قال عليه الصلاة والسلام : لا تكن كالإمعة ، إن أحسن الناس أحسنت ، وإن أساؤوا أسأت ، ولكن وطنوا أنفسكم
إِمَّعة: ( اسم )
إمَّع ، مَنْ يقول لكل أحدٍ : أنا معك ، : الْمُتَرَدِّدُ الذيِلا يَثْبُتُ على رَأيٍ ، وَيُوافِقُ كُلَّ واحِدٍ على رَأْيِهِ لضعف رأيه وشخصيته وَتُزادُ التَّاءُ فيهِ لِلْمُبالَغَةِ
شخص إمَّعة مُقلِّد في الدِّين
قال عليه الصلاة والسلام :" لا تكن كالإمعة ، إن أحسن الناس أحسنت ، وإن أساؤوا أسأت ، ولكن وطنوا أنفسكم ، إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساؤوا ألا تظلموا " .. رواه حذيفة بن اليمان
كثير ما نصادف في حياتنا اليومية أناس في محيطينا الأسري والعائلي والمهني .... قد يقولون لنا: ألا ترى أنّ أكثرية الناس يفعلون كذا و يفعلون كذا .... وكأنّ كلام وأفعال الناس كيفما كانت هي المعيار الذي علينا أن نتحاكم إليه ونحكم به !!!!
لو تأملنا أخواني الأفاضل في كلمةأكثرية الناس في كتاب الله – القرآن الكريم – لوجدناها في الغالب مصحوبة بسوء الأفعال والمواقف كقوله تعالى :
( وَلَـكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤمِنُونَ ) ... ( وَمَا أَكثَرُ النَّاسِ وَلَو حَرَصتَ بِمُؤمِنِينَ( ... ( فَأَبَى أَكثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً )
( وَلَٰكِنَّ َأكْثَرَالنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ ... ( وَلَٰكِنَّ َأكْثَرَهُمْ لَايَشْكُرُونَ )
أمّا إن تأمّلنا في مواضع ذكر القلّة في القرآن الكريم فإننا نجده بذكر طيّب من مدح ووصف بأنّهم أهل الحق والرشد والفوز في الآخرة برضى ربهم : وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ...... إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ..... فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ..... فَشَرِبُوامنْهُِ إلاّقَلِيلًا مِنْهُمْ ... وما آمن معه إلاّ قليل ...
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أولئك المقربون . في جنات النعيم . ثلة من الأولين . وقليل من الآخرين . على سرر موضونة . متكئين عليها متقابلين . يطوف عليهم ولدان مخلدون . بأكواب وأباريق وكأس من معين . لا يصدعون عنها ولا ينزفون . وفاكهة مما يتخيرون . ولحم طير مما يشتهون . وحور عين . كأمثال اللؤلؤ المكنون . جزاء بما كانوا يعملون . لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما . إلا قيلا سلاما سلاما ....
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ... : السابقون في الدنيا إلى الخيرات، هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات.
تمعّن أخي المسلم فيما ورد سلفا اوأحسن الإختيار بين أن تكون من ضمن الأكثرية .... أم من ضمن الأقلية ...
ما أجمل أبيات الإمام الشافعي رحمه الله في هذا :
إن لله عبـــــادا فــــــطنا *** طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظـروا فيها فلما علموا *** أنهـا ليـست لـــحـي وطنــا
جــعلوها لجـة واتخـذوا *** صالح الأعمــال فيها سفنا