مناقب التاريخ الاسلامي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مناقب التاريخ الاسلامي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-01-12, 18:49   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



هل ورد أن المنجمين عرفوا بمولد إبراهيم عليه السلام وحذروا النمرود منه ؟

السؤال

كنت قد نشرت مقالاً على " الفيس بوك " أحذر فيه الإخوة والأخوات من المنجمين وعلم التنجيم ، ثم قام أحد الإخوة فردّ عليّ ونشر مقالاً وذكر فيه أشياء غريبة

وأريد أن أسألكم عنها . فقد ذكر الأخ في مقالته - التي اقتبسها من مصدر شيعي - أن إبراهيم عليه السلام ولد في سوريا في زمن النمرود ، وكان النمرود يدّعي الألوهية آنذاك

وأخبره المنجمون أن صبياً سيولد ، وسيقوّض ملكه ، ويدعو الناس إلى الكفّ عن عبادة غير الله ، فبدء النمرود بالبحث عن هذا الصبي...الخ. ثم تساءل هذا الأخ وقال : كيف استطاع المنجمون أن يتنبؤوا بمولد إبراهيم عليه السلام ؟

عموماً ، أنا لا أتفق مع معظم ما جاء في هذه المقالة : أولاً لأنها أخذت من مصدر شيعي ، وهذا المصدر لا شك أنه غير موثوق . ثانياً : لأن إبراهيم عليه السلام - على حد علمي -

ولد في بابل العراق ، وليس في سوريا . كما أني لم أستطع أن أجد أصل قصة المنجمين هذه التي ذكرها ، فلا ندري إذاً إن كانت صحيحة أم إنها كذبة من كذبات الشيعة . لذلك أريد منكم - مشكورين

- إلقاء الضوء على هذا الموضوع والتفصيل فيه ، حتى إذا رددت على هذا الأخ أردّ بعلم ومعرفة . وجزاكم الله خيراً
.

الجواب

الحمد لله


أولا :

يقسم أهل العلم علم النجوم إلى نوعين :

النوع الأول : العلم بأسماء النجوم ، ومطالعها ، ومساقطها ، ودلالتها على الزمان والمكان والاتجاه ، ونحو ذلك من الأمور المحسوسة

التي دلت التجربة المشاهدة المنضبطة على تلازم النتيجة فيها مع المعطيات ، وتأثير الأسباب فيها بالنتائج على الوجه الظاهر المناسبة .

وهذا النوع لا بأس بتعلمه وتعليمه ، ولم ترد الأدلة بالنهي عنه ، ولا كراهة النظر فيه ، بل جاء في القرآن الكريم ما يدل على إباحته وامتنان الله عز وجل به على الناس

حيث يقول الله عز وجل : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) الأنعام/97.

ويقول سبحانه وتعالى : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) يونس/5.

النوع الثاني : الاستدلال بمواقع النجوم وسيرها الفلكي على الحوادث الأرضية : من موت ، أو ولادة ، أ

انتشار بلاء ، أو وقوع فاجعة ، أو تحقق سعادة ، ونحو ذلك من الأمور التي لا يظهر وجه عقلي تجريبي لارتباطها بالأحوال الفلكية ، وإنما هي التخرصات والظنون التي لم تُثبتها الأدلة والبراهين .

وهذا النوع هو الذي جاءت الأدلة الشرعية على تحريم تعاطيه ، وتحريم تعلمه وتعليمه والنظر فيه .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" صناعة التنجيم التي مضمونها الأحكام والتأثير ، وهو الاستدلال على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية

والتمزيج بين القوى الفلكية والقوابل الأرضية : صناعة محرمة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ؛ بل هي محرمة على لسان جميع المرسلين في جميع الملل

قال الله تعالى : ( وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ) طه/69

وقال : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ) النساء/51. قال عمر وغيره : الجبت : السحر .

وروى أبو داود في سننه بإسناد حسن عن قبيصة بن مخارق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الْعِيَافَةُ وَالطِّيَرَةُ وَالطَّرْقُ مِنْ الْجِبْتِ ) قال عوف راوي الحديث : العيافة زجر الطير ؛ والطرق

: الخط يخط في الأرض . وقيل بالعكس
.
فإذا كان الخط ونحوه الذي هو من فروع النجامة من الجبت ؛ فكيف بالنجامة ! وذلك أنهم يولدون الأشكال في الأرض ؛ لأن ذلك متولد من أشكال الفلك .

وروى أحمد وأبو داود وابن ماجه وغيرهم بإسناد صحيح عن ابن عباس قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنْ النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ )، فقد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن علم النجوم من السحر

وقد قال الله تعالى : ( وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ) طه/69 ، وهكذا الواقع ؛ فإن الاستقراء يدل على أن أهل النجوم لا يفلحون ؛ لا في الدنيا ولا في الآخرة .

وروى أحمد ومسلم في الصحيح عن صفية بنت عبيد ؛ عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

( مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) والمنجم يدخل في اسم العراف عند بعض العلماء ، وعند بعضهم هو في معناه . فإذا كانت هذه حال السائل فكيف بالمسئول .

وروى أيضا في صحيحه عن معاوية بن الحكم السلمي قال : ( قلت : يا رسول الله ! وَإِنَّ مِنَّا رِجَالًا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ . قَالَ فَلَا تَأْتِهِمْ )

فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيان الكهان ، والمنجم يدخل في اسم الكاهن عند الخطابي وغيره من العلماء ، وحكي ذلك عن العرب ، وعند آخرين هو من جنس الكاهن وأسوأ حالا منه فلحق به من جهة المعنى .

وقد حكى الإجماع على تحريمه غير واحد من العلماء : كالبغوي ، والقاضي عياض ؛ وغيرهما .

وفي الصحيحين عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ :

( صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ

. قَالَ : أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ : فَأَمَّا مَنْ قَالَ : مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ : فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ . وَأَمَّا مَنْ قَالَ : بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا : فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي ، وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ )

وقد اعترف رؤساء المنجمين من الأولين والآخرين أن أهل الإيمان أهل العبادات والدعوات يرفع الله عنهم - ببركة عباداتهم ودعائهم وتوكلهم على الله - ما يزعم المنجمون أن الأفلاك توجبه .

ويعترفون أيضا بأن أهل العبادات والدعوات ذوي التوكل على الله يعطون من ثواب الدنيا والآخرة ما ليس في قوى الأفلاك أن تجلبه .

فالحمد لله الذي جعل خير الدنيا والآخرة في اتباع المرسلين ، وجعل خير أمة هم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " انتهى.

" مجموع الفتاوى " (35/192-196)









رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
اصول العقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc