخطيرة مثل:
السرطان: التسمم بالزرنيخ ودخول المواد شديدة السمية إلى الجسم تكون سبب في حدوث الطفرات الجينية والخلل في هرمونات الجسم الأساسية وهو الأمر الذي قد يسبب السرطان خاصة سرطان المعدة والقولون.
الإضرار بالكبد: يعد الكبد من أهم أعضاء الجسم في الإنسان، وهو العضو المسئول عن التعامل مع السموم والعمل على طردها من الجسم، ولكن ذلك في حالة السموم البسيطة التي تكون موجودة في الطعام، أما في حالة التسمم بالزرنيخ فتكون المواد السامة أعلى من المعدل الذي يستطيع الكبد التعامل معه وهو الأمر الذي يسبب التهابات مزمنة في الكبد، ويؤثر على إنزيمات الكبد ويؤدي إلى الإصابة بتليف الكبد وفشله في النهاية.
الفشل الكلوي: من مضاعفات التسمم بالزرنيخ الفشل الكلوي، فالجهاز البولي في الجسم يقوم بالتخلص من السموم من خلال الكلى، ومنها يتم طرد السموم في مجرى البول، لكن مع ازدياد نسبة السموم في الجسم تصاب أنسجة الكلى بالتلف وهو ما يسبب الفشل الكلوي.
مرض السكري: يعد مرض السكري من مضاعفات التسمم بهذا العنصر الكيميائي والذي يؤثر على كفائة البنكرياس ويصيبه بالخلل في إفراز الأنسولين وبالتالي ضعف قدرة الجسم على التعامل مع الجلوكوز الزائد في الجسم.
اما الجرعة الزائدة فهي حتما تؤدي الى الموت .. و هذا يجعلنا ننتقل الى :
.
خامسا : التسمم بالزرنيخ عبر التاريخ :
.
اكتشف هيبوقراط خواص الزرنيخ السمية، حيث وصف عام 370 ق.م أعراض مغصٍ بطنيٍّ عند شخصٍ يعمل بالتعدين، وكانت الخصائص مشابهةً لما وصف به الزئبق والزرنيخ من قبل بليني (Pliny) في القرن الأول ق.م وثيوفراستوس (Theophrastus of Erebus) في القرن الرابع ق.م، أما الفيزيائي الإغريقي Pedanius Dioscorides في بلاط الإمبراطور نيرو الروماني فقد وصف الزرنيخ بأنه سمٌ.
إن تمتع المركبات الزرنيخية غير العضوية بانعدام الرائحة والطعم (كالزرنيخ الأبيض) جعلت منها سمًّا مثاليًّا؛ فقد كان من الصعب اكتشاف التسمم بالزرنيخ لأن أعراضه الأولية تحاكي تسمم الطعام، وتكفي جرعةٌ واحدةٌ منه لتسبب إسهالًا شديدًا وإقياءً وشللًا ثم الموت. وبسبب فاعليته هذه كان السم المفضل لدى الفئات الحاكمة لقتل منافسيها وأعدائها، وأصبح يعرف باسم سم الملوك وملك السموم.
في عهد النهضة في أوروبا، وصل التفنن بالتسميم إلى قمته، وأصبح التعاقد لتسميم جارٍ مزعجٍ عرفًا اجتماعيًّا، وكان صاحب السم يضع خدماته وأسعاره ليأتي الزبون ويسمي له الضحية وبذلك يتم الاتفاق. أما الدفع فيكون بعد انتهاء المهمة.
لكن، منذ القرن 18، تضاءلت حوادث التسمم بسبب تطور طرق فحص الجثة بعد الوفاة، وفي عام 1836 طور الكيميائي الإنكليزي James Marsh اختبارًا كيميائيًّا ناجحًا حول سم الزرنيخ وعدله لاحقًا السويدي Jöns Jacob Berzelius ليعرف باسم اختبار مارش-برزيليوس
و من ابرز الشخصيات التاريخية التي ماتت مسممة بالزرنيخ :
.
