من علمني حرفا كنت له منقضا من السجن
ستسالون لماذا غيرت في المثال القائل من علمني حرفا كنت له عبدا
قصتي بدأت منذ أن التحقت بالتعليم من حوالي عشرات السنين كما كان الحال عند الكثير من المعلمين في بداية مشواره
يتم تعيينك في مدارس بعيدة عن مقر السكن مما يتطلب منك الإقامة في مكان العمل
وهنا تعيش تجربة بينك وبين التلاميذ والأهالي علاقة ود واحترام وتقدير حتى تصل
إلى درجة أن تتصبح كلمة المعلم في القرية أو الريف هي الأولى ولا يرد له رأي
لأنهم يعتبرون أن المعلم اعرف واثقف الناس ، طال بي الزمن في هذه المهنة وتعاقب الأجيال
وتقدمت السنون وأصبحت القرية مدينة ولم يعد العلم كما كان الحال عليه في السابق
وازداد عدد المعلمين والمعلمات وكذا عدد المتعلمين والمتعلمات وفي زمن المتخرجين من الجامعات
لم يعد للمعلمين القدامى والاوائل سوى تسليم المشعل للأجيال الصاعدة
حتى من القوانين المنظمة للتعليم تغيرت واستحدثت الوزارة منصبا جديدا كمساعدة مدير
وتم اختياري في قائمة المؤهلين لهذا المنصب وكان التاريخ عاد بي الزمن الماضي
وتم تعيين في مدرسة بعيدة عن مقر السكن ، وأحمد الله أن لي سيارة انتقل بها كل يوم
إلى العمل في المنصب الجديد ، حتى جاء اليوم المشؤوم كنت في طريقي إلى البيت في نهاية
الأسبوع وفي الطريق لاحت لي حافلة نقل التلاميذ نزلت منها تلميذة تدرس في السنة الأولى
من التعليم المتوسط أرادت قطع الطريق من أمام الحافلة فلما شاهدت السيارة أسرعت الخطى وأرادت قطع
الطريق قبل أن أصل إلى الحافلة فأصبحت في حيرة وترددت أما أنا فقد حاولت جاهدا الابتعاد عنها وتجنب صدرها
لكن القضاء وقع وصدمتها بالسيارة فماتت أردت أن انقضها وانقلها إلى المستشفى لكن الأهالي
هجموا علي وهشموا سيارتي وشجوا لي رأسي ، ولو لا ستر الله لكنت قد لحقت بها ودخلت إلى السجن
وتم توقيفي لمدة أسبوع حتى أقف أمام المحكمة .
في يوم الجلسة وقفت أمام القاضي وسألني عن الحادث فأجبته كما وقعت
ثم جاء دور الوالدين أم واب الفتاة وقفت الأم وسألها القاضي ماذا تطلبين طأطأت الأم رأسها
وقالت ياسيدي القاضي هذا راهو سيدي اللي قراني في الصغر راني مسامحاتو ثم طلب القاضي من الأب
أن يتحدث وما هو مطلبه فقام الأب مستحي وقال يا سيدي القاضي هذا راهو سيدي اللي قراني كي كنت
صغير وبنتنا هي الغالطة ما عرفتش كيفاش تقطع الطريق رانا مسمحين
ثم وقفت المحامية ودافعت عن المتهم وحكم القاضي ببراءة المتهم والتكفل بدفع الدية .
عرفتم الآن لماذا غيرت في المثال
إلى كل معلم وأستاذ أتقن عملك فهو صدقة جارية لك
قصة لمساعد مدير شفعت له مهنته من السجن المؤبد