يدور كل شئ فى هذا العالم حول محور ثابت تتغير الأمور من حوله ولا يتغير ، كذلك هو الحال مع عالم السيارات والذى على الرغم من تطور اهتماماته ومتطلباته وإدخال الكثير من المفاهيم عليها ، إلا انه منذ البداية لازال يدور حول نفس المحور ، وهو القوة الحصانية ، والتى كانت المعيار الوحيد لتفوق السيارات خلال فترة كبيرة من البداية ، ومن ثم تحولت إلى مقياس رئيسي يتصدر قائمة مواصفات أيه سيارة سواء كانت تجارية أو رياضية أو حتى عائلية .
وفى هذا التقرير سنستعرض لكم ما هى القوة الحصانية ، وما هى أنواعها ، وما الفرق بينها وبين العزم ، وهل زيادة القوة الحصانية تعنى بالضرورة أداء أفضل أم لا .
ما هى القوة الحصانية ؟
ربما يظن البعض انه حينما توصف سيارة بأنها بقوة 100 حصان أن هذا يعنى أننا إذا نزعنا منها المحرك وحولناها إلى عربة يجرها 100 حصان ستقدم نفس الأداء ، الأمر ليس بهذه الصورة .
القوة الحصانية هى وحدة قياس اخترعها العالم الاسكتلندي " جيمس وات " نهاية القرن الثامن عشر ، وكان الغرض الأساسي منها هو قياس قوة محركات البخار التى كانت تستخدم وقتها ، ومن ثم تم تطوير استخدامها لتشمل محركات الاحتراق الداخلي والمحركات التوربينية .
ووحدة القوة الحصانية تساوى فى الفيزياء قدرة أحد الأحصنة على رفع 33000 رطل من الوزن لمسافة قدم واحدة خلال دقيقة ، أو أن يرفع 33 رطل من الوزن لارتفاع 1000 قدم خلال دقيقة . أعلم أن علامات التعجب قد بدأت تملئ أجواء الغرفة الان ، فتلك المعادلة لا تتعدى كونها معادلة رياضية لا يمكن تطبيقها عملياً ، إلا أن الأمر يعود إلى حيث استلهم جيمس وات الفكرة ، ففى مناجم الفحم وقتها كانت الأحصنة هى وسيلة لرفع وجر الأثقال وكان يستخدم بكرات وأحبال لتوزيع الأحمال للقيام بتلك المهمة ، وهكذا كان يتم رفع تلك الحمولة .
لذا فالقوة الحصانية هى مجرد وحدة قياس لا تعنى القوة العضلية للحصان الواحد كما يظن البعض .
تعتبر القوة الحصانية واحدة من أهم العوامل التى تحدد أداء السيارة ، إلا أنها ليست العامل الوحيد ، فهناك الكثير من الأمور الأخرى التى ربما تعيق أداء السيارة على الرغم من وفرة القوة الحصانية ، وهو ما يجعل سيارات عديدة سواء تجارية أو معدلة تتمتع بقوة حصانية كبيرة إلا أنها لا يمكنها تحدى سيارات أخرى أقل قوة فى الأداء .
البداية مع الوزن والذى يعد إلى جانب القوة الحصانية أهم العوامل المؤثرة فى الأداء ، فكلما زادت القوة وخف الوزن تحسن الأداء ، والعكس صحيح ، ويعرف هذا المفهوم بـ " نسبة القوة الى الوزن " ويقاس عادة بالحصان للطن .
يمكنك تخيل مدى تأثير نسبة القوة الى الوزن من خلال المقارنة بين اريال أتوم والتى لا يزيد وزنها عن 610 كجم وبمحركها بقوة 500 حصان يمكنها التسارع الى سرعة 100 كم فى الساعة خلال 2.8 ثانية ، فى حين ان سيارة كفيرارى 599 gto بقوة 670 حصان ولكن بوزن 1400 كجم تتسارع الى نفس السرعة خلال 3.3 ثانية .
كذلك تتضمن العوامل المؤثرة نسب تبديل السرعات وناقل الحركة بشكل عام ، والذى يؤثر بشكل كبير فى كلا من التسارع والسرعة القصوى ، وأخيرا منظومة الدفع ككل والتى قد تهدر الكثير من القوة قبل أن تصل إلى العجلات وتجعلها غير مجدية .
هاذا راي اهل الفن كما تقول . تحية ... وسلام