(¯`·.¸(¯`·.¸المرأة المسلمة ومسؤوليتاتها في الواقع المعاصر(متجدد إن شاء الله ¸.·´¯)¸.·´¯) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > المنتدى الإسلامي للنّساء > نساء صالحات

نساء صالحات أقوال السّلف في المرأة.. صفات المرأة الصّالحة ونماذج لنِساء السّلف

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

(¯`·.¸(¯`·.¸المرأة المسلمة ومسؤوليتاتها في الواقع المعاصر(متجدد إن شاء الله ¸.·´¯)¸.·´¯)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-05-27, 10:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
اشراقة منارة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية اشراقة منارة
 

 

 
إحصائية العضو










B9 (¯`·.¸(¯`·.¸المرأة المسلمة ومسؤوليتاتها في الواقع المعاصر(متجدد )إن شاء الله ¸.·´¯)¸.·´¯)

"]

أخواتي العزيزات أتيت لكن بهذا الموضوع والذي تحتاجه كل إمرأة مسلمة في حياتها سواء كانت أما او أختا أو زوجة وإن شاء الله في كل مرة أنقل لكن جزء سأبدأبالمقدمة ويليها الفهرس حتى تتعرفن على ما يحتويه الموضوع ثم أنقل البقية بالترتيب الذي جاء به الكتاب آمل أن تستفدن منه

المقدمة:
إن الحمد لله ,نحمده ونستعينه ,ونستغفره ,ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ,ومن سيئات أعمالنا ,من يهده الله فلاهادي له ,وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ,﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102) ﴾
( سورة آل عمران الآية: 102 )
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً{1}النساء1).,﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)}الأحزاب(70-71).

أما بعد :
فالمرأة نصف المجتمع كما يقال ,والمرأة هي الأم والزوجة والبنت والأخت والقريبة ,وهي المربية والمعلمة والحاضنة ,وهي مخرجة الرجال ,ومربية الأبطال ,ومعلمة النساء ,وهي منشئة القادة والعلماء والدعاة .
خلقهاالله سبحانه من آدم { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً{1}(النساء1)
ومن هنا كان علماء الإسلام يتناولونقضية المرأة من منطلقات يقينية قررها القرآن الكريم ,من منطلق الأحكام المتعلقة بها,كونها أمّا ,وأختا ,وزوجة ,وبنتا ,مع بيان ما لها من حقوق ,وما عليها من واجبات .
أما في الأزمنة المتأخرة فقد توسع الحديث عن المرأة من جوانب أخرى أهمها :أن قضيتها قضية عقيدة ومبدأ ,فصرنا
نسمع ونقرأ دعوات صريحة إلى أن تحلل المرأة من أوامرربها,وتعاليم دينها ,وصار كثير من النساء ترفض ما شرعه الله تعالى ,بدعوى التحرر والتقدم والتخلص من التأخر والرجعية والتقاليد البالية والموروثات القديمة .
ولاشك أن هذه قضية خطيرة تحتاج من أهل العلم والفكر إلى عناية بها ودراسة لأسبابها وآثارها موضحين حكم الله سبحانه وتعالى فيها ,ومجلين حقوق المرأة ,وما لها وما عليها ,مزيحين الستار عن الغبش الذي غطى على نظرة الأسلام إليها ,مبرزين المزايا والمحاسن التي حباها الله بها ,كاشفين الغطاء عما يريده أعداء الإسلام لها ولمجتمعاتها ,وما يلصقونه من شبهات ومفاهيم خاطئة بقصد أو بدون قصد ,هذا واجب حّملهم الله مسؤولية البيان والعلم والدعوة .
ومن هذا المنطلق جاءت هذه الكلمات لتجلية الصورة بشيئ من البيان مع الإيجاز لمسؤولية المرأة المسلمة :المسؤولية العلمية ,والإجتماعية ,والتربوية ,والدعوية ,فإليك أيتها المرأة التي شقت طريقها في العلم والمعرفة ,وإليك أيتها الأم المسؤولة مربية الأجيال وصانعة الرجال ,وإليك أيتها الزوجة الحنون التي تقف مع زوجها مشجعة له في طريق الخير ,وعاضدة لمسيرته ,ومتحملة ما يصدر منه في سبيل تحقيق أهدافه وغاياته ,وإليك أيتها الداعية التي ندبت نفسها لأعظم طريق يوصل إلى الجنة ورضوان الله ,إليك أنت يا من إتصفت بتلك الصفات ,أكتب هذه الكلمات أخصك بها ,لعلها تنير دربا وتوضح طريقا,وتزيل غبشا,وتضيف علما ,وتشدّ عضدا,وتعين على الخير في درب المسيرة التربوية ,والتعليمية ,والدعوية .
وإليك أيها الولي ,لتبصر مسؤولية زوجتك وأختك وبنتك ,لتعدها لذلك ,فتعينها وتأخذ بيدها.
فإلى تلك الكلمات ,أسأل الله تعالى أن ينفع بها ,وأن يجعلها من المدخرات في الحياة وبعد الممات ,إنه سميع مجيب الدعوات ,وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين .
كتبه
فالح بن فالح الصغير
الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن
سعود

فهرس الموضوعات
المقدمة
لماذا الحديث عن المرأة ومسؤولياتها
أطر مسؤولية المرأة المسلمة
الإطار الأول :مسؤوليتها عن نفسها
أولا :إيمانها بربها عزوجل
ثانيا :العلم
ركائز البناء الثقافي للمسلمة
المسؤولية الثقافية للمسلمة
ثالثا :مسؤوليتها عن نفسها قيامها بالعمل الصالح
رابعا :حماية نفسها من المعاصي والمهلكات
الإيطار الثاني :مسؤوليتها في بيتها
1-المنطلقات الشرعية في مسؤوليتها في بيتها
2-تفاصيل تلك المسؤولية
مسؤوليتها بصفتها زوجة
مسؤوليتها بصفتها أما
مسؤوليتها بصفتها بنتا
مسؤوليتها بصفتها أختا
الإيطار الثالث :مسؤوليتها نحو المجتمع والإمة
الإيطار الرابع :مسؤولية المرأة تجاه كيد أعدائها
وقفات سريعة مع مسؤولية المرأة
الوقفة الأولى :إعداد المرأة نفسها لتلك المهمة
الوقفة الثانية :صفات الداعية الناجحة
الوقفة الثالثة :ضوابط دعوة المرأة
الوقفة الخامسة :من مجالات دعوة المرأة
الوقفة السادسة موضوعات الدعوة والتربية
الوقفة السابعة :وسائل معينة للقيام بالمسؤولية
الوقفة الثامنة :ضوابط عمل المرأة
التوصيات









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-05-27, 10:39   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
اشراقة منارة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية اشراقة منارة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لماذا الحديث عن المرأة ومسؤولياتها

أولا :لأن الله سبحانه وتعالى خلقها في ضوء طبيعة الرجل ,ومن هنا خصها بأحكام تناسب تلك الطبيعة الخاصة ,مثل :ما يتعلق بأحكام الحيض والنفاس ,والطهارة منها,والرضاع ,وفي بعض أحكام الصلاة ,والصيام ,والحج ,ونحو ذلك ,فكان لزاما على الباحثين والباحثات أن يخصوها بالحديث فيما يناسبها .
ثانيا :أن عليها واجبا وأمانة عظيمة حملها الله إياها ,فهي مكلفة في الأحكام الشرعية العامة :من عقيدة ,وطهارة ,وصلاة ,وصيام ,وغيرها ,ولها أحكام تخصها بحكم كونها مربية وأما وزوجة ,ففي كل حالة يجب عليها أن تقوم بها خير قيام ,فلزم الحديث عنها إجما لا وتفصيلا ,ومناقشة ذلك مناقشة واضحة تتعرف المرأة المسلمة خلالها على تلك المسؤوليات .
ثالثا: تلك الهجمة الشرسةالتي تعرضت لها المرأة المسلمة في الأزمنة المتأخرة من أعداء الإسلام شرقا وغربا ,وتلقفها الأقلام وينعقون بصدى تلك الأصوات ,لخروج المرأة من بيتها ,ومخالطتها الرجل ,وتخليها عن مسؤولياتها ,ورعاية أطفالها ,تلك الأصوات تصيح بالمرأة المسلمة :(أن حطمي وضعك الذي عشت فيه ,واهتكي الأستار المضروبة حولك ,واخرجي إلينا لتري الضياء الذي حجبت عنه دهورا ,تحرري من هيمنة الرجل ,تفلتي من قيودك الفضيلة ,ابرزي بخاعك الحجاب ,افرضي وجودك وصوتك بخروجك من البيت ,متعي نفسك بأخذ حظك من كل مغريات الحياة ,لايحكمك سرى ذوقك المتحرر ,تاجري بأنوثتك الساحرة على غلاف الصحف ومسابقات الجمال وعروض الأزياء والتمثيل ) .
أفقرافتاة العرب والحسن مغنم وطهراوهذا العصر عصر تمتع
لقد كان عهد الفضيلة وانقضى وأبدع هذا العهد أمرافأبدعي
°
هذه الهجمة الشرسة تتطلب جهودا متضافرة لتصل المرأة المسلمة إلى وعي كامل بما يراد لها ,فتتبصر وتصبر طريقها بعين مبصرة .
رابعا:وهو تابع للأمر الثالث ,تبع تلك الهجمة الشرسة كثرة الهرج والمرج حول قضية المرأة -بما فيها المسلمات اليقينية في الشريعة الإسلامية -من كل ناعق يريد أن يظهر نفسه ,ويصبح له رأي ينسب له ,حتى أصبح كثير من القضايا لها مؤيدون ومعارضون ولم يعد الأمر مقصور على أهل التخصص ,فتطالعنا الصحف اليومية والمجلات وبمقالات خطتها أيدي المختصين ,وغير المختصين ؛لأنهم يدعون أن الشرع ليس حكرا على أحد .1)
لم يقبلوا أن يتحدثوا في مجالات الطب والهندسة وغيرها ؛لأنهم غير مختصين ،ولكنهم قبلوا أن يخوضوا في شرع الله عن جهل وعدم علم ، سبحانك هذا بهتان عظيم
هذا يعظم الأمر على أهل الإختصاص أن يجدوا ويجتهدوافي بيان الحق وتوضيحه بقدر ما أعطاهم الله سبحانه من قوة البيان والحجة والعلم .
خامسا: أن المرأة المسلمة اتخذت في الأزمنة المتأخرة مطية لكل ناعق وناعقة من أهل الكفر والنفاق ،وبابا يلجوا منه إلى هدم كيان هذا الدين ،فهم يعلمون أن المرأة إذا خرجت من بيتها ،وتركت أطفالها لمربية وخادمة ،وولجت ميادين الرجال ،وخالطتهم ،لبست بدلهم ،وأسفرت عن وجهها وبعض جسدها ،وتلوثت بدخان المصانع ،وزينت ظاهرها للزبائن ،والمراجعين ،فزاحمت الرجل في ميدان عمله ،وأهملت ميدانها الحقيقي ،فقد خطت أولى خطوات الانحراف ،وابتعدت عن منهج الحق،فأفسدو بذلك المرأة ،وأهملو الطفل وتربيته ،ولم يراعوا حق الرجل ،ومن ثم يعود الأمر إلى فساد المجتمع بأسره .
لست هنا في مقام التفسير والبيان ،ولكن هذا يحتّم على أهل العلم الإيضاح والتأكيد ،فتأخير البيان عن وقت الحاجة لايجوز.
سادسا :ما يرى منذ زمن ليس باليسير من تساهل المرأة في نواح عدة سواء في سلوكها ،أو عملها ،أو مخالطتها للرجل ،أو الخلوة بهم أو التحدث معهم بكل انطلاق ،أو التساهل في أمر زينتها ولباسها وحجابها وخروجها عن حدود الشرع ،وكذا في عملها في منزلها وكثرة خروجها منه ،وتأثرها بالموضات والصيحات الوافدة من الشرق أو الغرب ،أقول :ما يرى من هذا التساهل يدعو وبحرص ومتابعة للقيام بالواجب تجاه المرأة المسلمة ،قبل أن تقع كما وقعت إختها في بلدان كثيرة ومجتمعات مسلمة ،فأصبحت لاتفرق بينها وبين المرأة الكافرة شكلا ومضمونا.

سابعا :المرأة المسلمة اليوم تنازع ها تيارات متعددة يمكن إجمالها بما يلي :
-التيار الإجتماعي القديم :ذو الصبغة المعينة والداعي للتمسك بكل قديم ،فهو محدود بالأعرافوالتقاليد دون النظر إلى ما يقره الشرع أو لايقره .
التيار الرافض :وهو تيار يرفض كل قديم ،ويدعو المرأة إلى التحلل من ستور الماضي ،ومن تعاليم الشرع ،وينادي بتقليد المرأة الكافرة في كل شيئ صغيرا كان أو كبيرا ،شكلا أو مضمونا .
- التيار الوسيط :وهو الذي ينادي به العقلاء من الأمة ،وأهل الشرع منها ،ويقولل :(أيتها المرأة تعقلي فأنت مسلمة ،تعلمين مصلحتك في أن تأخذي أمر ربك ،وأنه أعلم بما ينفعك من نفسك ،وقد أنزل الله لك توجيهات خذيها ففيها النجاة،وكل ما يسوقونك إليه سواء كانت أعرافا قديمة أو مكائد حديثة ،ينبغي أن تزنيهابهذا الميزان ؛فتقبلين أو ترفضين ).(3)
وقد تشرذم كثير من النساء في مجتمعات المسلمين بحسب قوة التيار في مجتمعها الذي تعيش فيه .
فتشبعت النساء نتيجة تزاحم هذه الأصوات ،فأصبحت المرأة المسلمة على مفترق طرق ،كل ينادي بمصلحتها ،ويطالب بحقوقها ،وبكي ويتباكى عليها ،فالتبس على كثير منهن الحق بالباطل ،وكثر التذبذب .
فهناك المتأثرة بالصيحات الكافرة والفاسقة فاجترفها تيار الفساد ،منخدعة بما سطرته أقلام هذه الفئة ،فتعددت حدود الشرع ،فخلعت حجابها واختلطت بالرجال ،واقتحمت ميادين الفن والتمثيل والغناء والرقص .
وهناك من تقدم رجلا وتؤخر أخرى،فهي مظطربة تتبع الموضة تارة ،وتارة ترجع إلى فطرتها وتعاليم خالقها .
وهناك المرأة الواعية الفاهمة التي وعت تعاليم ربها وعملت بها إيمانا وقناعة فحملت هذا الدين بقوة ،فتمسكت به ،ورفضت الفاسد من الوافد ،ودعت إلى دين ربها بكل شموخ وإعزاز ،وحافظت على شخصيتها وحجابها وعفافها ،قائمة بوضيفتها الحقيقية في هذه الحياة ،مربية لأطفالها منفذة حقوق زوجها .
كل هذا يدعون لجلاء الغبش الذي ران على هذا العصر في قضية المرأة المسلمة ؛ليتضح الطريق وتبدو معالمه بينة لكل من يريد أو تريد أن يبصر الحقيقة ،وأن يصل إلى النجاة .
ثامنا :حاجة المجتمع المسلم ،بل وحاجة الأمة بأكملها -إلى المرأة القدوة الواعية التي تعرف مسؤوليتها ،وتستشعر الأمانة التي حملت إياها ،وتبصر طريقها ،وتتعرف على حقوقها وحقوق غيرها .
حاجتنا إلى المرأة المسلمة المؤمنة التي تعمق إيمانها بربها عز وجل ،فتؤمن به ربا وخلقا ومعبودا ،وتؤمن بملائكته وكتبه ورسله ،وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ،فتقيم تصوراتهافي هذا الوجود وفق هذا الإيمان ،تصورها للكون والحياة والإنسان .
وحاجتنا للمرأة الواعية التي تعي شريعة ربها ،وتستشعر أوامره فتعمل بها ،ونواهيه فتجتنبها ،وتتعلم ما لها وما عليها ،فتقوم بذلك خير قيام .
حاجتنا الى المراة الواعية المتبصرة بشؤون ووظيفتها الحقيقية ،بشؤون بيتها ومملكتها ،فترعى حق هذه المملكة الصغيرة التي تخرج الرجال ،وتنشئ الأطفال على حب الله تعالى ،ورسوله صلى الله عليه وسلم ،وخدمة دينه .
وحاجتنا إلى المرأة التي مظهرها ينبئ عن مخبرها ،فلم تتأثر بشرق أو غرب ،ولا بتيار أو موضة ،ولم تتبع كل صيحة ،فهي قدوة في مظهرها كما هي قدوة في مخبرها ،جسدها محفوظ ،وقلبها مليءبالإيمان ،وعفتها ظاهرة ،وملبسها وقلبها نظيف :ظاهره وباطنه ،آمنت وعلمت عملت.
حاجتنا إلى المرأة الداعية القدوة التي تدعو إلى الله بعملها قبل قولها ،تحب الخير للناس كما تحبه لنفسها ،تنصح هذه وتوجه هذه ،وتنكلر على تلك ،تربي ،وتنشئ،وتصحح خطأ،وتعالج مشكلة ،تتبلرع بمالها ،وتؤدي جهدها حسب طاقتها ،تعيش للدعوة قائمة نائمة في بيتها وفي عملها وفي أي مكان كانت .
وحاجتنا إلى المرأة التي تعي كيد أعدائها ،فتحذر أن تقع في شراكهم فتنقاد لهم وتستجيب لنداءاتهم ،وتتبع مللهم ،تحذر وتحذر من تلك الدعايات المضللة التي اتخذت المرأة مطية لها كما سبق بيانه .
هذه الحاجة تلح على أهل العلم والإختصاص ليبدو جهودهم بألسنتهم وأقلامهم ،ليبصرو المرأة المسلمة ويبصرو وليها ويذكروه بالأمانة الملقات على عاتقه .
تاسعا :أن للمرأة دور كبير في التأثير على الرجل،فإن كانت أما فلها سمة الأمر والنهي ،وعليه طاعتها وتنفيذ أواملرها بالمعروف .
وإن كانت زوجة فلها حثه وترغيبه في الطاعة وتحذيره من المعاصي ،ولاينكر دور المرأة مع زوجها إلا جاهل مكابر،وهكذا هي أخت وبنت وقريبة .
ولهذا يجب على المرأة أن تعي هذا الدور العظيم لتقوم به خير قيام .
عاشرا :إن المرأة أعلم من الرجل فيما يخص النساء ومجتمعاتهن والظواهر التي تسري بينهن ،كما تعرف المؤثرات الداخلية والخارجية ،وأقدر منه على سلوك هذا السبيل .
وبعد فلكل ما ذكر من معطيات قد أظهر الحاجة للحديث عن المرأة ،ولتبيين واجباتها ،وحقوقها ،ومسؤوليتها ،وحدود ذلك كله ؛لأجل قيامها بدورها خير قيام ،ولأداء مسؤولياتها أعظم أداء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
°:ينظر ثقافة المسلم (ص17)
(1):هذه مقولة كثير ترديدها في هذا الوقت ليلج كل من يرالحديث عن الشرع ولو كان غير مختص فيسوغ لنفسه الحديث كما يحلو له محرما ومحللا بدليل أو بغيره ,وبحجة هذا رأيي وهذا رأيك ،وهذا فهمي وهذا فهمك من دون ضوابط أو قواعد .










رد مع اقتباس
قديم 2016-05-27, 10:42   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
اشراقة منارة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية اشراقة منارة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إن الحديث عن مسؤوليات المرأة :من حيث ماهيتها ،وطبيعتها ،وكيفية أدائها -يتطلب التأكيد :أن من الأمور المسلمة اليقينية في ديننا الحنيف أن الله يبحانه وتعالى سوى في التكليف بين الرجل والمرأة ،قال تعالى:{ .إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)}(سورة الأحزاب(72) )
قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم :الأمانة هي الفرائض .
وقال قتادة :الأمانة هي الدين والفرائض والحدود .
وقال آخرون :هي الطاعة .
وقال أبي بن كعب :من الأمانة أن المرأة اؤتمنت على فرجها .
وقال ابن كثير :وكل هذه الأقوال لا تنافي بينها ،بل هي متفقة وراجعة إلى أنها التكليف .أ.هـ (1).
ومن المسلمات أيضا جزاؤها كالرجل على ما تقوم به من التكليف ،قال تعالى في معرض ذكر جزاء الأعمال: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ }(195)آل عمران:
وقال تعالى :{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ}(النساء 124).
وقال سبحانه :{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَر أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِن فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاة طَيِّبَة }(النحل 97).
وقال تعالى :{مَنْ عَمِلَ سَيِّئَة فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَر أَوْ أُنْثَى وَهُوَمُؤْمِن فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةيُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَاب(40)}(غافر 40) .
فهما سواء في التكليف والجزاء .
وتتقرر هذه الحقيقة أيضا في قوله تعالى:{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)}(سورة الأحزاب الآية 35)


فهي في التكليف والجزاء كالرجل ،هذه حقيقة يقينية مسلمة .
بناء على هذا يمكننا القول :بأن المرأة المسلمة مسؤولية ،تشارك فيها الرجل ،فهي أمانة وحمل وتكليف .
يجب على المرأة أن تعي هذه المسؤولية :تعيها باستشعارها ،وتعيها بفهمهاومعرفتها ،وتعيها ،وتعيها بالقيام والعمل بها ،وتعيها بنشرها وتوضيحها للأخريات .
أجملها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث عدة نذكر منها ما يلي :"قال عليه الصلاة والسلام :لاتزولل قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ،وعن عمله فيما أفناه ،وعن علمه فيما فعل ،وعن ماله من أين اكتسبه ،وعن جسمه فيم أبلاه ؟".رواه الترمذي وقال :هذا حديث حسن صحيح .(2)
وقال عليه الصلاة والسلام :"إذا صلت المرأة خمسها ،وصا مت شهرها ،وحفظت فرجها ،وأطاعت زوجها ،قيل لها :ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ".(3)
وقال عليه الصلاة والسلام :"كلكم راع ومسؤول عنرعيته :الإمام راع ومسؤول عن رعيته ،والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ،والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته ،قال :وحسبت أن قد قال :والرجل راع ومسؤول عن رعيته ". وغيرها من النصوص كثير .فإلى بيان تفصيلي لهذه المسؤوليات .
أطر مسؤولية المرأة المسلمة:
تتحدد مسؤولية المرأة المسلمة ضمن أطر عدة هي :
الإطار الأول :مسؤوليتها عن نفسها :
تكمن مسؤوليتها عن نفسها بما يلي :
أولا :في إيمانها بربهاعز وجل:
وهي أعظم المسؤوليات ،وأوجب الواجبات ،وأهم المهمات ،ففي الأيات السابقة أشترط الله سبحانه وتعالى حسن الجزاء بالإيمان به سبحانه ،قال تعالى :{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)}(النساء :124)
وغيرها من الآيات المشابهة لها .
هذا الإيمان المتمثل بأركان الإيمان الستة :
أ-الإيمان بالله :بمعنى الإيمان بتوحيد الله تعالى بأقسامه الثلاثة :
-توحيده في أفعاله سبحانه ،فتؤمن المسلمة بأن الله هو المالك المتصرف الخالق الرازق ،قال تعالى :{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) }(الفاتحة 2-4).
وغيرها من الآيات كثير ،وهذا هو توحيد الربوبية .
(-وتوحيده في أفعال العباد ،فتؤمن المسلمة بأن الله سبحانه وتعالى هو المستحق للعبادة وحده دون سواه ،وأن تصرف جميع أنواع العبادة له سبحانه فتصلي لله ،وتزكي لله ،ولاتدعو إلا الله ،ولا تستغيث إلا بالله ،وتطيع والديها من أجل الله ،وتتحجب طاعة لله ،وتطيع زوجها طمعا فيما عند الله ...وهكذا ،قال تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ 56}(الذاريات 56)

وهذا هو توحيد الألوهية أو توحيد العبادة .
-وتوحيده في أسمائه وصفاته ،فتثبت لله سبحانه وتعالى الأسماءالحسنى والصفات العلى من غير تأويل لها ولابحثفي كيفيتها ولا تشبيه لها بصفات المخلوقين ولا تعطيل لها عن معانيها ،قال تعالى :{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)}(الشورى :11)

-وتعبد الله تعالى من خلال هذه الأسماء الحسنى والصفات العلى ،فتثبت أن الله هو الرحمان الرحيم فتطلب الرحمة منه ،وأنه هو الرزاق ذو القوة المتين فتطلب الرزق منه ،وأنه الشافي الكافي فتطلب شفاء مرضها منه ،وأن الله غفور غفار فتطلب المغفرة منه ،وأنه عفو كريم فتطلب العفو منه ...وهكذا .
ب-الإيمان بالملائكة :فتؤمن المسلمة بأن لله ملائكة يعبدون الله ليلا ونهارا لايفترون ،وأن عليهم مهمات يقومون بها ،ومنه من فصل لنا اسمه ومهمته كجبريل الموكل بالوحي ،وإسرافيل الموكل بنفخ الصور ،وهناك ملك للجبال ،وللريح ،ولمحاسبة العباد ،وكتابة أعمالهم ،فكل شخص وُكل به ملكان يكتبان كل ما يصدر عنه من قول أول فعل ،قال تعالى:
{إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)}(ق :17-18)

