هل يوصف الله بالقديم ، والموجود
السؤال
هل يوصف الله بالقديم ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "... وبسلطانك القديم "
وهل يوصف الله بالشيء ؟
وكذا قول "الله موجود" فهي من صيغة مفعول ؟
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : "خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن" متفق عليه
فهل يوصف الله بالحقو ؟
الجواب
الحمد لله
أولا :
" القديم " ليس أسما من أسماء الله الحسنى ، ولا صفة من صفاته ، وإنما يجوز إطلاقه على الله تعالى في مقام الإخبار عنه ، لا مقام التسمية والوصف .
قال ابن القيم رحمه الله :
" أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى ، أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته ؛ كالشيء
والموجود ، والقائم بنفسه ، فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا"
انتهى من "بدائع الفوائد (1/284).
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )
رواه أبو داود (466)
وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
فالقديم في الحديث وصف لسلطان الله تعالى ، وليس وصفا لله .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
هل (القديم) اسم لله تعالى, أو من صفاته؟
فأجاب :
" لا, القديم ليس من أسماء الله, وليس من صفاته, لكن المقدِّم من أسماء الله، كما في الحديث: (أنت المقدم وأنت المؤخر) .
السائل: توجيه الحديث يا شيخ: (وسلطانك القديم) .
الجواب: هذا وصف للصفة ، وليس وصفاً للموصوف, سلطانه القديم، أي: القديم هو السلطان."
انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (209/ 23) بترقيم الشاملة .
ثانياً :
وكذلك ( الشيء ) و(الموجود) : يخبر بهما عن الله تعالى ، وليسا من أسماء الله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَيُفَرِّقُ بَيْنَ دُعَائِهِ وَالْإِخْبَارِ عَنْهُ فَلَا يُدْعَى إلَّا بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى؛ وَأَمَّا الْإِخْبَارُ عَنْهُ: فَلَا يَكُونُ بِاسْمِ سَيِّئٍ؛ لَكِنْ قَدْ يَكُونُ بِاسْمِ حَسَنٍ أَوْ بِاسْمِ لَيْسَ بِسَيِّئِ وَإِنْ لَمْ يُحْكَمْ بِحُسْنِهِ. مِثْلَ اسْمِ شَيْءٍ وَذَاتٍ وَمَوْجُودٍ ...
" انتهى من "مجموع الفتاوى" (6/ 142)
وقال ابن القيم رحمه الله :
" ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه "
انتهى من "بدائع الفوائد" (1/ 285) .
ثالثاً :
يجوز وصف الله تعالى بأنه ( موجود ) ووجود الله معلوم من الدين بالضرورة ، وهو صفة لله بإجماع المسلمين ، فيخبر به عنه ويوصف به ، ولكنه ليس اسما من أسمائه الحسنى .
سئل الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله : كلمة "موجود" أليس كل موجود لابد له من واجد؟
فأجاب : "لا يقصد هذا ، يقصد موجود ، أي : هو متصف بصفة الوجود ،.... وليس كل موجود يحتاج إلى موجِد ، والله موجود"
انتهى باختصار من "فتاوى كبار علماء الأمة" ص (43) .
وينظر جواب السؤال القادم
ولمعرفة كلام أهل العلم في الحقو :
ينظر جواب السؤال بعد القادم
والله أعلم .