السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لأن البعض يظن- حينما تكون الجولة للباطل-
أن الحق هو ما وقعت عليه الهزيمة
وأن المنهج هو ما أصابه العطن
وأن انتصار الباطل يمنحه مصداقية في نفسه
وغاب عن هؤلاء أن الحق يستمد صِدقيَّته من ذاته
وليس من موقعه الآنِـيِّ صعودًا أو هبوطًا. وكذا الباطل
فهو يظل باطلاً مهما علا صوته
وانتفش ريشه واحتل مساحة واسعة من الفضاء.
ومن هنا فما يقع عليه النصر أو الهزيمة هم (أهل الحق)
وليس (الحق) فـ (الحق) منتصر دائمًا وفي علو دائمًا
بخلاف أهله
الذين قد ينتصرون أو ينهزمون
بقدر اقترابهم أو ابتعادهم عنه.
وأما الباطل فمخذول دائمًا وفاسد دائمًا
وإن تمكّن أهله
وحازوا مواقع متقدمة في معادلات التدافع أو الصراع.
وقد أشار القرآن الكريم لهذا المعنى الدقيق في قوله تعالى:
{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ
إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا
فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا
وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى
وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة: 40).