الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وبعد:
حديثنا اليوم إن شاء الله عن خطر مواقع التواصل وخصوصا الفيس بوك إنه كارثة حقيقية على المجتمع المسلم بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
يا أراذل القوم وبادي الرأي أهكذا هم أتباع النبي صلى الله عليه وسلم أهكذا أتباع الصحابة الكرام وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رضي الله عنهم
أجمعين.
أهكذا هم أحفاد السيدة خديجة رضي الله عنها أهكذا يكون حال من يدعي حب النبي صلى الله عليه وسلم أهكذا من تدعي القدوة في أزواج النبي صلى الله
عليه وسلم وبنات النبي صلى الله عليه وسلم وأزواج الصحابة رضوان الله عليهن أجمعين الطاهرات العفيفات والصادقات التي كانت الواحدة منهن تستحيي
حتى أثناء حملها على اللحد أن تجسمها ثياب الكفن لا حوله ولا قوة إلا بالله أين الدين أين القدوة أين إتباع السلف .
عذرا كلامي موجه إلى كل أصحاب الردود الساقطة خاصة وأصحاب التعليقات الرديئة والفيديوهات الدنيئة أين أنتم من قوله عز وجل
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً
عَظِيماً "أين أنتم من قول النبي صلى الله عليه وسلم " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ
وماذا عن قوله تعالى " مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ]
إلى كل أصحاب الردود الساقطة خاصة وأصحاب التعليقات الرديئة والفيديوهات التي تفضح وتشهر بالمسلمين والمسلمات وولاة أمور المسلمين إذا
هممتم بكتابة أي ردا ساقطا أو أي فيديو مفبرك لا تعلمون مصدره ألا تتذكر قوله صلى الله عليه وسلم " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ
مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ "[9]
يا أصحاب الردود الساقطة وأصحاب التعليقات الرديئة عندما تريدون إثارة الفتنة ألا تتذكرون قوله عز وجل (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ
القَتْلِ ]
عندما تريدون التشهير بالغير والكذب عليهم وإلصاق التهم والكذب زورا وبهتانا وفيديوهات مفبركة بما ليس فيه ألا تتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم
) كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ "]
ألا يأثر فيكم قوله عز وجل(( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ
نَادِمِين )
وقوله تعالى " إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ]
وإذا جأتم تتحدثون في الدين بغير علم ألا تستحيون من قوله تعالى " وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ
لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ]
وقوله عز وجل ((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ))والمشكلة الكبرى أنهم من بني جلدتنا فلو كان الأمر آت من غير
المسلمين لكان الواحد منا يقول هؤلاء ليس لهم لا ملة ولا دين ولا يؤمنون بالبعث ولا بما بعد البعث ولا كن الأمر أدهى وأمر اللهم لا توا خذنا بما فعل
السفهاء منا.
أما ما تبقى من الكلام فهو موجه إلى كل أصحاب الردود الهادفة الطيبة الصادقة المعبرة عن انتمائهم إلى الإسلام قولا وعملا في السر والعلن أقول لكم
أيها الأحب في الله أتركوا في كل منتدى تدخلونه حديث لطيف,
أو دعاء أو ذكر لله, أو موعظة أو تذكرة أو آية من كتاب الله عز وجل .
أتركوا أي أثر جميل .. دعوا المنتديات ومواقع التواصل تشهد لكم لا عليكم
{قال تعالى (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا}
وقال{ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا }
لا تكونوا كبعض الأصناف الذين تقدم ذكرهم -
يريدون أن يميلوا بالأمة ميلا، وأكد الله عز وجل هذا الميل بأنه عظيم، إذ لا يكتفون بالإغواء بل يريدون أن يميلوا بالمجتمع إلى الحضيض والعياذ بالله.
والذين نسأل الله لنا ولهم الهداية أو أن يكفنا الله شرهم ويبعد أذاهم عنا أو أن يرينا الله فيهم آية وأن يعاملهم الله بما يستحقون.
أيها الأحبة في الله ينبغي علينا نحن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم أن ننزه ألسنتنا وأقوالنا وأسماعنا عن اللغو وأن نربي أنفسنا ونوصي أصدقائنا
وأحبائنا على الطيب من القول.
تحياتي لكل الرائعين الطيبين
وإلى لقاء آخر إن شاء الله