بداية التحرك
مع اقتراب المعركة، جمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم، وشاورهم في البقاء في المدينة والتحصن فيها أو الخروج لملاقاة المشركين، وكان رأي النبي صلى الله عليه وسلم البقاء في المدينة وقال »إنا في جنة حصينة«ولكن غالب المسلمين تمنوا لقاء العدو بالخروج إليه، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم على مشورتهم، وارتدى ملابسه العسكرية "اللأمة" ورفض أن يخلعها حين لاموا أنفسهم لاحقا.
وقد اقتنع النبي صلى الله عليه وسلم بحماسة أصحابه ومنهم حمزة عمه حين قال: والذي أنزل عليك الكتاب، لا أطعم اليوم طعاما حتى أجالدهم بسيفي خارج المدينة
أعلن النبي- صلى الله عليه وسلم- الطواري العامة وتجهز الجميع للقتال وأمر بحراسة المدينة واختار خمسين من أشداء المسلمين ومحاربيهم بقيادة محمد بن مسلمة، واهتم الصحابة بحراسة الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم بالطبع.
مر الجيش الإسلامي ليلا بين الأشجار والبساتين أخذا بالحيطة، وكانوا يجدون بعض المقاومة من "عميان البصيرة والبصر" كما وصفه الرسول مثل مربع بن قيظي، والذي حثا التراب عليهم لأنه خربوا بستانه بمرورهم ونسي المنفعة العظيمة بحماية المدينة .