السؤال :
ما هو أول كتاب ألف في تراجم رواة الكتب الستة ؟
وما اسم مؤلفه ؟
الجواب :
الحمد لله
أول من علمناه ألف في تراجم رجال الكتب الستة هو حافظ الشام أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي المعروف بابن عساكر ، صاحب "تاريخ دمشق" ، والمتوفى سنة : 571 من الهجرة ، في كتابه : "المعجم المشتمل على ذكر أسماء شيوخ الأئمة النبل" .
إلا أنه اقتصر فيه على شيوخ أصحاب الستة ، دون الرواة الآخرين .
وأورد التراجم على سبيل الاختصار فذكر اسم المترجم ونسبته، ثم من روى عنه من أصحاب الكتب الستة، ثم توثيقه، وأتبع ذلك بتاريخ وفاته إن وقع له.
ثم جاء الحافظ الكبير أَبُو مُحَمَّد عبد الغني بْن عبد الواحد المقدسي الجماعيلي الحنبلي المتوفى سنة 600 من الهجرة ، فألف كتابه : "الكمال في أسماء الرجال" ، وتناول فيه جميع رجال الكتب الستة من الصحابة والتابعين وأتباعهم إلى شيوخ أصحاب الكتب الستة، إلا أنه لم يستوعب على التمام رواة الستة ، فحصل في كتابه بعض النقص والإخلال .
ثم جاء الحافظ الكبير يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف، أبو الحجاج المزي المتوفى سنة 742 من الهجرة ، فألف كتابه الشهير " تهذيب الكمال في أسماء الرجال " ، فاستدرك ما فات "الكمال" ، وزاد عليه ، حتى صار كتابه ثلاثة أضعاف الكمال" تقريبا .
وقد اعتنى أهل العلم بهذا الكتاب اعتناء تاما ، وصنفوا عليه المصنفات الكثيرة ، منها "تذهيب التهذيب" للحافظ الذهبي ، و"التذكرة في رجال العشرة" لأبي المحاسن الحسيني ، و"التكميل في الجرح والتعديل" للحافظ ابن كثير ، و"بغية الأريب في اختصار التهذيب" لابن بردس البعلبكي، و"إكمال تهذيب الكمال" لابن الملقن.
ثم جاء الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله ، فألف كتابه الشهير "تهذيب التهذيب" فاختصر "تهذيب الكمال" واستدرك عليه ، وزاد ، ثم اختصره إلى "تقريب التهذيب" واقتصر فيه على اسم المترجم مختصرا ودرجة توثيقه وطبقته.
وينظر: مقدمة "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" (1/37 -70) د. بشار عواد معروف
والله تعالى أعلم .