مفهوم التعصّب:
أ- لغة:
يعني: "عدم قبول الحق عند ظهور الدليل بناءا على ميل إلى جهة أوطرف أو جماعة أو مذهب أو غكر، وقد يكون تصعب ديني أو منهجي أو سياسي أو طائفي أو عنصري"([1]).
ب- اصطلاحا:
هو: "ذلك السلوك يثبت على الاتجاه نحو هدف معين لا يتزحزح عنه، أو مجموعة العادات التي يتمسك بها الشخص بشدة "([2]).
وهو أيضا: "اعتقاد باطل بأن المرء يحتكر لنفسه الحقيقة أو الفضيلة، وبأن غيره يفتقرون إليها ومن ثمة فهم دائما مخطئون أو خاطئون" ([3]).
ويعتبر التعصّب أهم سبب في نشوب الكثير من الفتن الطائفية والحروب والصراعات المذهبية والعقدية عبر التاريخ، والتعصّب الديني يمكن أن يكون ادعاء بتمايز أصحاب دين من الأديان على أصحاب الديانات الأخرى، كما يمكن أن يكون غطاءا الدوافع سياسة أو ثقافية.
ويتميز عادة المتعصبون بالتسلط والجمود الفكري والتمركز حول الذات وعدم تقبل الحوار مع الآخرين، كما أنهم يلجؤون إلى استخدام أية وسيلة لتحقيق غاياتهم حتى العنيفة منها: "فالتعصّب مرحلة وسطية بين التطرف واستخدام العنف باعتبار التعصّب اتجاها عقليا وحالة نفسية تتبع التطرف"([4]).
ويعرفه أديب اسحاق بالقول : إنّ حدّ التعصّب عند أهل الحكمة العصرية غلوُّ المرء في اعتقاد الصِّحة بما يراه وإغراقه في استنكار ما يكون على ضدَّ ذلك الرأي، حتى يجمله الإغراق من الغلوِّ على اقتياد النّاس لرأيه بقوة، ومنهم من إظهار ما يعتقدون ذهابا مع الهوى في ادِّعاء الكمال لنفسه وإثبات النّقص لمخالفيه من سائر الخلق([5]).
ويعرف النفسانيون التعصّب بكونه: قطيعة مع التراث وخروج عن الدرب من أجل فكرة أو مثال يعرض كمطلق، ويستحق أن يضحي المرء بنفسه لأجله وأن يضحي بالآخرين في سبيله، فالمتعجب فيه تمرد على شيء ما غير مشبع وموجود وبحث عن شيء ما كامل بسعي لإحلاله محل ما ينقصه، من خلال هذا التعريف يبدو أن التعصّب مشكلة نفسية لدى المتدينين([6]).
[1] - حملة صبرين: أساس الإرهاب في الجزائر وتداعيه، رسالة ماجستير، جامعة باتنة، الجزائر، 2003-2004، ص:19.
[2] - محمد أحمد بيومي: ظاهرة التطرف الأسباب والعلاج، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية، مصر، 1992، ص:14.
[3] - عبد المجيد عبد السلام المحتسب: ثلاث كتب في ميزان الإسلام، مكتبة النهضة الإسلامية، عمان، الأردن، ط2، 1980، ص: 88.
[4] - محمد أحمد بيومي، مرجع سابق، ص: 14.
[5] - مجموعة مؤلفين: أضواء على التعصب من أديب إسحاق والأفغاني .. إلى ناصيف نصار، دار أمواج للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 1993.
[6] - أندري هاينال وآخرون: سيكولوجية التعصب، ترجمة خليل أحمد خليل، دار الساقي، ط1، 1990.، ص: 11.