[IMG][/IMG]
-المجاهد بن خناثة الدواحي بن عمارة(01) (1994.1915):
منقول عن كتاب (منطقة بن سرور ..جهاد متصل من الحركة الوطنية الى ثورة التحرير) للدكتور عبد الحميد عباسي
كانت ولادة المرحوم الحاج الدواحي بن عمارة في العام 1915 بضواحي بن سرور ، وسط أسرة ميسورة معروفة بالوجاهة والجود والكرم ، فقد كان والده الحاج عمارة من وجهاء القوم وأكثرهم ثراء وأعلاهم صوتا ،أرسله والده سنة 1920 إلى الزاوية القاسمية أين حفظ ما تيسر له من كتاب الله العزيز الحكيم ،ومن هناك حول الوجهة إلى زاوية علي بن عمر "الزاوية العثمانية "بطولقة لمواصلة تعليمه،غير أن وفاة والده فجأة جعلته يتوقف عن مشواره الدراسي ويعود على عجل إلى مسقط رأسه لتحمل مسؤولية رعاية شؤون الأسرة التي فقدت عائلها.
في سنة 1947 انخرط في العمل السياسي الوطني ضمن الأحزاب الوطنية التي كان نشاطها يملأ الدنيا ويشغل الناس في تلك الأيام ،فانتمى إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وحزب أحباب البيان والحرية الذي كان يقوده الزعيم عباس فرحات ، وكان الحاج زيان قد عينه شيخ بلدة وبقي على نشاطه ذاك حتى قيام الثورة المباركة.
وباندلاع الثورة التحريرية بدأت مرحلة أخرى في حياة الحاج الدواحي حيث كان من بين الطلائع الأولى التي اتخذت موقفا واضحا وصريحا منها فقرر هو وسبعة من زملائه الانضمام إلى الثورة بعد أن قدموا استقالتهم بوصفهم شيوخ بلدة يوم 14 ماي 1956 إلى رئيس البلدية آنذاك بن الضيف العلاء *،وعند تشكيل المجالس الخماسية التابعة للثورة سنة 1957 كان الدواحي ضمن تشكيلة المجلس "1110" بالقسمة 52 أمينا للمال .
كان الدواحي أثناء مسيرته الجهادية صديقا مخلصا ورفيقا مؤتمنا للشهداء والمجاهدين ،وقد نجا من الموت في مرات عديدة وفي احدي المرات أصيب بجروح بليغة كادت تودي بحياته على إثر غارة جوية قام بها الطيران الحربي الفرنسي ضد مركز لجيش التحرير كان يعمل به يوم 30مارس 1959 ، وقد ظل يعالج من تلك الجروح تحت إشراف طبيب الولاية السادسة الرائد الشريف خير الدين إلى أن شفي .
بعد أن منّ الله على الجزائر بالاستقلال تم تعيينه رئيسا لبلدية بن سرور في الفترة من 1964 إلى 1967 ، واستمر في نضاله داخل صفوف جبهة التحرير الوطني.
كان المرحوم الدواحي أحد أعيان عرش أولاد خالد وأحد أبرز وجهاء المنطقة المعدودين ، وقد حباه الله بجملة من المناقب و الخصال العربية الأصيلة مثل: المروءة والشهامة والنجدة والكرم والفروسية والحكمة ورجاحة العقل، وقد أهلته هذه المناقب والصفات أن يكون داعية من دعاة الخير وفض المنازعات وإصلاح ذات البين داخل عرشه وفي الأعراش الأخرى القريبة والبعيدة، وقد ظل على هذا العهد و النهج حتى وافاه الأجل يوم 12 مارس سنة 1994 ببن سرور ودفن بها رحمه الله رحمة واسعة وألحقه بالصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.