فطوم: قرار المقاطعة لم يأت عبثا ولقاءات الوزارة شكلية وفقط
قررت وزارة التربية، الاستعانة بمفتشي التربية الوطنية ومديري المتوسطات والابتدائيات، كحل استثنائي إضافي لضمان تأطير امتحان شهادة البكالوريا المزمع ما بين 20 و24 جوان الجاري، وذلك لإحباط تهديدات مديري الثانويات بالمقاطعة.
قالت، مصادر “الشروق”، أن امتحان شهادة البكالوريا سيجرى في موعده دون أي تأخير أو تأجيل، ليتم الإعلان عن النتائج في حدود 22 جويلية المقبل، خاصة وأن المواضيع جاهزة وقد تم إدخالها “لبنك المواضيع”، في انتظار إجراء “القرعة” لانتقاء أسئلة دورة جوان 2021، مؤكدة بأن مصالح مديريات التربية للولايات المختصة قد اتخذت جملة من الإجراءات الاحترازية الإضافية لضمان تأطير الامتحان، ومن ثمة إحباط مقاطعة الامتحان التي دعا إليها المجلس الوطني المستقل لمديري الثانويات، إذ سيتم تسخير مفتشي التربية ومديري المتوسطات بصفة استثنائية لتعيينهم كرؤساء مراكز البكالوريا، إلى جانب تسخير مفتشي التعليم الابتدائي ومديري الابتدائيات من خلال تعيينهم كنواب رؤساء المراكز أو ملاحظين. بالإضافة إلى مراسلة ولاة الجمهورية لتسخير مديري الثانويات وكذا الاستنجاد بمصالح الضبطية القضائية للتوقيع على أمريات يتم بموجبها تسخير القوة العمومية، في حال إذا رفضوا الامتثال لقوانين الجمهورية سارية المفعول، على اعتبار أن قرار مقاطعتهم يعد بمثابة “تمرد” على القوانين وقد تتعرض النقابة للحل لتعديها وخرقها للممارسات القانونية.
وفي الموضوع، أكد المنسق الوطني للمجلس الوطني المستقل لمديري الثانويات، أحمد فطوم لـ”الشروق”، بأن قرار مقاطعة تأطير امتحان شهادة البكالوريا لم يأت عبثا، وإنما قد تم اتخاذه في 18 أفريل الفارط، بعد ما أغلقت كل الأبواب في وجوههم، خاصة وأن لقاء 5 ماي المنصرم وتبعه اجتماع آخر في 25 منه، جمعهم بوزير التربية الوطنية لم يأت بنتائج إيجابية ولم يكن جديا ولم يتوج بمحضر رسمي في نهاية المطاف، في حين أن الاجتماع الأخير الذي جمع المفتش العام للوزارة بممثلي النقابات المستقلة بولاية برج باجي مختار، لإنهاء أزمة الأستاذات التسع اللواتي تعرضن للاعتداء قد توج مباشرة بمحضر رسمي.
وأضاف، محدثنا بأن المجلس يرفض رفضا قاطعا التلاعب بمستقبل ومصير أزيد من 700 ألف مترشح لامتحان البكالوريا، الذين هم من أبنائنا، غير أن صمت الوزارة قد أزم الوضعية وعقدها على حد تعبيره، مؤكدا بأن المجلس قد استدعى أمس الثلاثاء مجلسا وطنيا استثنائيا بولاية المسيلة، بحضور ممثلين عن جل ولايات الوطن، لأجل الفصل بصفة نهائية في قرار التمسك بالمقاطعة من عدمها. بالمقابل، أكدت مصادر “الشروق” بأن المجلس سيتراجع بنسبة 90 بالمائة عن المقاطعة، خاصة وأغلب الولايات تراجعت عن موقفها السابق على اعتبار أن الأمر يتعلق بامتحان وطني رسمي.
الملفت للانتباه، أنه رغم التوتر الذي يشهده قطاع التربية الوطنية في الآونة الأخيرة، خاصة في ظل إصرار النقابات المستقلة على مقاطعة كل الأعمال الإدارية المرتبطة بنهاية السنة الدراسية من الامتناع عن ملء كشوف التلاميذ ودفاترهم وتسليم العلامات للإدارة والامتناع عن عقد مجالس القبول والتوجيه، التزمت جمعيات وفيدراليات أولياء التلاميذ الصمت ولم تتحرك للدفاع عن مصلحة التلاميذ العليا، خاصة عقب إصرار مديري الثانويات على مقاطعة البكالوريا، خاصة عقب إعلان رؤساء هذه الجمعيات ترشحهم للتشريعيات المقبلة، على غرار أحمد خالد رئيس جمعية أولياء التلاميذ ورئيسة الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ جملية خيار. بالإضافة إلى ترشح رؤساء بعض النقابات المستقلة.