البطاطا وصيانة التربة
تساعد زراعة فرش الوقاية (المَلش) والبطاطا "من دون حراثة" على تخفيض تدهور التربة وانجرافها وتلوثها بالنترات الذي كثيراً ما ينجم عن إنتاج البطاطا
نقاط رئيسية
تتضمن زراعة البطاطا عادة حرث التربة بصورة مكثفة عبر فترة الزراعة كلها، ما يؤدي الى تدهور التربة وانجرافها وترشيح النترات داخلها. حيث يجري خلال تجهيز التربة للزراعة تفكيك الطبقة العلوية منها، وكذلك سحق التربة الى كتل صغيرة خصوصاً في التربة اللزجة لمنع تكون الكتل الطينية في أماكن غرس البطاطا. كما تنطوي إزالة الأعشاب والحصاد باستخدام الوسائل الميكانيكية على تحريك مكثف للتربة.
غير أن الزراعة المحافظة على الموارد – نظام إنتاج محاصيل يتسم بالاقتصاد في استخدام الموارد– تقدم عدة أساليب مفيدة لصيانة التربة في مجال انتاج البطاطا.
زراعة فرش وقاية للبطاطا
إن بالامكان تخفيض خطر انجراف التربة وترشيح النترات داخلها الذي ينتشر في نظم زراعة البطاطا التقليدية التي تقوم على اساس الحراثة، وذلك من خلال استخدام أسلوب زراعة فرش الوقاية (الملش). حيث يجري تجهيز أماكن غرس البطاطا قبل الزراعة بمدة طويلة (اذا كان من المزمع زراعة البطاطا في الربيع فيتم تجهيز هذه الأماكن قبل الشتاء) ثم بذر محصول سماد أخضر للتغطية. وفي وقت لاحق يجري غرس البطاطا داخل أماكن الغرس التي يكون قد غطّاها فرش الوقاية المكون من محصول السماد الميت.
أما في الزراعة الآلية فيتم تجهيز آلات الغرس بأقراص خاصة لشق فتحات في فرش الوقاية وعمل أماكن لغرس البطاطا. حيث يعمل فرش الوقاية على حماية التربة من الانجراف خلال الأسابيع الأولى من عمر المحصول. ومع نمو نباتات البطاطا تؤدي إعادة تشكل أماكن الغرس الى دمج فرش الوقاية فيها. ويمكن بذر محصول سماد أخضر آخر لدى اقتراب انتهاء فترة محصول البطاطا، أي حينما تبدأ نباتاتها بالذبول. حيث يساعد محصول التغطية على تجفيف أماكن غرس البطاطا ما يسهم في انتاج درنات أكبر الى جانب خفض مخاطر إتلافها أثناء الحصاد. وبعد ذلك يفصل السماد الأخضر عن البطاطا باستخدام حصادة بطاطا آلية ويترك كفرش وقاية للتغطية، ما يحمي التربة من الانجراف.
مزايا الزراعة المحافظة على الموارد
تهدف الزراعة المحافظة على الموارد الى تعزيز العمليات البيولوجية الطبيعية فوق الأرض وتحت الأرض معاً. وهي ترتكز الى ثلاثة مبادئ: تخفيض تحريك التربة بواسطة الآلات، وتوفير غطاء عضوي دائم للتربة، وتنويع الدورات المحصولية للمحاصيل الحولية والزراعات المترافقة للمحاصيل المعمرة. حيث تؤدي هذه الزراعة من خلال تخفيض تحريك التربة الى ايجاد تقوب مسامية عمودية كبيرة داخل التربة تيسّر ترشيح مياه الأمطار الزائدة الى طبقة التربة السفلية، كما تحسّن تهوية طبقات التربة العميقة وتيسّر اختراق الجذور للتربة.
يذكر أنه يجري استخدام الزراعة تحت فرش الوقاية في انتاج البطاطا في ألمانيا وسويسرا، وعلى وجه الخصوص في مستجمعات مياه الأمطار التي قد تكون مصادر مياه الشرب فيها معرضة للتلوث بالنترات في طرق الزراعة التقليدية. غير أنه بالرغم من تخفيض زراعة البطاطا تحت فرش الوقاية لخطر الانجراف وترشيح التنرات، فانها تنطوي على قدر كبير من التحريك للتربة.
"البطاطا المزروعة من دون حراثة"
يمكن تعزيز صيانة التربة بصورة أكبر وذلك باستخدام أسلوب أساسي من أساليب الزراعة المحافظة على الموارد هو الزراعة "من دون حراثة". حيث يجري غرس البطاطا بضغطها داخل سطح التربة ثم تغطيتها بطبقة كثيفة من فرش الوقاية، ويفضل أن يكون هذا الفرش من القش لأنه يتميز بالثبات النسبي ولا يتعفن بصورة سريعة. (ومن الضروري إبقاء البطاطا في الظلام لتجنب تكون الكلوروفيل الذي يجعل الدرنات خضراء ومرّة وسامة.)
كما يمكن استخدام أغطية من البلاستيك الأسود في المناطق الجافة تحت الري كفرش وقاية، مع عمل تقوب في غطاء البلاستيك كي تتيح لنباتات البطاطا أن تنمو عبرها. حيث تتكون درنات البطاطا الصغيرة تحت فرش الوقاية ولكن فوق سطح التربة. وخلال الحصاد تتم ازالة الأغطية البلاستيكية و"جمع" درنات البطاطا. غير أن "البطاطا المزروعة من دون حراثة" لا تزرع حالياً إلا في حقول صغيرة باستخدام العمالة اليدوية فحسب، حيث تزرع في بيرو تحت الأغطية البلاستيكية وفي جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تحت قش الأرز.