وإن من الشعر لحكمة !
* الشعر ديون العرب ! وسجل تاريخهم وأيامهم ومآثرهم ، ولسان حالهم في الحل والترحال وفي السلم والحرب. عَرَّفَنا الشعر بطونهم وطبائعهم، وعاداتهم وتقاليدهم، ونظام حياتهم وطبيعة علاقاتهم . ولولاه ماعرفنا الأماكن التي تحمل ذكراهم،كالدخول وحوْمل واللوي وتُوضَح والمقْراة ودارةُ جُلجُل وحومانة الدرّاج - والمتثلم والقطبيات وراكس وذات فِرقين .. إلخ.
عُرِفَ أغلب فصيحه بترفُّعِهِ عن العبثية والتهتك ، فهو شعر يغرس في النفوس القيم الخلقية الرفيعة والمعاني الإنسانية النبيلة. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " وإن من الشعر لحكمة"، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : " ارووا الأشعار فإنها تدل علي مكارم الأخلاق " ولعل أفضل هدايا العرب أبيات يقدمها الرجل بين يديْ صاحبه".
* كنا صغارا نحفظ - بعد كتاب الله تعالى- من درر الشعر الجاهلي في معلقاته ، ومن حكم المتنبي ومواجهات شعراء النقائض نبض الصعاليك ، ما يخدم ملكتنا اللغوية والأخذ بناصية العربية. إنه الزمن الجميل ، الذي توارى بصعود نجم الشعر الحر الذي لم يعد يؤجج في السواد الأعظم منا أحاسيس الذوق والجمال
* قال (مفدي زكريا) رحمه الله :
رسالة الشعر في الدنيا مقدسة ***** لولا النبوة كان الشعرقرآنا
وعابثين أرادوا الشعر مهزلة ***** فأصموا بسخيف القول آذانا
تنكروا للقوافي حين أعجزهم ***** صوغ القوافي وضلوا عن ثنايانا
فأين من جرس الإيقاع خَلْطُكم ***** ما الشعر؟ إن لم يكن دوحًا وأغصانا
من الضرورة بمكان تنشئة الأطفال على سماع وحفظ الفصيح من كلام العرب، شعرا ونثرا وذلك لاكتساب اللغة العربية لغة القرآن ولغة أهل الجنة ورمز الهوية.