الصدق
هذه ملامحك واضحة جدا بكل تعابيرها...
هذا أنت أمام هذه الفضية المسماة المرآة ماذا لو كنت شفافا أمامها...
كل ما في أعماقك واضح موجك المتلاطم...
آهاتك هذيانك حزنك سعادتك ضجيج روحك كرهك والحب...
هل تستطيع أن تكون صادقا في نقد نفسك وتجميل ما تشوه من هذه التفاصيل وتنميقها...
الصدق هذه الشوكة التي تقف في الحلق واخزة ومؤلمة...
قلائل من يستطيعون إخراجها حتى ولو تركت في الحلق طعما وجيعا...
وكثيرون من يبتلعون متناسين طعمها المرير متكتمين على أوجاعهم وأوجاع الآخرين...
القلائل من يقبلون برد الفعل الواضح والصريح نتيجة الحقائق...
فإلى أي حد تستطيع قول الصدق وتقبل نتائجه عند الطرف الآخر...
إلى أي مدى يتقبل الآخرون صدقك الكثيرون يرونك جارح وهناك من يحب الصدق...
لنفسه فقط وبأنانية مطلقة إلى أي حد أنت صادق مع نفسك...
حتى تكون صادقا مع الآخرين هذه الدوامة وهذا الدوران الذي يشعرك بالغثيان...
هل باستطاعتك تجاوزه لقول كلمة صدق تتغلغل في ثنايا الآخر...
هل بإستطاعتك نفض غبار الكذب عن محياك دائما لتقف أمام المرآة...
وأنت بكامل صدقك مع نفسك لتقول هذا هو أنا وهذا هو وجهي المبتل بنظرات المحبين...
الكنز الأثمن يا صديقي في جيوب فضفاضة وغالبا مثقوبة نتشبث به خشية سقوطه سهوا...
أمام من لا يستحقه الصدق هذه التحفة الفنية أمام نافذة مفتوحة...
في يوم مغبر لنمسح الغبار عنها غبار الكذب...
متأملين إطلالتها الأنيقة مستمتعين وسعداء ببريقها بعد التعب...
الصدق هل من سميع؟
تحياتي