ومع حلول ذِكرى هجرة الحبيب المصطفى ﷺ ندعوكم لتقرأوا معنا تلك الأبيات الشعرية الجميلة فيه عليه الصلاة والسلام.
وفي ذكرى الهجرة النبوية لحبيبنا خير الانام إليكم تلك الأبيات:
صلوا على الهادي الأمين وسلموا ** وتشبثوا بصراطه كي تغنموا
في يوم مولده الشريف حكاية ** للمجد نتلوها ولا نتكلم
نستقرئ الإخلاص في صفحاتها ** منا سواء ناطق أو أبكم
وسطورها في العالمين وثيقة ** إذما اهتدوا أو أيقنوا أو أسلموا
في يوم مولده الشريف ولادة ** للحق لا رحم حواه ولا دم
لما حبا الرحمن مكة هديها ** عم الحجاز تهلل وتبسم
وغدت بميلاد الحبيب ربوعها ** جذلى ونازلها الغداة متيم
وشعابها السمراء أضحت آية ** للنور والماضي ظلام معتم
ومضى الرضيع وآل سعد شأوه ** فتباركوا من ضيفهم وتنعموا
جذبته أشواق الأمومة يرتجي ** من حضن آمنة الحنان ويحلم
وقضى له الرحمن يتما وانقضى ** عهد الطفولة والحبيب ميتم
وسرى مع الأغنام يرعى شأنها ** لا يشتكي عوزا ولا يتبرم
وارتاد أبواب التجارة مخلصا ** الصدق رأس المال وهو المغنم
ودعته بنت خويلد لحياضها ** يزجي قوافلها إذا هو يشئم
جعلته سيدها وسائس أمرها** في كل شأن مخلص ومقدم
ولدت له خير النساء طهارة ** والطهر ديدنه التليد الأقدم
والقاسم الغر الذي أودى به ** سهم المنية والمنية أسهم
والطير عبد الله لاقى حتفه ** والموت يأتي بغتة لا يعلم
بعث الحبيب إلى الورى ولسانه ** بالحق في الغار البهيم يدمدم
وتزمل الهادي تدثر جسمه ** من رجفة فضلى النساء وترأم
قوت عزيمته نبيا مرسلا ** والعزم في النفس الأبية محكم
ومضت قريش بقدها وقديدها ** تثنيه عما قد أراد وتظلم
قامت تعذبه وترهب صحبه** لكنه ماضي العزيمة مقدم
لا ينثني عن دينه وطريقه ** مهما تمادى الكافرون وأجرموا
أوحى لأصحاب العقيدة هجرة** يحمي بها الدين الوليد ويسلم
كان النجاشي الكريم منزها ** عن ظلم من لجأوا إليه وأقدموا
وارتد كيد المشركين لنحرهم ** والله مكمل نوره ومتمم
ونفى الجناة حبيبنا عن داره ** والأقربين ومن تناسل منهم
وتعاظم الخطب العسير بآله ** واشتدت البلوى على من أسلموا
خط الجناة صحيفة وتعاهدوا ** فيها على ثني الرسول وأقسموا
هزأت بميثاق الأكابر دودة ** وأذلت الهامات وانخرس الفم
فك الحصار عن الرسول وآله ** لكن حصار الموت لا يتفصم
أودى بمن كفل النبي وعاله ** فتغورت أسفا عليه الأنجم
وقضت خديجة بعده فتزاحمت ** في قلب أحمد بالمنية أسهم
واشتدت الأهوال أما لينها ** فمحرق وشديدها متضرم
والطائف احتشدت على إيذائه ** والغيظ في أكبادهم لا يكتم
عاد الحبيب محمد لدياره ** والدار مهما أغلظت هي أرحم
أسرى به الله القدير وقدسه ** معراجه والليل داج مظلم
أم الحبيب الأنبياء وشأنه ** في السدرة العليا أجل وأعظم
وروى الرسول لأهل مكة ما جرى** فتخافتوا وتهامسوا وتكلموا
ورموه بالسحر المبين وتارة ** هاذ وطورا مبصر ومنجم
ومضى لأنصار المدينة عاقدا ** ميثاقه والعهد لا يتثلم
قد بايعوه وناصروه وللهدى** أرواحهم من غير من قدموا
عزم الرسول إلى المدينة هجرة ** وسبيله وسط الفيافي معجم
وسرى مع الصديق يبغي نجوة ** والله حامي المؤمنين مسلم
وتوقف التاريخ يرقب حظه ** في غار ثور والمصير مغمم
وصل العتاة إلى المغارة فانزوى** عن بابها الجمع الأثيم الخضرم
نجى القدير نبيه ورفيقه** والكفر مبتور اليدين مصرم
واستقبل الأنصار هاديهم بما** ملكوا وما غنوا له وترنموا
للبدر أشرق في النهار نشيدهم** وقباء بالنور المبين متيم
آخى الصحابة فابتنى صرح العلا ** للدين إذ يسمو ولا يتهدم
قويت دعامته العتيدة بالتقى ** والشرك منهار الجدار محطم
وتنزل القرآن يأذن باللقا ** والنصر يجنيه الهمام المقدم
وأعد عباد الحجارة جيشهم ** في يوم بدر والخميس عرمرم
لكن فرسان العقيدة نازلوا ** فرسان مكة والقتام مخيم
قهر المغاوير الكماة عدوهم ** والحق في ساح الوغى لا يهزم
غدر اليهود فرد أحمد كيدهم ** لنحورهم والمبتدي هو أظلم
أجلى الرسول جموعهم عن حوضه** وبقاؤهم بحمى الرسول محرم
واشتد في أحد الوطيس وشمرت ** عن ساقها يوم اللقاء جهنم
طمع الرماة بمغنم من غزوة ** والفوز في دار الخلود المغنم
وتوالت الغزوات والدين انجلى** والله يظهر دينه ويعظم
وقريش صالحت الرسول ووقعوا ** صلح الحديبية الطويل وسلموا
فتنفس الإسلام شع ضياؤه ** والفضل فضل الله وهو المنعم
نقضت قريش عهودها فترنحت** كالديك يرقص والوريد مدمم
وتوسل العظماء أحمد في الدجى** وتأسفوا عن جرمهم وتندموا
قد آن للهادي الكريم مآبه ** لدياره وهو القوي الأشهم
ولد الرسول بفتح مكة مرة ** أخرى ووجه الكافرين مفحم
في كل يوم مولد لنبينا ** قد حانت الذكرى وحل الموسم
اقتباس:
شعر: جهاد شريدة دويكات. بيتا. نابلس. فلسطين.
|