*** بيت الفتى اليتيم (الجزء السادس والأخير) ***

[المهذب]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين ، اللهم صل عليه عدد ما نعلم وعدد مالا نعلم وعدد ما خط القلم ، وعدد ما أنعمت من نعم ، وعدد ما سبق به علمك ، وعدد ما في الكون وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
قلت أن الفتى اليتيم عندما جلس وبدأ بقراءة ما كتب بداخل الظرف الذي تركه له حارس الحديقة الطيب وجد أربع كلمات مكتوبة بخط كبير يقول فيها يا فتى كن أسدا عندما تدور بك الذئاب وقف شامخا لا تهتز مهما عتت الرياح الخراب ودم طيبا مهما أكثرت من عمل الصواب.
ثم طوي الفتى الورقة المكتوبة داخل الظرف ، لكن هذه المرة لم يجد أيا من الأعمال التي كان قد استأنس بها بالبيت ، لا تنظيف ولا ترتيب للملابس ولارائحة عطرة تنبعث من أرجاء المنزل فقال لقد ذهبت يا شيخ يا طيب وبدا الحال يتغير فماذا يكون من أمري يا ترى؟ هل أتصل بالقاضي وأستلم
كل حقوقي أو أنطلق بالبحث عن أختي التي لابد من إحضارها لتقطن بمنزل أبيها، ثم تمدد على السرير من شدة التعب وقال يا له من يوم طويل ومتعب ، ونام الفتى وأثقل النوم وخلال هذه الأثناء رأى جرافة تطوق جدران المنزل ففزع الفتى ونهض منزعجا وإذا به تحت ظل شجرة زيتون
و حارس الحديقة جالس وينظر إليه ويبتسم وإبريق الشاي فارغ وقفة الفستق قد كان نصيبا للطيور والحشرات، فرفع رأسه وقال يا عم أنت حي
كم هذا جميل ، ياعم هل كنت نائما؟ ، فقال له الحارس يا بني لقد نمت قرابة الأربع(04) ساعات وقد كنت تصرخ وتضحك ، تقف وتجلس حتى انكب إبريق الشاي وانقلبت قفة الفستق ولما هدا روعك جاءت الطيور والنمل وأخذت كل ما كان بالقفة من فستق ، فلما سمعت صراخك ، خفت أن ينتبه لك زوار الحديقة وجلست بجانبك حتى لا أحيرك وأنتظر نهوضك من نومك ، لأعرف ما الذي قد أصابك ، فقال الفتى اليتيم يا عماه لقد كنت في حلم جميل لكنه الآن تبخر وبنهوضي طلب الرحيل ،فيا عماه لقد رأيتك بالمنام أنت لي أكبر دليل ، وبيتي كان أعجوبة في التنظيم والخير ات به وافرة وليست بقليل ، كما إنني كنت أرى نفسي من أصحاب الثراء وأنت صاحب السر لأنك كنت لوالدايا خليل، والآن يا عماه هل كل ما رأيت رؤية صادقة أم هي أضغاث أحلام وأنا ذو علم قليل ، قال حارس الحديقة الرجل الطيب يا بني دعك مما رأيت وانظر لما أنت فيه وعش حياتك بصبر وثبات
وكن أسدا عندما تدور بك الذئاب وقف شامخا لا تهتز مهما عتت الرياح الخراب ودم طيبا مهما أكثرت من عمل الصواب، فنظر الفتى الى حارس الحديقة الطيب بنظرة دهشة ، وهذا هو المكتوب بالورقة بالظرف الذي رأه بالمنام ؟، وهكذا انتهت قصتنا بلغز حير الفتى اليتيم والى اللقاء بقصة أخرى ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.