مختارات للشاعر _محمود درويش_ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > ممّا راقـــنـي > قسم الشعر الفصيح

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مختارات للشاعر _محمود درويش_

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-11-09, 17:06   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ثلجَة
القَلَمُ الفِضِّيْ
 
الصورة الرمزية ثلجَة
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 مختارات للشاعر _محمود درويش_





خارج الطقس ،
أو داخل الغابة الواسعة
وطني.
هل تحسّ العصافير أنّي
لها
وطن ... أو سفر ؟
إنّني أنتظر ...
في خريف الغصون القصير
أو ربيع الجذور الطويل
زمني.
هل تحسّ الغزالة أنّي
لها
جسد ... أو ثمر ؟
إنّني أنتظر ...
في المساء الذي يتنزّه بين العيون
أزرقا ، أخضرا ، أو ذهب
بدني
هل يحسّ المحبّون أنّي
لهم
شرفة ... أو قمر ؟
إنّني أنتظر ...
في الجفاف الذي يكسر الريح
هل يعرف الفقراء
أنّني
منبع الريح ؟ هل يشعرون بأنّي
لهم
خنجر ... أو مطر ؟
أنّني أنتظر ...
خارج الطقس ،
أو داخل الغابة الواسعة
كان يهملني من أحب
و لكنّني
لن أودّع أغصاني الضائعة
في رخام الشجر
إنّني أنتظر ...

محمود درويش








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-11-09, 17:08   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ثلجَة
القَلَمُ الفِضِّيْ
 
الصورة الرمزية ثلجَة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


" الشاعر الكبير هو من يجعلني صغيراً حين اكتب..وكبيراً حين اقرأ "

محمود درويش.









رد مع اقتباس
قديم 2016-11-09, 17:10   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ثلجَة
القَلَمُ الفِضِّيْ
 
الصورة الرمزية ثلجَة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

صدّقت أنّي متُّ يومَ السبت
قلتُ عليَّ أن أوصّي بشيءٍ ما
فلم أعثر على شيء
وقلتُ : عليّ أن أدعو صديقاً ما
لأخبره بأني مت
لكن لم أجد أحداً
وقلتُ : عليّ أن أمضي إلى قبري
لأملأه فلم أجد الطريق
وظلّ قبري خالياً منّي
وقلتُ: عليّ واجبً أن أؤدي واجبي
أن أكتبَ السطر الأخير على الظلال
فسال منها الماء فوق الحرف
قلتُ : عليّ أن آتي بفعل ما هنا..والآن
لكن لم أجد عملاً يليق بميّت
فصرختُ : هذا الموت لا معنى له
عبثٌ وفوضى في الحواس
ولن أصدّق أني قد متُّ موتاً كاملاً
فلربما أن بين بين ..وربما أنا ميّت متقاعد
يقضي إجازته القصيرة في الحياة ...~

محمود درويش : الأسطورة









رد مع اقتباس
قديم 2016-11-09, 17:14   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
اميرة اليالي البيضاء
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على النقل الرائع
سلام










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-09, 17:14   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ثلجَة
القَلَمُ الفِضِّيْ
 
الصورة الرمزية ثلجَة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


فاخرجوا من أرضنا
من برنا .. من بحرنا
من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا
من كل شيء ، واخرجوا من ذكريات الذاكرة ْ
أيها المارون بين الكلمات العابرة ْ!









رد مع اقتباس
قديم 2016-11-09, 17:15   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ثلجَة
القَلَمُ الفِضِّيْ
 
الصورة الرمزية ثلجَة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرة اليالي البيضاء مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك على النقل الرائع
سلام
و فيكي بارك الله أميرة

يمكنك وضع ماشءت من أشعار محمود درويش









رد مع اقتباس
قديم 2016-11-09, 17:18   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ثلجَة
القَلَمُ الفِضِّيْ
 
الصورة الرمزية ثلجَة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شدوا وثاقي
و امنعوا عني الدفاتر و السجائر
وضعوا التراب على فمي
فالشعر دم القلب ..
ملح الخبز..
ماء العين ..
يكتب بالأظافر
و المحاجر
و الخناجر









رد مع اقتباس
قديم 2016-11-09, 17:24   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ثلجَة
القَلَمُ الفِضِّيْ
 
الصورة الرمزية ثلجَة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المدينة المحتلة


الطفلة احترقتْ أُمُّها
أمامها..
احترقتْ كالمساءْ.
و علَّموها: يصير اسمُها-
في السَّنةِ القادمهْ-
سيِّدَة الشهداءْ
و سوف تأتي إليها
إذا وافق الأنبياء!

الطفلة احترقتْ أُمُّها
أمامها..
احترقت كالمساء.
من يوهما،
لا تحبُّ القمر
و لا الدُّمى
كُلَّما
جاء المسا، صرخت كُلُّها:
أنا قتلتُ القمر
لأنه قال لي:.... قال.. قال:
أمُّكِ لا تشبه البرتقال
و لا جذوع الشجر
أمُّكِ في القبر
لا في السماء.

الطفلة احترقتْ أُمُّها
أمامها..
احترقت كالمساء..









رد مع اقتباس
قديم 2016-11-09, 17:26   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ثلجَة
القَلَمُ الفِضِّيْ
 
الصورة الرمزية ثلجَة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عائد إلى يافا

هو لآن يرحل عنّا
و يسكن يافا
و يعرفها حجراً.. حجراً
و لا شيء يشبهه
و الأغاني
تقلِّدهُ..
تقلِّد موعده الأخضرا.
هو الآن يعلن صورته-
و الصنوبر ينمو على مشنقهْ
هو الآن يعلن قصَّته-
و الحرائق تنمو على زنبقهْ
هو الآن يرحل عنّا
ليسكن يافا

و نحن بعيدون عنه،
و يافا حقائبُ منسيَّة في مطارْ
و نحن بعيدون عنه؛
لنا صُوَرٌ في جيوب النساء،
و في صفحات الجرائد،
نعلن قصَّتنا كل يوم
لنكسب خصلة ريح و قبلة نار.

و نحن بعيدون عنه،
نهيب به أن يسير إلى حتفه..
نحن نكتب عنه بلاغاً فصيحاً
و شعراً حديثاً
و نمضي.. لنطرح أحزاننا في مقاهي الرصيف
و نحتجُّ: ليس لنا في المدينة دار.
و نحن بعيدون عنه،
نعانق قاتله في الجنازة،
نسرق من جرحه القطن حتى نلمِّعَ
أوسمة الصبر و الانتظار

هو الآن يخرج منا
كما تخرج الأرض من ليلة ماطرهْ
و ينهمر الدمُ منهُ
و ينهمر الحبر منّا.
و ماذا نقول له؟- تسقط الذاكرهْ
على خنجر ٍ؟
و المساءُ بعيدٌ عن الناصرهْ!
هو الآن يمضي إليه
قنابل.. أو برتقاله
و لا يعرف الحدَّ بين الجريمة حين تصير حقوقاً
و بين العدالهْ
و ليس يصدِّق شيئاً
و ليس يكذِّبُ شيئاً.
هو الآن يمضي.. و يتركنا
كي نعارض حيناً
و نقبلَ حيناً
هو الآن يمضي شهيداً
و يتركنا لاجئينا!

و نام
و لم يلتجئ للخيام
و لم يلتجئ للموانئ
و لم يتكلَّمْ
و لم يتعلَّمْ
و ما كان لاجئ
هي الأرض لاجئةٌ في جراحه
و عاد بها.
لا تقولوا: أبانا الذي في السماوات
قولوا: أخانا الذي أخذ الأرض منّا
و عاد..
هو الآن يُعدمُ
و الآن يسكن يافا
و يعرفها حجراً.. حجراً
و لا شيء يشبهه
و الأغاني
تقلِّدهُ.
تقلِّد موعده الأخضرا

لترتفع الآن أذرعةُ اللاجئين
رياحاً.. رياحا.
لتنتشر الآن أسماؤهم
جراحاً.. جرحا.
لتنفجر الآن أجسادهم
صباحاً.. صباحاً.
لتكتشف الأرضُ عنوانها
و نكتشف الأرضَ فينا.









