جامعة قسنطينة2 تنظم ملتقى دولي حول: التواصل الثقافي ودوره في تجديد الفكر العربي المعاصر أيام 27 – 28 - 29 أفريل
التواصل بين الأمم والشعوب الفعل الأساسي لانتشار الحضارات الإنسانية وتطورها، انطلاقا من وعائها الثقافي الذي تنشأ وتنمو وتتطور في إطاره، ومن طبيعة الحضارات أن تلقي بظلالها على شعوب أخرى، مشكِّلة حلقة من حلاقات التواصل الثقافي والحضاري.
إن الأمة العربية والإسلامية بدورها كانت إحدى محطات هذه الحضارة، لكن نتيجة لظروف تاريخية متراكمة تم إزاحتها عن ساحة الفعل الحضاري، ونهض الغرب انطلاقا من علومها وحضارتها، كما نهض العرب المسلمون قديما بعلوم اليونان وثقافات الفرس والهند. وبانحطاط الإمبراطورية العثمانية، انكشف عجز واضح في عدم قدرتها على مجابهة التطور الغربي المتسارع في كافة المجالات العلمية والاجتماعية، فجنحت إلى الاستبداد والانغلاق. لكن بعض رجال الفكر عملوا على تهيئة العقل العربي لتناول أفكار جديدة مستنيرة، تقوم عليها نهضة الأمة من جديد.
لقد كان لاتصال العرب بالغرب الأوروبي نهاية القرن الثامن عشر وخلال القرن التاسع عشر، دور في ظهور بوادر نهضة فكرية لدى العرب والمسلمين، ومحاولة لتطوير أنفسهم على نمط الحضارة الغربية، وهو مسعى سلكه أغلب رواد تلك الفترة من أمثال: رفاعة الطهطاوي، وخير الدين التونسي وغيرهم ممن تعلموا في البلاد الأوربية. ونتج عن هذا التواصل جدل فكري وحضاري لا يخرج عن الإطار الثقافي، وحدود المساحة الجغرافية التي شكل حلبة لصراع إيديولوجي من جهة وفرصة لتلاقح الأفكار من جهة أخرى.
إن الثقافة من خلال مفهومها الواسع بوصفها أسلوب حياة نمطا معيشيا لشعب من الشعوب تفقد معناها إن لم تكن قائمة على تواصل، سواء أكان بين الإنسان والأشياء أم بين إنسان وإنسان أم بين مجتمعين، من هنا تستمد كل من الأفكار والأشياء القيمة الثقافية، قيمة تقوم على طبيعة علاقتها بالفرد، وهذه الصلة تجسد لنا العلاقة المتبادلة بين سلوك الفرد وأسلوب الحياة في مجتمع معين أو مجموعة من المجتمعات، وهو التوجه الذي يعبر عنه رأي مالك بن نبي في أن تحديد التبادل الفعال الذي يساعد على تكوين ثقافة معينة، ينطلق من النظر إلى المحيط الثقافي الذي يمكِّن الإنسان من التحرك في حدوده، ليحدث تأثيرا عن طرق التبادل، كما يرى أن الثقافة تشكل جوا من الأوزان والأنغام والعادات والتقاليد والأشكال والأوزان والحركات، التي تطبع حياة الإنسان.
من خلال التواصل الذي حدث بين العرب و الغرب الأوربي منذ القرن التاسع عشر، طرحت قضية النهضة العربية وبرزت من خلالها إشكالية تحديد الأطر الثقافية التي تقوم عليها العلاقة التواصلية بين مجتمعين مختلفين اختلافا جذريا في تلك الفترة، في ظل هذا الإشكال طرحت عديد التساؤلات ولا تزال تطرح إلى اليوم، منها: كيف يمكن للعرب المسلمين أن ينهضوا بأنفسهم ويصلوا إلى ما وصلت إليه أوربا؟ وما هي الوسائل التي يعتمدونها في تحقيق ذلك ؟ وكيف يمكن أن يستفيدوا من ثقافة الآخر ؟ وهل ذلك يتوافق مع خصوصيتهم الثقافية والدينية، أم أنه يتعارض معها؟
إشكالية أخرى تطرح على المستوى العربي، وهي أننا إذا تمكَّنا من تشكيل ثقافة تواصلية مع الآخر - رغم اختلاف الخلفية الثقافية و الحضارية بيننا وبينه - فما عوائق التواصل الثقافي العربي – العربي؟ وهنا تطرح تساؤلات عديدة منها: هل من الضروري توحيد الرؤية لتحديد آليات التواصل مع الآخر ؟ وكيف يمكننا تأسيس ثقافة تواصلية بين المجتمعات العربية؟ وما هي آليات التواصل الثقافي العربي – العربي؟ وكيف يمكن تجاوز حالة الصدام الثقافي إلى حالة التواصل البناء؟ وهل يمكن أن نحدث تواصل بين ثقافة العامة وثقافة النخبة في العالم العربي؟
إن فعل التواصل بين العرب و الغرب الأوروبي لا ينفصل عن فعل التواصل العربي – العربي، سواء على المستوى المحلي أو المستوى الإقليمي، ذلك أن ثمار التواصل مع الآخر لا تكون نافعة وفعالة، إلاّ إذا تم توظيفها واستغلالها في إطار رؤية عربية موحدة، من أجل دفع الأمة إلى تجديدٍ فعَّالٍ لفكرها المتناثر.
