بر الوالدين .. الاداب الاسلاميه - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بر الوالدين .. الاداب الاسلاميه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-02-07, 07:09   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة بر الوالدين .. الاداب الاسلاميه

اخوة الاسلام

السلام عليكم و رحمه الله و بركاتة

اهلا و مرحبا بكم في الجذء الثاني من سلسه الاداب الاسلاميه


الجذء الاول الاداب الاسلاميه بوجه عام


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2127558









 


آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-06-25 في 04:56.
رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 07:12   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

أمي مريضة مرضا مزمنا يجعل حركتها بطيئة جدا

بحيث تحتاج إلى رعاية خاصة

ولي ثلاثة إخوة ذكور ، أحدهما أعزب مقيم مع أمي ، والاثنان المتزوجان مقيمان بالبيت ، وحاليا مسافران بالخارج ، وزوجة أحدهما مع أمي ، ومعها أولادها الصغار

والأخرى بأولادها عند أمها في غياب زوجها المسافر . فهل خدمة أمي واجبةٌ عليَّ ، وأن أترك بيتي وأقيم مع أمي لخدمتها

علما بأنني صحيا لا أستطيع التوفيق بين متطلبات منزل الزوجية وخدمة أمي ، خاصة وأني موظفة ، أم أصل رحم أمي فقط بما أستطيع لها من خدمة بقدر المستطاع فقط

وأكون غير مذنبة ؟


الجواب :

الحمد لله

حق الوالدين من الحقوق العظيمة في الإسلام ، قرنه الله عز وجل بحقه في كتابه الكريم ، وما زال نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يوصي به وصية خير وكرامة .

ولذلك نص العلماء رحمهم الله على وجوب رعاية الوالدين ، ووجوب خدمتهما في كل حال ، خاصة في حال الضعف والكبر والمرض .

جاء في " الفتاوى الهندية " (5/348) (حنفي) :

"إذا كان لرجل أو لامرأة والدان كافران : عليه نفقتهما ، وبرهما ، وخدمتهما ، وزيارتهما ، فإن خاف أن يجلباه إلى الكفر إن زارهما جاز أن لا يزورهما" انتهى .

وقال السفاريني رحمه الله :

"من حقوقهما : خدمتهما إذا احتاجا أو أحدهما إلى خدمة" انتهى .

"غذاء الألباب" (1/390) .

وقال النفراوي المالكي رحمه الله :

"وكما يلزم الولدَ الموسر نفقةُ أبويه الفقيرين يلزمه نفقة خادمهما ، وظاهره وإن كانا غير محتاجين إليه ، نعم ، يظهر أنه يلزمه اتخاذ خادم لهما إن احتاجا إليه ، وكذا يلزم الولد نفقة خادم زوجة أبيه" انتهى .

"الفواكه الدواني" (2/69) .

غير أن ذلك لا يوجب على المرأة المتزوجة أن تترك بيتها وزوجها لتعيش مع والدتها المحتاجة إلى خدمتها ، فالزوجة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها .

وقد ذكرت أن أخاك وزوجة أخيك يسكنان مع والدتك فإن كانا يقومان بخدمتها فقد حصل المقصود .

وإن كانت خدمتهما لا تكفي ، فالواجب عليكم استئجار خادمة لتقوم على رعايتها وخدمتها، ولا يلزمك أن تقومي بذلك بنفسك ، لا سيما وقد ذكرت أنك لا تستطيعين ذلك .

وعلى كل حال .. ينبغي أن تسعي بخدمتها بنفسك بقدر الاستطاعة ، فحق الأم عظيم ، وبرها والإحسان إليها من أعظم الواجبات .

وينبغي لزوجك أن يقدر ذلك ويتغاضى عن بعض التقصير الذي سيقع منك في بيتك بسبب رعايتك لأمك ، فمثل هذه الظروف الطارئة ينبغي للجميع أن يشتركوا في تحملها ، محتسبين الأجر والثواب عند الله تعالى .

ولا يدري الإنسان ، فلعله يصل إلى مثل هذه الحال فيحتاج من يقوم على خدمته .

ونسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 07:13   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل من وسيلة أخرى لدخول الجنة عن غير طريق أقدام الأمهات؟

لأنني لم أرى والدتي منذ سنتين، وهي لا تريد أن تراني أيضا.

بل إنها قد تزوجت وتحولت للسكن في مكان أخر ولها حياتها الخاصة بعيدة عني.

فما العمل؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السَّلَمِيِّ ، أَنَّ جَاهِمَةَ رضي الله عنه جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَقَدْ جِئْتُ أَسْتَشِيرُكَ . فَقَالَ : هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ ؟ قَالَ نَعَمْ .

قَالَ: ( فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا ) رواه النسائي (3104) ، وحسنه الألباني .

وأما اللفظ المشهور في ذلك : ( الجنة تحت أقدام الأمهات ) فلا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بل حكم بعض أهل العلم بأنه موضوع .

ثانيا :

من المهم أن تعلم أخي السائل أن بر الوالدين لا يسقط عنك بحال ، مهما كان أمرهما ، ومهما كان حالهما من الدين ، بل حتى ولو كانا مشركين بالله ؛ فالواجب عليك أن تبرهما ، كما قال الله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) العنكبوت/8 .

ثالثا :

اعلم أن صلة الرحم ، ومن باب أولى بر الوالدين ، لا يعني أن من زارك تزوره أنت أيضا ، ومن وصلك تصله ، فإن هذا نوع من المكافأة الواجبة لكل أحد ، ولكن صلة الرحم الحقيقية : أن تصل من قطعك ، وأن تعطي من حرمك .

روى البخاري (5991) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ ؛ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا ) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

قَوْله : ( لَيْسَ الْوَاصِل بِالْمُكَافِئِ ) أَيْ الَّذِي يُعْطِي لِغَيْرِهِ نَظِير مَا أَعْطَاهُ ذَلِكَ الْغَيْر , وَقَدْ أَخْرَجَ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ عُمَر مَوْقُوفًا " لَيْسَ الْوَصْل أَنْ تَصِل مَنْ وَصَلَك , ذَلِكَ الْقَصَاص , وَلَكِنَّ الْوَصْل أَنْ تَصِل مَنْ قَطَعَك " ....

قَالَ الطِّيبِيُّ :

الْمَعْنَى لَيْسَتْ حَقِيقَة الْوَاصِل وَمَنْ يُعْتَدّ بِصِلَتِهِ مَنْ يُكَافِئ صَاحِبه بِمِثْلِ فِعْله , وَلَكِنَّهُ مَنْ يَتَفَضَّل عَلَى صَاحِبه " انتهى من "فتح الباري" .

فالواجب عليك أن تصل أمك ، ولو قطعتك ، وأن تبرها ، على قدر استطاعتك ، ولو جفتك هي وقطعتك ، وأن تعطيها ، ولو حرمتك ، والبر والصلة في كل موضع ، ومع كل أحد بحسبه ؛ فقد تكون في حاجة إلى مال فتعطيها ، وقد يكفيها منك الزيارة ، كلما أمكنك ، والسؤال عنها ، ولو بالهاتف إذا شق عليك الانتقال إلى بلدها بعض الوقت .

رابعا :

اعلم أن الجنة ليس لها باب واحد ، وهذا من فضل الله على عباده ، ورحمته بهم ، أن جعل لها ثمانية أبواب ؛ لكل صنف من أصناف العمل والطاعة باب يدخل منه أهله ، فمن كان ميسرا للصلاة ، دخل من باب الصلاة ، ومن كان ميسرا للجهاد دخل من باب الجهاد ، ومن كان ميسرا للصدقة دخل من باب الصدقة .

قال الله تعالى : ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) الزمر/73 .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، هَذَا خَيْرٌ ؛ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ ) .

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا ؟
قَالَ : ( نَعَمْ ؛ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ ) . رواه البخاري (1897) ومسلم (1027) .

وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( فِي الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ ) . رواه البخاري (3257) ومسلم (1152) .

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ ـ أَوْ : فَيُسْبِغُ ـ الْوَضُوءَ ، ثُمَّ يَقُولُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ؛ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ) .

رواه مسلم (234) .