فرانشيسكو الأول دي ميدشي
اقترحت الأدلة الجنائية التي كشفها العلماء الإيطاليين أن فرانشيسكو (1541-1587) و زوجته قد سمموا، من المحتمل من قبل أخاه وخليفته فرديناندو.
جورج الثالث ملك المملكة المتحدة
لقد كانت صحة الملك جورج الثالث (1738-1820) قلق خلال فترة حكمه. لقد عانى من نوبات متكررة من المرض العقلي والجسدي، خمسة منهم تعيقه بما فيه الكفاية لتطلب من الملك الانسحاب من مهامه. أكد الباحثين في عام 1969 أن نوبات الجنون والأعراض الجسدية الأخرى بأنها مجسدة في مرض بورفيريا، الذي كان محدد في الأسرة المباشرة والمددة. بالإضافة، أظهرت دراسة في 2004 لعينات لشعر الملك مستويات مرتفعة من الزرنيخ، الذي ممكن أن يكون أثر أعراض المرض اقترحت مقالة في 2005 في مجلة طبية (لانسيت) انه يمكن أن يكون مصدر الزرنيخ هو عنصر الإثمد المستخدم كعنصر ثابت في علاج الملك. يعثر على هذين المعدنين في نفس الأرض، وفصل المعادن لم يكن دقيقا في ذلك الوقت لفصل الزرنيخ عن المركب الذي يحتوي الإثمد.
ثيودور يورسينوس
ثيودور غوتتليب يورسينوس (1749-1800) و هو موظف حكومي بروسي رفيع المستوى ومسؤول قضائي، قد سمم من قبل زوجته شارلوت يورسينوس (1760-1836). أُعلن في ذلك الوقت أن سبب الوفاة هو سكتة دماغية، لكن بعد وقت قصير(1797-1801) وُجد ان الأرملة لم تسمم فقط زوجها لكنها سممت عمتها وعشيقها، كما حاولت تسميم خدمها في عام 1803. أدت محاكماتها المثيرة إلى أول طريقة موثوقة للكشف عن التسمم بالزرنيخ.
نابليون الأول
لقد تم اقتراح معاناة وموت نابليون الأول من التسمم بالزرنيخ خلال سجنه في جزيرة سانت هيلينا. أظهرت عينة الطب الشرعي لشعره مستويات مرتفعة، أكثر ب13 من الكمية الطبيعية للعنصر، إلا أن هذا لا يثبت تعمد التسميم من أعداء نابليون: استخدم زرنيخ النحاس في بعض أوراق الحائط كصبغة، إضافة إلى ذلك قد يحصل إطلاق للزرنيخ من الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في البيئة المحيطة. القضية مشكوك فيها بغياب العينات الموثوقة بشكل واضح لورق الحائط. تظهر عينات الشعر المأخوذة خلال حياة نابليون مستويات للزرنيخ، لهذا لا يمكن للزرنيخ في التربة أن يلوث عينات فحص الجثة. حتى بدون ورق الحائط والتربة الملوثة، زود الاستخدام التجاري للزرنيخ بذلك الوقت عدة طرق استطاع نابليون بها استهلاك زرنيخ كافي ليترك أثر شرعي.
سيمون بوليفار
قائد أمريكا الجنوبية المستقل سيمون بوليفار(1783-1830)، وفقا لبول أويرتر من شعبة الأمراض المعدية في دائرة الطب في مدرسة طب جامعة جونز هوبكنز يمكن أن يكون سبب الموت التسمم بالزرنيخ المتكرر، أيضا تعقدت بسبب توسع القصبات و سرطان الرئة. اعتبر أويرتر أن القتل والتسمم الحاد بالزرنيخ غير مرجح، بحجة أن التعرض التدريجي البيئي ممكن حدوثه كنتيجة لشرب الماء الملوث في بيرو أو عن طريق استخدام طبي للزرنيخ (الذي كان شائع في ذلك الوقت) كما قيل أن بوليفار لجأ إليه خلال علاجه من بعض أمراضه.
تشارلز فرانسيس هول
مات المستكشف الأمريكي تشارلز فرانسيس هول(1821-1871) بشكل مفاجئ خلال ثالث بعثاته إلى القطب الشمالي على متن سفينة بولاريس. شرب هول كوب من القهوة بعد رجوعه من بعثة التزلج وسقط مريضا بشكل عنيف. وصف انهياره بالنوبة. عانى من الاستفراغ وهذيان خلال الأسبوع، ثم بدأ يتحسن لعدة أيام. اتهم العديد من مرافقين السفينة، بما فيهم طبيب السفينة إيميل بيزيلس الذي كان لديه خلافات طويلة معه بأنه سممه. بعد فترة قصيرة، عانى هول من الأعراض نفسها، مات وأخذ للشاطئ ليتم دفنه. بعد عودة البعثة أقر تحقيق البحرية الأمريكية أن هول مات من السكتة. سافر كاتب سيرة هول شاونسي سلوميس بروفيسور في كلية دارتموث في عام 1968 إلى جرينلاند لاستخراج جثة هول. حوفظ على جثة هول وكفن العلم والملابس والتابوت بشكل جيد بسبب التربة الصقيعية. أظهرت عينات نسيج العظم والأظافر والشعر أن هول مات بسبب جرعة كبيرة من الزرنيخ في آخر أسبوعين من حياته، بلغ أعضاء المجموعة أنها ثابتة مع الأعراض. من الممكن ان هول داوى نفسه بأدوية وصفها له الدجال حيث انها كانت تحتوي على الزرنيخ، لكن من الممكن أن يكون مقتولا عن طريق بيزليس أو أحد أعضاء البعثة.
كلير بوث لوس
كلير بوث لوس(1903-1987) السفيرة الامريكية في إيطاليا(1953-1956)، لم تمت بسبب التسمم بالزرنيخ، ولكنها عانت من اعراض جسدية ونفسية وازدات هذه الاعراض حتى تعرضت لمادة الزرنيخ. تتبع أثر مصدره إلى تساقط دهان الزرنيخ-المثقل على سقف غرفة نومها. من الممكن أنها تناولت طعاما ملوثا بالزرنيخ نتيجة تساقط دهان السقف في غرفة الطعام.
الإمربراطور جوانجكسو
أكدت فحوصات جمهورية الصين الشعبية في عام 2008 أن الإمبراطور الثاني قد سمم بجرعة كبيرة من الزرنيخ، تتضمن الاشتباهات عمته الميتة، الإمبراطورة الأرملة تسيشي و رجلها يوان شيكاي.
فار لاب
مات فرس الرهان المشهور الناجح فار لاب فجأة في عام 1932. أخذ التسمم بعين الاعتبار كسبب للموت وأنجزت العديد من فحوصات الطب الشرعي في وقت الموت. في فحص مؤخر، بعد موته ب 75 سنة، حدد علماء الطب الشرعي أن الحصان ابتلع جرعة كبيرة من الزرنيخ بفترة قصيرة قبل موته.
ملك العراق فيصل الأول
وفقا لممرضته البريطانيه، السيدة بادجيت، عانى ملك العراق فيصل الأول من أعراض مشابهة لأعراض التسمم بالزرنيخ خلال زيارته الأخيرة لسويسرا للعلاج في عام 1933 عندما كان في سن ال48، حيث ان الاطباء السويسريين قالو ان حالته الصحية جيدة في اليوم الذي سبق ظهور الاعراض.
أندرسون مازوكا
قائد المعارضة الشعبية في زامبيا، أندرسون مازوكا، الذي تدهورت صحته بعد الاننخابات الرئاسية في 2001، اتُهم عدة مرات موظفون الحكومة بتسميمه، أكدت ابنته موتينتا بعد موته في 24 مايو 2006 أنه تم العثور على الزرنيخ في جسمه بعد أن مات من مضاعفات الكلية.
منير سعيد طالب
سمم ناشط في حقوق الإنسان من أندونيسيا اسمه منير سعيد طالب الكثيري بالزرنيخ بطائرة من جاكرتا إلى أمستردام في 7 سبتمبر2004. كان مسافر من شركة طيران مملوكة للدولة غارودا إندونيسيا. استنتج من تشريح جثة منير والشهود العيان أثناء المحاكمة أنه مات قبل الوصول بساعتين إلى شيفول، أمستردام. تناول الزرنيخ خلال عبور الطيران في سنغافور، أو في وقت قريب من ذلك الوقت.
• سادسا : فوائدٌ و استخدامات :
.
الاستخدام الزراعي :
في بداية القرن العشرين، آمن المزارعون والفلاحون – بما في ذلك الحكومة الأمريكية أيضًا – بفكرة استخدام الزرنيخ كَسُمٍ للفئران ومبيد حشري للمحاصيل وذلك بصدد كونه مادة سامة قوية جداً، لكن الأمر استغرق عدة عقود لإدراك خطورة فكرة رش تلك المادة المسرطنة على المواد الغذائية. وبالرغم من حظر استخدام جميع المبيدات التي تحوي على الزرنيخ منذ عام 1980 إلا أنَ أثاره لا تزال باقية في التربة إلى اليوم.
الاستخدام الطبي:
في عام 1786، قدّم الطبيب البريطاني ثوماس فاولر(Thomas Fowler) مُنَشّط مبني على الزرنيخ وكعلاج لكل العلل عُرِف بمحلول فاولر «Fowler’s solution»، إذ أُستخدم الأخير بشكل شائع في معالجة مشاكل الجلد كالصدفية. ولسوء الحظ، بدأت أثاره – من حيث ازدياد خطر الإصابة بالسرطان- بالظهور لدى الأشخاص الذين استخدموه لا سيما في المناطق التي تم تطبيق المحلول عليها. ليتم الاستغناء عنه تدريجيًا ما بين عامي 1930 و 1950.
ومما يجدر ذكره وفي عام 1910 طوّر الصيدلاني الألماني باول إرليش(Paul Ehrlich) دواء مبني على الزرنيخ سمي بـ Salvarsan، كما عُرف أيضًا بـ Arsphenamine، استخدم كعلاج لمرض الزهري – كان الزهري مرضًا عضالً و متفشيًا في ذلك الوقت- إذ ظلَ الدواء أحد أبرز الأدوية الفعالة المستخدمة في علاج الزهري حتى عام 1940- العام الذي أصبح البنسلين فيه متوفراً.
اعُتبر تطوير إيرليش لذلك الدواء الخطوة الأولى تجاه العلاج الكيميائي الموجه. إذ يُستخدم اليوم أكسيد الزرنيخ الثلاثي ( arsenic trioxide) كدواء فعال جدًا لعلاج الأشخاص المصابين بمرض ابيضاض سلائف النقويات الحاد ( acute promyelocytic leukemia).
الاستخدام الصناعي :
يخلط الزرنيخ أحيانًا مع الرصاص لإنتاج معدنٍ أكثر صلابةً و متانةً، إذ تتضمن بعض مجالات استخدامه بطاريات السيارات و الرصاص (Bullets)، كما شاع استخدام الزرنيخ في صناعة الزجاج، إلا أنَ الضغوطات التي مارستها وكالة حماية البيئة (EPA) و علماء البيئة أدت إلى تثبيط أو توقف استخدامه في صناعة الزجاج.
وبحسب مختبر لوس ألاموس الوطني فإنَ الزرنيخ :
– يحسَن من كروية طلقات الرصاص.
– يستخدم في الألعاب النارية لإعطاء لونٍ إضافي إلى اللهب.
– يستخدم مركب زرنيخيد الغاليوم ( Gallium arsenide) في الليزر الذي يحول الكهرباء إلى ضَوْءٌ مُتَرَابِط.
– يستخدم غالبًا كعامل لزيادة الكفاءة في الأجهزة الترانزستورية.
– تستخدم مركبات الزرنيخ، مثل زرنيخات الكالسيوم و زرنيخات الرصاص، كمبيدات حشرية وفي العديد من السموم.
مع الاسف مازال عدد مشاركاتي في المنتدى غير كافي و الا كنت ادرجت بعض الصور .. اتمنى الكل يستفاد من الطرح .. و دمتم في رعاية الله وحفظه