تحليل الأسئلة السابقة وفق هذا المنظور، يقودنا إلى البحث في إشكالية تجديد الفكر العربي المعاصر، من خلال مجموعة من المقارنات سواء على مستوى العناصر، أو على مستوى الزمن، أي المقابلة بين الحاضر والماضي والمستقبل بناء على ثنائية، مثل : الحاضر والماضي، والتراث والأصالة، والتقدم والتأخر، والأنا والآخر، والشرق والغرب. وبالتالي إن هذه الأطروحات المعرفية لا تخلو من مآزق وإشكاليات فكرية وعملية.
محاور الملتقى:
المحور الأول: التواصل بين العرب والغرب الأوروبي ودوره في بعث النهضة العربية.
- البعثات العلمية العربية إلى أوربا:
- محاولات العرب لمواكبة التطور العلمي:
- الثقافة بين الصدام والتواصل:
- الاستشراف والتواصل:
- الفكر العربي من الحداثة إلى ما بعد الحداثة:
المحور الثاني: التواصل الثقافي بين الأقطار العربية وأثره في تجديد الفكر العربي المعاصر.
- إشكالية التواصل بين المشارقة والمغاربة:
- النهضة العربية الحديثة والتواصل الثقافي:
- التعددية الثقافية وثقافة الآخر في العلم العربي:
- التعصب الإيديولوجي والفكري في العالم العربي:
- تأسيس ثقافة تواصلية جديدة:
- آليات التواصل الثقافي العربي:
- ثقافة العامة وثقافة النخبة:
المحور الثالث: تجديد الفكر العربي المعاصر وإشكالية الهوية.
- نقد الفكر العربي:
- الهوية الثقافية وتجديد الفكر العربي:
- الفضاء الافتراضي والتواصل الثقافي:
- مستقبل الثقافية العربية في العالم الافتراضي :
- التواصل الثقافي وثقافة التنوع:
المحور الرابع: التواصل العربي – الآسيوي وتجديد الفكر العربي:
- نموذج التجربة اليابانية في الثقافة العربية:
- التواصل الحضاري الآفرو-آسيوي:
- قراءات في مشروع مالك بن نبي الحضاري:
- التعليم والبحث العلمي بين التجربة العربية وتجربة دول شرق آسيا:
المحور الخامس: مراكز البحوث والدراسات وفكر ما بعد المشاريع الكبرى.
- ثقافة الحرية والممارسة السياسية في العالم العربي:
- تحديات المثقف العربي في ظل وسائط الاتصال المعاصر .T.I.C
- دور مراكز البحوث والدراسات في مشروع التجديد العربي:
- فكر ما بعد مشاريع النهضة العربية:
- حركة الترجمة ودورها في فكر ما بعد المشاريع الكبرى:
- إشكاليات الترجمة وخصوصية الثقافة العربية الإسلامية:
* انعقد الملتقى الدولي الموسوم بـ: التواصل الثقافي ودوره في تجديد الفكر العربي المعاصر
أيام 27 - 28 - 29 أبريل 2015.
- إرسال ملخص المداخلات يكون قبل يوم: 31 يناير 2015.
- إرسال المداخلات كاملة يكون قبل يوم: 31 مارس.2015
dehdouhar( )yahoo.fr
hali.noureddine( )yahoo.
..