السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كنت سأكتب هذا كموضوع ثم قلت أثري هذا الموضوع أفضل ،وأعلم أنك تقبل ،
بارك الله فيك أخي الفاضِل .
أسأل الله أن يجعلنا ممن يتقبلون النصيحة ويشكرون أ صاحبها.
عن تميم الداري رضي الله عنه قال:قال رسول الله عليه وسلم :"الدين النصيحة ،الدين النصيحة،الدين النصيحة،قالوا :لمن يا رسول الله؟قال:لله وكتابه،ورسوله،ولأئمةالمسلمين وعامتهم"رواه مسلم.
كررالنبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمة اهتماماًًً للمقام،وارشاداً للأمة أن يعلمواحق العلم أن الدين كله ــ ظاهره وباطنه ــ منحصر في النصيحة.وهي القيام التام بهذه الحقوق الخمسة:
فالنصيحة لله:الإعتراف بوحدانية الله.وتفرده بصفات الكمال على وجه لايشاركه فيها مشارك بوجه من الوجوه ،والقيام بعبوديته ظاهراًوباطناً،والإنابة إليه كل وقت بالعبودية ،والطلب رغبة ورهبة مع التوبة والاستغفار الدائم؛لأن العبد لابد له من التقصير من شيئ نم واجبات الله،أوالتجرؤ على بعض المحرمات .وبالتوبة الملازمة والاستغفار الدائم ينجز نقصه ،ويتم عمله وقوله .
وأما النصيحة لكتاب الله :فبحفظه وتدبره ،وتعلم ألفاظه ومعانيه والاجتهاد في العمل به في نفسه وفي غيره.
وأما النصيحة للرسول :فهي الإيمان به ومحبته ،وتقديمه فيها على النفس والمال والولد ،واتباعه في أصول الدين وفروعه ،وتقديم قوله على قول كل أحد ،والاجتهاد في الاهتداء بهديه،والنصر لدينه.
وأما النصيحة لأئمة المسلمين ــوهم ولاتها ،من الإمام الأعظم إلى الأمراء والقضاة إلى جميع من لهم ولاية عامة أوخاصة ــ:فباعتقاد ولايتهم ،والسمع والطاعة لهم ،وحث الناس على ذلك ،وبذل ما يستطيعه من ارشادهم ،وتنبيههم إلى كل ما ينفعهم وينفع الناس ،وإلى القيام بواجبهم .
وأما النصيحة لعامة المسلمين :فبأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه ،ويسعى في ذلك بحسب الإمكان ،فإن من أحب شيئا سعى له ،واجتهد في تحقيقه وتكميله.
فالنبي صلى الله عليه وسلم فسر النصيحة بهذه الأمور الخمسة التي تشمل القيام بحقوق الله ،وحقوق كتابه،وحقوق رسوله ،وحقوق جميع المسلمين على اختلاف أحوالهم وطبقاتهم .فشمل ذلك الدين كله،ولم يبق منه شيئا إلا دخل في هذا الكلام الجامع المحيط .
والله أعلم.
من كتاب:
بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيارفي شرح جوامع الأخبار
الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
الحديث الثالث
ص 07-08
ملاحظة شكرا على عنوان الكتاب