رد مع اقتباس
قديم 2016-11-09, 17:27   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ثلجَة
القَلَمُ الفِضِّيْ
 
الصورة الرمزية ثلجَة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جواز السفر



لم يعرفوني في الظلال التي
تمتصُّ لوني في جواز السفرْ
و كان جرحي عندهم معرضاً
لسائح يعشق جمع الصور
لم بعرفوني، آه.. لا تتركني
كفي بلا شمس ٍ،
لأن الشجر
يعرفني..
تعرفني كل أغاني المطر
لا تتركيني شاحباً كالقمر!
***
كلُّ العصافير التي لاحقتْ
كفي على باب المطار البعيد
كل حقول القمح،
كل السجون،
كل القبور البيض
كل الحدودِ،
كل المناديل التي لوَّحتْ،
كل العيونِ
كانت معي، لكنهم
قد أسقطوها من جواز السفر!
***
عار ٍ من الاسم، من الانتماء؟
في تربة ربَّيتها باليدين؟
أيوب صاح اليوم ملء السماء:
لا تجعلوني عبرة مرتين!
يا سادتي! يا سادتي الأنبياء
لا تسألوا الأشجار عن اسمها
لا تسألوا الوديان عن أمها
من جبهتي ينشق سيف الضياء
و من يدي ينبع ماء النهر
كل قلوب الناس.. جنسيتي
فلتسقطوا عني جواز السفر!









رد مع اقتباس
قديم 2016-11-09, 17:28   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ثلجَة
القَلَمُ الفِضِّيْ
 
الصورة الرمزية ثلجَة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

العصافير تموت في الجليل


- نلتقي بعد قليل
بعد عامٍ
بعد عامين
و جيلْ..
و رَمَتْ في آلة التصوير
عشرين حديقهْ
و عصافيرَ الجليل.
و مضتْ تبحث، خلف البحر،
عن معنى جديد للحقيقهْ.
- وطني حبل غسيل
لمناديل الدم المسفوك
في كل دقيقهْ
و تمددت على الشاطئ
رملاً.. و نخيلْ.

هِيَ لا تعرف-
يا ريتا! وهبناكِ أنا و الموتُ
سِرَّ الفرح الذابل في باب الجماركْ
و تجدَّدنا، أنا و الموت،
و في شبّاك دارك.
و أنا و الموت وجهان-
لماذا تهربين الآن من وجهي
لماذا تهربين؟
و لماذا تهربين الآن ممّا
يجعل القمح رموشَ الأرض، ممّا
يجعل البركان وجهاً آخراً للياسمين؟..

كان لا يتبعني في الليل إلاّ صمتها
حين يمتدُّ أمام الباب
كالشارع.. كالحيِّ القديمْ
ليكن ما شئت -يا ريتا- يكون الصمت فأساً
و براويز نجوم
أو مناخاً لمخاض الشجرهْ
إنني أرتشف القُبلَة
من حدِّ السكاكين،
تعالي ننتمي للمجزرهْ!..

سقطتْ كالورق الزائد
أسراب العصافير
بآبار الزمنْ..
وأنا أنتشل الأجنحة الزرقاء
يا ريتا،
أنا مَنْ تحفر الأغلالُ
في جلديَ
شكلاً للوطنْ...









رد مع اقتباس
قديم 2016-11-09, 17:29   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ثلجَة
القَلَمُ الفِضِّيْ
 
الصورة الرمزية ثلجَة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

طوبى لشيء لم يصل!


هذا هو العرسُ الذي لا ينتهي
في ساحة لا تنتهي
في ليلة لا تنتهي
هذا هو العرسُ الفلسطينيُّ
لا يصل الحبيبُ إلى الحبيبْ
إلاّ شهيداً أو شريداً

دمُهم أمامي..
يسكن اليوم المجاورَ-
صار جسمي وردةً في موتهمْ..
و ذبلتُ في اليوم الذي سبق الرصاصةَ
و ازدهرتُ غداةَ أكملتِ الرصاصةُ جُثَّي
و جمعت صوتي كلَّهُ لأكون أهدأ من دمٍ
غطّى دمي...

دمُهم أمامي
يسكن المدنَ التي اقتربتْ
كأنَّ جراحهم سفنُ الرجوعِ
و وحدهم لا يرجعون...
دمُهم أمامي..
لا أراهُ
كأنه وطني
أمامي.. لا أراهُ
كأنَّه طرقات يافا-
لا أراهُ
كأنَّه قرميد حيفا-
لا أراهُ
كأنَّ كلَّ نوافذ الوطن اختفت في اللحمِ
وحدهم يرون
و حاسَّةُ الدم أينعت فيهم
و قادتهم إلى عشرين عاماً ضائعاً
و الآن، تأخذ شكلها الآتي
حبيبتُهم..
و ترجعهم إلى شريانها.

دمُهم أمامي..
لا أراهُ
كأنَّ كلَّ شوارع الوطن اختفت في اللحمِ
وحدهم يرون
لأنهمْ يتحررون الآن من جلد الهزيمةِ
و المرايا
ها هُم يتطايرون على سطوحهم القديمةِ
كالسنونو و الشظايا
ها هم يتحررون...

طوبى لشيء غامضٍ
طوبى لشيء لم يصل
فكّوا طلاسمه و مزَّقهُمْ
فأرَّخْتُ البداية من خطاهم
( ها هي الأشجار تزهرُ
في قيودي)
و انتميت إلى رؤاهم
(ها هي الميناء تهرُ
في حدودي)
و الحلم أصدق دائماً. لا فرق بين الحلمِ
و الوطن المرابط خلفَهُ...
و الحلم أصدق دائماً. لا فرق بين الحلمِ
و الجسد المخبَّأ في شظيَّهْ
والسفحُ أكبر من سواعدهمْ
و لكنْ..
حاولوا أن يصعدوا
و البحر أبعد من مراحلهم
و لكن..
حاولوا أن يعبروا
و النجمُ أقرب من منازلهم
و لكن..
حاولوا أن يفرحوا
و الأرضُ أضيق من تصورهم
و لكن..
حاولوا أن يحلموا
طوبى لشيء غامض!
طوبى لشيء لم يصلْ
فكّوا طلاسمه و مزَّقهُمْ
فأرَّخْتُ البداية من خطاهم

و انتميت إلى رؤاهم
آه.. يا أشياء كوني مبهمهْ
لنكون أوضح منك
أفلست الحواسَّ، و أصبحتْ قيداً على أحلامنا
على حدود القدسِ،
أفلست الحواسَّ، و حاسَّةُ الدم أينعت فيهم
و قادتهم إلى الوجه البعيد
هربت حبيبتهم إلى أسوارها و غزاتها
فتمردوا
و توحدوا
في رمشها المسروق من أجفانهم
و تسلَّقوا جدران هذا العصرِ
دقوا حائط المنفى
أقاموا من سلاسلهم سلالمْ
ليقبِّلوا لأقدامها
فاكتظَّ شعبٌ في أصابعهم خواتمْ

هذا هو العرسُ الذي لا ينتهي
في ساحة لا تنتهي
هذا هو العرسُ الفلسطينيُّ
لا يصل الحبيبُ إلى الحبيبْ
إلاّ شهيدا..ً أو شريداً الحلم أكثر واقعيَّهْ
من أي عامٍ جاء هذا الحزن؟
- من سَنةٍ فلسطينيةٍ لا تنتهي
و تشابهت كل الشهور، تشابه الموتى
و ما حملوا خرائط أو رسوماً أو أغاني للوطن
حملوا مقابرهم..
و ساروا في مهمتهم
و سرنا في جنازتهم
و كان العالم العربيُّ أضيق من توابيت الرجوع.

أتراك يا وطني
لأن عيونهم رسمتْكَ رؤيا.. لا قضيَّهْ!
أتراك يا وطني
لأن صدورهم مأوى عصافير الجليل و ماء وجه المجدليِّهْ!
أتراك يا وطني
لأن أصابع الشهداء تحملنا إلى صفدٍ
صلاةً أو هويَّهْ
ماذا تريد الآن منّا
ماذا تريد؟
خذهم بلا أجرٍ
و وزِّعهم على بيَّارةٍ جاعت
لعلَّ الخضرة انقرضت هناك..

الشيءُ أم همْ؟
إن جثة حارسٍ صمّامُ هاوية التردِّي -
(هكذا صار الشعار، و هكذا قالوا)
و مرحلةٌ بأكملها أفاقتْ -ذات حلم-
من تدحرجها على بطن الهزيمة، (هكذا ماتوا)
و هذا الشيء.. هذا الشيء بين البحرِ
و المدن اللقيطة ساحل لم يتِّسع إلاّ لموتانا،
و مروا فيه كالغرباء (ننساهم على مهل)
و هذا الشيء.. هذا الشيء بين البحر
و المدن اللقيطة حارسٌ تعبت يداه من الإشارةِ.
لم يصل أحدٌ و مروا من يديه الآن
فاتسعت يداهُ
كلُّ شيء ينتهي من أجل هذا العرسِ..
مرحلةٌ بأكملها أفاقتْ -ذات موت-
من تدحرجها على بطن الهزيمهْ..

الشيءُ أم همْ؟
يدخلون الآن في ذرات بعضهم،
يصير الشيء أجساداً،
و هم يتناثرون الآن بين البحر و المدن
اللقيطة
ساحلاً
أو برتقالاً-
كلُّ شيء ينتهي من أجل هذا العرسِ..
مرحلة بأكملها... زمانٌ ينتهي
هذا هو العرس الفلسطينيّ
لا يصل الحبيب إلى الحبيب
إلاّ شهيداً أو شريدا.









رد مع اقتباس
قديم 2016-11-09, 17:31   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ثلجَة
القَلَمُ الفِضِّيْ
 
الصورة الرمزية ثلجَة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جدارية



هذا هو اسمكَ

قالتِ امرأة

وغابت في الممرّ اللولبي

أرى السماء هُناكَ في متناولِ الأيدي.

ويحملني جناحُ حمامة بيضاءَ صوبَ

طفولة أخرى. ولم أحلم بأني

كنتُ أحلمُ. كلُّ شيء واقعيّ. كُنتُ

أعلمُ أنني ألقي بنفسي جانباً

وأطيرُ. سوف أكون ما سأصيرُ في

الفلك الأخيرِ. وكلُّ شيء أبيضُ،

البحرُ المعلَّق فوق سقف غمامة

بيضاءَ. واللا شيء أبيضُ في

سماء المُطلق البيضاء. كُنتُ، ولم

أكُن. فأنا وحيد في نواحي هذه

الأبديّة البيضاء. جئتُ قُبيَل ميعادي

فلم يظهر ملاك واحد ليقول لي:

"ماذا فعلتَ، هناك، في الدنيا؟"

ولم أسمع هتَافَ الطيَبينَ، ولا

أنينَ الخاطئينَ، أنا وحيد في البياض،

أنا وحيدُ

لا شيء يُوجِعُني على باب القيامةِ.

لا الزمانُ ولا العواطفُ. لا أُحِسُّ بخفَّةِ

الأشياء أو ثقل

الهواجس. لم أجد أحداً لأسأل:

أين "أيني" الآن؟ أين مدينة

الموتى، وأين أنا؟ فلا عدم

هنا في اللا هنا... في اللا زمان،

ولا وُجُودُ

وكأنني قد متُّ قبل الآن

أعرفُ هذه الرؤية وأعرفُ أنني

أمضي إلى ما لستُ أعرفُ. رُبَّما

ما زلتُ حيّاً في مكان ما، وأعرفُ

ما أريدُ

سأصير يوماً فكرةً. لا سيفَ يحملُها

إلى الأرض اليباب، ولا كتابَ

كأنها مطر على جبل تصدَّع من

تفتُّحِ عُشبة،

لا القُوَّةُ انتصرت

ولا العدلُ الشريدُ

سأصير يوماً ما أريدُ

سأصير يوماً طائراً، وأسُلُّ من عدمي

وجودي. كُلَّما احترقَ الجناحانِ

اقتربت من الحقيقةِ. وانبعثتُ من

الرماد. أنا حوارُ الحالمين، عَزفتُ

عن جسدي وعن نفسي لأكملَ

رحلتي الأولى إلى المعاني، فأحرقني

وغاب. أنا الغيابُ، أنا السماويُّ

الطريدُ. سأصير يوماً ما أريدُ

سأصير يوماً شاعراً،

والماءُ رهنُ بصيرتي. لُغتي مجاز

للمجاز، فلا أقول ولا أشيرُ

إلى مكان. فالمكان خطيئتي وذريعتي.

أنا من هناك. "هُنايَ" يقفزُ

من خُطايَ إلى مُخيّلتي

أنا من كنتُ أو سأكون

يصنعُني ويصرعُني الفضاءُ

اللانهائيُّ

المديدُ.

سأصير يوماً ما أريدُ

سأصيرُ يوماً كرمةً،

فليعتصرني الصيفُ منذ الآن،

وليشرب نبيذي العابرون على

ثُريّات المكان السكّريِّ!

أنا الرسالةُ والرسولُ

أنا العناوينُ الصغيرةُ والبريدُ

سأصير يوماً ما أريدُ

هذا هوَ اسمُكَ

قالتِ امرأة،

وغابت في ممرِّ بياضها

هذا هو اسمُكَ، فاحفظِ اسمكَ جيِّداً!

لا تختلف معهُ على حرف

ولا تعبأ براياتِ القبائلِ،

كُن صديقاً لاسمك الأفقَيِّ

جرِّبهُ مع الأحياء والموتى

ودرِّربهُ على النُطق الصحيح برفقة

الغرباء

واكتبهُ على إحدى صُخور الكهف،

يا اسمي: سوف تكبرُ حين أكبرُ

الغريبُ أخُو الغريب

سنأخذُ الأنثى بحرف العلَّة المنذور

للنايات.

يا اسمي: أين نحن الآن؟

قل: ما الآن، ما الغدُ؟

ما الزمانُ وما المكانُ

وما القديمُ وما الجديدُ؟

سنكون يوماً ما نريدُ (...).
درس من كاما سوطرا


بكأس الشراب المرصَّع باللازوردِ

انتظرها،

على بركة الماء حول المساء وزَهْر الكُولُونيا

انتظرها،

بصبر الحصان المُعَدّ لمُنْحَدرات الجبالِ

انتظرها،

بذَوْقِ الأمير الرفيع البديع

انتظرها،

بسبعِ وسائدَ مَحْشُوَّةٍ بالحسابِ الخفيفِ

انتظرها،

بنار البَخُور النسائيِّ ملءَ المكانِ

انتظرها،

ولا تتعجَّلْ، فإن أقبلَتْ بعد موعدها

فانتظرها،

وإن أقبلتْ قبل وعدها

فانتظرها،

ولا تُجْفِل الطيرَ فوق جدائلها

وانتظرها،

لتجلس مرتاحةً كالحديقة في أَوْج زِينَتِها

وانتظرها،

لكي تتنفَّسَ هذا الهواء الغريبَ على قلبها

وانتظرها،

لترفع عن ساقها ثَوْبَها غيمةً غيمةً

وانتظرها،

وقدَّمْ لها الماءَ قبل النبيذِ ولا تتطلَّع إلى تَوْأَمَيْ حَجَلٍ نائمين على صدرها

وانتظرها،

ومُسَّ على مَهَل يَدَها عندما تَضَعُ الكأسَ فوق الرخامِ

كأنَّكَ تحملُ عنها الندى

وانتظرها،

تحدَّثْ إليها كما يتحدَّثُ نايٌ إلى وَتَرٍ خائفٍ في الكمانِ

كأنكما شاهدانِ على ما يُعِدُّ غَدٌ لكما

وانتظرها،

ولَمِّع لها لَيْلَها خاتماً خاتماً

وانتظرها

إلى أَن يقولَ لَكَ الليلُ:

لم يَبْقَ غيركُما في الوجودِ

فخُذْها، بِرِفْقٍ، إلى موتكَ المُشْتَهى

وانتظرها!









رد مع اقتباس
قديم 2016-11-09, 17:34   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ثلجَة
القَلَمُ الفِضِّيْ
 
الصورة الرمزية ثلجَة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


أيها المارون بين الكلمات العابرة..
احملوا أسماءكم، وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا
واسرقوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة..
وخذوا ما شئتم من صورٍ، كي تعرفوا
أنكم لن تعرفوا
كيف يبني حجرٌ من أرضنا سقف السماء...
أيها المارون بين الكلمات العابرة..
منكم السيف.. ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار.. ومنا لحمنا
منكم دبابةٌ أ.. ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز.. ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماءٍ وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا، وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص.. وانصرفوا
وعلينا، نحن، أن نحرس ورد الشهداء..
وعلينا، نحن، أن نحيا كما نشاء!!
أيها المارون بين الكلمات العابرة..
كدسوا أوهامكم في حفرةٍ مهجورةٍ، وانصرفوا
وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس
أو إلى توقيت موسيقى مسدس!
فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم: وطن ينزف شعبا ينزف
وطناً يصلح للنسيان أو للذاكرة.. أيها المارون بين الكلمات العابرة،
آن أن تنصرفوا..
وتقيموا أينما شئتم، ولكن لا تقيموا بيننا
آن أن تنصرفوا..
ولتموتوا أينما شئتم، ولكن لا تموتوا بيننا
فلنا في أرضنا ما نعملُ
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الأول
ولنا الحاضرُ، والحاضر، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا..
والآخرة.
فاخرجوا من أرضنا..
من برنا.. من بحرنا..
من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا
من كلّ شيء،
واخرجوا..
من ذكريات الذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة...









رد مع اقتباس
قديم 2016-11-09, 21:57   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
goga28
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc