قال العلامة ابن القيم في "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي":
((وهل عيش في الحقيقة إلا عيش القلب السليم؟
وقد أثنى اللَّه تعالى على خليله عليه السلام بسلامة القلب فقال: {وإنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإبْرَاهِيمْ . إْذ جَاءَ رَبه بَِقلْبٍ سَلَيمٍ}.
وقال حاكيًا عنه أنه قال:
{يَوْمَ َ لا يَنَْفع مَالٌ وَلا بَنون . إلاَّ مَنْ َأتَى اللَّهَ بَِقلْبٍ سَلِيمٍ}.
والقلب السليم هو: الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر ، وحب الدنيا والرياسة ، فسلم من كل آفة تبعده عن اللَّه ، وسلم من كل شبهة تعارض خبر اللَّه ، ومن كل شهوة تعارض أمر ربه ، وسلم من كل إرادة تزاحم مراده ، وسلم من كل قاطع يقطعه عن اللَّه ، فهذا القلب السليم في جنة معجلة في الدنيا وفي جنة البرزخ ، وفي جنة يوم المعاد.
ولا يتم له سلامته مطلقًا حتى يسلم من خمسة أشياء :
من شرك يناقض التوحيد ،وبدعة تخالف السنة ، وشهوة تخالف الأمر ، وغفلة تناقض الذكر ، وهوى يناقض التجريد ؛والإخلاص يعم.
وهذه الخمسة حُجُب عن الله!! )