السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أقدم لكم في هذا الموضوع قصيدة للدكتور المبروك زيد الخير عن الثورة الجزائرية
دار الزمان و دار دولاب الفلك ** و رمى الزمان بكل من أخنى و شكْ
و جزائر التاريخ في أمجادها ** خاضت غمار الحرب وسط المعتركْ
و تألقت شمسا تسافر في ألدنا ** ريانة الأحلام تركض في الفلكْ
يا قارئ التاريخ في إشراقه ** انظر لشعبي ما أراد و ما ترك
لم يبد يوما للغزاة تنازلا ** كلا ، و لا خاف العدو و إن فتك
بل طار في أفق الجهاد مقاوما ** يرمي على جيش... الفرنسيين الشبك
و يذيقهم من الهزيمة أينما ** حلت عساكرهم تصول و تأتفك
يا شعب أنت بطولة لا تنقضي ** و تألق يسمو و يسحق كل شك
و توهج يسبي الوجود جلاله ** و رواية تحكي مسالك من سلك
و بلاغة تقي اللسان سلاسة ** بفصاحة أعلت صداه فما ارتبك
و تسنم في كل فن رائق ** في معمع الابداع يركض و اشتبك
في كل رابية حكاية أمة ** غنت تباريح الزمان و ما ترك
و أعادت الاشراق من ومضاتها ** بجمالها الأخاذ تغري من نسك
يا ثورة أسرت بمعراج المنى ** أحيت أمانينا و أُهْلِكَ من هلك
فلأنت أصداء الضمير بشعبنا ** و لأنت صرخة أمتي من كل فك
كنا نحارب كل غاز آثم ** و نتيه في الدنيا ، و نحن بها معك
و نصوغ آيات البطولة جهرة ** نرمي بها في كل واد شانئك
يا موطن الأمجاد ذكرك ثورة ** الرب أيدها و الشعب قدمك
كانت ربيعا هز أركان الدنا ** و رمى الغزاة إلى البحار و سالمك
يا موطني أنت الحياة و سرها ** من ذا يعيش إذا رماك و خاصمك
أنت الهداية فاض فيها حلمنا ** و أتاك يركض باليقين و بايعك
يا ملتقى الأغواط صغ ما ترتجي ** و أعد تفاصيل الزمان و ما ملك
و اربط بماضي أمتي مستقبلا ** أوحى بنهضتها ، و أرسى المعترك
فجزائر التاريخ تعلم قدرها ** و الكون يسأل : من أتاك و علمك
و العصر تجربة تصاغ بهمة ** إما أردت قيادها فيكون لك
في كل بارقة تناط بها المنى ** قالت لموسى من مدىً : ما أعجلك
يا صاغة التاريخ كم في موطني ** من آية تفضي لمجد مشترك
يسمو بها شعبي و يصعد للعلا ** و يعاف أن يبقى يؤرجح في الدرك
يا دهر أنا جزائري في وحيها ** تسمو على الدنيا و تصعد للفلك
و الأمنيات مطامح لا تنتهي ** قالت لشعبي بعد عسر : هيت لك
أعذب النشيد و أروع القصيد