ج-الإيمان بكتب الله تعالى المنزلة على رسله :المجمل ذكره في الكتاب والسنة ،والمفصل ،وقد فصل لها منها أربعة :التوراة التي أنزلت على موسى ،والإنجيل الذي أنزل على عيسى ،والزبور الذي أوتيته داود ،والقرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ،وأن القرآن الكريم هو آخرها وخاتمها وناسخها ،ولاتجوز عبادة الله تعالى إلا بما جاء فيه.
د- الإيمان بالرسل الذين أرسلهم الله تعالى للناس :يبشرونهم وينذرونهم ،ويبلغونهم بوجوب عبادة ربهم ،ومن هؤلاء الرسل من سمي لنا ،ومن لم يسم ،فتؤمن المسلمة بمن ذكر تفصيلا بأسمائهم ،ومن لم يذكر تؤمن به إجمالا .
وأولهم نوح عليه السلام ،وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو خاتمهم وآخرهم ،لانبي بعده ،وأرسل للناس كافة جهنم وإنسهم ،ولاتجوز عبادة اله تعالى إلا بما شرع صلى الله عليه وسلم
هـ-والإيمان باليوم الآخر :ابتداء بمقدمات نهاية الإنسان من هذه الحياة ،وبموته وانتقاله إلى حياة أخرى ،وبفتنة القبر ونعيمه وعذابه ،وبأشراط الساعة الصغرى والكبرى ،ثم العبث والنشور ،والحشر ،والجزاء ،والحساب ،والعرض،والصراط ،وختاما بالجنة والنار .
هذه عقيدة المسلمة التي يجب أن تربي نفسها عليها وتبقى مسؤولة عنها .

ثم مايتبع ذلك الإيمان من مقتضيات ومستلزمات ،مثل :محبة الله تعالى ،من مقتضيات ومستلزمات ،مثل :محبة الله تعالى ،والإخلاص له ،ورجائه والخوف منه ،وتعلم ذلك والصبرعليه .
وتحذر من مخالفات هذه العقيدة ،ونواقض الإيمان :وعلى رأسها الشرك بالله تعالى ،والكفر والنفاق ،والإستهزاء بالله تعالى أو برسوله صلى الله عليه وسلم ،وبدينه وبما شرع ،أو صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله تعالى ،أوإعتقاد أن حكم غير الله مساو أو أفضل من حكم الله تعالى ،وأن البشرية تسعد كما تسعد في حكم الله تعالى ،أو أن الزمان عفى على أحكام الله تعالى وبقية موروثات مقدسة ولا عمل لها في هذه الحياة ،أو عمل السحرة والكهانة وتتبع السحرة والمشعوذين والدجالين ،وغير ذلك من نواقض الإيمان .
فعلى المؤمنة أن تحذر من الوقوع في هذا الشرك الخطير فهي مكلفة بالإيمان ،وبالحذر مما يناقض الإيمان.










رد مع اقتباس
قديم 2016-05-27, 11:14   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
اشراقة منارة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية اشراقة منارة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانيا: ومن مسؤولياتها عن نفسها العلم :
وأقصد به :العلم الشرعي الذي الذي يقوم به دينها ؛لأن هذا الدين لايقوم إلا بالعلم ،العلم بالله تعالى ،والعلم برسوله والعلم بدينه وبما شرع ،وهذا العلم ينقسم إلى قسمين :
أ-فرض عين :على كل مسلم ومسلمة وهو ما كان معلوما من الدين بالضرورة ،أو بعبارة أخرى:ما لايقوم الدين إلا به ،مثل :أحكام الإيمان بالله إجمالا ،وأحكام الطهارة ،وأحكام الصلاة ،فتتعلم المرأة المسلمة كيف تتطهر ؟وكيف تصلي ؟وكيف تصوم ؟وكيف تؤدي حقوق زوجها ؟وكيف تربي أولادها ؟وكل ما هو واجب عليها .
ب-ومنه ما هو فرض كفاية :إذا قام به من كفي سقط الإثم عن الباقين ،وهذا يحسن بالبسملة أن تبادر إليه وأن تنهل منه فهو الذي جاءت النصوص القرآنية والنبوية بالإشادة به وبيان فضله وعظم شأنه وشأن أهله ،وعلو مكانتهم ،وتفضيلهم على غيرهم ؛لأنهم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم .
قال ابن عبد البر الأندلسي رحمه الله :(أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصة نفسه ،ومنه ما هو فرض على الكفاية ...إلى أن قال :والذي يلزم الجميع فرضه من ذلك ما لايسع الإنسان جهله من جملة الفرائض المفترضة عليه ).
إن من تكريم الإسلام للمرأة المسلمة أن جعل فضيلة التعلم للمرأة كما هي للرجل ،ولم يخص بها الرجل دون المرأة .وجميع الآيات والأحاديث الدالة على فضل العلم والتعلم للرجل والمرأة على السواء ،مثل قوله تعالى:{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.(المجادلة :11)
وقوله :{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}.(الزمر :9) .
وقوله تعالى :{وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)}.(طه :114).
وقول الرسول عليه الصلاة والسلام :(من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ،وإن الملا ئكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ،وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ،وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ،أن العلماء ورثة الأنبياء ،إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر )(1)
وغيرها من النصوص ،وكلها شاملة للرجل والمرأة على السواء ،وهكذا تمثلت نساء الجيل الأول ،فهذه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تضرب الأمثلة لطالبات العلم والمتسابقات فيه ،حتى إنها كانت من أكثر الصحابة رضي الله عنهم رواية للحديث ،ومرجعا لهم في كثير من المسائل ،واستدركت على بعض الصحابة في الأحكام ،وغيرها من النساء كثير (2).
وقد ناقش الأستاذ الدكتور :عبد الرحمان الزندي مسؤولية المرأة العلمية والثقافية ،وذلك في كتيب بعنوان (مسؤولية المرأة الثقافية ) ،حيث ذكر أولا صور التحدي الذي تواجهه المرأة المسلمة في هذا العصر ،وضمنه صورا :
الصورة الأولى :عدم وضوح التصور الإسلامي ،وبعبارة أخرى :ما يعتري عقيدتها الإسلامية من تشويش ،فينحرف تصورها العقيدي عن الألوهية ،أو الحياة ،أو الكون ،فتعبد الله بعقيدة مهلهلة .
الصورة الثانية :موقع المرأة الإجتماعي في علاقتها بالرجل ،وبيان ذلك في موقف بعض الرجال الموقف السلبي تجاه أسرته ،وهي العلاقة التي تعتبرها المرأة المسلمة تحديا لها ،حيث لاتتوازن علاقة المرأة والرجل مع الأسرة ،فبينما تكون علاقة المرأة مع الأسرة قوية فإن الرجل يخل بها ولا يعيها تمام الوعي .
الصورة الثالثة :البلبلة الفكرية التي يموج بها هذا العصر ،حيث الثقافات الوافدة التي ضغطت على المرأة المسلمة ،وأوقعتها في تناقض غريب مقيت حتى أصبح الفن والرقص وغيرها من أولويات ما تهتم به امرأة اليوم ،وهذا تحد صارخ وكبير .
الصورة الرابعة :الإعلام ،ولا شك أنه تحد كبير أيضا ،بما يحمل في طياته من غث وسمين ،وبما يبث من ثقافة محاربة للدين ،مغيرة لشخصية المسلمة ،ثقافة تربي الأطفال على مسخ شخصياتهم ،والإنحراف بفطرهم عن الحق ،والمسلمة تعيش في وسط هذا الجو الملوث بما يعكر عليها صفو مسيرتها في هذه الحياة .
وأزيد هنا صورة خامسة وهي :الفساد الأخلاقي المركز الذي يسير بعمق في بعض مجتمعات المسلمين ،ويهجم على المرأة هجوما شرسا ،ويصور لها بعكس حقيقته ،مثل ما تصور فيه بعض تعاليم الدين بالرجعية والتأخر ،فانتشر من خلال ذلك فساد عريض ؛تقليدا لأمة الغرب فيه ،فالزواج قيد ،والإنحلال تمتع ،وهكذا .
وصورة سادسة :عولمة المرأة إن صح التعبير ،وهو ما يدعو إليه الغرب الكافر بأن تكون المرأة المثلى هي المرأة الغربية المساوية للرجل في الحقوق ،والعاملة مثله في المصانع ،وعارضة الأزياء ،وغير ذلك .
وهذا التحدي بدأيظهر في مؤتمراتهم التي يدعون إليها وترعاه الأمم المتحدة وتنادي بمبادئه ،مثل :اعتبارهم المرأة العاملة المعتبرة ،وربة البيت ينظر إليها باعتبارها متخلفة .
ويدخل في ذلك تغيير بعض المصطلحات ،مثل :استخدامهم كلمة (المساواة) للتعبير عن إزالة الفوارق بين الرجل والمرأة ،وكلمة (التنمية ) للتعبير عن الحرية الجنسية والإنحلال الأخلاقي .
لكن رغم هذه التحديات إلا أن بوارق الأمل من اللاتي فهمن دينهن ووعين مخططات أعدائهن لا زالت تبرق بوضوح ،فتبهج النفس ،وتملؤها ثقة واطمئنانا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):رواه أبو داود برقم (3641)في العلم ،باب في فضل العلم ،والترمذي برقم (2682)،في العلم ،باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة ،وابن ماجة برقم (223)،في المقدمة ،باب فضل العلماء والحث على طلب العلم .
(2):ينظر أسئلة النساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم من إعداد المؤلف ،ففيه أمثلة كثيرة ،وسيصدر قريبا بإذن الله .










رد مع اقتباس
قديم 2016-05-31, 22:40   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
اشراقة منارة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية اشراقة منارة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ركائز البناء الثقافي للمرأة المسلمة
1)تأصيل التصور الإسلامي الصحيح بصفته الركيزة الأساس التي يقوم عليها البناء العلمي والثقافي .
هذا التصور يشمل :
-مايتعلق بالإيمان مما سبق ذكره .
-وبالقرآن الكريم والسنة المطهرة من حيث مقامها في حياة المسلمة .
-وبركائز الإسلام وخصائصه .
-وما يتعلق بالكون المحيط بالإنسان .
-وبالحياة في مراحلها وطبيعتها .
-وبالإنسان ونفسه .
ولكي يكون هذا التصور صحيحا لابد وأن تستمده المسلمة من مصدري الإسلام الأساسيين :القرآن الكريم والسنة المطهرة ،وما فهمه السلف منهما .
2)-استكمال الثقافة الشرعية القائمة في علوم الإسلام -التفسير ،والحديث ،والفقه ،والسيرة ،وغيرها -بما يقيم في شخصية المسلمة بناء ثقافيا متماسكا .وما المقدار من هذه المقررات ؟ليس هناك قدر محدود ؛لأنه راجع على طبيعة كل إمرأة ،لكن لابد أن تعي ما يلي :
أ-أن تتعرف على مقدمات العلوم التي تعتبر أصولا لها ،مثل مقدمة في أصول التفسير ،وكذا علوم الحديث .
ب-أن تتناول ما تختص به بصفتها امرأة .
ج-الاستزادة المستمرة من العلم الشرعي والثقافة الإسلامية .
3)-القراءة فيما كتبه أهل العلم المعاصرون ؛لإدركهم واقعهم الذي يعيشون فيه ،ولا تكتفي المسلمة بالرجوع إلى المراجع الأصلية من كتب المتقدمين فحسب ،فهذا يعزلها عن واقعها ،ويقلل من تأثيرها .
4)-الركيزة الرابعة دعم ثقافتها بالعلوم المساعدة الأخرى :كاللغة ،والتاريخ ،والأدب ،فهي تثري المعلومة وتنمق الأسلوب ،وتزيد من رصيد الفكر .
5)-ومن الركائز التنبيه إلى ما يعترض المسلمة في بنائها العلمي والثقافي من عقبات قد تخل بهذا البناء ،أو تفتح فيه ثغرات ،ومما يساعدها على تخطي تلك العقبات :
أ-دراستها للنظام الإسلامي :عقيدة ،وشريعة ،وأخلاقا ،وأسرة ،وغيرها -على أنه بناء متكامل يكمل بعضه بعضا .
ب-التوازن في البناء الثقافي لتبقى معتدلة في نظرتها ؛فلا تقتصر على مقررات معينة ،أو تفتح ذهنها لكل ما هبّ ودبّ من ثقافة الشرق أو الغرب ؛فتقع في الضلال.










رد مع اقتباس
قديم 2016-06-03, 10:39   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
اشراقة منارة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية اشراقة منارة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المسؤولية الثقافية للمسلمة
1)عناصر المسؤولية الثقافية :
أ- القيام بحركة منهجية لبناء شخصية المسلمات :فكريا ،وإيداريا ،وعمليا ،خلال تدرج فطري مركز،قائم على منهج الشريعة الواضح السهل والميسر .
ب-التثقيف الإسلامي في المدرسة للناشئة ،وعدم الإكتفاء بالمناهج الدراسية ؛لأنها محكومة بزمن ،فيستفاد من النشاط اللامنهجي ،ومن المقرر الذي تدرسه .
ج-الحضانة المتقنة الصانعة للطفل ،طفلها بالدرجة الأولى ،ومن لها تعلق بهم ثانيا ،وإذا كانت الأم -عموما كما سيأتي إن شاء الله -مطلوب منها رعاية أولادها وتحصينهم من الفساد -فإن المسلمة الحقة مطلوب منها أن تخرج من حضانتها مؤهلين فكرا وإرادة ؛لأدوار قيادية وإيجابية في مدارسهم مع زملائهم ،وفي مجتمعهم وحاراتهم مع أترابهم ؛ليكونوا عناصر صالحة مؤثرة .
د- تكوين مناخات إسلامية فيمن ذكر الله ،والإهتمام بتعاليم الدين ،وترصد المخلفات ،وتنبه عليها .
هـ-التطبيق العملي وظهور أثر هذه الثقافة على سمتها الشخصية ،فلا يكفي أن تدرس في مدرستها ،بل لابد وأن تظهر ثقافتها عليها في حركتها نطقا وصمتا ،وخروجا ولبسا ،واقتناء وطبخا ،وفي علاقتها بزوجها وأهلها ،وأهل زوجها وجيرانها ؛لأن القول لايؤثر أحيانا بقدر ما يؤثر السلوك المحمود .
و-مساعدت زوجها إذا كانت داعية ،فتكون له خيرنصير،وأعظم مؤيد تدعو له ،وتنظم شؤونه ،وتسهل له عمله ،وتكفيه ما تستطيع من مشاريعه التى يمارسها ،فهي تقوم بمهمتها ،وتشاركه في الأجر والخير .
ز-الإسهام في مجالات العلم النسوي ،كالمواسم الثقافية في بعض المؤسسات والمراكز وغيرها .
ح- المشاركة في البحوث والدراسات التي تعنى بالمرأة ،وخاصة في القضايا ذات الإلحاح ،مثل :قضايا الدراسة والزواج ،البيت والعمل ،التعامل مع الأطفال ،والجيران ،التأثر بالمجتمع ،المؤثرات الفكرية وغيرها ،فينبغي أن تشارك فيها المرأة المسلمة العالمة المثقفة .
2-منهج تحقيق هذه المسؤولية :
ومما يعين على ذلك ويفعله ويؤدي لظهوره -إيجاد التعاون بين ذوات المسؤوليات الثقافية والداعيات إلى الخير والهدى ،وقيام هذا التعاون على سلاسة التعامل ،وانفتاح القلوب ،والود والوئام ،والقيام بالمسؤولية الثقافية من مختلفة القنوات ،وليس من قناة المحاضرات فقط ،وأن تتعامل مع العقل والعاطفة ،ولا تنخدع بما يقال عن هذا العصر بأنه عصر العلم ،فالعاطفة أسلوب مؤثر كبير ومنهج قرآني استخدمه القرآن ترغيبا وترهيبا ،وهو منهج فطري أيضا .
ومن منهج تحقيق المسؤولية الثقافية :النقد الذاتي ،والتقويم المتواصل ؛حتى لاتنسى نفسها وتطويرها ،أو تقع في شباك الغفلة والشيطان .أ.هـ ما ذكره الزنيدي ملخصا.










رد مع اقتباس
قديم 2017-01-05, 14:32   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
om wafaa
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية om wafaa
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكورة اختي على الموضوع










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:14

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc