أ ـ الوحدة العضوية والوحدة الموضوعية:
1: ما الوحدة العضوية؟
المقصود بالوحدة العضوية للقصيدة ان تكون بنية حية وبناء متكاملاً، وعملاً فكرياً وشعورياً متكاملاً ومتنامياً، وليست خواطر مبعثرة أو أفكاراً متفرّقة.
تنقسم القصيدة في الوحدة العضوية إلى وحدات تسمى مقاطع: وتنقسم المقاطع إلى وحدات أصغر تسمى أبياتاً: كلّ بيت يعدّ استكمالاً لما قبله، ومقدّمة لما بعده.
2- من هم روّاد الدعوة إلى الوحدة العضوية وتجسيدها في الشعر؟
1 ـ الشاعر خليل مطران.
2 ـ شعراء مدرسة الديوان (العقاد، المازني، عبد الرحمن شكري)
3 ـ شعراء مدرسة المهجر.
3- هل تعتبر الوحدة العضوية بمثابة عنوان للتجديد في القصيدة العربية الحديثة؟
الجواب: نعم، لأنها باتت ميزاناً من موازين نقدها.
4-ما المقصود بوحدة الموضوع؟
وحدة الموضوع تعني أن يتحدث الشاعر في موضوع واحد،كموضوع قصيدة "نكبة دمشق" لأحمد شوقي.
5ً: هل ترتبط الوحدة العضوية بالموضوعية؟
الوحدة الموضوعية جانب من جوانب الوحدة العضوية، ولكنها ليست بديلاً عنها، أو مرادفاً، ولدى المقارنة بين نصّي الشابي وشوقي تتّضح الإجابة، حيث إن قصيدة الشابي بناء فنّي متكامل كلّ بيت فيها لبنة في بناء شعري متكامل. وهي تجسّد إحساساً متّصلاً، وفكراً مترابطاً.
خـــــــــــــــــــــــلاصة
ما الفرق بين الوجة الموضوعية و الوحدة العضوية ؟؟
1-الوحدة الموضوعية :
إذا كان النص في موضوع واحد , فهو ذو وحدة موضوعية، فتكون القصيدة مدحاً أو وصفاً أو رثاءاً ......., وأغلب الشعراء القدماء لم يلتزموا بوحدة الموضوع .
وليست وحدة الموضوع أن يكون النص مديحاً أو غزلاً أو رثاءاً فحسب بل أن يكون النص مراعياً مقتضى الحال أي ( الغرض الأساس من القصيدة ).
2-الوحدة العضوية :
فلابد أن تكون عملاً فنياً تاماً , فهي كالجسم الحي يقوم كل قسم منها مقام جهاز من أجهزته , ولايغني عنه غيره
في موضعه إلا كما تغني الأذن عن العين أو القدم عن الكف أو القلب عن المعدة .
ومن علامات الوحدة العضوية براعة الأسلوب القصصي الذي يساعد على الترابط والتلاحم في القصيدة .
والوحدة العضوية في الأدب القصصي أصل من أصوله ولايجوز إهماله ولايمكن أن يسمى العمل الأدبي قصة بدونه لأن القصة مبنية على تلاحم الأجزاء مرتبة تعتمد على توالي الأحداث وتأثيرها في نفوس المتلقين .
ما هي سمات الوحدة العضوية ؟؟؟
قلنا إن الوحدة العضوية أساس الصورة الفنية البنائي، وإحدى الميزات الهامة للنص الشعري المعاصر. من دونها تفقد الصورة انسجامها، والقصيدة تماسكها وتوازنها. ومن مهامها بالنسبة إلى القصيدة أنها توحّد بين عناصرها المتباعدة والمتنافرة، وتجمع بين أجزائها المتعددة، وتُوازِن بين مستوياتها الفكرية والعاطفية. وعن طريقها ينتفي الحشو، وتُبتر الزوائد والاستطالات، ولا يظل في القصيدة إلا ما هو جوهري في الدلالة والتشكيل.
أما أهم سمات الوحدة العضوية فتتمثل في الانسجام والتوازن، ووظيفية الأعضاء، والتنامي الداخلي، ووحدة المناخ، والشعور، والموضوع، والرؤيا.
ولا بد من الإشارة إلى أهمية وظيفية الأعضاء في الصورة، ووظيفية الصور الجزئية في القصيدة. ويمكن اعتبارها أساساً لكل السمات المذكورة. ومن دون هذه الوظيفية تضعُف فاعلية الوحدة العضوية. ويمكن التمثيل لذلك بالقول: إن كل صورة جزئية في القصيدة تبدو للولهة الأولى مستقلة، ويمكن دراستها على هذا الأساس، ولكن - من خلال نظرة شاملة إلى القصيدة - يلاحظ الدارس أن كل صورة من تلك الصور تحتفظ بما يشبه الحبل السري الذي يربطها بغيرها، وعن طريقه تمارس الصورة وظيفيتها، فينتقل أثرها، وينتقل أثر الصور الجزئية الأخرى إليها. ومن خلال هذا التفاعل الهام الذي تفرضه الوحدة العضوية على القصيدة تبرز السمة الكلية، هذه السمة التي تتميز بالحرارة والحيوية، ووحدة الرؤيا والموقف الوجداني، والدلالات المثارة. وإذا استطعنا أن نفهم جانب الوحدة العضوية هذا - على مستوى القصيدة على الأقل فهماً صحيحاً - فإننا نستطيع أن نكتشف العضو الزائد أو العنصر المريض الذي قد يكون وراء الخلل الذي نحسُّ به خلال تلقينا المبدئي للقصيدة، ونستطيع من خلال ذلك أن نميز بين قصيدة وأخرى من حيث مستويات الإبداع المختلفة فيها.
أما مقومّات الوحدة العضوية، فتبدو في الممارسة الإبداعية، والموهبة، والمنهج الفلسفي الذي يحسّد الشاعر من خلاله موقفه من الأشياء المستقلة عنه، ويضبط توازن رؤاه. والمنهج أيضاً هو وراء وضوح موقف الشاعر من الأشياء وهو وراء صفاء الرؤيا، وعدم اضطرابها. والموهبة دون منهج كالنهر دون مجرى، والتجربة دون ذلك لا يمكن أن يضبطها ضابط.
وإذا كان الشاعر مثلاً مزدوجَ المنهج - كما هو الحال لدى كثيرين من شعراء قصيدة الرؤيا - فإن الوحدة العضوية بمقوماتها المذكورة ستضعف وستأخذ صبغة الازدواج والتناقض غالباً مما يؤدّي إلى ضعف فاعلية التلقي فيها.
والمنهج من هذا المبدأ أساسٌ هام وجوهري لتحقّق الوحدة العضوية في العمل الفني. ومن دونه يضطرب العمل الفني - ومن ضمنه الشعر - عن أداء مهمته التوصيلية، وقد يصبح أداة هامة من أدوات التضليل.
ولا يفوتنا أن نذكر مقوماً آخر ينبغي توفّره إلى جانب المقومات المذكورة من أجل تحقيق الوحدة العضوية وإنجازها هو الخيال. والخيال على علاقة جدلية بالمقومات السابقة. فهو يَفيد من موهبة الفنان/ الشاعر، ولكنه بالمقابل ينظمها، وهو يتغذى من تجربته وثقافته، ولكنه بالمقابل يصوغها صياغة جديدة بعد أن يدمجها بعناصر أخرى، وهو يأخذ قوّته من منهج الفنان، ولكنه بالمقابل يُعطي هذا المنهج مشروعيته من خلال تقديمه تقديماً فنياً.
أسئلة أخرى ذات صلة بالموضوع :
1- من أول من أثار قضية الوحدة العضوية و الموضوعية (وحدة القصيدة)؟
أرسطو في كتابه( فن الشعر).
2- ما موقف كل من أرسطو, ابن طباطبا العلوي, خليل مطران,شعراء مدرسة الديوان من وحدة القصيدة؟
أ- أرسطو:- آثار هذه القضية في كتابه (فن الشعر) عندما شبه أجزاء المسرحية بالكائن الحي, بحيث لا تجد حدثا يصح أن يقدم أو يؤخر أو يحذف وهكذا تترابط الأحداث ترابطا عضويا.
ب-ابن طباطبا العلوي:- 1- أثار هذه القضية في كتابه(عيار الشعر) عن وجوب تناسق النص الشعري وانتظامه بحيث ينسق أوله مع آخره فإن قدم بيت على بيت دخله الخلل.
2- دعا إلى أن تكون القصيدة كلها كلمة واحدة في دقة المعاني وصواب التأليف.
3- دعا الشعراء إلى الخروج من معنى إلى غيره من المعاني خروجا لطيفا كخروجه من الغزل إلى المدح مثلا.
ج- " خليل مطران " :- أشار إلى هذه القضية في مقدمه ديوانه حيث أنه لم يجد في الشعر العربي ارتباطا بين معاني القصيدة ولا تلاحما بين أجزائها.
د-شعراء مدرسة الديوان :- وخاصة العقاد في كتابه( الديوان في النقد) حيث أن القصيدة ينبغي أن تكون عملا فنيا تاما يترابط في بنائها تصوير الخواطر ترابطا هندسيا فهي كالكائن الحي الذي يقوم كل قسم فيها مقام جهاز من أجهزته ولا يغني عنه غيره في موضعه إلا كما تغني الأذن عن العين أو القدم عن الكف.