وينظر : كتاب " الجنة والنار " لفضيلة الدكتور عمر سليمان الأشقر ، حفظه الله (150-153) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 07:15   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

لدي بعض الأسئلة عن الوالدين

1- ما هو حق الأم علي ؟

2- ما هو حقي على أمي ؟

3- ما هي الأشياء التي يمكن أن أعملها (المباحة طبعاً) دون أن يكون لأمي الحق من منعي ؟

4- متى يكون للأب القرار الأخير في الموضوع ؟

أنا أحب أمي جدا جدا وهي تريد حمايتي حتى أنني أشعر بعض الأحيان بأنني مقيد

أعلم بأنها تفعل هذا من فرط حبها لي فكيف أخبرها بأنني أريد بعض الحرية في اختياراتي في الحياة ؟.


الجواب :

الحمد لله

أولاً : حق الأم على ولدها :


للأم على ولدها حقوق كثيرة وكبيرة لا يحصيها المحصي ولكن نذكر منها :

أ - حبها وتوقيرها في النفس والقلب ما استطاع لأنها أحق الناس بحسن صحبته .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك " . رواه البخاري ( 5626 ) ومسلم ( 2548 ) .

فهي التي جعلت بطنها لك وعاءاً وثديها لك سقاءاً ، فحبها لازم ولا بد ، والفطرة تدعو إليه ، بل إن حب الأولاد لأمهاتهم وحب الأمهات لأولادها فطر الله عليه البهائم والدواب ، فبنو البشر أولى بذلك والمسلمون أولى بذلك كله .

ب - الرعاية والقيام على شؤونها إن احتاجت إلى ذلك بل إن هذا ديْن في عنق ولدها . أليست قد رعته طفلاً صغيراً وسهرت عليه وكانت تصبر على أذاه .

قال تعالى { ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً } ( الأحقاف / 15 ) .

بل إن ذلك قد يقدّم على الجهاد إن تعارض معه .

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحيٌّ والداك ؟ قال : نعم، قال : ففيهما فجاهد . رواه البخاري ( 2842 ) ومسلم ( 2549 ) .

ت -عدم الأذية وإسماعها ما تكره من القول أو الفعل .

قال تعالى : { فلا تقل لهما أفٍ } ( الإسراء / 23 ) .
فإذا كان الله تعالى حرَّم قول " أف " للوالدين : فكيف بمن يضربهما ؟!! .

ث - النفقة عليها إن أعوزت ولم يكن لها زوج ينفق عليها أو كان زوجها معسراً بل إن النفقة عليها وإطعامها عند الصالحين أحب إليهم من أن يطعموا أبناءهم .

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خرج ثلاثة يمشون فأصابهم المطر فدخلوا في غار في جبل فانحطت عليهم صخرة قال فقال بعضهم لبعض ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه فقال أحدهم اللهم إني كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت أخرج فأرعى ثم أجيء فأحلب فأجيء بالحلاب فآتي به أبوي فيشربان

ثم أسقي الصبية وأهلي وامرأتي فاحتبست ليلة فجئت فإذا هما نائمان قال فكرهت أن أوقظهما والصبية يتضاغون عند رجلي فلم يزل ذلك دأبي ودأبهما حتى طلع الفجر اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء قال ففرج عنهم …. " . رواه البخاري ( 2102 ) ومسلم ( 2743 ).

يتضاغون : يبكون بصوت عالِ .

ج - الطاعة والائتمار بأمرها إن أمرت بمعروف ، أما إن أمرت بشرٍّ كالشرك : فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .

قال تعالى :{ وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً } ( لقمان / 15 ) .

ح - أما بعد موتها فيسن قضاء ما عليها من كفارات والتصدق عنها والحج أو الاعتمار عنها.

عن ابن عباس رضي الله عنهما :" أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها ؟ قال : نعم حجي عنها ، أرأيتِ لو كان على أمك ديْن أكنتِ قاضيته ، اقضوا الله فالله أحق بالوفاء". رواه البخاري ( 1754 ) .


... يتبع ...









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 07:16   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


خ - وكذلك بعد موتها يسنّ برها بصلة من كانت تصله وتحترمه كأقاربها وأصدقائها .

عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إِنَّ مِنْ أَبَرِّ الْبِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ ". رواه مسلم ( 2552 ) .

ثانياً : حقوقك على أمك :

أ - القيام على شأنك وأنت طفل وإرضاعك وحضانتك وهذا معلوم من فطرة الناس وهو متواتر عنهم من بدء الخليقة .

قال تعالى { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ….. } (البقرة / 233 ) .

ب - أن تربيك تربيةً صالحةً وهي مسؤولة عنك يوم القيامة أمام الله لأنك من رعيتها وهي راعيتك .

عن عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته". رواه البخاري ( 853 ) ومسلم ( 1829 ) .

ثالثاً :

أما ما يحل لك أن تصنعه دون أن تتدخل أمك في شؤونك من المباحات :

فليس لها الحق في اختيار ما تحب من المباحات التي لا سلطة لها عليك بها كالطعام والشراب والملبس والمركب ونحو ذلك .

وأما التدخل في شؤونك من جهة خروجك ودخولك المنزل أو السهر في الليل مع الرفقة الذين تصحبهم :

فيجب على الوالدين كليهما أن يراقبا أولادهما في ذلك ليضبطوا الأمر ولا يضيع الأولاد مع رفقة السوء ، فإن أكثر ما سبّب للشباب الفساد رفقة السوء ، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " .

رواه الترمذي ( 2387 ) وأبو داود ( 4833 ) .

والحديث حسَّنه الترمذي وصححه النووي كما في " تحفة الأحوذي " ( 7 / 42 ) .

وكذلك يراقبان ولدهما في وقت رجوعه إلى البيت وإلى أين يخرج لأنه لا يجوز لهما أن يتركا الحبل على غاربه للولد خصوصا إذا لم يكن صاحب استقامة .

وينبغي عليك أن تراعي منزلتهما وتوقيرهما وأخذهما بالصحبة الحسنة حتى وإن ضيقا عليك فيما أباح الله لك ، فإنه أمرنا أن نصحب آباءنا بالصحبة الحسنة حتى ولو كانوا كفاراً يدعوننا إلى الشرك فكيف وهما لا يدعوننا إلا إلى شيء يظنان كل الظن أن الخير لنا فيه وإن كان في بعض ما يأمران به تضييق عليك في بعض ما يباح لك .

فالأحسن أن تطيعهما وأن تصنع ما يريدان وتنزل عند رغبتها وإن كان لا يجب عليك ولكن من باب التضحية والإيثار فإنهما أحق من يحسن إليهما وقد جعل الله تعالى طاعة الوالدين بعد عبادته مباشرة كما ذكر في كتابه وذلك بيانا لمنزلة بر الوالدين .

رابعاً :

يكون للأب القرار الأخير في كل ما هو داخل في مسئوليته تجاهك فهو الذي يقرر مثلا في أيّ مدرسة يدرس ولده الذي تحت نفقته وكذلك يكون للأب القرار في كل تصرّف يتعلّق بملكه مثل استعمالك لسيارته وأخذك من ماله وهكذا .

وأما الولد الكبير المستقل بنفسه ونفقته فإنّه يقرر لنفسه ما يريد مما أباحه الله ويُشرع له إرضاء أبيه ما لم يتعارض ذلك مع طاعة الله وعلى الولد أن يستمر في توقير أبيه مهما بلغ الولد من العمر وذلك من باب البر وحسن العشرة ، فقد روي عن ابن عمر أنه قال : " ما رقيت سطح منزل أبي تحته " .

وكذلك إذا أمر الأب ولده بمعروف أو بترك المباح فيُطاع ما لم يكن ضرر على الولد .

خامساً :

أما كيف تخبر أمك برغبتك في مزيد من الحرية فإنّ ذلك يكون بالقول والعمل .

أ - أما العمل :

فيكون بعد أن تثبت عملا وواقعا لأمك بأنك لم تعد الصبي الذي تعهد وأنك أصبحت رجلاً قادراً على تحمل المسئولية وتتصرف أمامها تصرف الرجال في مواقفك فإن هي رأت منك ذلك مرارا فستثق بك وسيستقيم أمرك عندها ويكبر مقامك في نفس أمك .

ب - أما القول :

فيكون بالحجة الواضحة والمناقشة الهادئة والقول اللين وضرب الأمثلة على مواقفك السليمة الصحيحة ، ولعل الله تعالى أن يشرح صدرها لتعاملك معاملة الرجل البالغ العاقل الراشد السوي ما دمت كذلك .

ونسأل الله لنا ولك ولوالديك أن يهدينا سبيل الرشاد وصلى الله على نبينا محمد .


الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 07:18   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

سؤالي يتعلق بأحد الشباب الصغار من المسلمين .

هو ما شاء الله شاب جاد مخلص وعلى علم ملتزم بتعاليم الإسلام وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم ويحاول بكل جهده اتباع العقيدة الصحيحة .

إنه يعيش بمفرده مع أمه المطلقة والتي لا تتبع الإسلام بالكلية وتنهمك في الكثير من الأعمال التي لا تتفق مع الإسلام في شيء …

أنا على صلة بالشاب وأمه وهما على تراحم وتواد لكني أرى أن الشاب أحيانا يضيق بتصرفات أمه التي تضعه في مواقف حرجة وأنا لا أستطيع تقديم النصح له بصورة صحيحة .

وفيما يلي بعض الأمثلة لهذه المواقف مثل خروج الأم من المنزل لمدة قصيرة فيشعر الابن بالخزي من ذلك لكنه يسير معها خوفا عليها من أن يبادرها أحدا بالكلام ، ….

الأم كثيرة التعرف على الرجال من الجنس الآخر على الطريقة الغربية ، وهي كثيرة الذهاب إلى دعوات العشاء وتجلس على الطاولة التي غالبا ما تكون ممتلئة بالخمر الذي يحتسيه رفاقها وصديقاتها لكنها لا تشرب الخمر على الإطلاق وهناك العديد والعديد من الموضوعات التي يمارسها أصدقاء الأم مثل البدع ويحاول الابن باستمرار دعوة الأم وتوضيح الأمور لها لكنها دائما ما تتهمه بالتعصب والمغالاة أو أنه من العصر الحجري .

أرجو تقديم النصيحة لصديقي الذي لم يصاحب أحدا غيري فهو يشعر انه ديوث ويود أن يعرف هل بقاءه مع والدته وهي على هذا النحو من السلوكيات يعد أمرا صحيحا وهو يخشى عليها من أن يتحرش بها أحد من الغرباء نظرا لأنها ترتدي الملابس القصيرة غير الإسلامية وهو لم يخبرني بهذه الأشياء كما أنه لم يفش أسرار الأسرة لكن الأمر بات واضحا لي ولمن حوله .

الرجاء المساعدة جزاك الله تعالى خير الجزاء .


الجواب:

الحمد لله


لا شكّ أنّ القصّة المذكورة مؤلمة ومؤثّرة وخصوصا عندما يُصاب الإنسان بمصيبة الدّين في أقرب النّاس إليه ويُؤذى أيضا ،

ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون ولْيعلم هذا الأخ أنّ بر الوالدين من أوجب الواجبات التي تجب للبشر على البشر

لقول الله تعالى { ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا }

فأمر بمصاحبة هذين الوالدين المشركين اللذين يبذلان الجهد في أمر ولدهما بالشرك ومع ذلك أمر الله أن يصاحبهما في الدنيا معروفا

وإذا كان كذلك فالواجب عليك نحو والدتك أن تنصحها بالكفّ عن هذه المعاصي وأن تبيّن لها ما في فعلها من الإثم والعقاب
فإن استجابت فالحمد لله

وإلا فاهجرها هجراً جميلاً ولا تخالطها مخالطةً تضرك في دينك ولا تؤذيها بل صاحبها في الدنيا بالمعروف وتابع نصيحتها بين الحين والأخر ، وهجرك إياها لا يضرك لأنك إنما فعلته غيرةً لله وإنكاراً للمنكر .

أنظر إجابة الشيخ محمد بن عثيمين في فتاوى إسلامية (4/196) واللجنة الدائمة في فتاوى إسلامية (4/204) والشيخ عبد الله بن جبرين في فتاوى المرأة المسلمة (2/957)

وخلاصة القول

في مسألة مساكنتك لها أنّه إذا سُكناك معها سيُفيدها في زيادة دين أو إيمان أو التزام بواجب أو بُعد عن محرّم أو التّخفيف منه على الأقل من خلال شعورها بشيء من الرّقابة مثلا أو ردّ أهل السوء عنها وصرفهم

ولم يكن في هذه المخالطة ضرر عليك

فابق معها محتسبا الأجر في كلّ ما تقدّم والله يُثيبك على صبرك

وإن كنت قد أعيتك المحاولة ولم تجد فائدة في إحراز أيّ تقدّم في أيّ مجال مما تقدّم ذكره وكانت المُخالطة لها تسبب ضررا عليك في دينك أو سُمعتك فلا عليك من حرج في هجرها كما تقدّم مع الاستمرار في تفقّدها وقضاء حاجاتها ونصحها بين الفَينة والأخرى

ونسأل الله أن يرزقك الصّبر ويأجرك على جهدك وهو نِعم المولى ونِعم النّصير .


الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 07:20   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

لدي 6 أخوات و 5 إخوان و توفي والدنا و ترك لنا إرثا مكونا من عمارة مؤجرة

وعند طلبنا لحقنا في الإيجارات غضب أخونا الكبير ورفض إعطاءنا إياها فقمنا برفع دعوى في المحكمة وبدورها أقرت لنا حصتنا في الإيجارات

وعندها امتنع عن الصرف على أمنا بحجة غضبه من فعلتنا وأننا لا يحق لنا أخذ حصتنا وأنه يتوجب علينا الصرف على أمنا علما بأننا متزوجات ولا نعمل حتى إنها دخلت المستشفى ورفض دفع مصاريف علاجها فأرجو توضيح ما يلي :

على من تجب النفقة على الوالدين؟

هل يحق له منعنا من أخذ حصتنا في الإيجارات بحجة الإنفاق على الوالدة؟ هل يحق له الامتناع عن الإنفاق عليها مع مقدرته؟

علما بأنها بحاجة للإنفاق؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

يجب قسمة الميراث كما أمر الله تعالى ، والحذر من التعدي في ذلك ، وقد قال تعالى بعد ذكر المواريث : (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) النساء/13 ، 14 .

فليس لأخيكم الاستئثار بإيجار العمارة وحرمان بقية الورثة من ذلك .

ثانيا :

تجب نفقة الوالدين الفقراء على أولادهما ذكورا أو إناثا إذا كانوا أغنياء لهم ما يفضل عن نفقتهم ونفقة من يعولون ؛ لقوله تعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) الإسراء/23.

ومن الإحسان :

الإنفاق عليهما عند حاجتهما .

وسأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم : (مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ .

قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أَبُوكَ) رواه البخاري (5971) ومسلم (2548) .

وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ ، وَوَلَدُهُ مِنْ كَسْبِهِ) رواه أبو داود (3528) وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

وقال ابن المنذر رحمه الله :

" أجمع أهل العلم على أن نفقة الوالدين الفقيرين الذين لا كسب لهما ولا مال واجبة في مال الولد "

انتهى نقلا من "المغني" (8/ 169).

وعليه ؛ فإن نفقة والدتك تكون من نصيبها من الإيجار وهو الثمن ، ولها أن تبيع نصيبها على أحد الورثة أو على غيرهم ، وتنفق على من نفسها منه .

فإن لم يكف ذلك لنفقتها وجب إكمال نفقتها من مال أولادها الأغنياء ذكورا أو إناثا ، فلو كانت المرأة المتزوجة تستغني بنفقة زوجها ، وعندها فاضل من مال - ولو من إيجار العمارة - لزمها أن تنفق على أمها .

قال الشيخ ابن جبرين رحمه الله :

" وإذا افتقر الوالدان وعند البنت مال زائد عن حاجتها فيلزمها أن تنفق على والديها قدر حاجتهما دون أن تنقص من حاجاتها " انتهى.

وتكون النفقة على قدر الإرث لعموم قوله تعالى : ( وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ ) البقرة/ 233 ، فيؤخذ من الذكر مثل حظ الأنثيين .

وليس لأخيكم حبس الإيجار بحجة النفقة ، بل يعطي كل وارث نصيبه ، ويتفق الجميع على إخراج قدر من المال يكفي لنفقة والدتهم ، وهذا مهما بلغ لا يساوي شيئاً من حقها عليكم .

وقد روى البخاري في "الأدب المفرد" (18) عن أبي بردة أن ابن عمر رضي الله عنهما شهد رجلا يمانيا يطوف بالبيت ، حمل أمه وراء ظهره ، يقول : إني لها بعيرها المذلل ، أترانى جزيتها ؟ قال ابن عمر : لا ، ولا بزفرة واحدة " وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد".

والزفرة : تردد النفس ، وهو مما يعرض للمرأة عند الولادة .

فاتقوا الله تعالى وأصلحوا ذات بينكم ، وراقبوا الله تعالى في والدتكم التي هي أحق الناس بصحبتكم ورعايتكم .

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 07:22   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

أنا شاب ، متدين ، ومحافظ على ديني وصلاتي ، ولا أزكي نفسي على الله ، وبار بوالدتي

وأحب لها الخير ، وأدعو لها ، وأتصدق عنها ، وأزورها يوميا ، وأعيِّد عليها قبل ابنيها ، وأعطيها من راتبي كل شهر ، لكن المشكلة :

أنها تنسى هذا كله ، وكأنني لم أفعل شيئاً ، وسبب هذا :

أنها تطيع ابنها الأكبر ، وتسمع كلامه ولو كان كذباً أو خطأً ، وهي تعرف أنه كذاب لكن لا تستطيع أن تقول له أنت مخطئ ، وعمره 55 سنة ، ولا يصلي !

وبيته أمام المسجد ، ورجل فاسد ، لكن أمي تحبه حبّاً جنونيّاً لدرجة أنها تعادي من يعاديه ، وتحب من يحبه ، وبعد أن نصحتها أن هذا تفريق بين أولادك لا يجوز ولا بد أن تعدلي بينهم

وأن فعلها سوف يبني الحقد والبغض بينهم :

لا تلتفت لهذا الكلام ، وكان ابنها الأكبر قد أكل ورث إخوته وحقوقهم النقدية ، وكان يضغط عليهم - بمساعدة أمي -

أن يتنازلوا له عن الأراضي ، وحين رفضتُ أنا غضبت أمي عليَّ وعادتني ، وكانت تقول :

هذا الورث من حقه ، وأنتم ليس لكم شيء !

ونصحتها أن عملها هذا حرام ، فغضبت مني ، وصبرتُ عليها ، وتحملتُ ، وقلت :

حقي من ورث والدي لن أتنازل عنه ، فأصبحت تعاديني ، وتقف مع ابنها الأكبر ، وتحقيري أمام الناس ، وإحراجي في المناسبات

ورفضهم أن أُحضرها ، مما جعلني في همٍّ وغمٍّ من تحقيرهم لي أمام الناس ، وبعد أن عرفتُ أن والدتي لن يتغير طبعها معي وترك ظلمي وأنها مصرة على الوقوف مع ابنها الأكبر

وخوفاً على ديني ، وأن تفلت أعصابي ، أو يوسوس لي الشيطان وأخطئ في حق والدتي :

تركتها ، وتركت زيارتها ، وسافرت لمنطقة بعيدة ؛ كي أنساهم ، لكن - والله العظيم - يا شيخ - إني أتصدق عنها

وأدعو لها في كل صلاتي أن الله يهديها وتترك الظلم وترجع لي الحق وتترك ابنها الذي يوسوس لها مثل الشيطان .

يا شيخ : هل فعلي هذا عقوق ؟ .

( ياشيخ كثير من الشباب عقوا والديهم بسبب التفريق بينهم )
.

الجواب :

الحمد لله

أولاً:

ما تفعله من بر والدتك ، والإحسان إليها : هو من الأعمال الجليلة ، والواجب فعلها من كل ولد تجاه أبويه ، وخاصة والدته .

ثانياً:

وما تقوله من أن التفريق في معاملة الوالدين تجاه أولادهم يؤدي إلى الفرقة ، والتباغض ، والتحاسد :

صحيح ، ولذلك منعت الشريعة المطهرة الآباء والأمهات أن يهبوا لأحد أولادهم ما لا يفعلونه مع باقيهم ، ومن شأن من خالف هذا أن يسبب بغضاً وتنافراً في الأسرة الواحدة ، سواء تجاه من أعطى منهما ، أو من أخذ من إخوانه ، وقد يكون البغض لكليهما .

ثالثاً:

ما يطلبه شقيقك وأمك منك أن تتنازل عن نصيبك في ميراث والدك :

ليس من العدل في شيء ، بل هو من الظلم ، ومن أكل الأموال بغير حق ، ولا يلزمك طاعة أمك فيه ، بل عليهما أن يتقيا الله في طلبهما ذلك منك ؛ فإنه لا يحل لهم ، وعلى أخيك أن يتقي الله تعالى فيعطي كل ذي حق – من إخوته – حقَّه ، وما أخذه من نصيبهم من الميراث فهو سحت يأكله

ومالٌ حرام يطعمه ، ونأسف أن نقول إن والدتك شريكة في هذا الإثم ؛ حيث أعانته على ذلك ، بل وتطلب منك بقوة أن تتنازل عن حصتك من أجله .

رابعاً:

ما فعلتْه أمك معك من الإساءة والتحقير ، وما تطلبه منك من إعطاء حصتك في الميراث لأخيك :

لا يبيح لك - بحال - أن تعاديها ، ولا أن تعقها ، ولا أن تترك برَّها والإحسان إليها ، نعم ، لا يلزمك طاعتها فيما تطلبه منك من التنازل عن حصتك في الميراث ، لكن الله تعالى قد أمرك بالإحسان إليها وبِرِّها حتى لو كانت تجاهدك لتكفر بالله تعالى !

فكيف وهي تجاهدك للتنازل عن شيء من لعاع الدنيا ؟!

وابتعادك عن البيت قد تكون معذوراً فيه ، لا سيما إن كانت في معيشتك معهم ضرر عليه ، أو أذى يلحق بك ، وشق عليك أن تصبر على أذاهم ، لكن هذا لا يعفيك من استمرار الاتصال بأمك والسؤال عنها ، والإحسان إليها قدر طاقتك

ولعل من الخير أن تخبر والدتك بسبب ابتعادك عنهم ، وأنك مع ذلك تدعو لها في صلاتك ، وأنك تتصدق عنها ، فلعلَّ ذلك الإخبار أن يكون سبباً في تغيير موقفها تجاهك .

خامساً:

من الضروري نصح أخيك بالصلاة ، وبيان خطر تركها عليه ، وكذا تنصح أمك بأن تنقذ ولدها من النار بدلاً من الحرص على دنياه وتجميع المال بين يديه ! وقد ثبت كفر تارك الصلاة في القرآن والسنَّة وإجماع الصحابة رضي الله عنهم ، فليس الأمر بالهين ، ولا باليسير ، وماذا ينفعه أن يعيش في الكفر والظلم ؟ وما هي السعادة التي ينعم بها ؟ إن الحياة أقصر من أن يأمل البقاء فيها ، وإن الدنيا أحقر من أن يعيش من أجلها ، فليسارع إلى طاعة ربه بإقامة الصلاة .

أن تارك الصلاة لا يقبل منه عمل ، لا زكاة ، ولا صيام ، ولا حج ولا شيء .

والله أعلم










رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 07:23   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال:

أبي رجل مسلم ، وأمي امرأة من " السيخ " ، ولكنها أسلمت عندما تزوجت والدي

بعد أن أسلمت كانت تحافظ على الصلوات ، وحضور المسجد والدروس ، بشكل مستمر ، ثم بعد ما يقارب 13 عاماً :

لا أدري ما الذي حدث بينهما ، فطلقها ، فارتدت عن الإسلام ، وعادت لديانتها السابقة – وللأسف - . حاولت معها جاهدة أن تعود إلى الإسلام لعلمي بالعقاب الأليم لمن يرتد عن الإسلام

ولكن دون جدوى ، ولا أدري الآن كيف أتعامل معها ، لأنها أمي ، ولها عليَّ حقوق يجب مراعاتها

ولكن كيف السبيل إلى الموازنة
في العلاقة معها ؟

وما هي النصيحة التي يمكن أن تسدوها لي ؟ .


الجواب :

الحمد لله

أولاً:

نسأل الله تعالى أن يردَّ أمك إلى الإسلام ، وأن يُحسن لها خاتمتها .

ثانياً:

قولكِ " ، ولها عليَّ حقوق يجب مراعاتها " : غير صحيح !

ولو أنها كانت كافرة أصلية :

لكان لها عليك حقوق ، ولكن بما أنها صارت مرتدَّة عن دين الله تعالى : فقد سقطت حقوقها الشرعية عليكِ وعلى أولادها المسلمين .

قال الشافعي - رحمه الله - :

ومَن انتقل عن الشرك إلى الإيمان ، ثم انتقل عن الإيمان إلى الشرك ، مِن بالغي الرجال والنساء : استتيب ، فإن تاب قُبل منه ، وإن لم يتب : قُتل ، قال الله عز وجل : ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) إلى ( هم فيها خالدون ) .

" الأم " ( 1 / 257 ) .

والمرتد ليس له حرمة في الشرع ؛

لأنه لا يقرُّ على ردته ، فإما أن يرجع إلى الإسلام فتكون له أحكام المسلمين ، أو يصرَّ على كفره فيُقتل ، ولذا لا تحل ذبيحته ، ولا يجوز التزوج من مرتدة ، وليس للمرتد حق الصلة والبر والإحسان ؛ بل يُهجر ويقاطَع ، إلا من أجل الدعوة والنصيحة .

سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين :

ما حكم الشرع في نظركم في ترك أهلي ومقاطعتهم بسبب معاصيهم وتركهم للصلاة وللواجبات ؟.

فأجاب:

لا شك أن الأهل والأقارب لهم حق على الإنسان ، حتى وإن كانوا كافرين ؛ لقول الله تعالى ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) ، ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ) ، ولكن هؤلاء الأهل الذين لا يصلُّون يعتبرون مرتدين عن الإسلام ؛ لأن مَن لا يصلي :

كافر ، كما دل على ذلك كتاب الله ، وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأقوال الصحابة رضي الله عنهم ، بل حكاه بعض العلماء إجماعاً ، فإذا كانوا تاركين للصلاة :

فهم مرتدون عن دين الإسلام ، ولا يجوز للإنسان أن يخالطهم ، اللهم إلا على سبيل النصيحة ، أن يذهب إليهم وينصحهم ويبيِّن لهم ما في هذه الردة من الخزي والعار في الدنيا والآخرة لعلهم يرجعون ، فإن أصروا على ذلك :

فلا حقَّ لهم ، ويجب هجرهم ، ومقاطعتهم ، ولكني أسأل الله عز وجل أن يرد هؤلاء ، وغيرهم ، ممن ابتلوا بهذه البلية العظيمة أن يردَّهم إلى الإسلام حتى يقوموا بما أوجب الله عليهم من الصلوات وغيرها .

وليُعلم أن المرتد أعظم جُرماً وإثماً من الكافر الأصلي ؛

لأن الكافر الأصلي يقرُّ على دينه الذي هو عليه وإن كان باطلاً ، أما المرتد : فإنه لا يقر على دينه ، بل يؤمر بالرجوع إلى الإسلام ، والقيام بما تركُه كفر ، فإن لم يفعل فإنه يجب أن يُقتل ... .

فتاوى نور على الدرب ( شريط 161 ، وجه ب ) .

والوصية لك :

بعدم اليأس من هداية والدتك

والاستمرار في دعوتها ، بالحسنى ، مع مداومة الدعاء لها ، واختيار الأوقات الفاضلة كثلث الليل الآخر ، والأحوال الفاضلة كالسجود في الصلاة ، واعلمي أنه لا حقَّ لها عليكِ ما دامت مرتدة .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 07:25   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

هل بر الوالدين يعتبر هو رضاهما بشكل عام

أم له ضوابط ثابتة لا تتغير ؛

فالناس تختلف أطباعهم وأساليبهم ، فيوجد أناس تعودوا من أولادهم على الكلام بشكل حاد ، حيث إن الوالدين لا يغضبون من ذلك الأسلوب

وهم عادي عندهم ، وراضون عن ولدهم ، وهم كذلك أسلوبهم في التعامل منذ الصغر ؛

فهل في ذلك إثم على الولد ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

جاءت الوصايا المؤكدة ببر الوالدين في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، كما جاء التحذير الشديد والترهيب من عقوقهما .

قال الله عز وجل : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء/23، 24

قال الشيخ ابن عاشور رحمه الله :

" وليس المقصود من النهي عن أن يقول لهما { أُفٍّ } خاصة ، وإنما المقصود النهي عن الأذى ، الذي أقله الأذى باللسان بأوجز كلمة ، وبأنها غير دالة على أكثر من حصول الضجر لقائلها ، دون شتم أو ذم ، فيفهم منه النهي مما هو أشد أذى بطريق فحوى الخطاب بالأولى .

ثم عطف عليه النهي عن نهرهما ، لئلا يحسب أن ذلك تأديب لصلاحهما وليس بالأذى . والنهر: الزجر ، يقال : نهره وانتهره .

ثم أمر بإكرام القول لهما ، والكريم من كل شيء : الرفيع في نوعه ... ؛ وبهذا الأمر انقطع العذر ، بحيث إذا رأى الولد أن ينصح لأحد أبويه ، أو أن يحذره مما قد يضر به : أدى إليه ذلك بقول لين حسن الوقع . " انتهى .

"التحرير والتنوير" (14/57) .

ثانيا :

لا شك أن بر الوالدين له ضوابط ثابتة لابد من مراعاتها ، كما أن هناك ضوابط غير ثابتة ، قد تختلف باختلاف الزمان والمكان وأجناس الناس .

فمن جملة الضوابط الثابتة :

- أن يكون برهما في المعروف ؛ لعموم قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ ) رواه البخاري (7257) ومسلم (1840) .

- أن يكون برهما بالمعروف ، وهو انتهاج مسلك الأدب والتوقير والاحترام حال الطاعة ، فلا يتبرم الولد أو يتسخط إذا أمراه ، وإن ائتمر بأمرهما وأطاعهما .

فيتقيد حال البر بالأخلاق الحسنة من خفض الجناح لهما ، وخفض الصوت عند الكلام بحضرتهما ، وانتخاب أطيب الألفاظ ، والتماس أرق المعاني .

ويتنزه عن الأخلاق الردية ، من رفع الصوت ، والتلويح باليد ، والإعراض ، وتقطيب الوجه وعبوسه .

كما يتنزه عن الألفاظ البذيئة ، ومخارج الكلام النابية ، والأسلوب الموحش المنفر ، ونحو ذلك.

- أن يلتمس ببرهما طاعة الله ، لا مجرد طاعتهما ، وهذا مما يتأكد به ضرورة التماس الأدب الشرعي وأخلاق الإسلام عند مخاطبتهما ومعاملتهما ، فمعاملتهما يتعلق بها حقان :

حق الله تعالى ، وحق الوالدين ، فلا بد من مراعاة ما يدعو إليه الإسلام من كريم الأخلاق وجميل الصفات عند التعامل معهما ، ولا يقال : إنهما راضيان عن الولد وإن أعرض بجانبه ، وأشاح بيده ، واخشوشن في التعامل ، وتكلم معهما بشكل حاد ؛ فإن ذلك ليس من أخلاق الإسلام مع الغريب أو البعيد ، فكيف بالوالدين ؟

ومن كانت عادته التعامل بشكل حاد مع الآخرين فلا بد أن يغير من عادته ؛ فإنما العلم بالتعلم ، والحلم بالتحلم .

ثالثا :

هناك أمور وتصرفات وأقوال ، لم يرد في الشرع حكم بخصوصها ؛ لكن يتفق الناس عليها ، في مكان ما ، أو زمان ما : أنها من سوء الأدب والعشرة ، فهذه يجب التنزه عنها مع الوالدين ، وترك مواجهتهما بها ؛ حتى وإن لم يظهرا غضبا ، لأن الوالدين كثيرا ما يغضبان ، لكنهما يكتمان ذلك ، أو يصبران على الأذى إيثارا لابنهما ، ورحمة به : فهذا لا يعني أن ذلك جائز ، بل يحرم أيضا مواجهتهما بمثل ذلك .

وهناك أمور أخرى :

اعتادها الناس في ذلك المكان ، أو ذلك الزمان ، ولا يعدون ذلك من سوء الأدب ، أو الإيحاش في الخطاب : فهذا لا بأس في مواجهة الوالدين به في ذلك الزمان أو المكان ، وإن كان في بلد آخر ، أو زمان آخر قد يعده الناس جفاء وغلظة وسوء أدب ؛ فمثل هذه الأمور يرجع في تقديرها إلى ما تعارفه الناس واعتادوه .

وما تردد بين هذين ، واضطرب فيه عرف الناس :

بحيث يعده بعض الناس جفاء وغلظة ، ولا يعده آخرون كذلك ، فمقتضى الأدب مع الوالدين التنزه عنه ؛ لا سيما وقد تقدم أمر الشرع بالتنزه عن أدنى التضجر والشدة في القول بأن يقول : ( أف ) ؛ فهذه تنبيه على وجوب الاحتراز في معاملتهما ، والمبالغة في رعاية الأدب معهما .

والله تعالى أعلم .










رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 07:29   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال:

أنا شخص متزوج منذ أربع سنوات ومشكلتي مع زوجتي و الوالدة في بداية الأمر عندما أخذ إجازة لمدة أسبوعين كانت زوجتي لا تقول شيء عندما أقول له سنصطحب معنا والدتي

(كانت تقول أشيله في عيوني )

مع العلم أن إجازتي محدودة بعد فترة طويلة أصبحت تقول أريد أن أخذ راحتي معك يا زوجي فسافرت أسبوع مع زوجتي والوالدة

وسافرت الأسبوع الثاني مع زوجتي وتركت الوالدة مع العلم ليس أنا الوحيد لها يوجد لدي ثلاث أخوان فغضبت مني أمي كيف تسافر وتركنا محبوسين

وذكرت الكلام لزوجتي فقالت أمك تقول لأختك عندما تسافرين لا تقولي لأحد من أهلك زوجك كي لا يذهبوا معك فتعجبت من كلام زوجتي فضنت منها ظن السوء أنها تحاول أن تتحجج إلي بأي طريقة حتى أني غضبت منها ولكن بعد فترة تأكدت من كلام زوجتي بنفسي في حديث دار بيني وبين والداتي وأختي ..

فماذا أفعل ؟؟

سؤالي : هل أنا أعتبر غير بار بأمي عندما اخذ أنا و زوجتي أسبوع بمفردنا ؟؟

ومن حق أمي تعرف أين نذهب في هذا اليوم أو نخرج (مثل السوق نزهة مطعم) مع أننا في بيت مستقل بنا ؟؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

سبق معنا في أجوبة عديدة التأكيد على حق الوالدين ، وخاصة الأم ، وبيان أنه من الواجبات الشرعية المقررة المعلومة بالضرورة من دين الله .

وقد روى مسلم (2551) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ ) قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا ثُمَّ لَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ ) .

والأحاديث في الباب كثيرة معلومة .

ثانيا :

إن تأكد حق الوالدة على ولدها : لا يعني أنه ليس للآخرين حقوق عليه ، ولا يعني : أنه يهدر حقوق الآخرين ، لأجل حق الوالدة .

وفي حديث سلمان المعروف مع أبي الدرداء : ( ... فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ) .

فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( صَدَقَ سَلْمَانُ ) . رواه البخاري (1968) .

فكما لأمك عليك حق أكيد عظيم ، فكذلك لزوجتك عليك حق : فأعط كل ذي حق حقه .

وهذه الموازنة بين الحقوق تتطلب منك قدرا من الحكمة والتعقل عند معالجة أمورك ؛ فأرض زوجك ، ولا تغضب أمك . وبر أمك ، ولا تجفُ أهلك . وهكذا فليكن أمرك معهما .

ثالثا :

ليس من الواجب عليك أن تعلم أمك بكل ما تحضره لزوجتك ، أو تفعله معها من إحسان العشرة ، والرفق بها ، والإلطاف إليها .

وليس واجبا عليك أن تخرج بأمك ، أو تسافر بها ، كلما فعلت ذلك مع زوجتك ، وإنما الواجب عليك ألا توحش أمك ، ولا توغر صدرها عليك ؛

وهذا كما قلنا يحتاج إلى حكمة وحسن تقدير للموقف ؛ فبإمكانك مثلا أن تجعل خروجك بأهلك في وقت تنشغل أمك فيه بغيرك من إخوانك ، إما أنهم يأتون إليها ، أو تذهب هي إليهم .

وبإمكانك أن تجلب لها ـ إذا علمت بسفرك ـ من الهدايا : ما يزيل وحشتها ، أو يخففها .

وإذا أمكنك أن تتعاون أنت وإخوانك في هذا الأمر :

لكان أرفق بالجميع ؛ فيكون على كل واحد منكم أن يخرج بأمه مرة ، أو يسافر بها مرة .. ، وهكذا سوف تجد نفسها تخرج ، أو تسافر ، أو تنال من اللطف والترويح ، من مجموع أولادها ، ما لا تناله زوجة كل واحد منهم.

فاجتهد في الموازنة في أداء الحقوق ، والبر وحسن العشرة مع الجميع .

واستعن بدعاء ربك أن يوفقك في ذلك ، وأن يصلح لك أمك وزجك ، ويعينك على الإحسان إليهما .

والله الموفق .


و اخيرا ً

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

ولنا عوده ان قدر الله لنا البقاء واللقاء

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعي
ن









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 16:53   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم و رمة الله و بركاته


السؤال :

مشكلتي تكمن باعتمادي على والدي منذ الصغر

فكان هو من يصرف عليَّ

وهو من كان يتكفل بكل شيء – ولم أوفق في إكمال تعليمي فقد توقفت عن التعليم بالصف الثاني متوسط

وبعد هذا كله أصر عليَّ والدي بالعمل معه بالتجارة ، فوافقت

رغم عدم رغبتي بالعمل معه

إلا أني مع الوقت اعتدت على العمل

وأحببته بنسبة 60 %

وعملت معه بما يقارب ( 16 ) سنة متواصلة ،
دون انقطاع

وأيضاً :

دون تطور واضح ، أو أني أشعر أني أبليت بلاء حسناً ، فكان والدي - جزاه الله خيراً - يصرف عليَّ كما يقال " بالقطارة "

وكنت أعمل في السنوات الأولى بلا راتب محدد ، فقد كان يعطيني ما يكفي لمدة أسبوع ، أو كي أكون منصفاً وصادقاً : ما يكفي ( لشهر )

ولكن هذا العطية لا تمكنِّي من التوفير أبداً . مرَّت الأيام ، وقررت الزواج ، وجزاه الله خيراً - والدي - تكفل بالزواج ، وأسكنني في شقة في منزله

وهذا لا أنكره أبداً

ثم حدد لي مرتباً شهريّاً مقداره ( 2000 ) ريال , وبعد سنوات رفعه لي إلى 3000 ريال ، ولكن كنت أشعر بعدم الرضا بعملي

وذلك بأن المرتب لا يفي بمتطلباتي الشخصية ، والعائلية ، وبعد مرور 3 سنوات بدأت أشعر بالإحباط ؛ وذلك جرَّاء الإهانات من والدي

تصل في بعض الأحيان إلى الشتم ، وتفضيل الغير عليَّ ، وأن فلاناً أفضل منِّي

و : انظر إلى فلان أفضل منك ... الخ

أيضاً :

الشعور بالإحباط بأن أرى أبي يهتم بالآخرين ، ويحرص على إرضائهم ، أما أنا : فلا تغيير واضح بالتعامل ، غير ذلك يقوم والدي بتكليفي بمهمة في العمل ، ويعدني بمكافأة إلا أنه يتراجع بقراره

ولا يفي لي بوعد ، ويتحجج بعدم تذكره بهذا الوعد ، أو يقول : إني كنت مقصراً بعملي ، ويختلق الحجج ... الخ

وبعد هذا كله :

قام بتخفيض مرتبي الشهري من 3000 إلى 2000 ريال ، رغم أني رجل أبلغ من العمر الآن 37 سنة ، ومتزوج ، ولدي أبناء ، ولدي مسؤوليات

وأنتم - بلا شك - تعلمون جيِّداً غلاء المعيشة في هذا الوقت ، وكيف أن 2000 ريال شهريّاً لا تؤمِّن متطلبات شهر واحد

فكيف ستؤمِّن مستقبلاً واعداً ؟ وكيف ستؤمن مستقبل الأبناء بالحاضر والمستقبل ؟ .

تراودني أفكار بالبحث عن عمل آخر ، ولكن كلما أتذكر والدي أحزن عليه ، وأخاف عليه أن يبقى وحده ، حتى هو أشعر بتأثره

وأيضاً أشعر بغضبه حينما يعلم أني سوف أبحث عن عمل ، فهو معتمد عليَّ بكل شيء ، سواء بالعمل ، أو بالمنزل ، أو بما يتعلق بالعائلة

فأنا - كما يقول كل من يعرفنا - المحور الرئيسي بهذه العائلة ، ويعتقدون أني أجني من وراء عملي هذا الخير الوفير ، إلا أن الواقع غير ذلك

بل أشعر أن الخير الوفير فيه أني أُحسن - بإذن الله - لوالدي بما أستطيع ، وأبره ، ورغم كل ذلك لا أجني ما يجني إخوتي

فجميع إخوتي الذكور - وهم أصغر مني ، وأنا الأكبر - بوظائف طيبة ، وأقل مرتب فيهم 5000 ريال شهريّاً ، وغير متزوجين

أما أنا فراتبي : 2000 ريال . أعلم أن هذا مقدر لي ، وأن الله سبحانه وتعالى قدر أرزاق العباد ، وأن لكل إنسان رزقه ، وقدره ، وأجله ... الخ

والله يشهد عليَّ أني مؤمن بذلك ، وقابل ، وراض بما كتب الله لي ، ولا يكتب الله للإنسان إلا كل خير ، والحمد الله على كل حال ، ولكن الإنسان بطبعه ضعيف ، وينحني

أو يميل في بعض الأحيان إلى أمور الدنيا ، بحيث ينظر إلى الصديق ، أو القريب ، أو جميع من حوله ، ويقول : لماذا لا أكون بمثل صفاتهم : يلبسون أحسن الثياب ، ويركبون أفضل السيارات ، ويجلبون لأبنائهم كل ما يرغبون ... الخ إلا أنا ؟!

فأنا اشعر في بعض اللحظات أني استسلمت للأمر الواقع ، فليس لديَّ وظيفة مرموقة ، وليس لدي شهادة دراسية تؤهلني للعمل بمرتب طيب أعيل به أسرتي على أكمل وجه ، ولا مال - أو سيولة = أبدأ به مشروعاً طيِّباً .

الخلاصة :

الآن وقد زاد الأمر سوءً ، ومتطلبات عائلتي زادت ، وأشعر بأن الدنيا فوق رأسي ، لا أكاد أتحمل وزنها ، وأصبح الهمُّ رفيقي ، والقلق ، والاكتئاب ، والإحباط يتناوبون عليَّ

ويتناوبون على زيادة همي ، ومع هذا كله قررت أن أعمل بعمل آخر ، وأن أبحث عن عمل يغيِّر واقع هذا الزمان : فإني أشعر بأي لحظة قد أفقد زوجتي فهيَ دائماً تحثني على العمل

والبحث عن العمل وهي موظفة ، وتجني راتباً طيباً يعادل مرتبي 3 مرات ، وتساعدني بأمور المنزل ، بل تصرف على المنزل أكثر مما أصرف أنا فيه ، ولكن لا بد أن يكون للرجل كرامته ،

وعزته بنفسه ، أعلم بأنه لا مانع من مساعدة الزوجة زوجها بأمور هذه الدنيا ، ولكن الأمر يختلف إن كنت أنا مَن يعيل الأسرة ، ويلبي حاجاتها ، وبعد فترة من الزمن ذهبتْ زوجتي إلى بيت أسرتها هرباً من فقر زوجها

ولعدم رضاها بهذا الواقع ، وأشعر بداخلي أنها على حق ، وهي كذلك ، وكيف لا تذهب لبيت أسرتها ؟

وهي ترى جميع أخواتها الفتيات المتزوجات ، ويسكنون بمنزل ملك ، ويركبون أفضل السيارات ، ويقتنون أفضل الوسائل للراحة ، وهي لا تملك ذلك . المهم في الاستشارة :

كلما أردت - أو عزمت - على البحث عن عمل أشعر بخوف ، ورهبة ، من المستقبل ، وخوف من الإخفاق ، وعدم التوفيق ، وذلك - كما ذكرت سابقاً - أني أعتمد منذ السابق على والدي ،

ولم يسبق لي العمل باستقلالية ، بل إن والدي جعلني أعتمد عليه بكل شي ، واستخدم هذه النقطة - والله أعلم - لصالحه ، والآن وجدت مشروعاً طيِّباً ، وبعد السؤال عن هذا المشروع وجدت فيه خيراً كثيراً ، ولله الحمد ، ولكن أشعر برهبة قوية بداخل أعماقي ، وقمت بالاستخارة

واستخرت الله سبحانه علام الغيوب بأمري ، وشعرت بالراحة له بنسبة 50 % ، والباقي أجد الهم ، والحيرة ، والخوف ، والرهبة من الإخفاق ، وكي أوضح لكم الصورة هي أن العمل هو : سيارة نقل ، بأن أنقل البضائع ، أو السيارات

وكل ما يُحمل ، وأوصله إلى المناطق المجاورة ، أو لمناطق بعيدة ، فالبعض - حتى إخوتي - يعايروني بهذا المهنة ، حتى والدي كان من أوائل قائمة المستهزئين بي لهذا العمل

ويقولون : كيف تعمل بمهنة لا يعمل
بها إلا العمالة الوافدة ؟

إلا أني أجدها مهنه شريفة ، أكسب منها رزقي ، وأعيل بها أسرتي ، وأسأل الله بها التوفيق والسداد ، فما رأيكم بها كمهنة ؟

وما هو الحل من وجهة نظركم بحالي ووضعي ؟

وماذا أفعل وكيف أتصرف ؟

وهل أكون عاقّاً لوالدي إذا عملت بعمل آخر بعيداً عنه ؟

فإني أخاف الله من ذلك بان أكون عاقّاً له

وأسأل الله أن أكون خير من يبر بوالديه ؟ .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 16:54   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الجواب:

الحمد لله

أولاً:

مِن كمال الإيمان :

أن يرضى المسلم بما قسم الله له من أمر دنيوي ، كرزق ، وعمل ، ووظيفة , ، ومن تمام شكر النعمة : أن لا ينظر المسلم إلى من فوقه ، ومن فضِّل عليه في أمر الدنيا ، حتى لا يزدري نعمة الله عليه .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِى الْمَالِ وَالْخَلْقِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ ) .

رواه البخاري ( 6125 ) ومسلم ( 2963 ) .

وفي لفظ :

( انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ) .

رواه البخاري ( 6490 ) ومسلم ( 2963 )

ولا يعني ذلك أن يستسلم لأمره الواقع إن كان لا يرضاه ، أو يمكنه تحصيل ما هو خير منه لدينه ودنياه ، بل عليه أن يدفع قدر الله بقدر الله ، فيبحث عن وسائل سعة الرزق ، ويدفع الفقر بأسباب الغنى ، من عمل ، وتجارة ، ووظيفة .

ثانياً:

برُّ الوالدين حسنة عظيمة , وقربة جليلة ، ينال بها العبد رضى الله ، وتوفيقه في الدنيا والآخرة , ويصرف الله بها عن العبد من البلاء ، والشرور ، والرزايا ، والبلايا ، ما الله به عليم , ولذلك عظم الله حق الوالد ، ففي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( لاَ يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدًا إِلاَّ أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ ) .
رواه مسلم ( 1510 ) .

قال النووي – رحمه الله - :

أي : لا يكافئه ، بإحسانه ، وقضاء حقه ، إلا أن يعتقه .

" شرح مسلم " ( 10 / 153 ) .

وليس من العقوق أن تخرج من العمل من عند والدك لتبحث عن عمل أفضل ، ووظيفة أحسن ؛ ما دمت تحسن إلى والدك ، ولا تقصر تجاهه , خاصة إذا كانت أسرتك بحاجة إلى ذلك ، وكان العمل الآخر أصلح لك وأنفع . ولعل بحثك عن وظيفة يغير من اتجاه الوالد نحوك ؛ فيشعر بحاجته إليك ، فيزيد في راتبك ، ويحسِّن من وضعك المعيشي .



>>> يتبع









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 16:55   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثالثاً:

الخوف من المستقبل :

من علامة ضعف التوكل على الله تعالى , والمؤمن قوي الإيمان لا يعطي من عمره وقتاً ليحمل هموم ما يأتي في غد ، وليس يعني هذا عدم الأخذ بالأسباب لبناء مستقبل مريح ، فقد كان النبي صلى الله عليه يدَّخر أحياناً قوت سنَة لأهله ، وإنما أردنا أن يتحلى المؤمن بقوى الإيمان ليدفع عن نفسه وقلبه الخوف ، والقلق ، مما يأتيه في المستقبل .

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) .

رواه مسلم ( 2664 ) .

فالمؤمن قوي بتوكله ، وقوي باستعانته بالله تعالى خالقه , وما يشعر به المسلم من ضعف ، أو خوف : إنما هو من وسوسة الشيطان ، وتثبيطه له , والواجب على المؤمن دفع هذه الوسوسة بدعائه ، واستعانته بالله ، وحسن توكله عليه .

فاستخر الله تعالى في العمل الذي ترغب بالالتحاق به , فإن انشرح صدرك ، وتيسر أمر ذلك العمل : فأقدم ، ولا تتردد ، واستعن بالله تعالى .

رابعاً:

العمل كسائق في نقل البضائع ليس من المهن الدنيئة , وليس عيباً على الرجل العمل بها , وإن اختص بها الوافدون في بلدكم ؛ فالرعي يستنكف عنها كثير من الناس , وقد عمل بها الأنبياء والمرسلون ، ففي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلاَّ رَعَى الْغَنَمَ ) ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ : وَأَنْتَ ؟ فَقَالَ : ( نَعَمْ ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ ) .

رواه البخاري ( 2143 ) .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – أيضاً - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( كَانَ زَكَرِيَّاءُ نَجَّاراً ).

رواه مسلم ( 2379 ) .

وقد أخبر الله تعالى عن داود عليه السلام أنه كان يعمل في صنع الدروع للمحاربين ، وأن هذا من تعليم الله له ، قال تعالى : ( وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ) الأنبياء/ 80 .

بل لعل ما تنوي العمل به أن يكون من أفضل المكاسب ؛ لأنها كسب من عمل يدك , وفي الحديث عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنِ الْمِقْدَامِ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَاماً قَطُّ خَيْراً مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ) .

رواه البخاري ( 1966 ) .

فالنصيحة لك أخي الفاضل :

أ. أن تحاول أن تكلِّم والدك بالحسنى ، والكلمة الطيبة ، أن يرفع راتبك , وأن يحسن وضعك ، ما دمت تؤدي الذي عليك ، ولا تقصر فيه , وأن تلجأ إلى الله تعالى أن يشرح صدره ويهديه لذلك ،
فإن لم يستجب لذلك ، ووجدت أن ما تتقاضاه لا يكفيك : فلا بأس أن تعمل بأي عمل آخر ، كسائق ، أو غير ذلك ؛ لتحسين وضعك المعيشي ، وليس هذا من العقوق , ولا تستنكف عن العمل كسائق ما دام العمل لا يدخل فيه حرام ، أو شبهة , فأكل المرء من عمل يده من أطيب الكسب ، وأفضله ، وإن وجدت عملاً أنسب لك ،

ويوافق عليه والدك وإخوتك :

فنرى أن تلتحق به ، وأن يكون هو اختيارك ؛ لتجمع بين العمل ، ورضى أهلك عنك ، فمن الممكن أن يسبب لك العمل سائقاً إحراجاً بين أولادك ، وأقربائك ، وقد لا تستطيع دفعه ، فتتعقد أمورك النفسية ، أما من حيث الجواز الشرعي : فهو جائز ، وهو ليس معيباً بحد ذاته ، ولا هو بمهنة دنيئة ، لكن نرى أن مراعاة رضى أهلك ، وعرف المكان الذي تعيش فيه أمرا مهما ، وأنت لا تريد مخالفتهم ، بل تريد عملاً تقتات منه ، ويحسِّن من وضعك ، فابحث عن عمل يتناسب مع بيئتك ، ولك أن تتملك سيارات نقل – لا سيارة واحدة – وتستأجر أجراء ليقوموا عليها ، ويكون دخلها محسِّناً لوضعك ، دون الحاجة لأن تباشر سياقتها بنفسك .

وإن أمكنك أن تستفيد من خبرتك في العمل مع والدك ، وأن تعمل بالتجارة : فلعل هذا أن يكون أنسب لك .

ب. ادفع خوفك من المستقبل بحسن توكلك ، وإقبالك على الله تعالى ، وأكثر من التضرع ، والالتجاء إليه ، فهو حسبك ، وكافيك .

ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعافيك وأن يوسع لك في الرزق , ويصرف عنك الخوف , وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه , وأن يشرح صدر والدك لتحسين وضعك .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 16:57   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل عدم زيارة قبر الوالدين يعتبر من العقوق؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

زيارة القبور سنة مشروعة في حق الرجال ، بقصد الاتعاظ والاعتبار والدعاء لموتى المسلمين ؛ لما رواه مسلم (977) عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ ، فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْآخِرَةَ ) .

قال النووي رحمه الله :

" أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ زِيَارَتهَا سُنَّة للرِّجَال " انتهى .

وقال الشيخ الفوزان حفظه الله :

" زيارة القبور مشروعة في حق الرجال دون النساء بقصد الدعاء للأموات والاستغفار لهم والترحم عليهم إذا كانوا مسلمين ، وبقصد الاتعاظ والاعتبار وتليين القلوب بمشاهدة القبور وأحوال الموتى " انتهى .

"المنتقى من فتاوى الفوزان" (41 / 15)

وقال ابن عثيمين رحمه الله :

إذا زار الإنسان القبور فليزرها متعظاً لا عاطفة ، فبعض الناس يزور قبر أبيه أو قبر أمه عاطفة وحناناً ومحبة ، وهذا وإن كان من طبيعة البشر ، لكن الأولى أن تزورها للعلة التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام ، وهي تذكر الآخرة وتذكر الموت ، هؤلاء الذين في القبور الآن هم كانوا بالأمس مثلك على ظهر الأرض ، والآن أصبحوا ببطنها مرتهنين بأعمالهم ، لا يملكون زيادة حسنة ولا إزالة سيئة ، فتذكر " انتهى .

"دروس وفتاوى الحرم المدني" (ص51)

ويشترط لجواز زيارة القبور :

ألا يسافر إليها ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى ) متفق عليه .

قال علماء اللجنة الدائمة :

"تشرع زيارة القبور للرجال دون النساء إذا كانت في البلد – أي : بدون شد رحل - للعبرة والدعاء لهم إذا كانوا مسلمين ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ، فإنها تذكركم الآخرة ) " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (1 / 434)

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

"لا يجوز للإنسان أن يشد الرحل لزيارة قبر من القبور أياً كان صاحب هذا القبر" انتهى .

"فتاوى نور على الدرب" (7/ 196) .

ثانياً :

بر الوالدين يستمر بعد موتهما وذلك بالدعاء لهما ، وصلة قرابتهما ، وإنفاذ وصيتهما ، وإكرام صديقهما ، والصدقة عنهما ، والحج والعمرة إن كانا لم يحجا ولم يعتمرا ، وقضاء الدين عنهما ، وإيفاء الحقوق التي عليهما لأصحابها .

قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

"دلت السنة على مشروعية بر الوالدين بعد وفاتهما ؛ بالدعاء لهما وتنفيذ وصيتهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (25 / 182) .

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

"من بر الوالدين : الصدقة عنهما ، والدعاء لهما ، والحج والعمرة عنهما" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (8 / 344) .

وقال رحمه الله :

" خمسة أشياء : (الصلاة عليهما) : الدعاء ، ومن ذلك صلاة الجنازة .

والصلاة عليهما :

الترحم عليهما أحق الحق ، ومن أعظم البر في الحياة والموت .

وهكذا الاستغفار لهما ، وسؤال الله أن يغفر لهما سيئاتهما ، هذا أعظم برهما حيين وميتين . وإنفاذ عهدهما من بعدهما ، الوصية التي يوصيان بها ، فالواجب على الولد ذكرا كان أو أنثى إنفاذها إذا كانت موافقة للشرع المطهر .

والخصلة الرابعة (إكرام صديقهما) إذا كان لأبيك أو لأمك أصدقاء وأحباب وأقارب فتحسن إليهم ، وتقدر لهم صحبة وصداقة والديك ، ولا تنس ذلك ، بالكلام الطيب ، والإحسان إذا كانا في حاجة إلى الإحسان ، وجميع أنواع الخير الذي تستطيعه ، فهذا برهما بعد وفاتهما .


... يتبع









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:14

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc