اثر الإدارة الإلكترونية
إن الإدارة الإلكترونية بميكانيزمانها و أدواتها في تطور مستمر، لها أن تعطي نظرة جديدة للتسيير الإداري بمنحه نفس متجدد يخرجه من الروتين التقليدي،وهذا بصفة آلية له دفع إيجابي لأداء المستخدمين داخل المنظمة،نتيجة بساطة العمليات وقلة الوثائق المتداولة،نقص ضغط الزبائن لسرعة معالجة الملفات.
فلإدارة الكلاسيكية تدخل المستخدم في الروتين الممل،لتداول نفس الأعمال وبنفس المنهج و طريقة المعالجة،في الكثير من الحالات يجد نفسه مطالب بأعمال خارجة عن مهامه،أو أنها لا فائدة منها .
فاستخدام تكنولوجيا المعلومات يعطي ديناميكية جديدة للعمل الإداري،بداية بتحمس المستخدمين لاكتشاف خبايا هذه الطريقة الجديدة،إضافة لما تفرضه هذه الطريقة من طرقة عمل جديدة.
فبعض المستخدمين يحذوه حماس للتكنولوجيا الحديثة ،غير أن البعض الآخر خاصة من تمرس في الإدارة التقليدية لهم رؤية معادية للتكنولوجيا الحديثة،لأنها وببساطة تكسر الهيمنة والتسلط الإداري، وتقضي على البيروقراطية.
أن تكنولوجية المعلومات ساعدت على رفع الأداء البشري و تغيير النظرة اتجاه العمل الإداري بصفة عامة وذلك بـ:
- السرعة: فالأعمال التي كانت تأخذ فترة طويلة في تنفيذها أصبحت اليوم تؤدى في وقت قصير جدا.
- الدقة في الأداء: فبفضل تكنولوجية المعلومات أصبح اليوم نسبة الخطأ في تأدية الأعمال قليل جدا، وارتفع مستوى الأداء .
- تقليص التكاليف: وهذا نتيجة للعاملين السابقين، فالسرعة تسمح بتوفير المعلومات في الوقت المناسب وهذا ما يسمح باتخاذ قرارات والإجراءات الإستعجالية السليمة قبل فوات الأوان، أما الدقة فتسمح بتفادي التكاليف المترتبة عن كثرة الأخطاء.
كما ساعدت تكنولوجية المعلومات في القضاء على بعض ضغوطات العمل المترتبة عن النظام الكلاسيكي ككثرة الأوراق والإجراءات البيروقراطية وتشعب المصالح الإدارية، ضيق أماكن العمل بسبب كثرة الرفوف، الغموض في بعض الأحيان في تأدية المهام نتيجة صعوبة انتقال وتداول المعلومة داخل التنظيم. أما اليوم وبفضل التسهيلات والمزايا التي أتاحتها تكنولوجية المعلومات أمكن تفادى كل هذه الصعوبات والمشاكل.
فالعمل عبر الشبكات المعلوماتية أدى إلى تقليل من حركة الأفراد داخل التنظيم وهذا يساعد أكثر في تكريس الجهد البشري في العمل، عوض التنقل من مكتب لأخر لأجل الحصول على معلومة أو موافقة من طرف المسؤول، أما اليوم وبفضل العمل على الشبكة أمكن القيام بمعظم الأنشطة عبر الحاسوب الشخصي ومن المكتب وفي وقت أقصر وأسرع دون الحاجة إلى التنقل.
كما تعمل الإدارة الإلكترونية على تخفيف الضغط على الهيئات و المنظمات،بالتقليل من تنقل الزبائن إليها إلى عند الضرورة، فكل الخدمات و السلع الموفرة يمكنه الإطلاع عليها عبر الشبكة العنكبوتية من المكان الذي يناسبه .
غير أن الحديث عن المزايا الجليلة التي منحتها لنا تكنولوجية المعلومات في تأديتنا لأعمالنا هذا لا يعني أنها لا تنطوي على بعض السلبيات، لكن هذه السلبيات لا تعود لتكنولوجية المعلومات في حد ذاتها بقدر ما تعود لقصور في معارف الأفراد تجاه هذه التكنولوجية و إستخدماتها،فغياب نصوص قانونية تقر بمشروعية وحجية المعاملات الإلكترونية، يفقدقها قيمتها الحقيقية،ويثبط حماس الإدارات لخوض هذه التجربة، حيث من أساسيات نجاحها التحول الكلي إلى تكنولوجيا المعلومات، فيما يصطلح عليه بالحكومة الإلكترونية،وإنتاج مجتمع المعرفة مشبع بكل المعطيات و المعلومات التقنية، بتكوين تقنيين مختصين في المعلوماتية و إعطائهم الفرصة للإبداع وطرح تصورات جديدة للتسيير الإداري ، و ان لا تنحصر معلوماته سوى في الفيسبوك