رسالة الضبّ - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > ممّا راقـــنـي

ممّا راقـــنـي هذا المنتدى خاصٌ بمنقولات الأعضاء مما يـنـتـقـونه من عذب الكلام.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رسالة الضبّ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-12-16, 09:58   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
اسماعيل 03
مشرف منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الصورة الرمزية اسماعيل 03
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

((فصل))

وقد جرى في هذه الرسالة ذكر الوزير المغربي، وهو رجل يقبح بمتأدب أن يجهله، وهو رجل غريب الأطوار بعيد الهمة عجز المؤرّخون أن يحلّلوا سيرته تحليلًا صحيحًا، ولم يقل لنا التاريخ إلا أنه مغربي، كان أبوه من رجال الدولة الفاطمية بمصر ومن دعائمها وخواصّها، ثم قتله الخليفة الحاكم بأمر الله وهرب ولده هذا إلى القدس وأثارها شعواء على الحاكم بدهائه وكيده، ثم تقلبت به الأحوال ودخل بغداد فأقام الخلافة العبّاسية وأقعدها خوفًا منه وتقلب فيها في عدة ولايات من كتابة ووزارة لبعض ملوك الطوائف فيها، ولا نشكّ في أن أصله من القيروان أو من هذه النواحي، ودخل أسلافه في ركاب الخلفاء الفاطميين إلى مصر حين فتحوها، وكان شعلة ذكاء وحفظ للآداب وأصناف المعارف، واجتمع بالمعرّي وهو صغير بحلب، فانعقدت بينهما ألفة متينة تستشفّ مما تراسلا به بعد الفراق، وحسبك شهادة المعرّي دليلًا على مكانته في العلم والأدب، وقد غمض الكثير من تاريخه وتاريخ أوليته بغموض تاريخ الفاطميين. وكثيرًا ما أذكر هذا الرجل فأذكر بذكره أبا علي الملياني، أحد كتّاب الدولة المرينية وأصله من مليانة، فقد كان يشبه الوزير المغربي في الطموح إلى العلا وفي الاستبداد وركوب العظائم، نوّه به ابن الخطيب في كثير من كتبه ووصفه في كتابه "التاج المحلى" بقوله: الكاتب الباتك والصارم الفاتك، ثم ذكر من أفعاله الدالّة على بعد همّته مكيدة كادها لبعض أعدائه، وفتكة فتكها بهم ظهر فيها دهاؤه وإقدامه، واشتهر بها تاريخ حياته وقال في آخر الترجمة:
وتركها شنعاء على الأيام وعارًا في الأقاليم على حَمَلَة الأقلام.
هذا ما جرى به القلم مما جر إليه ذكر الضبّ الذي أهديتموه لولدي الصغير، فأحسنتم بذلك إلى شيخ كبير، فقد تذكّر بسببكم بعض ما كان ناسيًا، وأبى إلا أن يشكر إحسانكم بكتابة هذا القدر إليكم عسى أن تستفيدوا منه فائدة، فيكون جزاء على تسبّبكم في الخير، ولو كان هذا لِحَدَثانِ في المطالعات الواسعة أو في وقت الحداثة وامتلاء الحافظة، لكانت هذه الرسالة مزاحمة لرسائل القدماء في الإحاطة وجمع الأطراف.

ولكن عذري عندكم وعند من يطّلع على هذه الرسالة فيجد فيها قصورًا أو وضعًا لبعض الأسماء في غير موضعها أنني أمليتها في ليلة، وما أملاها إلا فكر كليل عن حافظة مختلّة نسيت أكثر ما وعت وضيّعت كثيرًا مما استودعت، مع اضطراب الحال واشتغال البال، وعسى أن تكون هذه الرسالة تذكرة بالحال الذي كتبت فيه والبلدة التي صدرت عنها والزمان الذي أنشئت فيه؟


- انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى -

وجّه الإمام هذه الرسالة إلى تلميذه الأستاذ أحمد ابن أبي زيد قصيبة في مدينة الأغواط، بعد أن أهدى هذا الأخير ضبًا محنّطًا للطفل أحمد نجل الإمام، وكان ذلك بتاريخ 11 شوال 1359هـ. (نوفمبر 1940).








 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc