هي الأقل منذ 20 سنة.. والسبب التقشف
2.5 بالمائة فقط.. زيادة في معاشات المتقاعدين هذا العام
منذ 6 ساعات Echorouk Actualité
inمشاركة
أقر مجلس إدارة الصندوق الوطني للتقاعد زيادات بنسبة 2.5 بالمائة في معاشات المتقاعدين، هذه النسبة الأقل على الإطلاق منذ حوالي 20 سنة، اتخذت سرا، وزهد مسؤولو الصندوق في إعلانها كما "ترفع" وزير العمل والضمان الاجتماعي محمد الغازي عليها، رغم أن "البقشيش" الذي أفرزه القرار سيصب في حسابات معاشات قرابة 2 مليون جزائري هذا الشهر.
لأول مرة منذ 20 سنة، يجتمع مجلس إدارة الصندوق الوطني للتقاعد، مؤخرا سرا ويتعمد إحاطة قرارات اجتماعه "السر والكتمان " ويبدو أن قرار مجلس الإدارة الذي يضم ممثلين من المديرية العامة، والفيدرالية الوطنية للمتقاعدين التابعة للمركزية النقابية، والذي اعتاد اللقاء بصفة سنوية لإقرار نسبة الزيادة في منح المتقاعدين، وجد حرجا في إعلان نسبة الزيادة التي وصفتها مصادر الشروق بوزارة العمل بـ "المخجلة" ولا ترقى إلى مستوى الرمزية ولا لمستوى الترويج "السياسي"، ويبدو أن "حرج" مجلس الإدارة شكل مبعث خجل لوزير العمل الذي جرت العادة أن يتكفل بإعلان نسبة الزيادة كل عيد عمال، ورغم أن الغازي سجل حضوره إعلاميا بالمناسبة إلا أنه تحاشى كلية الإشارة لا من قريب ولا من بعيد للزيادات المقررة في معاشات المتقاعدين .
وأكدت مصادر "الشروق" أن مجلس إدارة الصندوق اجتمع منذ أسبوعين، واتفق ممثلوه على نسبة زيادة عند 2.5 بالمائة، فيما معناه أن زيادة في معاش متقاعد يتقاضى 40 ألف دينار أي 4 ملايين سنتيم لن تتجاوز ألف دينار، وفي حال كان المعاش في حدود المليوني سنتيم فلن تتجاوز الزيادة 500 دينار، وتأتي هذه الزيادة مناقضة تماما لآخر تصريحات أدلى بها مدير عام الصندوق سليمان ملوكة، والتي فند من خلالها أن تكون التوازنات المالية للصندوق في خطر، بسبب الأزمة الاقتصادية التي خلفها تراجع أسعار البترول في السوق الدولية، والتي تسببت في تراجع موارد الصندوق إلى النصف بسبب تراجع مداخيل أهم آلية تمول الصندوق، والمتمثلة في حصة 2 بالمائة التي توجه من الجباية البترولية لتمويل صندوق التقاعد، وهو القرار الذي اتخذه الرئيس بوتفليقة للحفاظ على توازنات الصندوق منذ سنوات.
تحديد نسبة زيادة معاشات المتقاعدين عند 2.5 بالمائة هذه السنة تأتي لتترجم فعلا وجود "أزمة مالية" وحذر في تسيير المال العام، فبعد أن تراجع "كرم وجود" الصندوق من 12.5 بالمائة زيادة في معاشات المتقاعدين خلال العشرية الأخيرة، إلى 5 بالمائة زيادة السنة الماضية الى 2.5 بالمائة زيادة فقط هذه السنة، وهي الزيادة التي لا تبعث نهائيا على الاطمئنان، خاصة وأن مدير الصندوق سبق وأن تحدث عن ضرورة البحث عن آليات جديد لتنويع موارده، لتفادي التخلي عن التقاعد المسبق وخدمات أخرى يوفرها الصندوق، وسط صمت مطبق لرئيس الفيدرالية بوخريص الذي لم يسجل شيئا في حصيلته لفائدة المتقاعدين منذ توليه هذا المنصب.
صندوق التقاعد يحصي 1.7 مليون منتسب على المستوى الوطني من جميع القطاعات، بينهم 1.5 مليون متقاعد يستفيدون من معاشات مباشرة، فيما يتقاضى 1.2 مليون من ذوي الحقوق هذه المنحة، مقابل أكثر من 550 ألف متقاعد استفادوا من التقاعد النسبي.ويبلغ المعدل السنوي لعدد المتقاعدين، 150 ألف متقاعد، فيما تم إحصاء 120 ألف متقاعد السنة الماضية