خيركم من تعلم القرآن وعلمه - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

خيركم من تعلم القرآن وعلمه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-03-08, 15:08   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة خيركم من تعلم القرآن وعلمه

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا أحمد ه سبحانه جعل كتابه للمؤمنين هدى وأصلي على من جُعل القرآنُ ربيع قلبه ونور صدره ثم اهتدى أما بعد :



الحديث عن القرآن حديث عظيم

لأنه حديث عن كتاب عظيم وما كتبت عن القرآن يوماً أو تحدثت عنه إلا أجتمع لي أمران الفرح والخجل فأفرح لأني أتكلم عن كلام الله وأخجل لأني مثلي يتكلم عن هذا الكلام ولكني أحمده عز وجل أن أذن لمثلي أن يتكلم عن كلامه .

ولو أراد المرء أن يُسهب في الحديث عن كلام الله لفني العمر ولم ينته من الحديث بعد ولكن لعلي أتكلم عن كيف يتأثر المسلم بالقرآن .

صح عن عثمان رضي الله عنه وأرضاه أنه قال


" لو سلمت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم "

ذلك أن القرآن كلام الله وكلامه صفة من صفاته .

تأمل –أولاً- في كرامة القرآن لأهله جاء

عند الترمذي رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يجيء القرآن يوم القرآن فيقول : يارب حله فيُلبس تاج الكرامة ثم يقول : يارب زده فيُلبس حلة الكرامة ثم يقول يارب ارض عنه فيرضى عنه " حديث حسن .

فمن لي بمثلك يا صاحب القرآن نلت تاج الكرامة
وحلتها وفزت بالرضى من الرحمن .


إن العيش مع القرآن عيش كريم

ونعمة يتفضل بها الله على من شاء من خلقه وحياة تعجز العبارات أن تعبر عنها ولذا كان حريٌ بالمؤمن الناصح لنفسه أن يجاهد نفسه للعيش الحقيقي مع القرآن تأمل في حال السلف وكيف كانت حياتهم مع القرآن وقارن بين حالنا وحالهم عند التلاوة .

قيل لبعض السلف :

إذا قرأت القرآن تُحدث نفسك بشيء؟ فقال : أوَ شيء أحب إلي من القرآن حتى أحدث به نفسي ؟

لقد كانوا يعلمون أن القرآن ليس مثل كلام البشر فهم على يقين بصدق أخباره
ونفاذ وعده ووعيده كان لأسلوبه المعجز أثره في نفوسهم ولذا تلذذوا به وآثروه على حديث الناس


انظر إلى حال رسول الله عليه الصلاة والسلام

كان يحب أن يتلوا القرآن ويسمعه من غيره ومن ورائه أبو بكر وعمر كانت تُسمع أصوات بكائهم من وراء الصفوف ما الذي يجعلهم يبكون وهم الرجال الأبطال ,هل سألنا أنفسنا هذا السؤال أما الجواب فتأمله معي في هذه الآيات يقول سبحانه مادحاً خيرة خلقه وأصفيائه من أوليائه( أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً) (مريم:58) فالبكاء ترجمة حقيقية لتأثر القلب والعيش الحقيقي مع القرآن

اختي في الله \ اخي في الله

أريدكم كلما قرأتم القرآن أو استمعتم إليه استحضروا أنه كلام الله الذي خلقكم ورزقكم وأنعم عليكم تفكررو في كل آية بل وكل كلمة من كلماته وسيحدث في نفسكم العجب

ولعلي بهذا الموضوع أن أضع بين ايديكم طريف تصلوا به إلى التأثر والانتفاع بتلاوتكم


اخوة الاسلام

هذه الموسوعه الشامله ليست ك مثيلتها
الغرض النشر فقط

بل وارحب بكل من لاديه استفسار او سؤال وسوف ابذل قصاري

جهدي لتوضيحه او احضاره من كبار العلماء والائمة


واخيرا

أسألكم الدعاء بظهر الغيب

.








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 15:13   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الإعجاز العددي في سورة الكوثر .

السؤال :

ما صحة هذا الإعجـاز العددي في سورة الكوثر ؟

فسورة الكوثر هي أقصر سور القرآن ، وعدد كلمات هذه السورة 10 كلمات ، الآية الأولى تضّمنت من الحروف الهجائية 10 أحرف ، والآية الثانية تضّمنت من الحروف الهجائية 10 أحرف ، والآية الثالثة تضّمنت من الحروف الهجائية 10 أحرف ، أكثر الحروف تكراًرا في السورة هو الألف وتكّرر فيها 10 مّرات

الحروف التي ورد كل منها مّرة واحدة في سورة الكوثر عددها 10 ، جميع آيات السورةُ ختمت بحرف الّراء ، وترتيبه الهجائي رقم 10 ، وسور القرآن التي تنتهي بحرف الّراء عددها 10 سور آخرها الكوثر ، فما هي حقيقة الرقم 10 داخل السورة ؟

إنه اليوم العاشر من ذي الحجة فقوله تعالى : ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) ، وهو يوم النحر ،ى سبحان الله كل هذا في أقصر سورة في القرآن الكريم ، مكونة من سطر ، فما بالكم بالسور الأكبر ، وصدق الله إذ يقول : ( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ) البقرة/23 ، سقانا الله وإياكم من نهر الكوثر شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا


الجواب :

الحمد لله

أولًا: يمكننا أن نجمل القول في شأن ما يذكر حول "الإعجاز العددي" في القرآن الكريم ، في نقاط ، أهمها :

1- أن البحث في العدد وأسراره له سلف من فعل الصحابة والأئمة، وهو - وإن كان قليلًا - إلا أنه لم يكن متكلفًا، ودلالة الآيات عليه ظاهرة .

2- ظهر التكلف فيما سمي متأخرًا بالإعجاز العددي، وبدا هذا التكلف عند من تزعم هذا الأمر، واتخذته بعض الفرق الباطنية ذريعة وسندًا لآرائهم وضلالاتهم .

3- افتقر هذا النوع من الدراسات إلى المنهجية العلمية، ووقع الخبط والخلط فيه ظاهرًا بين من يدعون البحث فيه، ولا أدل على ذلك من تخطئة بعضهم بعضًا ، في قضايا كثيرة ، لعل من أشهرها : قضية الحادي عشر من سبتمبر، وعلاقة سورة التوبة بها !.

4- لم ينتبه من تكلم في الإعجاز عمومًا إلى كون القرآن كتاب هداية، بالمقام الأول ، والحكم الأعظم منه. وإن شئت فارجع إلى كتاب الشيخ مساعد الطيار في الإعجاز ففيه إشارات نفيسة .

5- الإعجاز العددي ليس من متين العلم، وإنما هو من باب اللطائف والملح ، التي تذكر ، إن كان له وجه قريب ، واحتمال سائغ ، وليس ينبني عليها شيء ، أي شيء ، من أصل في الدين ، أو فرع ، سواء ثبتت ، أو لم تثبت.

وأخيرًا

"بدراسة كثير من الكتب التي اهتمت بهذا اللون، فيمكننا أن نقرر أن هذه الفكرة تقوم باعتماد شروط توجيهية حينًا، وانتقائية حينًا آخر، من أجل إثبات صحة وجهة نظر بشكل يسوق القارئ إلى النتائج المحددة سلفًا .

وقد أدت هذه الشروط التوجيهية أحيانًا إلى الخروج على ما هو ثابت بإجماع الأمة، كمخالفة الرسم العثماني للمصاحف، وإلى اعتماد رسم بعض الكلمات ، كما وردت في أحد المصاحف ، دون الأخذ بعين الاعتبار رسمها في المصاحف الأخرى .

وأدت كذلك إلى مخالفة مبادئ اللغة العربية ، من حيث تحديد مرادفات الكلمات وأضدادها، إلى آخر التخبط والاختلاف الذي جر إليه زعم وجود الإعجاز العددي بهذه الصورة المعاصرة، ولذا ننصح بالابتعاد عنه" .

ثانيًا:

بخصوص ما ذكرت، فإنه قد وقع الخلط والخبط فيه، وظهر المنهج الانتقائي في هذه المسألة، ليؤيد زعم هؤلاء .

ومما ظهر في هذا الذي عرضته ، يقال :

1- لِمَ حذف هذا القائل ، المكرر في العد، وهل يقع الإعجاز في عد غير المكرر فقط ؟

2- لِم لَمْ يفرق بين الهمزة والألف في العد ؟

فعدد حروف الآية الأولى ، مع حذف المكرر (11) أحد عشر حرفًا (الهمزة - الألف - ن - ع - و - ي - ك - ل - و - ث - ر).

وانظر في مسألة الهمزة: "مسائل في الرسم والنطق" د. غانم الحمد(ص56).

3- زعم العاد أن ترتيب الراء هو العاشر في حروف الهجاء، ليس هكذا مطلقا ؛ فإن الترتيب القديم (الأبجدي) يقع فيه حرف الراء رقم (20)، وهو: (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت).

وأما على الترتيب الألفبائي الحديث، فإن حرف الراء يقع العاشر .

فلم اعتبر الإعجاز في العد الحديث ، دون القديم ؟!

4- نعم، قد يقال إن من اللطائف أن عدد الكلمات الظاهرة في السورة عشر كلمات، وهذا يوافق اليوم العاشر من شهر الحج، وهذا من لطائف الآية .

لكنه أن يبنى على ذلك قصورا وعلالي ، ويضخم القول فيه بتكلف واعتساف : فهذا هو أحد أخطر مزالق هذا الاتجاه . وليس من متين العلم ، ولا محقق القول .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 15:16   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كلمة حول الإعجاز العددي في القرآن
واستعمال التقويم الشمسي

السؤال

قرأت مؤخرا عن بعض " معجزات " القرآن الكريم ، التي شملت العديد من الأشياء مثل المراحل الثلاثة للجنين ، ومدارات الكواكب ، .. الخ ، إلا أن إحداها تحدثت عن أن كلمة " يوم " وردت في القرآن 365 مرة ، وأن كلمة " قمر " تكررت 12 مرة

وقد نسيت عدد المرات التي تكرر ذكر كلمة " أيام " في القرآن ، وقد قام أحد الأصدقاء بطباعة التقويم الإسلامي ( الهجري ) لكنه لم يكن يتكون من 365 يوماً ، فما معنى ذلك حول التقويم الإسلامي ؟ أيعني ذلك أنه غير دقيق ؟

أم أن الله علم أن أغلب العالم سيستخدمون التقويم الميلادي وأنه إشارة إلى صحة هذا التقويم الأخير ؟


الجواب

الحمد لله

أولاً :

شُغف كثير من الناس بأنواع من الإعجازات في القرآن الكريم ، ومن هذه الأنواع " الإعجاز العددي " فنشروا في الصحف والمجلات وشبكات الإنترنت قوائم بألفاظ تكررت مرات تتناسب مع لفظها ، أو تساوى عددها مع ما يضادها ، كما زعموا في تكرار لفظة " يوم " ( 365 ) مرة ، ولفظ " شهر " ( 12 ) مرة ، وهكذا فعلوا في ألفاظ أخرى نحو " الملائكة والشياطين " و " الدنيا والآخرة " إلخ .

وقد ظنَّ كثيرٌ من الناس صحة هذه التكرارات وظنوا أن هذا من إعجاز القرآن ، ولم يفرقوا بين " اللطيفة " و " الإعجاز " ، فتأليف كتابٍ يحتوي على عدد معيَّن من ألفاظٍ معيَّنة أمرٌ يستطيعه كل أحدٍ ، فأين الإعجاز في هذا ؟ والإعجاز الذي في كتاب الله تعالى ليس هو مثل هذه اللطائف ، بل هو أمر أعمق وأجل من هذا بكثير ، وهو الذي أعجز فصحاء العرب وبلغاءهم أن يأتوا بمثل القرآن أو بعشر سورٍ مثله أو بسورة واحدة ، وليس مثل هذه اللطائف التي يمكن لأي كاتب أن يفعلها – بل وأكثر منها – في كتاب يؤلفه ، فلينتبه لهذا .

وليُعلم أنه قد جرَّ هذا الفعل بعض أولئك إلى ما هو أكثر من مجرد الإحصائيات ، فراح بعضهم يحدد بتلك الأرقام " زوال دولة إسرائيل " وتعدى آخر إلى " تحديد يوم القيامة " ، ومن آخر ما افتروه على كتاب الله تعالى ما نشروه من أن القرآن فيه إشارة إلى " تفجيرات أبراج نيويورك " ! من خلال رقم آية التوبة وسورتها وجزئها ، وكل ذلك من العبث في كتاب الله تعالى ، والذي كان سببه الجهل بحقيقة إعجاز كتاب الله تعالى .

ثانياً :

بالتدقيق في إحصائيات أولئك الذين نشروا تلك الأرقام وُجد أنهم لم يصيبوا في عدِّهم لبعض الألفاظ ، ووجدت الانتقائية من بعضهم في عدِّ الكلمة بالطريقة التي يهواها ، وكل هذا من أجل أن يصلوا إلى أمرٍ أرادوه وظنوه في كتاب الله تعالى .

قال الشيخ الدكتور خالد السبت :

قدَّم الدكتور " أشرف عبد الرزاق قطنة " دراسة نقدية على الإعجاز العددي في القرآن الكريم ، وأخرجه في كتاب بعنوان : " رسم المصحف والإعجاز العددي ، دراسة نقدية في كتب الإعجاز العددي في القرآن الكريم

" وخلص في خاتمة الكتاب الذي استعرض فيه ثلاثة كتب هي (1) كتاب " إعجاز الرقم 19 " لمؤلفه باسم جرار ، (2) كتاب " الإعجاز العددي في القرآن " لعبد الرزاق نوفل ، (3) كتاب " المعجزة " لمؤلفه عدنان الرفاعي ، وخلص المؤلف إلى نتيجة عبَّر عنها بقوله :

" وصلت بنتيجة دراستي إلى أن فكرة الإعجاز العددي " كما عرضتها هذه الكتب " غير صحيحة على الإطلاق

وأن هذه الكتب تقوم باعتماد شروط توجيهية حيناً وانتقائية حيناً آخر ، من أجل إثبات صحة وجهة نظر بشكل يسوق القارئ إلى النتائج المحددة سلفاً

وقد أدت هذه الشروط التوجيهية أحياناً إلى الخروج على ما هو ثابت بإجماع الأمة ، كمخالفة الرسم العثماني للمصاحف

وهذا ما لا يجوز أبداً ، وإلى اعتماد رسم بعض الكلمات كما وردت في أحد المصاحف دون الأخذ بعين الاعتبار رسمها في المصاحف الأخرى ، وأدت كذلك إلى مخالفة مبادئ اللغة العربية من حيث تحديد مرادفات الكلمات وأضدادها .

( ص 197 ) دمشق ، منار للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 1420هـ / 1999 .

وقد ذكر الدكتور فهد الرومي أمثله على اختيار الدكتور عبد الرزاق نوفل الانتقائي للكلمات حتى يستقيم له التوازن العددي ، ومن ذلك قوله : إن لفظ اليوم ورد في القرآن ( 365 ) مرة بعدد أيام السنة ، وقد جمع لإثبات هذا لفظي " اليوم "

" يوماً " وترك " يومكم " و " يومهم " و " يومئذ " ؛ لأنه لو فعل لاختلف الحساب عليه ! وكذلك الحال في لفظ " الاستعاذة " من الشيطان ذكر أنه تكرر ( 11 ) مرة ، يدخلون في الإحصاء كلمتي " أعوذ " و " فاستعذ " دون " عذت " و " يعوذون " و " أعيذها " و " معاذ الله " .

انظر : " اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر " ( 2 / 699 ، 700 ) بيروت ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الثانية 1414هـ .

وبهذا الكلام العلمي المتين يتبيَّن الجواب عن كلمة " يوم " وعددها في القرآن الكريم ، والذي جاء في السؤال .

ثالثاً :

وأما الحساب الذي يذكره الله تعالى في كتابه الكريم فهو الحساب الدقيق الذي لا يختلف على مدى السنوات ، وهو الحساب القمري .

وفي قوله تعالى : ( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ) الكهف/25 ذكر بعض العلماء أن عدد ( 300 ) هو للحساب الشمسي ، وأن عدد ( 309 ) هو للحساب القمري ! وقد ردَّ على هذا القول الشيخ محمد بن صالح العثيمين

وبيَّن في ردِّه أن الحساب عند الله تعالى هو الحساب القمري لا الشمسي .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

" ( وَازْدَادُوا تِسْعاً ) ازدادوا على الثلاث مائة تسع سنين ، فكان مكثُهم ثلاث مائة وتسع سنين ، قد يقول قائل : " لماذا لم يقل مائة وتسع سنين ؟ "

فالجواب : هذا بمعنى هذا ، لكن القرآن العظيم أبلغ كتاب ، فمن أجل تناسب رؤوس الآيات قال : ( ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً ) ، وليس كما قال بعضهم بأن السنين الثلاثمائة بالشمسية ، وازدادوا تسعاً بالقمرية

فإنه لا يمكن أن نشهد على الله بأنه أراد هذا ، مَن الذي يشهد على الله أنه أراد هذا المعنى ؟ حتى لو وافق أن ثلاث مائة سنين شمسية هي ثلاث مائة وتسع سنين بالقمرية فلا يمكن أن نشهد على الله بهذا ؛ لأن الحساب عند الله تعالى واحد .

وما هي العلامات التي يكون بها الحساب عند الله ؟

الجواب : هي الأهلَّة ، ولهذا نقول : إن القول بأن " ثلاث مائة سنين " شمسية ، ( وازدادوا تسعاً ) قمرية قول ضعيف .

أولاً : لأنه لا يمكن أن نشهد على الله أنه أراد هذا .

ثانياً : أن عدة الشهور والسنوات عند الله بالأهلة ، قال تعالى : ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ) يونس/5 ، وقال تعالى : ( يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ) البقرة/189 " انتهى .

" تفسير سورة الكهف " .

والحساب بالقمر والأهلة هو المعروف عند الأنبياء وأقوامهم ، ولم يُعرف الحساب بالشمس إلا عند جهلة أتباع الديانات ، وللأسف وافقهم كثير من المسلمين اليوم .

قال الدكتور خالد السبت – في معرض رده على من استدل بآية ( لا يزال بنيانهم .. ) في سورة التوبة على تفجيرات أمريكا - :

" الخامس : أن مبنى هذه الارتباطات على الحساب الشمسي ، وهو حساب متوارث عن أُمم وثنية ، ولم يكن معتبراً لدى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وإنما الحساب المعتبر في الشرع هو الحساب بالقمر والأهلة

وهو الأدق والأضبط ، ومما يدل على أن المعروف في شرائع الأنبياء هو الحساب بالقمر والأهلة حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أُنْزِلَتْ صُحُفُ ‏‏إِبْرَاهِيمَ ‏عَلَيْهِ السَّلَام ‏‏فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ

وَأُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ) أخرجه أحمد ( 4 / 107 ) ، والبيهقي في " السنن " ( 9 / 188 ) ، وسنده حسن ، وذكره الألباني في " الصحيحة " ( 1575 )

. وهذا لا يعرف إلا إذا كان الحساب بالقمر والأهلة ، ويدل عليه أيضا الحديث المخرج في الصحيحين ‏عَنْ ‏‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ‏‏قَالَ : ‏ قَدِمَ النَّبِيُّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏الْمَدِينَةَ ‏فَرَأَى ‏‏الْيَهُودَ ‏‏تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ :‏ ‏مَا هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ

هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ ‏‏بَنِي إِسْرَائِيلَ ‏‏مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ ‏‏مُوسَى ... الحديث , أخرجه البخاري ( 2004 ) ومسلم ( 1130 ) ، وقد صرَّح الحافظ رحمه الله أنهم كانوا لا يعتبرون الحساب بالشمس -

انظر : " الفتح " ( 4 / 291 ) ، وانظر ( 7 / 323 ) - .

وقال ابن القيم رحمه الله - تعليقا على قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ ) يونس/5 ، وقوله تعالى : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ . وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) يس/38 ، 39 :

" ولذلك كان الحساب القمري أشهر وأعرف عند الأمم وأبعد من الغلط ، وأصح للضبط من الحساب الشمسي ، ويشترك فيه الناس دون الحساب ، ولهذا قال تعالى : ( وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ) يونس/5 ولم يقل ذلك في الشمس

ولهذا كانت أشهر الحج والصوم والأعياد ومواسم الإسلام إنما هي على حساب القمر وسيره حكمة من الله ورحمة وحفظا لدينه لاشتراك الناس في هذا الحساب ، وتعذر الغلط والخطأ فيه ، فلا يدخل في الدين من الاختلاف والتخليط ما دخل في دين أهل الكتاب "

انتهى من "مفتاح دار السعادة " ص 538 ، 539 .

وربما يُفهم من العبارة الأخيرة لابن القيم رحمه الله أن أهل الكتاب كانوا يعتمدون الحساب بالشمس ، وهذا قد صرح الحافظ ابن حجر رحمه الله بردِّه بعد أن نسبه لابن القيم - انظر : " الفتح " ( 7 / 323 ) – .

والواقع أنه لم يكن معتبراً في شرعهم وإنما وقع لهم بعد ذلك لدى جهلتهم " انتهى .

وفي فوائد قوله تعالى : ( يسئلونك عن الأهلة ... ) قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" ومنها : أن ميقات الأمم كلها الميقات الذي وضعه الله لهم - وهو الأهلة - فهو الميقات العالمي ؛ لقوله تعالى : ( مواقيت للناس ) ؛ وأما ما حدث أخيراً من التوقيت بالأشهر الإفرنجية :

فلا أصل له من محسوس ، ولا معقول ، ولا مشروع ؛ ولهذا تجد بعض الشهور ثمانية وعشرين يوماً ، وبعضها ثلاثين يوماً

وبعضها واحداً وثلاثين يوماً ، من غير أن يكون سبب معلوم أوجب هذا الفرق ؛ ثم إنه ليس لهذه الأشهر علامة حسيَّة يرجع الناس إليها في تحديد أوقاتهم ، بخلاف الأشهر الهلاليَّة فإن لها علامة حسيَّة يعرفها كل أحدٍ " انتهى .

" تفسير البقرة " ( 2 / 371 ) .

وقال القرطبي رحمه الله تعليقاً على قوله تعالى : ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ) التوبة/36 :

" هذه الآية تدل على أن الواجب تعليق الأحكام في العبادات وغيرها إنما يكون بالشهور والسنين التي تعرفها العرب دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقبط وإن لم تزد على اثني عشر شهراً ؛ لأنها مختلفة الأعداد ، منها ما يزيد على ثلاثين

ومنها ما ينقص ، وشهور العرب لا تزيد على ثلاثين وإن كان منها ما ينقص ، والذي ينقص ليس يتعين له شهر وإنما تفاوتها في النقصان والتمام على حسب اختلاف سير القمر في البروج " انتهى .

" تفسير القرطبي " ( 8 / 133 ) .

والله أعلم









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-02-15 في 18:25.
رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 15:20   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم توزيع الآيات القرآنية
بين القراء، لكل قارئ آية


السؤال

: أنا أعمل في مونتاج الفيديوهات ، وأريد أن أجمع عدة أصوات لقراء في سورة واحدة مثلا أن يقرأ السديس الآية الأولى والمعيقلي الآية الثانية ، وهكذا ، فما حكم هذا ؟ وهل هذا جائز ؟ أم لا ؟

الجواب :

الحمد لله

مما يجب ألا يخفى على المسلم أن القرآن الكريم أنزل ليتدبر فيعمل بما فيه.

قال الله تعالى:( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) ص /29.

وقال الله تعالى:( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) محمد /24 .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" ... المقصود من القراءة فهمه وتدبره، والفقه فيه والعمل به، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه، كما قال بعض السلف: " نزل القرآن ليعمل به، فاتخذوا تلاوته عملا " .

ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به، والعاملون بما فيه، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب.

وأما من حفظه ، ولم يفهمه ، ولم يعمل بما فيه، فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم.

قالوا: ولأن الإيمان أفضل الأعمال، وفهم القرآن وتدبره هو الذي يثمر الإيمان

وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر، فيفعلها البر والفاجر، والمؤمن والمنافق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن، كمثل الريحانة، ريحها طيب، وطعمها مر ) ".

انتهى من "زاد المعاد" (1 / 327).

والصورة التي تريد عملها ، وهي أن تكون كل آية بصوت قارئ معيّن ، وإن كنا لا نعلم دليلا على تحريمها بخصوصها ؛ إلّا أننا نرى أن فيها من المحاذير ما هو خليق بمنعها ، والنهي عنها .

فمن ذلك : أنها تجعل السامع يلتفت وينجذب إلى الصوت واللحن بصورة أكثر .

ثم لا يكاد يستمع له في آية ، حتى تنتقل به إلى صوت آخر ، وقارئ جديد .

فتكون مراعاته للأصوات ، ومن ثم : المقارنة بين القراء ، وحسن أصواتهم ، وجودة أدائهم = يكون ذلك هو شغله بهذا السماع ، ومن شأن ذلك أن يصرفه عن تدبر معاني القرآن الكريم .

ولأجل ما يظهر لنا من محاذير في هذا التنويع ، حتى ليوشك أن يقرب بتلاوة القرآن من اللعب والعبث ، أو التكلف الزائد الذي لا يحتاج إليه لأجل ذلك كله نحن نرى ألا تفعل ذلك ، وتتخير للناس الصوت ، أو التسجيل المناسب .

فإن كنت لا بد فاعلا ، فاجعل لكل قارئ تسجيلا مستقلا ، تسجل له القرآن كله ، أو سورة كاملة ، أو نحو ذلك مما يعتاده الناس ، ولا يزالون يفعلونه .

والله أعلم.









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-02-15 في 18:27.
رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 15:23   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يجوز أن يقال: "سورة كذا "
أو : "السورة التي يذكر فيها كذا " ؟


السؤال :

ما صحة تحرج بعض صحابة والتابعين من أمثال عبد الله بن عمر ، والحجاج ثقفي من تسمية بعض السور كالبقرة ؟

الجواب :

الحمد لله

ثبت عن بعض السلف كراهة أن يقال في تسمية السورة باسمها المباشر، كأن يقال: سورة البقرة، سورة آل عمران، ونحو ذلك، ورأى هؤلاء أن يقال: السورة التي تذكر فيها البقرة، وهكذا .

وقد روى البخاري عن الأعمش، قال:

" سمعت الحجاج، يقول على المنبر: السورة التي يذكر فيها البقرة، والسورة التي يذكر فيها آل عمران، والسورة التي يذكر فيها النساء .

قال: فذكرت ذلك لإبراهيم ، فقال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد أنه كان مع ابن مسعود رضي الله عنه حين رمى جمرة العقبة، فاستبطن الوادي ، حتى إذا حاذى بالشجرة اعترضها، فرمى بسبع حصيات ، يكبر مع كل حصاة ثم قال: من ها هنا ، والذي لا إله غيره ، قام الذي أنزلت عليه سورة البقرة صلى الله عليه وسلم "

رواه البخاري(1750).

وبوب البخاري في صحيحه بابًا فقال: " باب من لم ير بأسا أن يقول: سورة البقرة، وسورة كذا وكذا " ، وأورد فيه عدة أحاديث (5040 - 5042)، منها:

1- عن أبي مسعود الأنصاري، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ مَنْ قَرَأَ بِهِمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ).

2- عن حديث المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن عبد القاري ، أنهما سمعا عمر بن الخطاب، يقول: " سمعت هشام بن حكيم بن حزام، يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة، لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة ، فانتظرته حتى سلم ، فلببته فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقلت له: كذبت فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهو أقرأني هذه السورة ، التي سمعتك فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوده ، فقلت: يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، وإنك أقرأتني سورة الفرقان، فقال: (يا هشام اقرأها) فقرأها القراءة التي سمعته

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هكذا أنزلت) ، ثم قال: (اقرأ يا عمر) فقرأتها التي أقرأنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هكذا أنزلت) ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه).

3- عن عائشة رضي الله عنها، قالت: " سمع النبي صلى الله عليه وسلم قارئا يقرأ من الليل في المسجد، فقال: ( يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتها من سورة كذا وكذا).

قال ابن حجر: " أشار بذلك إلى الرد على من كره ذلك وقال لا يقال إلا السورة التي يذكر فيها كذا " انتهى من فتح الباري"(9/ 87).

وقال الإمام النووي: " يجوز أن يقول : سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة النساء، وسورة العنكبوت، وكذلك الباقي، ولا كراهةَ في ذلك .

وقال بعض السلف: يُكره ذلك، وإنما يُقال: السورة التي تُذكر فيها البقرة، والتي يُذكر فيها النساء، وكذلك الباقي .

والصواب الأوّل، وهو قولُ جماهير علماء المسلمين من سلف الأمة وخلفها، والأحاديثُ فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من أن تحصر، وكذلك عن الصحابة فمن بعدهم " انتهى من "الأذكار"(109).

ولا يصح في هذه المسألة حديث مرفوع، وإنما هو اجتهاد لبعض السلف ، خالفه من هو أولى وأكثر ، مع دلالة السنة الصحيحة على خلافه أيضا .

وأما الحديث الوارد عن أنس بن مالك مرفوعًا: ( لا تقولوا: سورة البقرة، ولا سورة آل عمران، ولا سورة النساء، وكذا القرآن كله، ولكن قولوا: السورة التي يذكر فيها البقرة، والتي يذكر فيها آل عمران، وكذا القرآن كله) : فلا يصح، قال ابن كثير: " هذا حديث غريب لا يصح رفعه، وعيسى بن ميمون هذا هو أبو سلمة الخواص، وهو ضعيف الرواية، لا يحتج به "

انتهى من "تفسير ابن كثير" (1/ 156) .

وشرع ابن كثير في إيراد بعض الأحاديث التي ثبت فيها إطلاق سورة البقرة ، سورة آل عمران ، ونحو ذلك .

وقال السيوطي عن الحديث السابق: " وإسناده ضعيف، بل ادعى ابن الجوزي أنه موضوع، وقال البيهقي: إنما يعرف موقوفًا على ابن عمر، ثم أخرجه عنه بسند صحيح.

وقد صح إطلاق سورة البقرة وغيرها عنه صلى الله عليه وسلم، وفي الصحيح عن ابن مسعود أنه قال: (هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة ومن ثم لم يكرهه الجمهور) "

انتهى من "الإتقان" (1/ 187)، "معترك الأقران" (2/ 276).

وقال الشيخ أبو شهبة: " والصحيح جواز أن يقال سورة البقرة: وآل عمران والنساء، والأعراف، وهكذا بدون كراهة، ولا يشترط أن يقال السورة التي يذكر فيها البقرة، وهكذا سائر السور "

انتهى من "المدخل لدراسة القرآن" (318).

والخلاصة :

أن الصحيح جواز أن يقال سورة البقرة: وآل عمران والنساء، والأعراف، وهكذا بدون كراهة

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 15:27   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الرد على شبهة : انصراف العرب عن الإتيان
بمثل القرآن لانشغالهم وليس لعجزهم عن ذلك.


السؤال :

في كتاب "الزمرد" لابن الراوندي ذكر فيه أن العرب عجزوا عن الإتيان بمثل هذا القرآن بسبب انشغالهم بالقتال ، أرجو الرد علي هذه الشبهة ، مع وضع أدلة قاطعة علي نبوة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم ، مع استخدام ألفاظ سهلة .

الجواب :


الحمد لله

أولًا:

سنقدم بين يدي الجواب ملخصًا، لإثبات أن القرآن من الله سبحانه، وقد قمنا بتلخيص هذه الأوجه، من كتاب النبأ العظيم، للدكتور محمد عبدالله دراز رحمه الله .

وقد أخبر القرآن عن مصدره، لكننا سننطلق في الإجابة عن هذا السؤال، بذكر الحجج التي يمكننا أن نصل عبرها للإيمان بأن الله تعالى هو مصدر هذا الكتاب المجيد .

الحجة الأولى: حجة الإقرار .

لقد أقر محمد صلى الله عليه وسلم أن القرآن الذي جاء به ليس من كلامه، وإنما هو وحي أوحاه الله إليه، ونحن نعلم أنه لم يكن لينسب هذا الكلام الذي عجز العرب عن مجاراته ليستجلب مزيدًا من الأتباع، فقد جاء الأمر في القرآن باتباعه، ونعلم أيضًا أن شواهد أحواله، ومعرفتنا بصدقه قبل البعثة، أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس، ويكذب على الله .

الحجة الثانية: أمية النبي صلى الله عليه وسلم .

لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ممن يرجع بنفسه لكتب العلم ودواوينه، ومن المتفق عليه : كونه صلى الله عليه وسلم لم يكن يمارس القراءة والكتابة قبل بعثته.

ولا يمكن أن يكون القرآن من استنباط النبي بالذكاء الفطري الذي كان يتمتع به، لأن القرآن قد احتوى على ما لا يمكن أن يستنبط بالعقل ولا بالتفكير، وفيه أيضًا ما لا يدرك بالوجدان ولا بالشعور، كالوقائع التاريخية، والحقائق الدينية الغيبية، والتي جاءت في القرآن بصورة مفصلة، والإخبار بالأمور المستقبلية، والتي وقعت كما أخبر .

الحجة الثالثة: عدم أخذ القرآن عن معلم .

لا يمكن أن يكون القرآن قد أخذ عن معلم، لأن قوم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا من الجهل بحيث لا يمكن أن يكون أحدهم معلمًا لمحمد .

ولو فرضنا أن فيهم من يصلح لذلك، فلِمَ لم يأخذوا عنه ، كما أخذ محمد ، بدلًا من مقارعته بالسيوف ؟!

ومن المستحيل أن يكون القرآن قد أخذ عن اليهود والنصارى، ولينظر قائل تلك المقالة إلى حديث القرآن عن أهل الكتاب، وذكره لهم، وكيف يصور القرآن علومهم بأنها الجهالات، وعقائدهم بأنها الخرافات، وأعمالهم بأنها الجرائم والمنكرات .

وفي القرآن ما لا يوجد في كتب أهل الكتاب، كقصة هود وشعيب عليهما السلام، فمن أين أتى بها ؟!

ولا يمكن أن يكون القرآن قد أُخذ عن شعر بعض العرب، كأمية بن أبي الصلت وغيره، لأن القرآن نفى أن يكون شعرًا، ولأن في الشعر ما لا يوجد في القرآن، كوصف الخمر، ونحوها، ولأن العرب لم يدع أحد منهم أن القرآن مسروق أو منحول من الشعر الموجود في ذلك العصر ، أيًا كان قائله .

الحجة الرابعة: التحدي وعجز العرب .

لقد تحدى القرآن العرب، وكرر التحدي عليهم أن يأتوا بمثل القرآن، وظل يتدرج بهم إلى أن وصل أن يأتوا بسور من مثل القرآن، فعجزوا .

أفإن كان القرآن من كلام محمد، فلم عجزت العرب عنه ؟!

إن أحدًا منهم لم يستطع أن يجاريه، ولا أن يطعن في عربيته، ولذا: فإن أي طعن يوجه للقرآن من جهة عربيته ، من طاعن متأخر عن أبي جهل، وأبي لهب ، وأضرابهما : فاعلم أنه باطل في ذاته؛ إذ لو كان صحيحًا لما غفل عنه هؤلاء الأعداء، وهم أبصر الناس باللغة، وأحرصهم على الطعن في القرآن .

الحجة الخامسة: ظاهرة الوحي .

لم يكن الوحي حالة اختيارية تعتري محمدًا صلى الله عليه، بل كان حالة غير اختيارية، وهذا - لمن يؤمن بالغيب - دليل على كون القرآن من عند الله، فقوة الوحي قوة خارجية، لأنها تتصل بنفس محمد حينًا بعد حين، وهي قوة عالمة، وهي قوة أعلى من قوته، لأنها تحدث آثارًا في بدنه، وهي قوة خيرة معصومة، لا توحي إليه إلا الحق، فماذا عسى أن تكون تلك القوة إن لم تكن قوة ملك كريم ؟!

ولم يكن الوحي يعكس شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي أكثر الأوقات لا يذكر عنه شيئًا، وتأمل - مثلًا -: حين مات عمه أبو طالب، وزوجته خديجة، وحزن لذلك حزنًا شديدًا، ومع ذلك لم يشر الوحي إلى ذلك .

بل نجد في الوحي آيات اللوم والعتاب له عليه الصلاة والسلام .

الحجة السادسة: إعجاز القرآن .

لقد جاء القرآن نموذجًا لا يبارى في الأدب العربي، إنه المثل الأعلى لما يمكن أن يسمى أدبًا بوجه عام، فلغته تأخذ بالقلوب، وتفحم بالحجة، وتجلب السرور الهادئ لا الصاخب .

1- لغة القرآن مادة صوتية، تبعد عن طراوة لغة أهل الحضر، وخشونة لغة أهل البادية، إنها تجمع بين رقة الأولى، وجزالة الثانية .

2- إنها ترتيب في مقاطع الكلمات ، في نظام أكثر تماسكًا من النثر، وأقل نظمًا من الشعر .

3-كلماته منتقاة، لا توصف بالغريب إلا نادرًا، تمتاز بالإيجاز العجيب، والنقاء في التعبير .

4- إنه أسلوب يجمع بين العقل والعاطفة على رغم ما بينهما من تباعد .

5- وهو في وحدة سوره، وترتيبها، وتناسق أجزائها : آية ؛ وأي آية ! .

ثانيًا:

لا يصح القول : إن العرب انصرفت هممهم عن معارضة القرآن، لأمور:

1- لأن الأسباب الباعثة على المعارضة كانت موفورة متضافرة، سيما مع استثارة حميتهم، والدعوة التي تكررت لهذه المعارضة، ولهي أهون عليهم مما قاموا به .

2- أن العرب قعدوا حتى عن تجربة المعارضة، ولم يشرع منهم إلا أقلهم عددًا، وأسفههم رأيًا، إذًا: فلقد كانوا في غنى بهذا العلم الضروري عن طلب الدليل عليه بالمحاولات والتجارب .

لقد كان القرآن نفسه مثار عجبهم وإعجابهم، ولقد كانوا يخرون سجدًا لسماعه .

يقول الدكتور دراز: " الشبهة الثالثة : شبهة القائل بأن عدم معارضة العرب لأسلوب القرآن ، ربما كان بسبب انصرافهم ، لا بسبب عجزهم:

فإن قال لنا: نعم، قد علمتُ أنه لم يأتِ أحد بشيء في معارضة القرآن، ولكن ليس كل ما لم يفعله الناس ، يكون خارجًا عن حدود قدرتهم، فربما ترك الإنسان فعلًا هو من جنس أفعاله الاختيارية :

لعدم قيام الأسباب التي من شأنها أن تبعث عليه .

أو لأن صارفًا إلهيًّا ثبط همته ، وصرف إرادته عنه ، مع توافر الأسباب الداعية إليه .

أو لأن عارضًا فجائيًّا عطَّل آلاته ، وعاق قدرته عن إحداث ذلك الفعل ، بعد توجه إرادته نحوه .

فعلى الفرضين الأولين : يكون عدم معارضة القرآن : قلة اكتراث بشأنه ، لا عجزًا عن الإتيان بمثله، وعلى الفرض الأخير يكون تركه عجزًا عنه حقًّا، لكن ليس لمانع فيه من جهة علو طبقته عن مستوى القدرة البشرية، بل لمانع خارجي ، هو حماية القدرة العليا له، وصيانتها إياه عن معارضة المعارضين، ولو أزيل هذا المانع لجاء الناس بمثله.

= قلنا له:

هذه الفروض كلها لا تنطبق على موضوعنا بحال :

أما الأول: فإن الأسباب الباعثة على المعارضة ، كانت موفورة متضافرة، وأي شيء أقوى في استثارة حمية خصمك من ذلك التقريع البليغ المتكرر الذي توجهه إليه ، معلنًا فيه عجزه عن مضاهاة عملك؟

إن هذا التحدي كافٍ وحده في إثارة حفيظة الجبان ، وإشعال همته للدفاع عن نفسه بما تبلغه طاقته ؛ فكيف لو كان الذي تتحداه مجبولًا على الأنفة والحمية؟ وكيف لو كان العمل الذي تتحداه به هو صناعته التي بها يفاخر، والتي هو فيها المدرب الماهر؟ وكيف لو كنت مع ذلك ترميه بسفاهة الرأي وضلال الطريق؟ وكيف لو كنت تبتغي من وراء هذه الحرب الجدلية هدم عقائده، ومحو عوائده وقطع الصلة بين ماضيه ومستقبله؟

وأما الثاني: فإن هذه الأسباب قد رأيناها آتت بالفعل ثمراتها، وأيقظت همم المعارضين إلى أبعد حدودها. حتى كان أمر محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والقرآن هو شغلهم الشاغل، وهمهم الناصب، فلم يَدَعُوا وسيلة من الوسائل لمقاومته ، باللطف ، أو بالعنف ؛ إلا استنبطوها ، وتذرعوا بها:

أيخادعونه عن دينه ليلين لهم ، ويركن قليلًا إلى دينهم ؟

أم يساومونه بالمال والملك ليكف عن دعوته ؟

أم يتواصون بمقاطعته، وبحبس الزاد عنه وعن عشيرته الأقربين، حتى يموتوا جوعًا أو يُسلموه ؟

أم يمنعون صوت القرآن أن يخرج من دور المسلمين ، خشية أن يسمعه أحد من أبنائهم ؟

أم يلقون فيه الشبهات والمطاعن ؟

أم يتهمون صاحبه بالسحر والجنون، ليصدوا عنه من لا يعرفه من القبائل القادمة في المواسم؟

أم يمكرون به ، ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه ؟

أم يخاطرون بمهجهم وأموالهم وأهليهم في محاربته ؟

= أفكان هذا كله تشاغلًا عن القرآن ، وقلة عناية بشأنه ؟!

ثم لماذا كل هذا ، وهو قد دلهم على أن الطريق الوحيد لإسكاته : هو أن يجيئوه بكلام مثل الذي جاءهم به؟

ألم يكن ذلك أقرب إليهم ، وأبقى عليهم ، لو كان أمره في يدهم؟

ولكنهم طرقوا الأبواب كلها ؛ إلا هذا الباب، وكان القتل والأسر والفقر والذل ؛ كل أولئك أهون عليهم من ركوب هذا الطريق الوعر ، الذي دلهم عليه !!

فأي شيء يكون العجز ؛ إن لم يكن هذا هو العجز ؟!

لا ريب أن هذه الحملات كلها لم تكن موجهة إلى شخص النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابه، فقد كانوا من قبلُ تعطفهم عليهم أرحامهم، وتحببهم إليهم مكارم أخلاقهم.

كما أنها لم تكن موجهة إلى القرآن في الصدور ، ولا في داخل البيوت؛ فقد قبلوا منهم أن يعبد كل امرئ ربه في بيته كيف يشاء.

إنما كانت مصوبة إلى هدف واحد، ومقاومة لخطر واحد، هو إعلان هذا القرآن ، ونشره بين العرب !!

ولا يهجسنَّ في رُوعك أنهم ما نقموا من الإعلان بالقرآن ، إلا أنه دعوة جديدة ، إلى دين جديد فحسب !!

كلا ؛ فقد كان في العرب حنفاء ، من فحول الخطباء والشعراء؛ كقُس بن ساعدة، وأمية بن أبي الصلت، وغيرهما، وكانت خطبهم وأشعارهم مشحونة بالدعوة إلى ما دعا إليه القرآن من دين الفطرة ؛ فما بالهم قد أهمهم من أمر محمد وقرآنه ما لم يعنهم من أمر غيره؟

ما ذاك إلا أنهم وجدوا له شأنًا آخر ، لا يشبه شأن الناس .

وأنهم أحسوا في قرآنه قوةً غلّابة ، وتيارًا جارفًا ، يريد أن يبسط سلطانه ، حيث يصل صدى صوته .

وأنهم لم يجدوا سبيلًا لمقاومته ، عن طريق المعارضة الكلامية التي هي هجيراهم، والتي هي الطريق المباشر الذي تحداهم به، فلا جرم كان الطريق الوحيد عندهم لمقاومته : هو الحيلولة بمختلف الوسائل بين هذا القرآن وبين الناس ، مهما كلفهم ذلك من تضحية !!

