السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الفلسفة
صرح جمهور الفقهاء بتحريم تعلم الفلسفة
ومن كلامهم في ذلك :
1- قال ابن نجيم (حنفي) في "الأشباه والنظائر" :
" تعلم العلم يكون فرض عين ,
وهو بقدر ما يحتاج إليه لدينه
. وفرض كفاية , وهو ما زاد عليه لنفع غيره . ومندوبا
, وهو التبحر في الفقه وعلم القلب . وحراما ,
وهو علم الفلسفة والشعبذة والتنجيم والرمل وعلم الطبيعيين والسحر
" انتهى من "الاشباه والنظائر مع شرحها:
غمز عيون البصائر للحموي" (4/125).
2- وقال الدردير (مالكي)
في "الشرح الكبير" في بيان العلم الذي هو فرض كفاية: " :
" ( كالقيام بعلوم الشرع ) غير العيني ,
وهي الفقه والتفسير والحديث والعقائد ,
وما توقفت عليه من نحو وتصريف ومعان
وبيان وحساب وأصول ، لا فلسفة , وهيئة ,
ولا منطق على الأصح ".
قال الدسوقي في حاشيته (2/174) :
" ( قوله : على الأصح ) فقد نهى عن قراءته الباجي
وابن العربي وعياض ، خلافا لمن قال بوجوب تعلمه
لتوقف العقائد عليه وتوقف إقامة الدين عليها .
ورد ذلك الغزالي بأنه ليس عند المتكلم من عقائد الدين
إلا العقيدة التي يشارك فيها العوام
وإنما يتميز عنهم بصفة المجادلة " انتهى .
3- وقال زكريا الانصاري (شافعي)
في "أسنى المطالب" (4/182) :
" ( وأما علم ) أي تعلم علم ( الفلسفة والشعبذة
والتنجيم والرمل وعلم الطبائعيين والسحر فحرام ) " انتهى .
4- وقال البهوتي (حنبلي) في "كشاف القناع" (3/34) :
" وعكس العلوم الشرعية علوم محرمة أو مكروهة
فالمحرمة كعلم الكلام ) إذا تكلم فيه بالمعقول المحض ,
أو المخالف للمنقول الصريح الصحيح .
فإن تكلم فيه بالنقل فقط ,
أو بالنقل والعقل الموافق له ,
فهو أصل الدين وطريقة أهل السنة
وهذا معنى كلام الشيخ تقي الدين ,
وفي حاشيته : ما فيه كفاية في ذلك .
( و ) كعلم ( الفلسفة والشعبذة والتنجيم ,
والضرب بالرمل والشعير , وبالحصى
, و ) كعلم ( الكيمياء , وعلوم الطبائعيين )" انتهى .
وينبغي أن يستثنى من التحريم دراستها لأهل الاختصاص
لبيان ما فيها من الانحراف
والرد على ما تثيره من الباطل .
إذا كانت دراسة الفلسفة إلزامية
فينبغي أن تحذر من اعتقاد شيء من باطلها
أو الافتتان برجالاتها
وأن تجدّ في طلب العلم الشرعي
لا سيما ما يتصل بعلم العقيدة
حتى يكون لديك حصانة ومنَعة من الشبهات .
نسأل الله لك التوفيق والسداد .
والله أعلم .