البطولة في الأدب العربي
قال أحد النقاد لقد واكب الأدب العربي بشعره ونثره عبر تاريخه الطويل البطولات العربية في شتى ميادينها فصورها وجعل منها مثلاً يحتذى للأجيال الصاعدة وضح هذا القول وأيد ما تذهب إليه ببعض الشواهد المنتزعة من الأدب العربي .
هناك قول الناقد وهناك نص السؤال ، وإذا أردنا أن نكتب مقالة أدبية أو موضوعاً تعبيرياً توضيحاً لقول الناقد وجواباً لنص السؤال علينا أن نتبع المراحل التالية :
أولاً : استنباط العناصر ووضع خطةً تفصيلية .
ثانياً : اختيار الشواهد المناسبة وتحديد الأبيات والمقاطع منها .
ثالثاً : صياغة الموضوع صياغةً أدبية .
وها نحن نفصل في هذه المراحل الثلاثة مرحلةً مرحلة ، المرحلة الأولى من خلال القراءة المتأنية الواعية والدقيقة لقول الناقد يقول الناقد لقد واكب الأدب العربي بشعره ونثره عبر تاريخه الطويل البطولات العربية في شتى ميادينها فصورها وجعل منها مثلاً يحتذى للأجيال الصاعدة ، هذا قول الناقد أما نص السؤال وضح هذا القول وأيد ما تذهب إليه ببعض الشواهد المنتزعة من الأدب العربي .
من خلال القراءة المتأنية والواعية والدقيقة لنص السؤال ولقول الناقد تتضح وتستنبط العناصر التالية :
أولاً : محور الموضوع البطولات العربية والأدب الذي صورها ، الموضوع كله حول هذين الخطين ، ميادين البطولة التي وردت في قول الناقد يمكن أن تجزأ وتفرع إلى البطولة في القيادة والبطولة في الأخلاق والبطولة في الحرب ، وأما الأدب العربي الذي عبر عن البطولة فيمكن أن نتحدث عن تاريخه في العصر الجاهلي والراشدي والأموي والعباسي وعصر الانحدار وعصر النهضة ، والأدب العربي بشعره ونثره .
وأما الهدف من هذا التصنيف وذاك الرسم فهو تصوير البطولات أولاً وتوجيه الأجيال الصاعدة ثانياً إلى طريق تحررها وتقدمها ، وبعد التأمل في هذه العناصر يمكن أن نضيف إليها عناصر تقتضيها طبيعة الموضوع ومنها تعريف البطولة ، كما أنه ينبغي أن تفرع بعض العناصر الغنية كالبطولة في الحرب هذا عنصر غني يمكن أن يفرع ويشقق فهناك بطولة في الفتوح وهناك بطولة في صد العدوان وهناك بطولة في التحرير وهناك بطولة في الإباء والكرامة وهناك بطولة في الاستشهاد ، هذا العنصر الغني الثالث يمكن أن يفرع ويقسم وقد أضفنا عنصر تقتضيه طبيعة الموضوع وبهذا تصبح خطة الموضوع على الشكل التالي:
أولاً : البطولة كما تصورها الأديب الجاهلي لابد قبل البدء بتفصيلات الخطة من التأكيد أن المقدمة يجب أن تشمل كلمةً عامة عن البطولة وكلمة عامة عن الأدب الذي صورها .
فالبند الأول في الخطة هو البطولة كما صورها الأديب الجاهلي ونقتطف أبياتاً للشاعر لقيط بن يعمر الأيادي .
والفقرة الثانية في الموضوع البطولة القيادية في العصر الراشدي نقتطف مقطعاً من مسرحية الإزار الجريح للشاعر سليمان العيسى .
وفي الفقرة الثالثة نتحدث عن البطولة الأخلاقية في العصر الأموي نتحدث عن مقطع من مقالة لأحمد أمين تتحدث عن الأحنفي .
وفي الفقرة الرابعة نتحدث عن بطولة الفتوح في العصر العباسي نتحدث عن سيف الدولة الحمداني من خلال أبيات قالها المتنبي .
الفقرة الخامسة نتحدث فيها عن البطولة التي من نوع صد العدوان في عصر الانحدار البطل صلاح الدين الأيوبي والنص لعباس محمود العقاد.
وفي الفقرة السادسة نتحدث عن بطولة التحرير من الاستعمار في عصر النهضة البطل عمر المختار والشاعر أحمد شوقي .
وفي الفقرة السابعة نتحدث عن بطولة الإباء والكرامة في عصر النهضة البطل يوسف العظمة والشاعر إيليا أبو ماضي .
وفي الفقرة الأخيرة نتحدث عن بطولة الاستشهاد في عصر النهضة للشاعر عبد الرحيم محمود والبطل عبد الرحيم محمود .
والآن إلى تنفيذ فقرات الموضوع فقرة فقرة ، المقدمة تعريف البطولة ، ليس هناك تعريف جامع مانع للبطولة وإذا اختلف الدارسون في تعريفها فإنهم يتفقون على أن البطل إنسان متميز يرى ما لا يراه الآخرون ويشعر بما لا يشعرون ويتمتع بوعي عميق وإدراك دقيق له قلب كبير وعزم متين وإرادة صلبة ، هدفه أكبر من حاجاته ورسالته أسمى من رغباته ، يملك نفسه ولا تملكه ويقود هواه ولا ينقاد له ، تحكمه القيم ويحتكم إليها من دون أن يسخرها أو يسخر منها ، أعطى ولم يأخذ ، هيأه تفوقه ليكون سيداً فوق الجميع فعاش واحداً بين الجميع ، سما حتى اشرأبت إليه الأعناق وصفا حتى مالت إليه الأفئدة .
والبطولة أيها المشاهدون لا تتعلق لا بعصر ولا مصر ولا جنس ولا بلون ولا بعمر ولا بأصل ولا غنىً ولا بفقر .
أطفال يلعبون في أحد شوارع المدينة يمر بهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان شديد الهيبة فيتفرقون إلا واحداً منهم يلزم مكانه لا يريب فلما حازاه عمر سأله يا غلام لمَ لم تذهب مع من ذهب ؟ فقال الغلام : أيها الأمير لست ظالماً فأخشى ظلمك ولست مذنباً فأخشى عقابك والطريق يسعني ويسعك .
هذا نموذج من من بطولة أبنائنا ، والأدب العربي عبر تاريخه الطويل طافح ببطولات عديدة ، طافح بصور من البطولة في شتى ميادينها لقد تصور الأدب العربي البطل المنقذ وصور بطولة القيادة وبطولة السيطرة على الذات والبطولة الحربية بطولة الفتوح وبطولة صد العدوان وبطولة التحرير وبطولة الإباء و الكرامة وبطولة الاستشهاد .
والآن إلى هذه الصور صورةً صورة :
تصور البطولة شيء وتصويرها شيء آخر إن الإنسان قد يجمح به خياله نحو نموذج إنساني يدرء الخطر عن الجماعة ويحقق طموحها الكبير وهذا ما كان من لقيط بن يعمر الأيادي الشاعر الجاهلي الذي رأى قبيلته سائرةً في غفلتها تمزقها المنازعات في حين أن خطر الأعداء محدق بهم فتمنى عليها أن تقلد أمرها رجلاً مطلعاً بأمر الحرب بعيداً عن الترف يحمل إنسانية الإنسان جلداً يتجشم المصاعب متطلعاً لما فيه خير قبيلته يقول :
يا لهف نفسي إن كانت أموركم ...... شتى وأحكم أمر الناس فاجتمع
مالي أراكم نياماً في ملهلةٍ ........وقد ترون شهاب الحرب قد سطع
قوموا قيام على أمشاط أرجلكم ...........ثم افزعوا قبل من فزع
وقلدوا أمركم لله دركم...............رحب الذراع بأمر الحرب مطلع
لا مترفاً أو رخي العيش ساعده ..... ولا إذا عض مكروه به خشعا
وليس يشغله مالٌ يثمره عنكم ...........ولا ولد يبغي له الرفعا
هذه صور من البطولة في العصر الجاهلي كما تصورها الشاعر لقيط ابن يعمر الإيادي وإذا انتقلنا إلى المجتمع العربي في العصر الراشدي حيث بدت القيم الجديدة قيم الحق والخير والعدالة في أبهى صورها نجد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب يجسد هذه القيم بمواقفه وأحكامه فكان بحق بطل مبدأ مضى نحو تحقيقه من دون أن ينظر إلى الثمن ففي خلافته جاءه إلى المدينة جبلة بن الأيهم آخر ملوك الغساسنة يعلن إسلامه ويرحب به عمر ولكنه في أثناء الطواف في الحج كان بدوي من فزارة قد داس إزار الملك الغساني فيغضب هذا الملك ويلتفت إلى هذا البدوي فيهشم أنفه فيشكوه الفزاري إلى عمر بن الخطاب ويستدعى الملك الغساني إلى مجلس عمر ويجري بين عمر وجبلة حوار صاغه الأستاذ الشاعر سليمان العيسى وهو غني عن التعريف فشعره القومي على ألسنة أبنائنا الصغار والكبار وهذا الحوار فصل من مسرحية شعرية عنوانها الإزار الجريح التي قرأها الكثير :
يقول عمر لجبلة يا بن أيهم جاءني هذا الصباح مشهد يبعث في النفس بدوي من فزارة بدماء تتظلم بجراح تتكلم مقلة غارت وأنف قد تهشم فسألناه فألقى فادح الوزر عليك بيديك أصحيح ما ادعى هذا الفزاري الجريح .
عندئذ قال جبلة بن الأيهم :
لست من ينكر أو يكتم شيئا
أنا أدبت الفتى أدركت حقي بيدي .
يجيبه عمر : أي حق يا بن أيهم عند غيري يقهر المستضعف العافي ويظلم عند غيري جبهة بالإثم بالباطل تلطم نزوات الجاهلية ورياح العنجهية قد دفناها أقمنا فوقها صرحاً جديدا وتساوى الناس أحراراً وعبيدا أرض الفتى لابد من إرضائه مازال ظفرك عالقاً بدمائه أو يهشمن الآن أنفك وتنال ما فعلته كفك .
سمع جبلة هذا الكلام وقد أخذ فقال جبلة :
كيف ذاك يا أمير المؤمنين كيف ذاك ؟ وهو سوقة ، أي من عامة الناس، وأنا عرش وتاج كيف ترضى أن يخر النجم أرضا كان وهماً ما مشى في خلدي أنني عندك أقوى وأعز أنا مرتد إذا أكرهتني .
يقول عمر :
عنق المرتد بالسيف تحز عالم نبنيه كل صدع فيه بشدى السيف يداوى وأعز الناس بالصعلوك بالعبد تساوى .
يا إخوتنا :
إذا انتقلنا إلى العصر الأموي نجد أن هناك ميادين جديدة للبطولة منها تلك التي تتمثل بالسيطرة على الذات فقد يحمل الإنسان نفسه على مكارم الأخلاق ويدفعها نحو معالي الأمور حتى يسمو بها فتغدو محط الأنظار ومهوى الأفئدة وعندئذ يطغى مخبره على مظهره ويبلغ منزلة تتقطع دون بلوغها أعناق الطامحين ، هذه صورة من صور البطولة الأخلاقية يقدمها الكاتب أحمد أمين من أحنف بن قيس أحد بنات تاريخنا العظيم ، الكاتب أحمد أمين يصف الأحنف بن قيس :
ضئيل الجسم صغير الرأس متراكم الأسنان مائل الذقن ناتئ الوجنة غائر العينين خفيف العارضين أحنف الرجل ليس شيء من قبح المنظر إلا وهو آخذ منه بحظ تنبو عن مرآه الأحداق وتتفادى من شخصه الأبصار وهو مع ذلك سيد قومه إن غضب غضب لغضبته مائة ألف سيف لا يسألونه فيما غضب ، تتركز عظمته في خصلتين تتصل إحداهما بالأخرى اتصالاً وثيقاً إنه منح نظراً صائباً يتعرف به المحاسن والمساوئ ومعالي الأمور وسفاسفها ثم منح إلى ذلك إرادةً يحمل بها نفسه على ما أدرك من معال ومحاسن مهما كلفه من مشقة وحمله من جهد فلو علم أن الماء يفسد مروءته ما شربه .
فعندما كان معاوية يأخذ البيعة لابنه يزيد أخذ الناس بالثناء على يزيد والأحنف ساكت فقال له معاوية ما لك لا تتكلم يا أبا بحر ؟ فقال قولته الشهيرة أخاف الله إن كذبت وأخافكم إن صدقت فكأن كنايته أبلغ من التصريح .
وفي العصر العباسي من منا لا يعجب بتلك الصورة الرائعة التي رسمها المتنبي لسيف الدولة الحمداني ذلك البطل الفذ الذي قاد أمته إلى النصر في معارك مؤزرة ضد الروم كتب فيها أروع صفحات الفخار وذلك ميدان آخر من ميادين البطولة وهي البطولة الحربية يقول الشاعر المتنبي :
يكلف سيف الدولة الجيش همه .... وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم
ويطلب عند الناس ما عند نفسه ......... وذلك ما لا تدعيه الضراغم
وقفت وما في الموت شك لواقف ....... كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيلةً ............. ووجهك وضاح وثغرك باسم
ومن طلب الفتح الجليل فإنما ..........مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم
في عصر الانحدار حيث انطوت الأعلام العربية وكبت الخيول بأشبال النضال سطعت وسط هذه الظلمة القاتمة بطولة فذة نادرة بددت الظلام وانتزعت اليأس من النفوس إنها بطولة صلاح الدين الأيوبي وقد وصف عباس محمود العقاد جانباً من بطولته وهي من نوع صد العدوان وردع المحتلين وقد أقبلت جيوش الغزو الفرنجي الثالثة يقودها سبعةً وعشرين ملكاً وأميراً يتقدمهم ريكاردس ملك إنكلترا وقد قال لصلاح الدين قبل التحام الجيوش إني أنا ريكاردس والقوة عندنا هي كل شيء وسأريك البرهان ثم دعا بقضيب من حديد ثم سل سيفه وأهوى به عليه فاخترقه نصفين فضحك صلاح الدين وقال لريكاردس : ليس الحرب صلابة سيف وقوة ساعد إنما هي مضاء حد وسداد يد ثم قذف بمنديل من الحرير الشفاف إلى أعلى وتلقاه بسيفه فشطره شطرين وقال لريكاردس بمثل هذا السيف سنلقاكم غداً . وتعلمون أيها الإخوة المشاهدون من كان المنتصر .
وفي مطلع عصر النهضة شهد الوطن العربي معارك طاحنة مع الاستعمار وقد برز من خلال هذه المعارك أبطال عظام ومقاتلون أشداء سجل لهم التاريخ بطولاتهم وتضحياتهم وكان عمر المختار أحد هؤلاء الذين انتزعوا إعجاب الأجيال من بعدهم فكانوا مشعلاً وضاءً للأجيال الصاعدة في طريق كفاحها ونضالها وكانوا قدوةً ومثالاً يحتذى لأبناء أمتنا في معركة تحررها وتقدمها ، وهذا الشاعر أحمد شوقي يؤكد أن البطولة لها دور كبير في بث روح التضحية والفداء لدى المناضلين يقول:
ركزوا رفاتك في الرمال لواء ........ يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا مناراً من دم .......... يوحي إلى جيل الغد البغضاء
جرح يصيح على المدى............ وضحية تتلمس الحرية الحمراء
فالصحارى غمد كل مهند .............. أبلى فأحسن في العدو بلاء
خيرت فاخترت المبيت على الطوى ........ لم تبن جاهاً أو تلم ثراء
إن البطولة أن تموت من الظما ......... ليس البطولة أن تعب الماء
وحينما يكون الأمل في تحقيق النصر ضئيلاً بسبب التفوق الكبير للمعتدي في العدة والعتاد ، وحينما يكون الاستسلام والخضوع لقوة القهر أمراً مهيناً تبرز بطولة من نوع خاص وهي بطولة الكرامة والإباء وهذا ما بدا واضحاً في البطل الشهيد يوسف العظمة الذي آثر الموت من أن يرى عدواً مغتصباً يدنس بأقدامه ثرى وطنه ويقدم إيليا أبو ماضي صورةً لهذا النوع من البطولة :
بأبي وأمي في العرئم والسد ............. بعث الحياة مطامحاً ورغابا
لما ثوى في ميسلون ترنحت .............. هضباتها وتنفست أطيابا
هذا الذي اشتاق الكرى تحت الثرى ..... كي لا يرى في جلق الأغرابا
وإذا نبى العيش الكريم بماجد ......... حر رأى الموت الكريم صوابا
والآن يا إخوتنا وفي خاتمة المطاف جاء دور الشعراء الأبطال الذين رفضوا الالتزام شعراً يملأ الأذن حديثاً عن البطولة والتضحية والفداء بل رأوه موقفاً نضالياً قد يكون الاستشهاد ثمنه فهذا الشاعر عبد الرحيم محمود الذي روى ثرى فلسطين بدمه الطاهر يقول عن نفسه قبل أن يستشهد :
سأحمل روحي على راحتي ........ وألقي بها في مهب الردى
فإما حياة تسر الصديق ............... وإما ممات يغيظ العدى
ونفس الشريف لها غايتان .......... ورود المنايا ونيل المنى
وما العيش لا عشت إلم أكن......... مخوف الجناد حرام الحمى
إذا قلت أصغى لي العالمون ............ ودوى مقالي بين الورى
أرى مقتلي دون حقي السليب..... .... ودون بلادي هو المبتغى
وأحمي حياضي بحد الحسام .............. فيعلم قومي بأني الفتى
وبعد أن استشهد أبنه إسحاق الحسيني فقال :
أيها الشاعر الشهيد أطأطأ رأسي مرةً أمام شعرك ومائة مرة أمام دمك الذكي الذي بذلته في سبيل الوطن الغالي وهكذا ترون يا أيها الإخوة أن الأدب العربي قد واكب البطولات بشعره ونثره عبر تاريخه الطويل ، واكب هذه البطولات في شتى ميادينها فصورها وجعل منها مثلاً يحتذى للأجيال الصاعدة .
أيها الإخوة :
هذه الصور المشرقة من تاريخنا من البطولة ليس لأخذ العلم بل لتكون حافزاً لنا ومرمى لأبصارنا وإلى لقاء آخر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
-منقول-
المقال للأستاذ محمد راتب النابلسي
عن جريدة "البلاغ عن الآداب والفنون" المصرية