وكذلك فعلوا، وكذلك مضت السنة فيمن بعدهم من أعداء القرآن ، إلى يومنا هذا !!

وأما الثالث: فإنه لو كان عجزهم عن مضاهاة القرآن لعارضٍ أصابهم ، حال بينهم وبين شيء في مقدورهم = لما استبان لهم ذلك العجز إلا بعد أن يبسطوا ألسنتهم إليه، ويجربوا قدرتهم عليه؛ لأنه ما كان لامرئ أن يحس بزوال قدرته عن شيء كان يقدر عليه ، كقدرته على القيام والقعود، إلا بعد محاولة وتجربة ؟!

ونحن قد علمنا أنهم قعدوا عن هذه التجربة، ولم يشرع منهم في هذه المحاولة ، إلا أقلهم عددًا، وأسفههم رأيًا.

فكان ذلك آية على يأسهم الطبيعي من أنفسهم، وعلى شعورهم بأن عجزهم عنهم عجز فطري عتيد، كعجزهم عن إزالة الجبال، وعن تناول النجوم من السماء، وأنهم كانوا في غنى بهذا العلم الضروري ، عن طلب الدليل عليه بالمحاولات والتجارب !!

على أنهم لو كانوا لم يعرفوا عجزهم عنه ، بادئ ذي بدء، وإنما أدركهم العجز بعد شعورهم بأنه في مستوى كلامهم، لكان عجبهم إذًا من أنفسهم: كيف عَيُوا به ، وهو منهم على طرف الثُّمام؟ ولجعلوا يتساءلون فيما بينهم : أي داء أصابنا ، فعقد ألسنتنا عن معارضة هذا الكلام ، الذي هو ككل كلام؟

أو لرجعوا إلى بيانهم القديم ، قبل أن يصيبهم العجز ؛ فجاءوا بشيء منه في محاذاته !!

ولكنهم لم يجيئوا فيه بقديم ، ولا جديد !!

وكان القرآن - نفسه - هو مثار عجبهم ، وإعجابهم ؛ حتى إنهم كانوا يخرون سُجَّدًا لسماعه ، من قبل أن تمضي مهلة يوازنون فيها بينه وبين كلامهم !!

بل إن منهم من كان يغلبه هذا الشعور ، فيفيض على لسانه اعترافًا صحيحًا: "ما هذا بقول بشر".
\
انتهى، من النبأ العظيم: (114 - 118).

لا يصح القول أن العرب انصرفت هممهم عن معارضة القرآن، لأمور:

1- أن الأسباب الباعثة على المعارضة كانت موفورة متضافرة، وخاصة مع استثارة حميتهم، والدعوة التي تكررت لهذه المعارضة، وهي أهون عليهم مما قاموا به.

2- أن العرب قعدوا حتى عن تجربة المعارضة، ولم يحاول ذلك إلا السفهاء منهم ؛ لعلم عقلائهم الضروري بعجزهم المطبق عن كل ذلك .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 15:31   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كلام الإمام الشافعي عن سورة العصر، وكفايتها

السؤال :

هل صح أن الإمام الشافعي رحمه الله قال : " لو نزلت هذه السورة يعني سورة العصر لكفت للناس " ؟

وفي أي كتاب ذكر هذا القول ؟


الجواب :

الحمد لله

أولًا:

نقلت هذه الكلمة عن الإمام الشافعي رضي الله عنه، ونقلها غير واحد من أهل العلم، انظر: "تفسير الإمام الشافعي" (3/ 1461)، "مجموع الفتاوى" (28/ 152)، "تفسير ابن كثير" (1/ 203) ، "التحرير والتنوير" (30/ 528).

ولهذه الكلمة عدة روايات تؤدي إلى معنى واحد، ومن هذه الروايات:

1- " لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم"

2- " لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم " .

ثانيًا:

افتتحت السورة بقسم اللَّه بالعصر ، وهو الزمان الذي ينتهي إليه عمر الإنسان ، المشتمل على العجائب والعبر الدالة على قدرة اللَّه وحكمته = على أن جنس الإنسان في خسارة ونقصان إلا من اتصف بالأوصاف الأربعة، وهي: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي مع الآخرين بالحق، والتواصي بالصبر.

انظر: "التفسير المنير" (30/ 390) ؛ "أسماء سور القرآن وفضائلها"، منيرة الدوسري (ص 592).

ثالثًا:

يقول ابن القيم رحمه الله : " فإنه سبحانه قسَّم نوع الإنسان فيها قسمين: خاسرًا ورابحًا، فالرابح من نصح نفسه بالإيمان والعمل الصالح، ونصح الخلق بالوصية بالحق ، المتضمنة لتعليمه وإرشاده، والوصية بالصبر المتضمنة لصبره هو أيضًا، فتضمنت السورة النصيحتين ، والتكميلين ، وغاية كمال القوتين، بأخصر لفظ وأوجزه وأهذبه وأحسنه ديباجةً وألطفه موقعًا.

أما النصيحتان : فنصيحة العبد نفسه، ونصيحته أخاه ؛ بالوصية بالحق ، والصبر عليه.

وأما التكميلان : فهو تكميله نفسه ، وتكميله أخاه.

وأما كمال القوتين فإن النفس لها قوتان: قوة العلم والنظر، وكمالها بالإيمان، وقوة الإرادة والحب والعمل، وكمالها بالعمل الصالح، ولا يتم ذلك لها إلا بالصبر.

فصار ههنا ستة أمور:

ثلاثة يفعلها في نفسه ، ويأمر بها غيره : تكميل قوته العلمية بالإيمان، والعملية بالأعمال الصالحة، والدوام على ذلك بالصبر عليه .

وأمره لغيره بهذه الثلاثة، فيكون مؤتمرًا بها ، آمرًا بها ، متصفًا بها ، معلِّمًا لها ، داعيًا إليها .

فهذا هو الرابح كل الربح، وما فاته من الربح بحسبه وحصل له نوع من الخسران، والله المستعان وعليه التكلان "

انتهى من " الكلام على مسألة السماع" (279).

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 15:42   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة عن رسم المصحف.

السؤال:

ماذا يقصد علماء رسم القرآن مثل أبي عمرو الداني في كتابه المقنع عند ذكره لسورة الأنعام بقوله: "وفيها في مصاحف أهل الكوفة "لئن أنجينا من هذه" ، بياء من غير تاء ، وفي سائر المصاحف : "لئن انجيتنا" بالياء والتاء" ، عند قوله تعالى : " قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ" ففي مصحف أو قراءات الكوفيين ليست هناك ياء في كلمة " أَنجَانَا" ، فماذا يعني بذلك؟

الجواب :

الحمد لله


أولًا: نبذة عن رسم المصحف :

روى الإمام البخاري في صحيحه: (4987): عن أنس بن مالك أن حذيفة بن اليمان، قدم على عثمان رضي الله عنهم وكان يغازي أهل الشأم في فتح أرمينية، وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة، قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة: «أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك» .

فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف "، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: «إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم» ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف، أن يحرق".

وفي هذه الرواية : ما يشير إلى شيء من تاريخ رسم المصاحف، وأن هذا الرسم نشأ في عهد أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه، وقد اعتمد هذا الرسم على مجموعة من القواعد التي كانت متبعة آنذاك، وكان الرسم فرعًا عن المحفوظ في الصدور .

وفي هذا الأثر ما يدل على :

"أن هذا الرسمَ الذي كان متعارفاً بينهم ، كان فيه اختلافٌ يدخل في اختلاف التنوع في طريقة الرسمِ، وقد طلب منهم عثمان رضي الله عنه أن يكتبوه على الرسم الموافق للغة قريش، فقال: «وإذا اختلفتم أنتم وزيد، فاكتبوه بلسان قريش، فإنه بلسانها نزل»، والذي يدل على هذا المثال المذكور في اختلافهم مع زيد رضي الله عنه، فقد أراد زيد أن يكتب (التابوة)، وأراد القرشيون الذين معه أن يكتبوها (التابوت)، فدلَّ على أن القرشيين يفتحون التاء، ويقفون عليها بالتاء، والأنصار يربطون التاء، ويقفون عليها بالهاء، فكتبت بالرسم الموافق للغة قريش، وهذا من اختلاف الرسم كما ترى.
\
ويقوم (رسم المصحف) على مجموعة من القواعد التي استنبطها العلماء من رسم الصحابة، وهذه القواعد:

1- الحذف، مثل حذف الألف في مواطن كثيرة (يأيها)، وقد حُذِفت الألف بعد الياء.

2- الزيادة، مثل زيادة الألف في مواطن، مثل زيادتها في كلمة (مائة) و (مائتين).

3- الهمز، مثل (يؤمنون، بئس، سأل)، وهي من أوسع أبواب الضبط وأشكلها.

4- البدل، مثل كتابة الواو في «الصلوة» بدلاً عن الألف (الصلاة).

5- الوصل والفصل، ويقع له أمثلة كثيرة في ألفاظ متغايرة، مثل لفظة (إنما) تكتب مفصولة وموصولة، ففي قوله تعالى: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآَتٍ} [الأنعام: 134] كُتِبت مفصولة، وفي قوله تعالى: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ} [الذاريات: 5] كُتِبت موصولة.
6- ما فيه قراءتان، وكتب على إحداهما، مثل قراءة سكارى بالألف ودونها في قوله تعالى: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} [الحج: 2]، فهي تحتمل الألف وعدمها.

وقد توزع القراءات في المصاحف، مثل قراءة (أوصى) وقراءة (ووصى)، وما فيه قراءتان فيه تفاصيل تُعرف من كتب القراءات والرسم.

ويمكن الرجوع إلى ما كتبه السيوطي (ت911هـ) في النوع السادس والسبعين (في مرسوم الخط وآداب كتابته)، فقد أتى بأمثلة كثيرة على كل قاعدة من هذه القواعد. كما أن هذه القواعد مفصلة بالأمثلة في كتب الرسم"

انتهى من كتاب: المحرر في علوم القرآن، د. مساعد الطيار: (226).

وقد أرسل عثمان رضي الله عنه عددًا من المصاحف إلى الأمصار، ووقع خلاف بين العلماء في عدد المصاحف، والصحيح أنها ستة: المصحف الذي استكتبه عثمان لنفسه، والمصحف المدني الذي كان عند زيد بن ثابت، والمصحف المكي، والمصحف الكوفي، والمصحف البصري، والمصحف الشامي، وهذه المصاحف هي التي نقل العلماء عنها، وحكوا ما فيها من الرسم .

أما ما عدا ذلك كالمصحف المنسوب للبحرين أو لليمن، فلم يُنقل عنه أبدًا، مما يشير إلى عدم وجودهما أصلًا.

وهذه المصاحف الستة التي نسخها عثمان رضي الله عنه هي الأصل الذي يُعتمدُ في حكاية المرسوم، وكل ما حكاه علماء الرسم المتقدمون؛ فهو عن هذه المصاحف، أو عن مصاحف أخذت رسومها عن هذه المصاحف الأصيلة، ثم صار هؤلاء الأعلام حجة فيما نقلوه، وعمدةً فيما أثبتوه.

وألّف عدد من العلماء بعد عصر تدوين العلوم الإسلامية كتبا خاصة لوصف طريقة كتابة الكلمات في المصاحف العثمانية، لعل من أشهرها في زماننا كتاب (المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار) لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني الأندلسي المتوفى سنة 444 هـ. وهو مطبوع عدة طبعات .

ويمكن التعرف على هذه الكتب مع بحوث وافية عن الرسم في كتاب: رسم المصحف للشيخ د. غانم قدوري الحمد .

ثانيًا: بيان كلام الإمام الداني الوارد في السؤال :

ذكر الإمام الداني رحمه الله أن المصاحف اختلفت في رسم "هاتين الآيتين من الهجاء: {لئن أنجيتنا} [فـ] كتبوه في مصاحف أهل المدينة، ومكة والشام، والبصرة بياء وتاء ونون، على ثلاثة أحرف بين الجيم والألف، ... وكتبوا في مصاحف أهل الكوفة: {لئن أنجينا} على حرفين بين الجيم والألف"، انظر: مختصر التبيين لهجاء التنزيل: (3/ 490).

وهذا هو نفس ما جاء في كتاب " المقنع" لأبي عمرو الداني ، وأشار إليه السائل في سؤاله .

قال أبو عمرو رحمه الله :

" حدثنا الخاقاني قال حدثنا أحمد قال حدثنا علي قال قال أبو عبيد اختلفت مصاحف أهل العراق والكوفة والبصرة في خمسة أحرف: كتب الكوفيون في الأنعام " لئن أنجينا " بغير تاء .. "

. انتهى، من "المقنع" (116) .
\
وقال أيضا :

" وفي الأنعام ، في بعض المصاحف ... ( لّئن أنجيتنا ) ، بالياء والتاء والنون ، وفي بعضها ( أنجينا ) ، بالياء والنون ..

" انتهى ، من "المقنع" (97) .

وهذا الخلاف المذكور : إنما هو خلاف في "رسم المصحف" ، وكتابته ؛ فكتاب "المقنع" : خاص بذلك ، كما هو واضح من مجرد اسمه : " المقنع في رسم مصاحف الأمصار " .

وأما قول السائل :

" ففي مصحف أو قراءات الكوفيين ليست هناك ياء في كلمة " أَنجَانَا" فماذا يعني بذلك؟ " ؛ ففيه خلط واضح بين " رسم المصحف " ، وقراءات القراء ، أو : طرق الأداء .

فاختلاف المصاحف في رسمها ، هو المذكور أولا .

وأما اختلاف القراء ، فله بابه ، وهو الذي يقال عنه : إنه ليس فيه "ياء" ؛ فإن قراء الأمصار ، لم يقرأ أحد منهم هنا بالياء .

قال ابن مهران في المبسوط: (195 - 196): "قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب {لئن أنجيتنا من هذه} [63] بالتاء.

وقرأ عاصم وحمزة وخلف {لئن أنجانا} بالألف من غير تاء، وعاصم يفتحه، والآخرون يكسرون"، ومقصوده بالكسر: الإمالة .

والإمالة: تقريب الألف نحو الياء، والفتحة التي قبلها نحو الكسرة [ولذلك رسمت الكلمة بالياء]

انظر: الكتاب، لسيبويه: (2/ 310)، والشافية الكافية: (4/ 1970)

وقد قال الإمام ابن الجزري رحمه الله في النشر: (2/ 259)، "(واختلفوا) في: (أنجيتنا) فقرأ الكوفيون (أنجانا) بألف بعد الجيم من غير ياء، ولا تاء، وكذا هو في مصاحفهم، وهم في الإمالة على أصولهم، وقرأ الباقون بالياء والتاء من غير ألف، وكذا هو في مصاحفهم" .

وقال الأهوازي :

" حمزة، والكسائي: «لئن أنجانا من هذه» بألف ممالة.
عاصم وحده: بألف مفخّمة.
الباقون: «لئن أنجيتنا» بالتاء ، من غير ألف .

"الوجيز في شرح القراءات" ، للأهوازي(173) .

وقد فصل ابن زنجلة رحمه الله سبب الخلاف في "قراءة" هذا الحرف ، فقال :

" قَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {لَئِن أنجانا من هَذِه} بِغَيْر تَاء ، على لفظ الْخَبَر عَن غَائِب ؛ بِمَعْنى : لَئِن أنجانا الله ؛ وحجتهم : أَنَّهَا فِي مصاحفهم بِغَيْر تَاء .

وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لَئِن أنجيتنا} ، بِالتَّاءِ على الْخطاب لله ، أَي لَئِن أنجيتنا يَا رَبنَا .

وحجتهم مَا فِي يُونُس {لَئِن أنجيتنا من هَذِه} ، وَهَذَا مجمع عَلَيْهِ ؛ فَردُّوا مَا اخْتلفُوا فِيهِ إِلَى مَا أَجمعُوا عَلَيْهِ"

انتهى ، من "حجة القراءات" لابن زنجلة (255) .

والحاصل :

أن هناك فرقا بين اختلاف العلماء في رسم هذا الحرف ، من المصحف ، وكتابته ، على النحو السابق . واختلافهم في قراءته ، وطريقة أدائه .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 15:45   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رسم الاسم المقصور، والألف الخنجرية في القرآن الكريم

السؤال :

لماذا بعض الكلمات لها ألفٌ خنجريةٌ فوقها متباينةً من الألف الكاملة ؟ كيف يمكنني التمييز بين الكلمات التي يجب أن يكون فيها ألفٌ خنجريةٌ والكلمات التي لا يوجد فيها؟ إذا قرأناها فلفظيّاً في كلتا الحالتين يكون الصوت نفسه ، بملاحظة الألف المقصورة ، لماذا بعض الكلماتٌ لها ألفٌ مقصورة ؟

أليس من الأسهل استعمال الألف العاديّة ؟

أرى العديد من هذه الحالات في القرآن ، وفي حال افتراض أن جميع نسخ القرآن قد فُقِدت، كيف يستطيع حفظة القرآن أن يعرفوا متى يستعملوا الألف الخنجرية؟


الجواب :

الحمد لله

أولًا:

سبق في جواب السؤال السابق نبذة من تاريخ الرسم

ثانيًا:

الاسم المقصور: هو الاسم المعرب الذي آخره ألف لازمة .

يقول الشاطبي: " المقصور عند النحويين : هو الاسم المعرب ، الذي قَصَره [ = منعه ] عن ظهور الإعراب فيه : كون آخره ألفًا .

أو : قُصِر عن لحاقه بالممدود " .

" ويدرك من كلام العرب بوجهين:

أحدهما: جهة السماع والنقل .

والثاني: جهة القياس". المقاصد الشافية: (6/ 403).

وللمقصور قواعد تراجع في مظانها من كتب النحو والصرف .

ثالثا :

وأما عن رسم هذه الألف ياءً، فلا بد أن تعلم أن في الكتابة العربية عددا من الحالات التي لا يطابق الخط فيها اللفظ، لا في الوقف ولا في الوصل، بسبب رسم عدد من الأصوات بحروف غير حروفها المخصصة لها في الأبجدية، فترسم الألف ياءً في آخر عدد من الكلمات ، إذا لم يتصل بها شيء من الضمائر، وذلك في عدد من المواضع، منها:

1- في كل كلمة على ثلاثة أحرف، إذا كان حرفها الثالث ألفًا منقلبة من ياء، اسمًا كانت الكلمة أو فعلًا، فالاسم نحو: الهدى، والمدى والفتى، والفعل نحو: قضى، ورمى، وسعى .

2- وترسم ياءً في آخر كل كلمة كانت ألفها رابعة فصاعدًا، كمستشفى، ومصطفى .

انظر: الكتابة العربية، د. غانم قدوري: (141 – 142).

واختلف العلماء في سبب الخروج عن الأصل في رسم الألف ياءً، فعللها بعض العلماء على مراد الإمالة، وعللها بعضهم بكتابتها على الأصل، لأن من الألفات ما أصله الياء، مثل ألف رمى، إذ نقول: رميت، ويرمي، ورميٌ .

قال ابن الجزري رحمه الله : " والإمالة أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة، وبالألف نحو الياء:

كثيرًا، وهو المحض، ويقال له: الإضجاع، ويقال له: البطح، وربما قيل له الكسر أيضًا .

وقليلًا، وهوبين اللفظين، ويقال له أيضًا : التقليل ، والتلطيف ، وبين بين .

فهي بهذا الاعتبار تنقسم إلى قسمين: إمالة شديدة، وإمالة متوسطة، وكلاهما جائز في القراءة، جار في لغة العرب"، النشر: (2/ 30).

ورجح الدكتور غانم الحمد التعليل بالأصل ، على التعليل بالإمالة، لأسباب:

أ- أن المصاحف كتبت على لغة قريش، وهم قلب بلاد الحجاز، والفتح لغتهم .

ب- شيوع الفتح في قراءة قراء الحجاز .

3- ليس جميع ما رسم من الألفات بالياء تجوز فيه الإمالة .

وينظر: الميسر في علم رسم المصحف، د. غانم الحمد: (227 – 229) .

ثالثًا:

أما الألف الخنجرية، فهي ألف يشار بها للمد، وتوضع في مواضع حذف الألف، وهي كثيرة جدًا في المصحف، وهناك صعوبة في ذكر الكلمات التي وقع فيها حذف هذه الألف .

ولعلماء الرسم فيها كلام كثير، وضبط ليس هذا موضعه .

انظر: الميسر في علم الرسم: (106).

ورسمت هذه الألف في المصاحف في الكتبة الأولى بالألف الممدودة في بعض المواضع، وبالألف المقدرة في بعض المواضع، وليس لذلك تعليل في اللغة، ولا قاعدة مطردة.

انظر: القراءات المتواترة، واثرها في الرسم: (105).

وخلاصة الأمر:

أن هذه الألف رسمت في المصحف لئلا يقع القارئ في اللبس، وكانت أحيانًا ترسم على الألف المقصورة، ثم تركت تخففًا بعد ذلك

ملخص الجواب :

في الكتابة العربية عدد من الحالات التي لا يطابق الخط فيها اللفظ، لا في الوقف ولا في الوصل، بسبب رسم عدد من الأصوات بحروف غير حروفها المخصصة لها في الأبجدية، ومنه رسم الألف ياءً في آخر الاسم المقصور، إشارة إلى الأصل أو الغمالة .

وأما الألف الخنجرية فرسمت في المصحف لئلا يقع القارئ في اللبس، وكانت أحيانًا ترسم على الألف المقصورة، ثم تركت تخففًا بعد ذلك

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 15:50   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أسلوب الطباق في القرآن الكريم

السؤال :

ما الحكمة من ذكر المتضادات في القرآن ، مثلا في سورة الواقعة في قوله تعالى خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ) ، وفي سورة الحشر (خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا) ؟

الجواب

الحمد لله

أولًا:

فإن قوله تعالى: ( خافضة رافعة ) في وصف يوم القيامة، مما يسميه العلماء "الطِّباق"، وقد تكلم العلماء عنها في مصنفات علوم القرآن، انظر، البرهان في علوم القرآن: (3/ 455)، الإتقان: (3/ 325).

وهو أن يجمع بين متضادين مع مراعاة التقابل، وهو نوع من المحسنات، التي تزين الكلام وتجمله .

يقول الطاهر ابن عاشور: " وفي قوله: (خافضة رافعة) : مُحَسِّن الطباق ، مع الإغراب بثبوت الضدين لشيء واحد "، التحرير والتنوير: (27/ 382).

والعنصر الجماليُّ في الطباق : هو ما فيه من التلاؤم بينه وبين تداعي الأفكار في الأذهان، باعتبار أنّ المتقابلات أقرب تخاطراً إلى الأذهان من المتشابهات والمتخالفات، انظر: البلاغة العربية: (2/ 374).

ففي الآية الكريمة أن القيامة تخفض وترفع في زمنٍ واحد، ويقع منها الفعلان معًا .

قال الزمخشري:

" خافِضَةٌ رافِعَةٌ على: هي خافضة رافعة، ترفع أقواما وتضع آخرين:

إما وصفا لها بالشدّة، لأنّ الواقعات العظام كذلك ؛ يرتفع فيها ناس إلى مراتب ويتضع ناس .

وإما لأنّ الأشقياء يُحطُّون إلى الدركات، والسعداء يرفعون إلى الدرجات .

وإما أنها تزلزل الأشياء ، وتزيلها عن مقارّها، فتخفض بعضا وترفع بعضا ؛ حيث تسقط السماء كِسَفا ، وتنتثر الكواكب وتنكدر ، وتسير الجبال ، فتمرّ في الجوّ مرّ السحاب " . انتهى، من "الكشاف" (4/456) .

ثانيًا:

أما قوله تعالى:

(لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) [سورة الحشر/21].

فإنه: " لما حذر المسلمين من الوقوع في مهواة نسيان الله التي وقع فيها الفاسقون، وتوعد الدين نسوا الله بالنار، وبين حالهم بأن الشيطان سول لهم الكفر. وكان القرآن دالا على مسالك الخير ومحذرا من مسالك الشر، وما وقع الفاسقون في الهلكة إلا من جراء إهمالهم التدبر فيه، وذلك من نسيانهم الله تعالى =

انتقل الكلام إلى التنويه بالقرآن ، وهَديِه البين الذي لا يصرف الناس عنه إلا أهواؤهم ومكابرتهم، وكان إعراضهم عنه أصل استمرار ضلالهم وشركهم .

ضرب لهم هذا المثل تعجيبا من تصلبهم في الضلال "، التحرير والتنوير: (28/ 116).

والمعنى: لو كان الجبل في موضع هؤلاء الذين نسوا الله ، وأعرضوا عن فهم القرآن ، ولم يتعظوا بمواعظه : لاتعظ الجبل ، وتصدع صخره وتربه ، من شدة تأثره بخشية الله.

والخشوع: التطأطؤ والركوع، أي لرأيته ينزل أعلاه إلى الأرض، والتصدع: التشقق، أي لتزلزل وتشقق من خوفه الله تعالى.

وليس في هذا الموضع طباق كما في الموضع السابق .

والله أعلم .

ملخص الجواب :

العنصر الجماليُّ في الطباق هو ما فيه من التلاؤم بينه وبين تداعي الأفكار في الأذهان، باعتبار أنّ المتقابلات أقرب تخاطراً إلى الأذهان من المتشابهات والمتخالفات .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 15:54   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حفظ القرآن من غير ضبط للحركات .

السؤال :

هل يجوز حفظ القرآن من دون الحركات ؛ لأنني أريد أن أحفظ سور من كتاب الله الحكيم ، ولكنني أحفظ الآيات ، ولكن أخطأ في الحركات ؟

الجواب


الحمد لله

أولا : نشكر لك حرصك على حفظ سور من القرآن الكريم ، والذي ننصحك به أن تكثر من ذلك ما استطعت حتى تختم القرآن الكريم كله ، فإن ذلك من خير الأعمال وأفضل الطاعات ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري .

وحتى تتجنب الخطأ في تلاوة القرآن الكريم فإنه ينبغي أن تحفظ القرآن مع أحد المشايخ أو طلبة العلم الذين سبقوك إلى إتقان تلاوة القرآن الكريم ، فتلك خير وسيلة لتعلم التلاوة الصحيحة .

فإن لم يمكن ذلك ، بأن لم تجد أحداً أو لغير ذلك من الأسباب فقد يسر الله ذلك بأجهزة الكمبيوتر والهواتف الآن ، فتسمع المقطع الذي تريد حفظه من أحد مشايخ القراءة الكبار كالحصري أو المنشاوي أو عبد الباسط تسمعه عدة مرات ، ثم بعد ذلك تحفظه .

والأفضل للمبتدئ أن يعتمد على المصحف المعلم للشيخ الحصري رحمه الله .

ثانيا :

الواجب على من أراد أن يقرأ القرآن الكريم أو يحفظه أن يقرأه قراءةً صحيحة بحروفه وحركاته ، فلا يجوز له أن يبدل حرفا مكان حرف ، ولا حركة مكان أخرى ، لأن في هذا الإبدال تحريفا لكلام الله تعالى .

والذي يخطئ في قراءة كلام الله تعالى إما أن يكون مقصرًا متهاونا ، بأن يكون في إمكانه أن يتعلم القراءة الصحيحة ، أو يقرأ القراءة الصحيحة ولكنه يهمل ولا يهتم بذلك ، ويستمر على خطئه ، فهذا آثم .

وإما أن يكون غير مقصر ، كأن يكون أعجميا ، لا يستقيم لسانه ، أو يكون مبتدئا في تلاوة القرآن الكريم وحفظه ، أو ليس عنده من يعلمه .. ونحو ذلك من الأعذار .. فهذا لا حرج عليه ، بل له أجران ، أجر على تلاوته ، وأجر على المشقة التي تصيبه.

وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ما حكم من يقرأ القرآن وهو يخطئ في التشكيل ؟ هل يؤجر على ذلك ؟

فأجاب :

" يشرع للمؤمن أن يجتهد في القراءة ويتحرى الصواب ، ويقرأ على من هو أعلم منه حتى يستفيد ويستدرك أخطاءه ، وهو مأجور ومثاب وله أجره مرتين إذا اجتهد وتحرى الحق ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجره مرتين ) متفق على صحته عن عائشة رضي الله عنها ، وهذا لفظ مسلم " ا

نتهى، من "مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز" (9/416).

وسئل رحمه الله :

ما رأي سماحتكم في رجل يقرأ القرآن الكريم وهو لا يحسن القراءة ، بسبب أنه لم يحصل على قسط وافر من التعليم ، وهو في قراءته يلحن لحنا جليا ، بحيث يتغير مع قراءته المعنى ، ويحتج بحديث عائشة رضي الله عنها : (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به ) الحديث ؟

فأجاب :

" عليه أن يجتهد ويحرص على أن يقرأه على من هو أعلم منه ، ولا يدع القراءة ؛ لأن التعلم يزيده خيرا ، والحديث المذكور حجة له ، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم : (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق ويتتعتع فيه له أجران ) رواه مسلم .

ومعنى يتتعتع : قلة العلم بالقراءة ، وهكذا قوله : وهو عليه شاق ، معناه قلة علمه بالقراءة ، فعليه أن يجتهد ويحرص على تعلم القراءة على من هو أعلم منه ، وفي ذلك فضل عظيم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) خرجه البخاري في صحيحه ، فخيار المسلمين هم أهل القرآن تعلما وتعليما ، وعملا ودعوة وتوجيها .

والمقصود من العلم والتعلم هو العمل، وخير الناس من تعلم القرآن وعمل به وعلمه الناس، ويقول عليه الصلاة والسلام: ( اقرءوا هذا القرآن ؛ فإنه يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة ) رواه مسلم في صحيحه . ويقول عليه الصلاة والسلام : ( القرآن حجة لك أو عليك ) ، خرجه مسلم أيضا في صحيحه ، والمعنى أنه حجة لك إن عملت به ، أو حجة عليك إن لم تعمل به "

انتهى، من " مجموع فتاوى عبد العزيز بن باز " (7/186).

وسئلت اللجنة الدائمة في الفتوى رقم (9550) عن رجل يقرأ القرآن ويلحن فيه ، فأجابت :

إذا كان القارئ مبتدئا بحفظ القرآن ، ويعالج ضبطه فلا إثم عليه ، بل له أجر ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : « الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران » رواه البخاري ومسلم " انتهى.

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

هل تجوز قراءة القرآن بدون معلم ، علما بأننا بحثنا في المدينة التي أسكن فيها ولم أجد من يعلمنا أحكام القرآن أو حفظ القرآن ؟

فأجاب رحمه الله تعالى

: " إن من نعمة الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة ، ومن تمام حفظه لكتابه العزيز ، أن قيض للمسلمين هذه المصاحف التي كتب فيها القرآن وطبع على وجه معرب تمام الإعراب ، في الحركات والسكنات والمدات وغير ذلك ، وهذا داخل في قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) .

فإذا كان الإنسان باستطاعته أن يقرأ القرآن من هذه الصحف المعربة المشكولة - ولو شق عليه ذلك ولو تتعتع فيه - فإنه يجوز له أن يفعل ، وإن لم يكن له قارئ يقرئه ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) .

فأنت أخي السائل اقرأ القرآن وتهجه حرفا حرفا وكلمة كلمة ، مع إتقان الحركات والسكنات ، وهذا كافٍ ، وفيه خير عظيم ، ولك مع المشقة أجران ، كما قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

وأما قراءة القرآن على وجه التجويد المعروف فإن ذلك ليس بواجب ؛ لأن التجويد إنما يراد به تحسين القراءة فقط ، وليس أمرا واجبا حتما يأثم الإنسان بتركه ؛ بل الواجب الحتم أن يقيم الحركات والسكنات ويبرز الحروف "

انتهى، من "فتاوى نور على الدرب" (5/2) بترقيم الشاملة.

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-09, 10:33   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
محمود العجرودى
عضو جديد
 
الصورة الرمزية محمود العجرودى
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله رب العالمين.










رد مع اقتباس
قديم 2018-03-10, 01:36   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود العجرودى مشاهدة المشاركة
الحمد لله رب العالمين.
الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات

قال الله تعالي لئن شكرتم لأزيدنكم

قال فيه ابن كثير في التفسير: لئن شكرتم لأزيدنكم ـ أي لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم منها، ولئن كفرتم أي كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها إن عذابي لشديد، وذلك بسلبها عنهم وعقابه إياهم على كفرها. اهـ.

وقال الشوكاني في فتح القدير: فمن شكر الله على ما رزقه وسع الله عليه في رزقه، ومن شكر الله على ما أقدره عليه من طاعته زاده من طاعته، ومن شكره على ما أنعم عليه به من الصحة زاده الله صحة ونحو ذلك. انتهى.

ومن شكر النعم أن يعرف ربه في حاليه بؤسه ورخائه، فيحمده على رخائه وعلى هين ابتلائه، وأنه لم يصبه بما هو أعظم من أرزائه، ويستقيم على طاعته في كلتا الحالتين، فإن الله جلت قدرته يبتلي عباده بما شاء من أنواع البلاء، قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35}.

وعلى المؤمن أن يصبر على كل ما يصيبه من مصائب وبلايا ويشكره ويحمده إذ لم يبتله ببلاء أعظم لينال أجر الصابرين الشاكرين، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.

ومزيد الله لمن أنعم عليه في الرخاء واضح، وأما مزيده للمبتلى فبزيادة النعمة عليه فيزيده عافية ويهون عليه المصائب.

والله أعلم.



.









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-10, 06:13   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



الإعجاز العلمي والتطور الذي وصل إليه الجن

السؤال :

الإعجاز العلمي في القرآن يعد أنه معجزة لاستحالة توصل أي أحد في زمن الرسول إلى علوم الفضاء والكون وغيرها ، ولكن ألم يكن الجن متطورا علميا ومتوسعا في علوم الفضاء والكون من خلال الآية وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا ) فدلت هذه الآية على أنهم كانت لديهم القدرة على رؤية السماء

ورؤية الشمس وهي تجري ، ومن خلال دراساتهم يمكنهم التوصل إلى أن السماوات والأرض ، كانتا رتقا ، وغيرها من علوم الفضاء ، مما دل على إمكانية تواصلهم لعلوم الفضاء قبل عصر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد وجدوا على الأرض قبل الإنسان بكثير ، فآمل أن توضح لي أن الإعجاز العلمي لا يمكن للجن أن يتوصل إليه قبل عصر الرسول
.
الجواب

الحمد لله

أولًا:

القرآن الكريم أنزله الله لهداية الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ولما نزل القرآن الكريم فهمه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بأنفسهم، أو ببيان الرسول لهم .

ولم يأت شيء في القرآن لم يكن واضحًا أو غير مفهوم عند الصحابة رضوان الله عليهم .

وقصارى الأمر: أن يُكتشف ما دل القرآن عليه، بشرط أن يوافق اللغة، وألا يكون مناقضًا لتفسير السلف، مع شروط أخرى لا بد أن تتوفر في القائم بتفسير القرآن بالتفسير العلمي، أو بالمكتشفات التجريبية بمعنى أدق .

ثانيًا:

إن كثيرًا من الخلل : إنما دخل على أصحاب التفسير العلمي بسبب جهلهم بالتفسير تارة، وباللغة تارة أخرى، وبطريقة حمل المكتشف أو القضية العلمية على الآية، إلى غير ذلك من الأسباب، وعليه؛ فلا يصح التسليم بكل ما جاء في أقوال المنشغلين بشأن الإعجاز العلمي، بل في بعض أقوالهم وبحوثهم ما هو حق نافع ، وفيها ما هو باطل ، أو متكلف، يتعذر حمل النص القرآني عليه إلا بكثير من الاعتساف .

وهو ، في أحواله كلها : جهد ، واجتهاد بشري : يخضع للخطأ والصواب ، كغيره من ألوان العلوم والانشغالات .

ثالثًا:

في الآية الكريمة أن الجن بمعزل عن استماع القرآن حال نزوله؛ لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا في مدة إنزال القرآن على رسوله، فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استماع حرف واحد منه، لئلا يشتبه الأمر. وهذا من رحمة الله بعباده، وحفظه لشرعه، وتأييده لكتابه ولرسوله؛ ولهذا قال: ( إنهم عن السمع لمعزولون) سورة الشعراء/212 ، كما قال تعالى مخبرا عن الجن: ( وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا * وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا * وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا) الجن/8-10.

ولم يرد في الكتاب والسنة عن أحوال الجن وأخبارهم ما يجعلنا نجزم بهذه الأمور التي ذكرت في السؤال .

وما ذكر من أنه كانت لهم دراسات ، أو أنه ينبغي أن يكونوا قد وصلوا إلى ذلك ، من علومهم ... هو مجرد وهم ، وخيال ، أراد صاحبه أن يعود بعلوم الإنس في زمانهم ذلك ، إلى أحوال الجن ، وعلومهم منذ كانوا !!

وهذا لا خبر عندنا يدل عليه ، ولا شيء من التاريخ يصدقه ... إلا التخيل المحض ..

والجن : الغالب فيهم : الجهل ، والظلم .. وقلة المعارف ؛ إلا ما شاء الله من ذلك .

وليس إذا أقدرهم الله على أمر ، فقعدوا يستمعون زمانا ، أو يسترقون السمع = ليس ذلك مما يوجب أنه كانت لهم علوم ، ومعارف ، ودراسات ... فهيهات ؛ هيهات !!

ولا يصح لنا أن نجزم بثبوت ذلك ولا نفيه، بل علينا أن نتوقف في هذا الأمر إثباتًا ونفيًا، والله أعلم .

ولا تتوقف صحة النبوة – والحمد لله – على مثل هذه القضايا، فإن دلائل النبوة أكثر من أن تحصى، وراجعي هذه الإجابات الاتيه

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-10, 06:27   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

: طالبة نصرانية تطالبنا بالأدلة على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

السؤال:

ما الدليل على صحة نبوة رسولكم ؟

وما الدليل على أنه رسولٌ من عند الله ؟ .

أرجو التحدث فى هذا الموضوع بالأدلة وليس بالعاطفة الإيمانية .


الجواب :

الحمد لله

بما أنك طالبة جامعية فإننا سنستغني عن كثير من التفصيلات ظنّاً منّا أننا نخاطب مثقفة عاقلة يكفيها الإشارات والإجمالات ، ولو كان السائل عاميّاً لاحتمل أن تكون الإجابة غير هذه ؛ لاختلاف العقول والثقافات ، والمؤمَّل منكِ أن تخلِّي عقلك قبل الإجابة من حكمٍ سابق على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنها غير صحيحة ولا ثابتة ، وأن تتعاملي مع المادة المقروءة بعقلية طالبة العلم الباحثة عن الحق من غير رواسب سابقة ولا حكم آنف .

وسنذكر لك الأدلة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وكلنا أمل أن تنتفعي بها ويهديك الله تعالى للحق الذين نظن أنك تنشدينه بسؤالك هذا .

ومن الأدلة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم :

1. إخباره بالغيوب المستقبلة .

ومن أمثلته : أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم قد أخبر الناس أن الروم غُلبت من قبل الفرس وأنهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين – وهي من ثلاث إلى تسع - ، وقد انتظر الكفار اكتمال المدة ليروا صدق النبي صلى الله عليه وسلم من عدمه فجاء الأمر كما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربِّه عز وجل ، وهي حادثة تاريخية لا يمكن إنكارها ، بالإضافة إلى إخبار الله تعالى عنها في القرآن الكريم .

2. المباهلة – وهي الدعاء باللعنة بتضرع واجتهاد - .

وقد طلب النبي صلى الله عليه وسلم من وفد نصارى نجران المباهلة في عيسى عليه السلام وأنه عبدٌ نبي ليس إلهاً ولا ابن إله ! فأبوا أن يباهلوه خوفاً من عاقبة كذبهم على الله وعلماً منهم بصدق النبي محمد صلى الله وسلم الذي يجدونه عندهم في التوراة والإنجيل أنه نبي آخر الزمان ، فقد " جاء " العاقب " و " السيد " صاحبا " نجران " إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يلاعناه ، فقال أحدهما : لا تفعل ! فوالله لئن كان نبيّاً فلاعنّا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا " ، وهي حادثة تاريخية - أيضاً - يمكن للباحث في التاريخ أن يتأكد من صحتها ، بالإضافة إلى أن الله تعالى قد ذكرها في القرآن الكريم .

3. الإسراء والمعراج .

وهي حادثة عجيبة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم حيث أسري به من مكة إلى بيت المقدس ثم عُرج به إلى السماء فرأى فيها عجباً ، وقد استغرقت الرحلة جزء يسيراً من الليل ، فلمّا أعلن النبي صلى الله عليه وسلم للناس ما حصل معه كانت فرصة للمشركين لتكذيبه والطعن في نبوته ورسالته ، وكل المشركين يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن رأى من قبل بيت المقدس فكانت فرصتهم في سؤاله عن أوصاف بيت المقدس ! فجلاَّه له ربُّه تعالى فرآه رأي العين فصار يصفه لهم وهم في غاية الدهشة من ذلك .

4. انشقاق القمر .

وهي حادثة تاريخية – أيضاً – وهي مدونة في القرآن الكريم ، فقد طلب الكفار من النبي صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية رأي العين ، فانشق القمر أمامهم شقين فصار كل شق في جهة فقال لهم النبي صلى الله عليه سلم ( اشْهَدُوا ) ، ومن المعلوم أن طلب آية عظيمة ثم حصولها لهم بعد ذلك من الله تعالى فيه أعظم دليل على صحة النبوة والرسالة للمطلوب منه ذلك .

5. ذِكر النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة الإنجيل بوصف النبوة والرسالة الخاتمتين ، والبشارة به .

06 وفوق ذلك كله نقول لك أيتها السائلة : إن أعظم دليل على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : هو هذا القرآن العظيم ، الذي : ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) ؛ ولهذا فقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا القرآن هو أعظم آية تدل على صدقه ، وأعظم معجزة جاء بها نبي من أنبياء الله ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين :

روى البخاري (49891) ومسلم (152) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .

وينظر جواب السؤال رقم (13804) .

وننصحك بأن تراجعي في هذا الصدد كتابا مهما لمؤلف فرنسي اسمه : موريس بوكاي ؛ وهذا الكتاب اسمه : "دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة" ، وهو كتاب مترجم بالعربية .

والأدلة على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة ، وقد اكتفينا بما ذكرناه لما نعلمه أن العاقل يكفيه دليل أو دليلان ، وإننا لنظن أن لو كنتِ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم لما وسعك إلا الإيمان بصدق نبوته إذا كان أخبركِ بوصف بيت المقدس وهو لم يره من قبل مع عدم توفر وسائل الاتصال في ذاك الزمان ، أو كنتِ رأيتِ القمر قد انشق شقين وكنتِ من الطالبين لآية تدل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم ، هكذا نظن بالعقلاء من أمثالك

وقد رأينا الكثير الكثير من المثقفين والعلماء والمشاهير والسياسيين من أدرك نفسه قبل الموت ونظر وتأمل وعلم صدق هذا النبي فلم يسعه إلا الإيمان به وبرسالته التي تدعو إلى توحيد الله تعالى والشهادة له بالوحدانية وأنه لا شريك له ، وندعوك إلى قراءة كتاب كتبه صاحبه وقد اعتراه بعض الشك في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ! فنظر وتأمل ودعا الله تعالى بإخلاص وصدق فكانت نجاته من الشكوك عظيمة فأبى إلا أن يكتب تجربته ويسوق الأدلة الوافية على صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم –

ومنه استفدنا في جوابنا - وهو الآن من العلماء العالِمين بالقرآن الكريم والذابين عن الإسلام بقوة وعلم ، وهو الأستاذ الدكتور فاضل السامرائي وفقه الله ، وأما كتابه فهو بعنوان " نبوة محمَّد من الشك إلى اليقين " ، وتجدينه على هذا الرابط :

ونسأل الله تعالى أن يهديك ويوفقك لما فيه نجاتك وسعادتك .

والله أعلم


رابط الكتاب

https://up./downloadf-799ns79i1-zip.html
.









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
موسوعه القرآن وعلومه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc