|
قسم فن الرّسائل والمقالات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في فــنّ كتابة الرّسائـل والمقالات الأدبـيّــة. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
أحــــــــــــــــــلام اليقظــــــــــــــــــــة !!
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2018-09-30, 05:49 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
أحــــــــــــــــــلام اليقظــــــــــــــــــــة !!
بسم الله الرحمن الرحيم أحــــــــــــــــــلام اليقظــــــــــــــــــــة !! التهميش تجريح يلاحق بريئاً بلا معنى .. وجهد لعابث يتعمد زحزحة الثوابت .. وإنكار لشمس ساطعة لا تقبل المجادلة .. ومحاولات خائبة لقتل الحقيقة .. وأحلام اليقظة هي مجرد مزاعم تتحدث بها النفس وهي واهمة .. نفس تستهلك الساعات في حصر معطيات السراب .. وهي أحلام اليقظة التي تمثل منصة العاجزين .. حيث الحالم الواهم الذي يبني القصور في الهواء .. والبعض يتخذها سلاحاً في مجاراة الحياة .. تلك الحياة التي تستلزم مواكبة الأفعال بالأحلام .. ولذلك فإن الحالم في اليقظة عادةً يسرح ويمرح بأغنام إبليس في الحقول الجرداء .. وتلك علة تكمن في الكثيرين الذين يمتطون الخيال ويطلقون العنان دون جهد يربط الأحلام بالخطوات والأسباب .. وهي السمة الأساسية التي تفاضل أهل العزائم الأقوياء عن الضعفاء .. وأحلام اليقظة حين تمارس لا تحتاج لعدة التنفيذ .. ولا تحتاج لقيمة أو أثمان تثقل الكواهل .. فقط أمنيات تريدها النفس في شغف أن تتحقق .. فهنالك حالم يحلم بتاج وعرش وهو يطمع في السلطة .. وهنالك حالم يحلم بقلاع وقصور وهو يسكن العشة .. وهنالك حالم يحلم ببيت وشمل وهو يفتقد الرفقة .. وهنالك حالم يحلم بأنس ومرح وهو يشتكي الوحدة .. وهنالك حالم يحلم بشريكة حياة وأطفال ليوجد الأسرة .. وهنالك حالم يحلم بسهام وسيوف وهو يطمع في الفتنة .. وهي أحلام في عالم الحقيقة والواقع لا تنال بالسهلة .. إنما هي مجرد أحلام تكثر زراعتها في أرض الخيال الخصبة .. سهلة الخوض في متاهاتها ودروبها دون جهد يرافق الفكرة .. أحلام لا تسكتها شروط المستحيل في الأبعاد والفترة .. فكأنها ألاعيب ساحر يسحر الأعين بالخدعة .. ولا يوجد المستحيل في عالم الأحلام بالقدر الذي يطرد الفكرة .. فهنالك من يحيا في الأحلام حياة الخلود وملك الموت يقف عند العتبة .. والطامة الكبرى تتمثل عندما يفيق المرء من حالة الغفوة .. حيث ذلك الواقع الذي يجلب الحسرة .. فكم وكم من حالم في اليقظة يحلق كالباز في الأجواء لساعات وساعات ثم يصاب بالنكسة .. يصحو من الأحلام ليجد مسافة الركض لا تعدو بين الساق والركبة .. وحالم اليقظة عادة يبكي حين يصطدم بصخرة الواقع بالصدمة .. حيث الحصاد الذي يجلب الحسرة ويحرق الكبد كالجمرة .. فيا أيها التائه في بحار الأحلام إلى متى وأنت تائه في متاهة الغفلة ؟؟ .. إلى متى تمتطي فرس الأوهام ذلك المارد الأعمى ؟.. ألم تكتفي من الترحال عبر السراب وأنت بالأحوال أدرى ؟.. وتلك صخرة الواقع قد تهشم كل أحلامك حين تهوى .. فلما تهدر العمر في جدل يمثل قمة الهوى ؟.. فكم وكم من طموحات في أحلام اليقظة تتهشم بقلة الجدوى !.. حرث في الهواء وزرع فوق سطح الماء دون حصاد يرتجى .. ولو كانت الحياة بأحلام اليقظة لأصبح الكل ملوكا يحكمون الورى .. أمراء وأسياد وأثرياء ووجهاء والكل يقول أنا فوق المستوى .. فرسان وأبطال وقيادات تعربد بمفتريات الأحلام وبفوارغ المحتوى .. وتلك صوامع الهيمنة في الخيال لا تختزن إلا غلال الهوى .. صناعها هياكل من حالمين يماثلون كراتين الدمى .. كيف الحصاد لثمار في الخيال في وضح الضحى ؟؟ .. لا زارع يزرع ولا حاصد يحصد ولا ميت يقر بأنه تحت الثرى !.. وواقع الأحوال فواجع تطرد عن الأعين الكرى .. وتؤكد أن الحياة لا تطال إلا بالبذل والعطاء ثم إهلاك لطاقات الفتى .. ولقمة الزاد لا تنال سداً إلا بيد تلاحق الثمار بالحصى .. فلا بد من أسباب توجد المفقود بالقدر الذي يقول المرء عنده كفى . ـــــــــــالكاتب السوداني / عمر عيسى محمد احمد
|
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc