الجهة,المكان,الحد,الحيز ,وخزعبلات أخرى هنا تفنيدها - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الجهة,المكان,الحد,الحيز ,وخزعبلات أخرى هنا تفنيدها

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-09-22, 16:28   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
بوشادى
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بوشادى
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الجزائري مشاهدة المشاركة
شكرا على النصيحة لكن إذا لم تفهم شيئا فلابأس أن تدعه يكتب
مادام لم يكتب شيئا يخالف العقيدة في نظرك أو من الأحســـن أن تختصر أنت كلامه ..

فلتختصر لنا انت اخى على فأنا أثق فيك

ولك الخير من المولى عز وجل








 


قديم 2010-09-22, 16:51   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
عــــادل الميـــلي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
فإن لا زم الحق حق,ومالزم من إثبات كمال الرب ليس ‏بنقص

من لوازم علوّ الله تعالى الحسّي أنّ من إرتفع في السماء إقترب من الله .. فما قولك أخي الكريم؟









قديم 2010-09-22, 17:54   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عــــادل الميـــلي مشاهدة المشاركة
من لوازم علوّ الله تعالى الحسّي أنّ من إرتفع في السماء إقترب من الله .. فما قولك أخي الكريم؟
أخي الكريم ..
إمّا أنك تنكر علو الله على خلقه فنحن نسألك أخي أين الله ؟!
و أما شبهتك فأجاب عنها السلف الصالح فيما يتعلق بأسماء الله و صفاته :
أمرّوها كما جاءت ..
السلف إذا قالوا : بأن الله علي على خلقه لم يتفصلوا فيما تفصّلت به و كفى بإمامنا
المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم حجة لما سأل الجارية أين الله فقالت في السماء ...
فقال : اعتقها فإنها مؤمنة


وفقنا الله و إياكم لمنهج السلف الصالح









قديم 2010-09-23, 14:31   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
عــــادل الميـــلي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الجزائري مشاهدة المشاركة

أخي الكريم ..

إمّا أنك تنكر علو الله على خلقه فنحن نسألك أخي أين الله ؟!

قريب مجيب ..

اقتباس:
و أما شبهتك فأجاب عنها السلف الصالح فيما يتعلق بأسماء الله و صفاته :
اقتباس:
اقتباس:
أمرّوها كما جاءت ..

السلف إذا قالوا : بأن الله علي على خلقه لم يتفصلوا فيما تفصّلت به و كفى بإمامنا

المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم حجة لما سأل الجارية أين الله فقالت في السماء ...

فقال : اعتقها فإنها مؤمنة


وفقنا الله و إياكم لمنهج السلف الصالح

يا أخي الكريم إن لم تكن عندكَ إجابة لسؤالي فغيرُكَ عنده .

أمّا ذكرك لقول السلف :أمرّوها كما جاءت ..


فكان يحسُن بك أخي الكريم ذكرها لصاحب الموضوع فقد أجاب على :



اقتباس:
اقتباس:
1/شبهة الحيز والمكان و الحد

2/شبهة الجهة

3/شبهة التشبيه

4/شبهة التجسيم:


5/الشبهة الخامسة ‏‎:‎‏ قولهم ‏‎:‎‏ لو كان الخالق فوق العرش لكان حامل ‏العرش حاملا لمن فوق العرش فيلزم احتياج الخالق للمخلوق.

.

.

.

.

.


10/شبهة العاشرة ‏‎:‎‏ يستدل المشتغلون بعلم الكلام بقول النبي صلى الله عليه وسلم((أنت الظاهر فليس فوقك شيء,وأنت ‏الباطن فليس دونك شيء))(1) على نفي علو الله .‏




وفي إنتظار الإجابة .










قديم 2010-09-23, 21:24   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صهيب64 مشاهدة المشاركة
اخي جمال والله لو تختصر نصف مجهودك و تكتب لنا ما تريد ان تقوله في بعض الاسطر يكون افيد لنا و لك
فانا اجزم و لا اعلم الغيب ان 99 بالمائة من المنتسبين للمنتدى لا يقرؤوون ما تكتب لانه من المستحيل القبوع اما م شاشة لساعة لقراءة موضوع مثل ما تكتب
ملاحضة ارجو ان تقبلها و انا واحد من الذين قرؤا لك في منتديات اخرى ان تبتعد قليى عن مواضيع العقيدة لانها ليست متاحة لكل الناس و الخوض فيها مساوئها اكثر من محاسنها و ان نقول مثل ما قالوا اللهم ارزقنا ايمان العجائز
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على نصيحتك وتوجيهك فهذا شرف لي..إلا أنه لو كنا في زمن السلف الصالح لكان ينفع لكن بعد أن ظهرت البدع العقائدية والشبهات الفلسفية كان ولا بد من تصفية هذه البدع والرد عليها بالرد المفصل بدلا من المختصر ليتبن الحق ويتصفى الدين مما دخل عليه.
أما عن القراء فموضوعي موجه فقط لمن قد يتأثر بشبهات من الذين تأثروا بعلم الكلام بارك الله فيك.









قديم 2010-09-23, 21:32   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أخي الفاضل(عادل الميلي) موضوعي لم يكتمل بعد فقد حرصت على جمع كل الشبهات التي وجدتها سواء في كتب الفلاسفة وأهل الكلام أو من خلال حواراتي في منتديات فأرجوا أن تصبر-أرشد الله لطاعته-.









قديم 2010-09-23, 21:34   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة الحادية عشر ‏‎:‎‏ ‏
قال الجويني ‏‎: ‎‏ ((فإن استدلوا-يعني أهل السنة-بظاهر قوله تعالى(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)‏‎]‎طه5‏‎[‎‏ فالوجه ‏معارضتهم بآي يساعدونا على تأويلها ‏‎:‎‏ منها قوله تعالى((وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ))‏‎]‎الحديد4‏‎[‎‏ ...فنسألهم ‏عن معنى ذلك ,فإن حملوه على كونه معنا بالإحاطة والعلم ,لم يمتنع حمل الاستواء على القهر والغلبة))(1)‏

والجواب عليه ‏‎:‎
قال ابن قدامة ‏‎‎رحمه الله‎ :‎‏ قلنا نحن لم نتأول شيئا وحمل هذه اللفظات على هذه المعاني ليس بتأويل لأن ‏التأويل‎ ‎صرف اللفظ عن ظاهره وهذه المعاني هي الظاهر من هذه الألفاظ بدليل أنه المتبادر إلى‎ ‎الأفهام منها وظاهر اللفظ هو ما يسبق إلى الفهم منه حقيقة كان أو مجازا‎ ‎ولذلك كان ظاهر ‏الأسماء العرفية المجاز دون الحقيقة كاسم الراوية و الظعينة وغيرهما‎ ‎من الأسماء العرفية فإن ظاهر هذا ‏المجاز دون الحقيقة وصرفها إلى الحقيقة يكون‎ ‎تأويلا يحتاج إلى دليل وكذلك الألفاظ التي لها عرف ‏شرعي وحقيقة لغوية كالوضوء‏‎ ‎والطهارة والصلاة والصوم والزكاة والحج إنما ظاهرها العرف ‏الشرعي دون الحقيقة‎ ‎اللغوية.‏
وإذا تقرر هذا فالمتبادر إلى الفهم من قولهم الله معك أي بالحفظ و‎ ‎الكلاءة ولذلك قال الله تعالى ‏فيما أخبر عن نبيه إذ يقول لصاحبه(( لا تحزن إن الله‏‎ ‎معنا التوبة)) 40 وقال لموسى(( إنني ‏معكما أسمع وأرى)) طه 46 ولو أراد أنه بذاته مع كل‏‎ ‎أحد لم يكن لهم بذلك اختصاص ‏لوجوده في حق غيرهم كوجوده فيهم ولم يكن ذلك موجبا لنفي‎ ‎الحزن عن أبي بكر ولا علة له‎
‎ ‎فعلم أن ظاهر هذه الألفاظ هو ما حملت عليه فلم‎ ‎يكن تأويلا ثم لو كان تأويلا فما نحن تأولنا ‏وإنما السلف رحمة الله عليهم الذي ثبت‎ ‎صوابهم ووجب اتباعهم هم الذين تأولوه فإن ابن عباس ‏والضحاك ومالكا وسفيان وكثيرا من‎ ‎العلماء قالوا في قوله وهو معكم أي علمه ثم قد ثبت‎ بكتاب الله والمتواتر عن‎ ‎رسول الله وإجماع السلف أن الله تعالى في السماء على عرشه وجاءت ‏هذه اللفظة مع‎ ‎قرائن محفوفة بها دالة على إرادة العلم منها وهو قوله(( ألم تر أن الله يعلم ما في‏‎ ‎السموات وما في الأرض ))(المجادلة 7) ثم قال في آخرها ((إن الله بكل شيء عليم)) فبدأها‏‎ ‎بالعلم ‏وختمها به ثم سياقها لتخويفهم بعلم الله تعالى بحالهم و أنه ينبئهم بما‎ ‎عملوا يوم القيامة ويجازيهم ‏عليه.‏‎
وهذه قرائن كلها دالة على إرادة العلم فقد‎ ‎اتفق فيها هذه القرائن ودلالة الأخبار على معناها ‏ومقالة السلف وتأويلهم فكيف يلحق‎ ‎بها ما يخالف الكتاب والأخبار ومقالات السلف فهذا لا ‏يخفى على عاقل إن شاء الله تعالى وإن خفي فقد كشفناه وبيناه بحمد الله‎ ‎تعالى(2)‏

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ‏‎:‎‏ ((ولا يحسب الحاسب أنَّ شيئا من ذلك يناقض بعضه بعضا‎ ‎ألبتة؛ مثل‎ ‎أن يقول القائل: ما في الكتاب والسنة من أن الله فوق العرش يخالفه في الظاهر من‎ ‎قوله تعالى‎ ‎ وَهُوَ مَعَكُمْ‎ ‎أَيْنَ ‏مَا كُنْتُمْ‎ ‎ وقوله صلى الله عليه وسلم‎: ‎(( إذ قام‎ ‎أحدكم إلى الصلاة فإنّ الله قِبل وجهه‎)) ‎ ونحو ذلك فإن هذا ‏غلط، وذلك أن الله‎ ‎معنا حقيقة، وهو فوق العرش حقيقة؛ كما جمع الله بينهما في قوله تعالى‎: ‎ (الَّذِي خَلَقَ ‏السَّمَاوَاتِ وَالأََرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ‎ ‎اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأََرْضِ وَمَا يَخْرُجُ‎ ‎مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ ‏مَعَكُمْ‎ ‎أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ‎ ‎ ‎.‎
فأخبر أنه فوق العرش يعلم كل شيء، وهو معنا أينما كنا؛ كما قال النبي صلى الله‎ ‎عليه وسلم في حديث ‏الأوعال‎: ‎ (والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه)‎ ‎ ‎.‎
وذلك أن كلمة "مَعَ" في اللغة إذا أُطلقت فليس ظاهرها في اللغة إلا المقارنة‏‎ ‎المطلقة من غير وجوب مماسة ‏أو محاذاة عن يمين وشمال، فإذا قُيدت بمعنى من المعاني‎ ‎دلت على المقارنة في ذلك المعنى، فإنه يقال: ما زلنا ‏نسير والقمر معنا أو والنجم‎ ‎معنا، ويقال: هذا المتاع معي لمجامعته لك، وإن كان فوق رأسك؛ فالله مع ‏خلقه حقيقة‎ ‎وهو فوق عرشه حقيقة‎. ‎

هذه المعية تختلف أحكامها بحسب الموارد، فلما قال: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا} إلى قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [15] دل ظاهر الخطاب على أن ‏حكم هذه المعية ومقتضاها أنه مطلع عليكم، شهيد عليكم، ومهيمن عالم بكم. وهذا معنى قول السلف: أنه معهم بعلمه، وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته.‏
وكذلك في قوله: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} إلى قوله: {هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [16].‏
ولما قال النبي ‏ لصاحبه في الغار: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا} [17] كان هذا أيضا حقًا على ظاهره، ودلت الحال على أن حكم هذه المعية هنا معية الاطلاع، ‏والنصر والتأييد.‏
وكذلك قوله تعالى: {إِنَّ الله مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} وكذلك قوله لموسى وهارون: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} . هنا المعية على ‏ظاهرها، وحكمها في هذه المواطن النصر والتأييد.‏
وقد يدخل على صبي من يخيفه فيبكي، فيشرف عليه أبوه من فوق السقف فيقول: لا تخف أنا معك أو أنا هنا، أو أنا حاضر ونحو ذلك. ينبهه على المعية الموجبة ‏بحكم الحال دفع المكروه ففرق بين معنى المعية وبين مقتضاها، وربما صار مقتضاها من معناها، فيختلف باختلاف المواضع.‏
فلفظ المعية قد استعمل في الكتاب والسنة في مواضع، يقتضي في كل موضع أمورًا لا يقتضيها في الموضع الآخر، فأما أن تختلف دلالتها بحسب المواضع، أو ‏تدل على قدر مشترك بين جميع مواردها وإن امتاز كل موضع بخاصية فعلى التقديرين ليس مقتضاها أن تكون ذات الرب عز وجل مختلطة بالخلق، حتى يقال: قد ‏صرفت عن ظاهرها.))(3)‏
‏((فبهذا الجمع والتوفيق بين نصوص العلو، وبين نصوص المعية تلتئم النصوص، وتنسجم، وتفسر بعضها ‏بعضاً، لا تتنافر ولا تتضارب، ولله الحمد والمنة))(4).‏

وهذا الذي كان عليه سلف الأمة من أهل القرون المفضلة
قال الحافظ ابن عبد البر - وهو يناقش نفاة العلو-: "وأما احتجاجهم بقوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ‏ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}، ‏فلا حجة لهم في ظاهر هذه الآية لأن علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل هذه ‏الآية: هو على العرش وعلمه في كل مكان، وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله"(5).‏

قال الشيخ محمد أمان جامي رحمه الله ‏‎:‎‏ ((وهذا الكلام من ابن عبد البر لا يعني إلا الإجماع، وإذا أضفناه ‏إلى ما تقدم من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وكلام تلميذه ابن القيم، وكلام من نقلنا كلامهم من الأئمة ‏والعلماء، إن مجموع ذلك يفيد ضرورة أن هذا المفهوم هو المفهوم الوحيد الذي كان عليه المسلمون ‏الأولون قبل أن تظهر فرق أهل الكلام التي فرقت المسلمين بآرائها وفلسفتها، ولقد كان المسلمون في ‏عافية من شرهم.))(6)‏
وقال ابن رجب الحنبلي((وحكى ابن عبد البر وغيره إجماع العلماء من الصحابة ‏والتابعين في تأويل قوله تعالى {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} أن المراد علمه، وكل هذا ‏قصدوا به رد قول من قال إنه تعالى بذاته في كل مكان"7



يتبع.........




‏(1)الإرشاد للجويني(ص113-114).‏
‏(2)ذم التأويل(ص45-46).‏
‏(3)مجموع الفتاوى(5/231)‏
‏(4)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة للعلامة محمد أمان جامي رحمه الله.‏
‏(5) التمهيد 7/139.‏
‏(6) الصفات الإلهية للشيخ محمد أمان جامي رحمه الله.‏
‏(7) فتح الباري لابن رجب 2/331-332.‏










قديم 2010-09-23, 21:37   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الآثار والأقوال المروية عن أئمة السلف في الجمع بين صفتي العلو والمعية ‏‎:‎





وإليك الآثار الواردة في ذلك مرتبة ترتيباً زمانياً ‏:




‏1 - قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "ما بين السماء القصوى والكرسي ‏خمسمائة عام، ويبن الكرسي والماء كذلك، والعرش فوق الماء والله فوق العرش، ولا ‏يخفى عليه شيء من أعمالكم"[1]‏
‏2 - قول كعب الأحبار رحمه الله[2]‏
قال: "قال الله في التوراة: أنا الله فوق عبادي، وعرشي فوق خلقي، وأنا على ‏عرشي، أدبر أمر عبادي، ولا يخفى علي شيء في السماء، ولا في الأرض"[3].‏
‏3 - قول عبد الله بن المبارك رحمه الله (181 هـ)‏
ثبت عن علي بن الحسن بن شقيق، شيخ البخاري، قال: قلت لعبد الله ابن المبارك ‏كيف نعرف ربنا؟ قال: "في السماء السابعة على عرشه".‏
وفي لفظ "على السماء السابعة على عرشه، ولا نقول كما تقول الجهمية إنه ‏هاهنا في الأرض".‏
وقال أيضاً: سألت ابن المبارك: كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا؟. قال: "على ‏السماء السابعة، على عرشه، ولا نقول كما تقول الجهمية إنه هاهنا في الأرض"[4].‏
‏4 - قول أبي يوسف[5] صاحب أبي حنيفة رحمه الله (182 هـ)‏
جاء بشر بن الوليد إلى أبي يوسف فقال له: "تنهاني عن الكلام وبشر المريسي، ‏وعلي الأحول، وفلان يتكلمون، فقال: وما يقولون؟ قال: يقولون: إن الله في كل ‏مكان. فبعث أبو يوسف فقال: علي بهم، فانتهوا إليهم، وقد قام بشر، فجيء بعلي ‏الأحول والشيخ -يعني الآخر-، فنظر أبو يوسف إلى الشيخ وقال: لو أن فيك موضع ‏أدب لأوجعتك، فأمر به إلى الحبس، وضرب عليا الأحول وطوَّف به"[6].‏
‏5 - قول علي بن عاصم الواسطي[7] رحمه الله (201هـ)‏
وقال يحي بن علي بن عاصم[8]: "كنت عند أبي، فاستأذن عليه المريسي، فقلت ‏له: يأبه مثل هذا يدخل عليك! فقال: وماله؟؛ قلت: إنه يقول إن القرآن مخلوق، ويزعم ‏أن الله معه في الأرض، وكلاما ذكرته، فما رأيته اشتد عليه مثل ما اشتد عليه في القرآن ‏أنه مخلوق، وأنه معه في الأرض"[9].‏


‏6 - قول أصبغ بن الفرج المالكي[10] رحمه الله (225 هـ)‏
‏"وهو مستو على عرشه وبكل مكان علمه وإحاطته"[11]‏


‏7 - قول بشر الحافي[12] رحمه الله (227 هـ)‏
‏"والإيمان بأن الله على عرشه كما شاء، وأنه عالم بكل مكان، وأن الله يقول، ‏ويخلق، فقوله كن ليس بمخلوق"[13].‏
‏8 - قول حماد بن هنَّاد[14] رحمه الله (230 هـ)‏
قال: "هذا ما رأينا عليه أهل الأمصار وما دلت عليه مذاهبهم فيه، وإيضاح ‏مناهج العلماء وطرق الفقهاء، وصفة السنة وأهلها أن الله فوق السماء السابعة على ‏عرشه بائن من خلقه وعلمه وقدرته وسلطانه بكل مكان"[15].‏
‏9 - قول أحمد بن نصر الخزاعي[16] الشهيد رحمه الله (231 هـ)‏
قال إبراهيم الحربي فيما صح عنه: قال أحمد بن نصر وسئل عن علم الله فقال: ‏‏"علم الله معنا وهو على عرشه"[17].‏
‏10 - قول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (241 هـ)‏
قال يوسف بن موسى القطان: وقيل لأبي عبد الله: الله فوق السماء السابعة على ‏عرشه، بائن من خلقه، وعلمه وقدرته بكل مكان. قال: "نعم"[18].‏
قال أحمد بن حنبل رحمه الله في كتاب "الرد على الجهمية" مما جمعه ورواه عبد الله ‏ابنه عنه: ‏
‏"باب بيان ما أنكرت الجهمية أن يكون الله على العرش، قلت لهم: أنكرتم أن ‏يكون الله على العرش، وقد قال {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}؟
فقالوا: هو تحت الأرض السابعة، كما هو على العرش، وفي السموات والأرض.‏
فقلنا: قد عرف المسلمون أماكن كثيرة ليس فيها من عظمة الرب شيء، ‏أجسامكم وأجوافكم والأماكن القذرة ليس فيها من عظمته شيء، وقد أخبرنا عز وجل ‏أنه في السماء فقال تعالى {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ‏أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً} {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ ‏الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}، {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}، {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ}، {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ ‏فَوْقِهِمْ}، فقد أخبرنا سبحانه أنه في السماء"[19].‏
‏11 - قول الحارث بن أسد المحاسبي[20] (243هـ)‏
قال: "وأما قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} ‏‏{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} {إِذاً لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً} {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ ‏الطَّيِّبُ} هذا يوجب أنه فوق العرش فوق الأشياء كلها متنزه عن الدخول في خلقه ‏لايخفى عليه منهم خافية لأنه أبان في هذه الآيات أنه أراد أنه بنفسه فوق عباده؛ لأنه ‏قال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} يعني فوق العرش، والعرش على ‏السماء لأن من قد كان فوق كل شيء على السماء، في السماء وقد قال {فَسِيحُوا فِي ‏الأَرْضِ}يعني علي الأرض لايريد الدخول في جوفها...."[21]‏
‏ ‏
‏12 - قول عبد الوهاب بن الحكم الورَّاق[22] (251هـ)‏
قال عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق لما روى حديث ابن عباس « ما بين ‏السماء السابعة إلى كرسيه سبعة ألاف نور، وهو فوق ذلك قال: "من زعم أن الله ههنا ‏فهو جهمي خبيث، إن الله فوق العرش، وعلمه محيط بالدنيا والآخرة"[23].‏
‏13 - قول يحي بن معاذ الرازي[24] رحمه الله (258هـ)‏
قال: "الله تعالى على العرش، بائن من الخلق، قد أحاط بكل شيء علماً، وأحصى ‏كل شيء عدداً، ولا يشك في هذه المقالة إلا جهمي رديء ضليل هالك مرتاب، يمزج ‏الله بخلقه ويخلط الذات بالأقذار والأنتان"[25] ‏
‏14 - قول محمد بن يحي الذهلي[26] رحمه الله (258هـ)‏
سئل محمد بن يحي عن حديث عبد الله بن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم: ‏‏"ليعلم العبد أن الله معه حيث ما كان"[27]، فقال: "يريد أن الله علمه محيط بكل ‏مكان والله على العرش"[28].‏
‏15 - قول المزني[29] رحمه الله (264هـ)‏
قال"الحمد لله أحق من ذكر وأولى من شكر... إلى أن قال.. علا على عرشه في ‏مجده بذاته، وهو دان بعلمه من خلقه، أحاط علمه بالأمور..."[30].‏
‏16 - قول أبي حاتم الرازي (277هـ) ‏
وأبي زرعة الرازي (264هـ) رحمهما الله
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبا حاتم وأبا زرعة الرازيين رحمهما الله عن ‏مذاهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما ‏يعتقدان من ذلك، فقالا: "أدركنا العلماء في جميع الأمصار، حجازاً، وعراقاً، ومصراً، ‏وشاماً، ويمناً، وكان من مذهبهم أن الله على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه بلا ‏كيف، أحاط بكل ‏‎شيء علماً"[31].
‏17 - عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله (280هـ)‏
قال في كتابه "النقض على بشر ‏‎المريسي": "قد اتفقت الكلمة من المسلمين، أن ‏الله بكماله فوق عرشه، فوق سمواته"[32].‏
وقال أيضاً في موضع آخر من الكتاب: "وقال أهل السنة: إن الله بكماله فوق ‏عرشه، يعلم ويسمع من فوق العرش، لا يخفى عليه خافية من خلقه، ولا يحجبهم عنه ‏شيء"[33].‏
‏18 - قول زكريا بن يحي الساجي[34] رحمه الله (307هـ)‏
قال: "القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث، إن الله تعالى على ‏عرشه، في سمائه، يقرب من خلقه كيف شاء"[35].‏
‏19 - قول الحسن بن علي بن خلف البربهاري[36] رحمه الله (329 هـ) ‏
‏"وهو جل ثناؤه واحد ليس كمثله شئ وهو السميع البصير، ربنا أول بلا متى ‏وآخر بلا منتهى، يعلم السر وأخفى، وعلى عرشه استوى، وعلمه بكل مكان، لايخلو ‏من علمه مكان"[37].‏
‏20 - قول علي بن مهدي الطبري[38] رحمه الله
قيل لعلي بن مهدي ما تقولون في قوله {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ ‏يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ}؟، قال: "إن بعض القراء يجعل الوقف {فِي السَّمَاوَاتِ}، ثم ‏يبتديء {وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ}، وكيف ما كان، ولو أن قائلاً قال: فلان ‏بالشام والعراق ملك، يدل على أن ملكه بالشام والعراق لا أن ذاته فيهما"[39].‏
‏21 - قول ابن أبي زيد القيرواني[40] رحمه الله (386هـ)‏
قال الإمام أبو محمد بن أبي زيد المالكي المغربي في رسالته في مذهب مالك، أولها: ‏‏"وأنه فوق عرشه المجيد بذاته، وأنه في كل مكان بعلمه"[41].‏
وقال في كتابه المفرد في السنة: "وأنه فوق سمواته على عرشه دون أرضه وأنه في ‏كل مكان بعلمه"[42].‏
‏22 - قول محمد بن عبد الله ابن أبي زمنين [43] رحمه الله (399هـ) ‏
قال محمد بن عبد الله "ومن قول أهل السنة إن الله عز وجل خلق العرش واختصه ‏بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق ثم استوى عليه كيف شاء كما أخبر عن نفسه في ‏قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}... فسبحان من بعد فلا يرى، وقرب بعلمه وقدرته ‏فسمع النجوى"[44].‏
‏23 - قول أبي بكر الباقلاني[45] رحمه الله (403هـ)‏
قال أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني في كتاب "الإبانة": ‏
‏"فإن قيل: هل تقولون إنه في كل مكان؟؛ ‏
قيل له: معاذ الله، بل هو مستو على عرشه، كما أخبر في كتابه وقال {الرَّحْمَنُ ‏عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، وقال {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}، وقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي ‏السَّمَاءِ}، ولو كان في كل مكان، لكان في بطن الإنسان، وفمه، والحشوش، ولوجب ‏أن يزيد بزيادات الأماكن، إذا خلق منها ما لم يكن، ولصح أن يرغب إليه إلى نحو ‏الأرض، وإلى خلفنا، وإلى يميننا، وشمالنا، وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة ‏قائله"[46].
‏24 - قول أبي بكر محمد بن موهب المالكي[47] رحمه الله (406 هـ)‏
قال رحمه الله:"... فلذلك قال الشيخ أبو محمد[48]: "إنه فوق عرشه" ثم بين أن ‏علوه فوق عرشه، إنما هو بذاته، لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف، وهو في كل ‏مكان بعلمه لا بذاته"[49].‏
‏25 - قول اللالكائي[50] رحمه الله (418هـ)‏
قال الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن الشافعي، في كتاب شرح أصول السنة ‏له: "سياق ما روي في قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، و‎أن الله على عرشه في ‏السماء، قال عزوجل {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}، وقال {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}، وقال ‏‏{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}، قال: فدلت هذه الآيات أنه في السماء وعلمه محيط بكل ‏مكان"[51].‏
‏26 - قول معمر بن أحمد الأصبهاني[52] رحمه الله (428هـ)‏
قال رحمه الله في رسالته إلى بعض أصحابه: "وأن الله استوى على عرشه بلا كيف ‏ولا تشبيه ولا تأويل والإستواء معقول والكيف مجهول وأنه عز وجل بائن من خلقه ‏والخلق بائنون منه بلا حلول ولا ممازجة ولا اختلاط ولا ملاصقة"[53]‏
‏27 - قول أبي نصر السجزي[54] رحمه الله (444هـ)‏
قال الإمام أبو نصر السجزي الحافظ، في كتاب "الإبانة" له: "وأئمتنا الثوري، ‏ومالك، وابن عيينة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وابن المبارك، وفضيل بن عياض، ‏وأحمد، وإسحاق، متفقون على أن الله فوق عرشه بذاته، وأن علمه بكل مكان"[55].‏
‏28 - قول أبي إسماعيل الأنصاري[56] رحمه الله (481هـ)‏
قال الإمام أبو إسماعيل‎‏ الأنصاري في كتاب "الصفات" له: - باب اثبات استواء ‏الله على عرشه فوق السماء السابعة، بائناً من خلقه، من الكتاب والسنة -. فذكر رحمه ‏الله دلالات ذلك من الكتاب والسنة -إلى أن قال-: "في أخبار شتى أن الله عزوجل في ‏السماء السابعة على العرش بنفسه، وهو ينظر كيف تعملون، علمه، وقدرته، واستماعه، ‏ونظره، ورحمته، في كل مكان"[57].‏
‏29 - قول أبي الحسن الكرجي[58] رحمه الله (491هـ)‏
قال الإمام أبو الحسن الكرجي في عقيدته المعروفة التي أولها: ‏
محاسن جسمي بدلت بالمعـــايب
وشيب فَــوْدي شيب وصـل الحبــــائب
إلى أن قال: ‏
وأفضـل زاد في المعاد عقـيــدة
علـى منهج في الصدق والصبر لاحب
عقـائـــدهم أن الإ لـــه بـذاتــــه
علـى عرشـــه مع عـلمــه بالغـوائــــب
وأن استـواء الـرب يعقـل كـونــه
ويجـهل فيه الكيف جهــل الشهـارب[59]‏
‏30 - قول عبد القادر الجيلي[60] رحمه الله (561 هـ)‏
قال الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، في كتاب "الغنية" له: "وهو بجهة العلو ‏مستو على العرش، محتو على الملك، محيط علمه بالأشياء، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ‏وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}، {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ ‏مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}، ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان، بل يقال إنه في ‏السماء على العرش كما قال {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، وينبغي إطلاق صفة ‏الاستواء من غير تأويل، وأنه استواء الذات على العرش، وكونه سبحانه وتعالى على ‏العرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف"[61].‏
‏31 - قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (728 هـ)‏
‏"... وقد دخل فيما ذكرناه من الإيمان بالله: الإيمان بما أخبر الله به في كتابه، ‏وتواتر عن رسوله صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه سلف الأمة من أنه سبحانه فوق ‏سمواته على عرشه، عليٌّ على خلقه، وهو سبحانه معهم أينما كانوا، يعلم ما هم عاملون ‏كما جمع بين ذلك في قوله {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى ‏عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ‏وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}[62]"[63].‏
‏32 - قول محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي رحمه الله (748 هـ)‏
صنف الإمام الذهبي كتاب العلو وكتاب العرش في إثبات علو الله على عرشه، ‏وأنه مع خلقه بعلمه، وساق فيه الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين ومن ‏بعدهم من أهل العلم إلى قريب من زمانه، وحكى الإجماع عن كثير منهم على أن الله ‏تعالى فوق عرشه، ومع الخلق بعلمه. ومما قاله في أثناء كتابه العلو "ويدل على أن الباري ‏تبارك وتعالى عالٍ على الأشياء، فوق عرشه المجيد، غير حالٍ بالأمكنة قوله تعالى {وَسِعَ ‏كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}[64]"[65].‏
‏33 - قول الإمام شمس الدين ابن القيم رحمه الله (751 هـ)‏
صنف الإمام ابن القيم كتابه إجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة ‏والجهمية لبيان مسألة علو الله على عرشه ومعيته لخلقه، فساق الأدلة من الكتاب والسنة ‏وأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أكابر العلماء إلى قريب من زمانه، وحكى ‏الإجماع عن كثير منهم على ذلك، كما اشتمل كتابه الصواعق المرسلة، وقصيدته الكافية ‏الشافية على فصول كثيرة في تقرير هذه المسألة.‏
‏34 - قول ابن رجب الحنبلي رحمه الله (795 هـ)
وقد ردّ ابن رجب رحمه الله تعالى على الذين فسروا المعية بتفسير لا يليق بالله ‏عزوجل وهم الذين يقولون: إن الله بذاته في كل مكان، وهم الحلولية من الجهمية ومن ‏نحا نحوهم.‏
فقال رحمه الله تعالى: "ولم يكن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفهمون من ‏هذه النصوص غير المعنى الصحيح المراد بها، يستفيدون بذلك معرفة عظمة الله وجلاله ‏واطلاعه على عباده وإحاطته بهم وقربه من عابديه وإجابته لدعائهم، فيزدادون به خشية ‏لله وتعظيماً وإجلالاً ومهابة ومراقبة واستحياء ويعبدونه كأنهم يرونه، ثم حدث بعدهم ‏من قل ورعه وانتكس فهمه وقصده، وضعفت عظمة الله وهيبته في صدره وأراد أن يرى ‏الناس امتيازه عليهم بدقة الفهم وقوة النظر، فزعم أن هذه النصوص تدل على أن الله ‏بذاته في كل مكان كما حكى ذلك طوائف من الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم، تعالى ‏عما يقولون علواً كبيراً.‏
وهذا شئ ما خطر لمن كان قبلهم من الصحابة رضي الله عنهم، وهؤلاء ممن يتبع ‏ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم منهم في ‏حديث عائشة المتفق عليه.‏
وتعلقوا أيضاً بما فهموه بفهمهم القاصر مع قصدهم الفاسد بآيات في كتاب الله ‏تعالى مثل قوله تعالى {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} وقوله {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ ‏هُوَ رَابِعُهُمْ}‏
فقال من قال من علماء السلف حينئذ إنما أراد أنه معهم بعلمه وقصدوا بذلك ‏إبطال ما قال أولئك مما لم يكن أحد قبلهم قاله ولا فهمه من القرآن.‏
وحكى ابن عبد البر وغيره إجماع العلماء من الصحابة والتابعين في تأويل قوله ‏تعالى {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} أن المراد علمه، وكل هذا قصدوا به رد قول من قال ‏إنه تعالى بذاته في كل مكان"[66].‏
‏35 - قول صديق حسن خان رحمه الله (1307 هـ)‏
‏"وهذا كتاب الله من أوله إلى آخره، وهذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ‏وهذا كلام الصحابة والتابعين، وسائر الأئمة، قد دل ذلك بما هو نص أو ظاهرٌ، في أن ‏الله سبحانه فوق العرش، فوق السموات، استوى على عرشه، بائن من خلقه،... وهو ‏معهم أينما كانوا. قال نعيم بن حماد لما سئل عن معنى هذه الآية {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا ‏كُنْتُمْ} معناها: (أنه لا يخفى عليه خافية بعلمه) وليس معناه أنه مختلط بالخلق، فإن هذا لا ‏توجبه اللغة، وهو خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها، وخلاف ما فطر الله عليه ‏الخلق... -إلى أن قال-:... فكل ما في الكتاب والسنة من الادلةة الدالة على قربه ‏ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته، فإنه سبحانه عليٌّ في دنوِّه وقريب في عُلوِّه، ‏والأحاديث الواردة في ذلك كثيرة جداً."[67].‏
‏ ‏


---------------------------------------------‏‏-----------------------------------‏
‏[1] أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ‏‏(3/395ـ396، ح 659) والبيهقي في الأسماء والصفات ‏‏(2/186ـ187).والدارمي في الرد على الجهمية (ص275 -ضمن عقائد السلف-‏‏). وابن خزيمة في التوحيد (1/242-243، ح149). والطبراني في الكبير ‏‏(9/228). وأبو الشيخ في العظمة (2/688-689، ح279). وابن عبد البر في ‏التمهيد (7/). وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص104-105، ح75). وأورده ‏الذهبي في العلو (ص64)، وعزاه لعبد الله بن الإمام أحمد في السنة، وأبي بكر بن المنذر، ‏وأبي أحمد العسال، وأبي القاسم الطبراني، وأبي الشيخ، واللالكائي، وأبي عمر الطلمنكي، ‏وأبي عمر بن عبد البر، وقال: (وإسناده صحيح). وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش ‏الإسلامية (ص122)، وفي مختصر الصواعق (2/210). وأورده الهيثمي في مجمع ‏الزوائد (1/86)، وعزاه للطبراني وقال: (رجاله رجال الصحيح).‏
‏[2] كعب بن مانع الحِميري، أبو إسحاق، أسلم في خلافة الصديق رضي الله ‏عنه، ومات في خلافة عثمان رضي الله عنه، وقد جاوز المائة،. انظر الكاشف (3/9)، ‏التقريب (ص812).‏
‏[3] أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/625-626، ح244). وابن بطة في ‏الإبانة -الرد على الجهمية-، (3/185-186، برقم137). وأبو نعيم في الحلية ‏‏(6/7). وأورده القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (ق149/ب) وعزاه لابن بطة ‏في الإبانة. وأورده الجيلاني في الغنية لطالبي طريق الحق (1/57). وأورده الذهبي في ‏العلو (ص92)، وقال: (رواته ثقات)، وفي الأربعين (ص45)، وفي العرش 2/143 ‏رقم 121. وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص129، و260)، ‏وقال قبله: (وروى أبو نعيم بإسناد صحيح عن كعب) وذكره. وأورده ابن القيم كذلك ‏كما في مختصر الصواعق (2/373) وعزاه لأبي الشيخ وابن بطة وغيرهما بإسناد ‏صحيح. ‏
وصححه الألباني في مختصر العلو (ص128).‏
‏[4] أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص8). ‏
والدارمي في الرد على المريسي (ص103)، والرد على الجهمية (ص50). وعبد ‏الله بن الإمام أحمد في السنة (1/111، ح22)، و(1/174-175، ح216). وابن ‏بطة في الإبانة (3/155-156، ح112). وابن منده في التوحيد (3/308، ‏برقم899). والصابوني في عقيدة السلف (ص20، برقم28). والبيهقي في الأسماء ‏والصفات (2/336، رقم903). وابن عبد البر في التمهيد (7/142). وابن قدامة ‏في إثبات صفة العلو (ص117-118، ح99، 100). وأورده ابن تيمية في درء ‏تعارض العقل والنقل (6/264)، وعزاه للبخاري في خلق أفعال العباد. وأورده كذلك ‏في الفتوى الحموية (ص91) وقال: (وروى عبد الله بن الإمام أحمد وغيره بأسانيد ‏صحيحة عن ابن المبارك)، وأورده في نقض تأسيس الجهمية (2/525). وأورده الذهبي ‏في العلو (ص110)، وفي سير أعلام النبلاء (8/402)، وفي الأربعين في صفات رب ‏العالمين (ص40، برقم10) وفي العرش 2/187 رقم 161، 162 وأورده ابن القيم ‏في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص134-135) وقال: (روى الدارمي، والحاكم ‏والبيهقي، وغيرهم، بأصح إسناد إلى علي بن الحسين بن شقيق) وذكره، وفي ‏‏(ص213-214) وقال: (وقد صح عنه صحة قريبة من التواتر)، وعزاه للبيهقي، ‏والحاكم، والدارمي. وأورده أيضاً كما في مختصر الصواعق (2/212).‏
‏[5] يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري، القاضي، أبو يوسف الكوفي، ‏صاحب الإمام أبي حنيفة، المجتهد، العلامة، المحدث، أفقه أهل الرأي بعد أبي حنيفة، ولد ‏سنة (113هـ)، وتوفي سنة (182هـ). تاريخ بغداد (14/242)، ‏السير(8/535).‏
‏[6] أورد القصة ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/45)، وفي نقض تأسيس ‏الجهمية (2/525-526)، وعزاها لابن أبي حاتم في كتاب الرد على الجهمية، وساق ‏الأثر بسنده. وأوردها الذهبي في العلو (ص112). وابن القيم في اجتماع الجيوش ‏الإسلامية (ص222)، وقال: (وهي قصة مشهورة ذكرها عبد الرحمن بن أبي حاتم). ‏وأوردها أيضاً كما في مختصر الصواعق (2/212) وقال: (وبشر لم ينكر أن الله أفضل ‏من العرش، وإنما أنكر ما أنكرته المعطلة أن ذاته تعالى فوق العرش). وأوردها شارح ‏الطحاوية (ص323).‏
‏[7] علي بن عاصم بن صهيب الواسطي التيمي مولاهم، صدوق يخطىء ويصر، ‏رمي بالتشيع، من التاسعة، مات سنة إحدى ومائتين، وقد جاوز التسعين. التقريب ‏‏(ص699)، تاريخ بغداد (11/446).‏
‏[8] يحي بن علي بن عاصم الواسطي، روى عن أبيه. انظر الثقات لابن حبان ‏‏(9/258).‏
‏[9] أورده الذهبي في العلو (ص116)، وفي العرش ‏
وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص216-217) وعزاه لابن ‏أبي حاتم.‏
‏[9] أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع،،فقيه من كبار المالكية بمصر، قال ابن ‏الماجشون: (ما أخرجت مصر مثل أصبغ وكان كاتب ابن وهب)، توفي سنة ‏‏(225هـ). وفيات الأعيان 1/79، الأعلام 1/333.‏
‏[10] انظر: إجتماع الجيوش الإسلامية ص 142. ‏
تهذيب سنن أبي داود 7/102.‏
‏[11] بشر بن الحارث بن عبـد الرحمن، أبو نصر المروزي البغدادي الحافي، ‏إمام، ورع، زاهد، مات سنة سبع وعشرين ومائتين، وله خمس وسبعون سنة. تاريخ ‏بغداد (7/67)، السير (10/469).‏
‏[12] أوردها الذهبي في العلو (ص127)، وفي الأربعين (ص43).وفي العرش ‏‏2/244 رقم 216.‏
‏[13] هكذا أورده الذهبي في العلو، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية، ‏وقال محققه: (لم أقف على ترجمته بهذا الإسم، فلعلها محرفة عن محمد بن سعيد بن هنَّاد ‏البوشنجي، وترجمته في الأنساب 2/259، والكاشف 3/42.‏
‏[14] ---‏
‏[15] انظر العلو للذهبي ص 151 ‏
و إجتماع الجيوش الإسلامية ص242.‏
‏[16] أحمد بن نصر بن مالك، الخزاعي، أبو عبد الله، ثقة، قتل شهيداً في خلافة ‏الواثق لامتناعه عن القول بخلق القرآن سنة (231 هـ). سير أعلام النبلاء ‏‏(11/166)، تهذيب التهذيب (1/87).‏
‏[17] أورده الذهبي في العلو ص 128.‏
‏[18] أخرجه ابن بطة في الإبانة (تتمة الرد على الجهمية)، (3/159، ‏ح115). ‏
واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/401-402، ‏برقم674). ‏
وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/421). ‏
وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص116، برقم96). ‏
والذهبي في العلو (130).، وفي العرش (2/248، برقم 221)‏
و‎ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص200) وعزاه للخلال في كتاب ‏السنة له.‏
‏[19] انظر الرد على الجهمية للإمام أحمد بن حنبل (ص92-93، -ضمن ‏عقائد السلف). ‏
وأورده الذهبي في العرش (2/250ـ251 برقم 224.)‏
وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص201-202).‏
‏[20] الحارث بن أسد المحاسبي البغدادي أبو عبد الله عاش في بغداد اشتهر ‏بالتصوف وألف فيه كتبا أشهرها الرعاية لحقوق الله ورسالة المسترشدين توفي سنة ‏‏243 هـ تاريخ بغداد 8/211 السير 12/110.‏
‏[21] انظر مجموع الفتاوى (5 /69)‏
واجتماع الجيوش الإسلامية ص272.‏
‏[22] عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع النسائي، ثم البغدادي، أبو الحسن ‏الوراق، صحب الإمام أحمد وسمع منه، وكان صـالحاً، ورعاً، زاهداً، توفي سنة ‏‏(251هـ) على القول الراجح. طبقات الحنابلة (1/209-212)، التقريب ‏‏(ص633). ‏
‏[23] أورده الذهبي في العلو (ص142)، وفي العرش" 2/253 رقم 226. ‏
وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص232)، وقال: (صح ذلك عنه، ‏حكاه عنه ‏‎محمد بن أحمد بن عثمان -يعني الذهبي- في رسالته الفوقية وقال: ثقة حافظ، ‏روى عنه أبو داود والترمذي والنسائي، مات سنة خمسين ومائتين) اهـ. ‏
‏[24] يحي بن معاذ الرازي، أبو زكريا، الواعظ، ذكره أبو القاسم القشيري في ‏الرسالة وعده من جملة المشايخ، توفي سنة (258 هـ) بنيسابور. وفيات الأعيان ‏‏6/165.‏
‏[25] انظر: مجموع الفتاوى 5/49‏
واجتماع الجيوش الإسلامية ص270. ‏
‏[26] محمد بن يحي بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذهلي النيسابوري ‏الزهري، ثقة، حافظ، جليل، من الحادية عشرة، مات ستة (258هـ) على الصحيح ‏وله ست وثمانون سنة. التقريب (ص907)، السير (12/273).‏
‏[27] رواه الطبراني في الصغير ص 115، وقال الألباني: (إسناده صحيح)، ‏انظر: سلسة الأحاديث الصحيحة رقم (1046).‏
‏[28] أورده الذهبي في العلو ص 136.‏
‏[29] إسماعيل بن يحي بن إسماعيل المزني، أبو إبراهيم، المصري، تلميذ الشافعي، ‏إمام، علامة، فقيه،كان زاهدا، عالما، مجتهدا، قوي الحجة، توفي سنة (264هـ). السير ‏‏(12/492).‏
‏[30] انظر: شرح السنة. للمزني ص75 ‏
شرح العقيدة الواسطية ص134. ‏
والأربعين في صفات رب العالمين رقم 51. ‏
ومختصر الصواعق 2/262-279. ‏
‏[31] أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ‏‏(1/176-179، برقم321)، وقد ذكر الاعتقاد بتمامه والنص المذكور هنا تجده في ‏‏(ص177).‏
والذهبي في سير أعلام النبلاء (13/84) بالسند المذكور هنا، وأخرجه في العلو ‏‏(ص137-138) وقد ساقها بأسانيد ثلاثة، وأخرجه في العرش 2/257 رقم ‏‏228. ‏
وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص125، برقم110)، ‏
وأورده ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (6/257). ‏
قال الألباني في مختصر العلو (ص204-205): (قلت: هذا صحيح ثابت عن ‏أبي زرعة وأبي حاتم رحمة الله عليهما...) إلى أن قال: (ورسالة بن أبي حاتم محفوظة في ‏المجموع (11) في الظاهرية في آخر كتاب (زهد الثمانية من التابعين). ‏
وقد طبعت ضمن " روائع التراث " تحقيق محمد عزيز شمس، ونشرته الدار ‏السلفية بالهند. انظر (ص19-26). ‏
‏[32] انظر الرد على بشر المريسي (ص408 -ضمن عقائد السلف -)، ‏
وأورده الذهبي في السير (13/325)، ‏
وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص228)، ‏
وانظر مختصر الصواعق (2/213). ‏
‏[33] انظر الرد على بشر المريسي (ص438 -ضمن عقائد السلف -) مع ‏تقديم وتأخير و انظر: "الرد على الجهمية" ص 268 (ضمن عقائد السلف) و العرش ‏للذهبي 2/260 رقم 230. ‏
‏[34] زكريا بن يحي بن عبد الرحمن بن محمد بن عدي الضبي البصري الساجي، ‏أبو يحي، محدث البصرة في عصره، وكان من الحفاظ الثقات، كان مولده (220هـ) ‏وتوفي سنة (307هـ). طبقات الشافعية (2/226)، البداية (11/131).‏
‏[35] أورده ابن تيمية في نقض تأسيس الجهمية (2/527ـ528) ‏
والذهبي في العلو (ص150)وفي العرش (2/278 رقم 240.) ‏
وابن القيم في اجتماع الجيوش الأسلامية (ص 245ـ246)‏
‏[36] الحسن بن علي بن خلف، البربهاري، الإمام، الحافظ، رأس الحنابلة في ‏بغداد، وكان معروفاً بشدته في السنة، توفي رحمه الله سنة (329 هـ).طبقات الحنابلة ‏‏2/18-45.‏
‏[37] انظر: شرح السنة للبربهاري ص 71.‏
‏[38] علي بن محمد بن مهدي الطبري، أبو الحسن صحب أبا الحسن الأشعري ‏بالبصرة، ألف كتاب (تأويل الأحاديث المشكلات الواردة في الصفات). انظر تبيين ‏كذب المفتري (ص195-196). ‏
‏[39] أورد هذا الكلام ابن تيمية في نقض تأسيس الجهمية (2/335-337). ‏
والذهبي في العرش 2/322 رقم 256. ‏
‏[40] أبو محمد عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن النفزي، القيرواني، المالكي، ‏فقيه، مفسر، مشارك، له مصنفات كثيرة منها، كتاب النوادر والزيادات، ومختصر ‏المدونة، وكتاب الرسالة، وإعجاز القرآن، توفي سنة (386هـ). السير (17/10)، ‏شذرات الذهب (3/131). ‏
‏[41] انظر رسالة القيرواني (ص4)، باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من ‏واجب أمور الديانات، ط: مطبعة مصطفى الحلبي، الطبعة الثانية (1368هـ)، ‏
وأورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/189). ‏
أورده الذهبي في العلو (ص171)، وفي العرش 2/341 رقم 263. ‏
وأورده ابن القيم كما في مختصر الصواعق (2/134) وقال: (فصرح به أبو ‏محمد بن أبي زيد في ثلاثة مواضع من كتبه أشهرها الرسالة، وفي كتاب جامع النوادر، ‏وفي كتاب الآداب)، ‏
‏[42] اجتماع الجيوش الإسلامية ص 151.‏
‏[43] أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى المري الأندلسي المالكي المعروف ‏بابن زمنين محدث فقيه أصولي مفسر صوفي أديب شاعر ولد سنة 324 هـ وتوفي سنة ‏‏399 هـ من أشهر مؤلفاته أصول السنة الوافي بالوفيات 2/321، شذرات الذهب ‏‏3/156.‏
‏[44] رياض الجنة بتخريج أصول السنة ص 88.‏
‏[45] محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم، البصري، ثم البغدادي، أبو ‏بكـر، ابن الباقلاني، صاحب التصانيف، مات سنة (403هـ).قال عنه الذهبي: ‏‏"الذي ليس في متكلمي الأشاعرة أفضل منه، لا قبله ولا بعده" تاريخ بغداد (5/379)، ‏السير (17/190). ‏
‏[46] هذا الكلام ذكره ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/98-99)، وقد نقله ‏الذهبي في العرش 2/338 رقم 261. ومختصراً في سير أعلام النبلاء (17/558-‏‏559). ‏
‏[47] محمد بن موهب، التجيبي، أبو بكر، الحصَّار، المعروف بالقبري، كان من ‏العلماء الزهَّاد الفضلاء، له مؤلفات كثيرة في العقائد، توفي بقرطبة سنة (406 هـ). ‏ترتيب المدارك 7/188.‏
‏[48] يريد الإمام أبا محمد بن أبي زيد القيرواني، وذلك في شرحه على الرسالة.‏
‏[49] أورده الذهبي في العلو ص 192.‏
وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص 156.‏
‏[50] هبة الله بن الحسن بن منصور، الطبري، أبو القاسم، اللالكائي، نسبته إلى ‏بيع اللوالك، -وهي التي تلبس في الأرجل-، الشافعي، إمام حافظ، مجود، صاحب شرح ‏أصول اعتقاد أهل السنة، توفي سنة (418هـ). تاريخ بغداد (14/70)، السير ‏‏(17/419).‏
‏[51] انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/387-388). ‏
وأورده الذهبي في العرش 2/344 رقم 264. ‏
‏[52] أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد الأصبهاني كان كبير الصوفية في ‏أصبهان وروى عن الطبراني المحدث توفي سنة 428 هـ شذرات الذهب 3/311.‏
‏[53] أورده ابن تيمية في القتاوى 5/61.‏
والذهبي في العلو ص 262.‏
وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص 276.‏
‏[54] عبيد الله بن سعيد بن حاتم السجزي الوائلي، أبو نصر، محدث، حافظ، ‏صنف، وخرج، وعالماً بالأصول والفروع، توفي في الحرم سنة (444هـ). تذكرة ‏الحفاظ (3/1118)، السير (17/654)‏
‏[55] أورده ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (6/250)، ‏
وفي نقض تأسيس الجهمية (2/38، 416-417)، وفي مجموع الفتاوى ‏‏(5/190)، ‏
والذهبي في العلو (ص172)، وفي سير أعلام النبلاء (17/656)، وفي كتاب ‏العرش" 2/342 رقم 263/3، و2/353 رقم 270. ‏
وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص246)، وأورده أيضاً كما في ‏مختصر الصواعق (2/214). ‏
‏[56] عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري، أبو إسماعيل الهروي، شيخ خراسان، ‏إمام قدوة، حافظ كبير، توفي سنة (481هـ) وله أربع وثمانون سنة ونيف. الأنساب ‏‏(1/367)، السير (18/503). ‏
‏[57] أورده الذهبي في العلو (ص189). وفي العرش 2/365 رقم 279. ‏
‏[58] مكي بن محمد بن علاَّن، أبو الحسن الكرجي، المعتمد، المعروف بالسّلار، ‏الشيخ الجليل، المسند، المعمر، مات بأصبهان سنة (491هـ). السير (19/71)، ‏شذرات الذهب (3/397).‏
‏[59] أورده الذهبي في العرش 2/368 رقم 282. ‏
‏[60] عبد القادر بن أبي صالح عبد الله بن جنكي دوست الجيلي، أبو محمد ‏الحنبلي، شيخ بغداد، الإمام، الزاهد، العارف، القدوة، ولد سنة (471هـ) وتوفي سنة ‏‏(561هـ). ذيل طبقات الحنابلة (1/290)، السير (20/439).‏
‏[61] انظر كتاب الغنية لطالبي طريق الحق لعبد القادر الجيلاني (1/54-57)، ‏ط: الحلبي، ‏
وطبقات الحنابلة (1/296). ‏
ومجموع الفتاوى ()، 5/85). ‏
والعلو للذهبي (ص193). و العرش 2/369 رقم 282. ‏
واجتماع الجيوش الإسلامية (ص277). ‏
‏[62] الآية 4 من سورة الحديد.‏
‏[63] انظر: المجموع 3/142.‏
‏[64] الآية 255 من سورة البقرة.‏
‏[65] انظر: العلو ص83.‏
‏[66] فتح الباري لابن رجب 2/331-332.‏
‏[67] قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر لصديق حسن خان ص 50-51.‏









قديم 2010-09-23, 21:38   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة الثانية عشر ‏‎:‎‏ لو كان الله تعالى فوق العرش لما صح القول بأنه تعالى قريب ‏من عباده.‏

والجواب على هذه الشبهة أن يقال ‏‎:‎
ليس في القرآن وصف الله بالقرب من كل شيء أصلا بل قربه الذي في القرآن خاص لا عام؛ كقوله تعالى: {وَإِذَا ‏سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ ‏بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [11] فهو سبحانه قريب ممن دعاه.‏
وكذلك ما في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري أنهم كانوا مع النبي ‏ في ‏سفر، فكانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير؛ فقال: «يأيها الناس، ارْبَعوا على أنفسكم ‏فإنكم لا تدعون أصَمَّ ولا غائبًا، إنما تدعون سميعًا قريبًا، إن الذي تدعونه أقرب ‏إلى أحدكم من عُنُق راحلته» فقال: «إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم» لم يقل: ‏إنه قريب إلى كل موجود، وكذلك قول صالح عليه السلام : {فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ ‏إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} [12] هو كقول شعيب: {وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ ‏إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [13]، ومعلوم أن قوله: {قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} مقرون بالتوبة ‏والاستغفار، أراد به قريب مجيب لاستغفار المستغفرين التائبين إليه، كما أنه ‏رحيم ودود بهم، وقد قرن القريب بالمجيب، ومعلوم أنه لا يقال: إنه مجيب لكل ‏موجود، وإنما الإجابة لمن سأله ودعاه، فكذلك قربه سبحانه وتعالى.‏
وكذلك قال النبي ‏ في الحديث المتفق على صحته: «إنكم لا تدعون أصم ولا ‏غائبًا، إنما تدعون سميعًا قريبًا، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق ‏راحلته».‏
وذلك لأن الله سبحانه قريب من قلب الداعي، فهو أقرب إليه من عنق راحلته. ‏وقربه من قلب الداعي له معنى متفق عليه بين أهل الإثبات الذين يقولون: إن الله ‏فوق العرش، ومعنى آخر فيه نزاع.‏
فالمعنى المتفق عليه عندهم يكون بتقريبه قلب الداعي إليه، كما يقرب إليه قلب ‏الساجد؛ كما ثبت في الصحيح: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» ‏فالساجد يقرب الرب إليه فيدنو قلبه من ربه، وإن كان بدنه على الأرض. ومتى ‏قرب أحد الشيئين من الآخر صار الآخر إليه قريبًا بالضرورة. وإن قدر أنه لم ‏يصدر من الآخر تحرك بذاته، كما أن من قرب من مكة قربت مكة منه.‏
وقد وصف الله أنه يقرب إليه من يقربه من الملائكة والبشر، فقال: {لَّن يَسْتَنكِفَ ‏الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدا لله وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} [60]، وقال: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ‏أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [61]، وقال تعالى: {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ ‏وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} [62]، وقال تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [63]، وقال: {أُولَئِكَ ‏الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} [64]، وقال: {وَنَادَيْنَاهُ مِن ‏جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [65].‏
وأما قرب الرب قربًا يقوم به بفعله القائم بنفسه، فهذا تنفيه الكُلابية ومن يمنع قيام ‏الأفعال الاختيارية بذاته. وأما السلف وأئمة الحديث والسنة، فلا يمنعون ذلك، ‏وكذلك كثير من أهل الكلام.‏
فنزوله كل ليلة إلى السماء الدنيا، ونزوله عشية عرفة، ونحو ذلك هو من هذا ‏الباب؛ ولهذا حد النزول بأنه إلى السماء الدنيا، وكذلك تكليمه لموسى عليه السلام ‏فإنهلو أريد مجرد تقريب الحجاج وقوام الليل إليه، لم يخص نزوله بسماء الدنيا، ‏كما لم يخص ذلكفي إجابة الداعي وقرب العابدين له، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ ‏عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [66].‏
وقال: «من تقرب إلى شبرًا تقربت إليه ذراعًا» وهذه الزيادة تكون على الوجه ‏المتفق عليه، بزيادة تقريبه للعبد إليه جزاء على تقربه باختياره. فكلما تقرب العبد ‏باختياره قَدْر شبر زاده الرب قربًا إليه حتى يكون كالمتقرب بذراع. فكذلك قرب ‏الرب من قلب العابد، وهو ما يحصل في قلب العبد من معرفة الرب والإيمان به، ‏وهو المثل الأعلى، وهذا أيضا لا نزاع فيه، وذلك أن العبد يصير محبًا لما أحب ‏الرب، مبغضًا لما أبغض، مواليًا لمن يوالي، معاديا لمن يعادي، فيتحد مراده مع ‏المراد المأمور به الذي يحبه الله ويرضاه.(1)‏

وقال صلى الله عليه وسلم((أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل ‏الآخر,فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن)(2)‏
وليس هذا القرب كقرب الخلق المعهود منهم,كما ظنه من ظنه من أهل الضلال,وإنما هو ‏قرب ليس يشبه قرب المخلوقين,كما أن الموصوف به(ليس كمثله شيء وهو السميع ‏البصير)))))(3).‏
بل هو قرب حقيقي والرب تعالى فوق سماواته على عرشه والعبد في الأرض(4)‏

و قد(( ذكر الله تعالى قربه من بعض عباده في حالتين اثنتين فقط: الأولى: ذكر في معرض إجابة دعاء من ‏دعاه حيث يقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}421، ‏ومعنى القرب هنا واضح، وهو قرب إجابة من دعاه، إذ هو معه، قريب منه، يرى مكانه، ويسمع دعاءه، ‏ويعلم ما يريد العبد أن يقوله قبل أن يقوله لأنه هو الذي وفقه ليدعوه، ثم هو الذي يجيب دعاءه، فهذا ‏قربه من داعيه. يقول بعض أهل العلم: إن الآية المذكورة نزلت جواباً للصحابة رضي الله عنهم حين سألوا ‏رسول الله عليه الصلاة والسلام قائلين: "ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه"؟ فأنزل الله هذه الآية. ‏
الثانية: ذكر القرب في إثابة عابديه، والمتقربين إليه بالأعمال الصالحة، وذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ‏‏"أقرب ما يكون العبد من ربه، وهو ساجد"422، وقال عليه الصلاة والسلام: "أقرب ما يكون الرب من ‏العبد في جوف الليل الآخر"423. وورد في صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: ‏‏"كنا مع النبي عليه الصلاة والسلام في سفر، فارتفعت أصواتنا بالتكبير، فقال: "يا أيها الناس! أربعوا على ‏أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إن الذي تدعونه سميع قريب، أقرب إلى أحدكم من عنق ‏راحلته". هكذا ينتهي الحديث عن المعية والقرب معاً بهد التوفيق بينهما، وبين علو الله تعالى على خلقه، ‏لنثبت بأنه تعالى مع عباده، وقريب منهم وهو في علوه، والعلو وصف ذاتي له سبحانه، دائماً وأبداً.))(5)‏
والسلف "أهل السنة والجماعة" يجرون هذه النصوص على ظاهرها وحقيقة معناها اللائق بالله عز ‏وجل من غير تكييف ولا تمثيل. قال شيخ الإسلام ابن تيميه في شرح حديث النزول ص466 جـ5 ‏من مجموع الفتاوى: "وأما دنوه نفسه وتقربه من بعض عباده فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال ‏الاختيارية بنفسه، ومجيئه يوم القيامة ونزوله واستواءه على العرش، وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة ‏الإسلام المشهورين وأهل الحديث، والنقل عنهم بذلك متواتر". أهـ.‏
‏ فأي مانع يمنع من القول بأنه يقرب من عبده كيف يشاء مع علوه؟‏
‏ وأي مانع يمنع من إتيانه كيف يشاء بدون تكييف ولا تمثيل؟
‏ وهل هذا إلا من كماله أن يكون فعالاً لما يريد على الوجه الذي يليق به؟(6)‏
وقال سبحانه وتعالى ‏‎:‎‏ ((فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ))‏‎]‎هود61‏‎[‎
وقال عز وجل ‏‎:‎‏ ((وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ))‏‎]‎هود90‏‎[‎‏.‏
ومعلوم أن قوله: {قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} مقرون بالتوبة والاستغفار، أراد به قريب مجيب ‏لاستغفار المستغفرين التائبين إليه، كما أنه رحيم ودود بهم، وقد قرن القريب ‏بالمجيب، ومعلوم أنه لا يقال: إنه مجيب لكل موجود، وإنما الإجابة لمن سأله ‏ودعاه، فكذلك قربه سبحانه وتعالى.‏
وقال تعالى ‏‎:‎‏ ((إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ))‏‎]‎الأعراف56‏‎[‎‏ ‏
فذكر الخبر وهو ((قريب)) عن لفظ ((الرحمة)) وهي مؤنثة,إيذانا بقربه تعالى من المحسنين,فكأنه ‏قال ‏‎:‎‏ إن الله برحمته قريب من المحسنين.‏
ويوضح ذلك ‏‎:‎‏ أن الرحمة لما كانت صفة من صفات الله تعالى,وصفاته قائمة بذاته,فإذا كانت ‏قريبة من المحسنين,فهو قريب سبحانه منهم قطعا.‏
فالرب تبارك وتعالى قريب من المحسنين،‎ ‎ورحمته قريبة منهم، وقربه يستلزم قرب رحمته. ففي حذف التاء ههنا ‏تنبيه على هذه‎ ‎الفائدة العظيمة الجليلة. إن الله تعالى قريب من المحسنين، وذلك يستلزم القربين‎: ‎قربه وقرب رحمته؛ ‏ولو قال: إن رحمة الله قريبة من المحسنين،لم يدل على قربه تعالى‎ ‎منهم؛ لأن قربه تعالى أخص من قرب رحمته، ‏والأعم لا يستلزم الأخص، بخلاف قربه، فإنه لما كان أخص استلزم الأعم، وهو قرب رحمته.‏
فكان في بيان قربه سبحانه من المحسنين، من‎ ‎التحريض‎ ‎على‎ ‎الإحسان، واستدعائه من النفوس، وترغيبها فيه غاية ‏حظ لها، وأشرفه وأجلُّه على‎ ‎الإطلاق، وهو أفضل إعطاء أُعطيه العبد، وهو قربه تبارك وتعالى من عبده، الذي هو‎ ‎غاية الأماني، ونهاية الآمال، وقرة العيون، وحياة القلوب، وسعادة العبد كلها. فكان‏‎ ‎في العدول عن ( قريبة ) إلى ( ‏قريب ) من استدعاء الإحسان، وترغيب النفوس فيه، ما لا‎ ‎يختلف بعده إلا من غلبت عليه شقاوته، ولا قوة إلا بالله.‏
فتبين بهذا ‏‎:‎‏ أن الله سبحانه وتعالى قريب من المحسنين بذاته ورحمته قربا ليس له نظير وهو مع ذلك فوق سماواته ‏على عرشه فإنّ علوّه سبحانه على سمواته من لوازم ذاته فلا يكون قط إلاّ عاليا ولا ‏يكون فوقه‎ ‎شيء البتة كما قال أعلم الخلق صلى الله عليه وسلم((وأنت الظاهر ‏فليس فوقك شيء)(7)‏





يتبع...........

------------------‎ ‎
‏(1)مجموع الفتاوى(5/503-513).‏
‏(2)رواه النسائي وصححه الألباني.‏
‏(3) فتح الباري لابن رجب.‏
‏(4)مدارج السالكين لابن القيم(3/272).‏
‏(5)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية للشيخ محمد أمان جامي رحمه الله.‏
‏(6) القواعد المثلى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.‏
‏(7)أنظر مجموع الفتاوى(5/493) وبدائع الفوائد(3/17-32) ومختصر ‏الصواعق(2/268-271).‏









قديم 2010-09-23, 21:39   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة الثالثة عشر ‏‎:‎
قال النسفي في قوله تعالى ‏‎:‎‏ ((أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ))‏‎]‎الملك16‏‎[‎‏ أي ‏‎:‎من ملكوته في السماء,لأنها ‏مسكن ملائكته,ومنها منزل قضاياه وكتبه وأوامره ونواهيه,فكأنما قال ‏‎:‎أأمنتم خالق السماء وملكه,أو ‏لاأنهم‎]‎المشركين‎[‎‏ كانوا يعتقدون التشبيه ,وأنه في السماء,وأن الرحمة والعذاب ينزلان منه ,فقيل لهم على ‏حسب اعتقادهم ‏‎:‎‏ أأمنتم من تزعمون أنه في السماء وهو متعال عن المكان))(1).‏



والجواب عليه ‏‎:‎
هذا تحريف لكتاب الله تعالى,فقد حرّف هذه الآية بتحريفين فاضحين ‏
أما التحريف الأول ‏‎:‎‏ فهو تأويل قوله تعالى ‏‎:‎‏ ((مَنْ فِي السَّمَاءِ)) بمن ملكوته في السماء,يعني أن ‏الله تعالى ليس في السماء بل ملكوته في السماء ,وهذا تحريف محض ,لأنه خارج عن لغة العرب ولا يقتضيه ‏سياق هذه الآية ألبتة ,فإن كلمة((من)) اسم موصول بممعنى(الذي)والمراد هو الله تعالى وكلمة(في) ‏بمعنى(على) و(السماء) هو(العلو) فكل ما علا فهو سماء,فكلمة(في) ليست للظرفية,و((السماء)) ليس المراد ‏منها الفلك والجسم,بل المراد جهة العلو.‏
فمعنى هذه الآية الكريمة عند سلف هذه الأمة وأئمة السنة ‏‎:‎‏ أما تخافون الله الذي هو على السماء العالي ‏على خلقه وفوق عباده أن يرسل عليكم حاصبا ,وأن يخسف بكم الأرض.‏
ثم سياق هذه الآية وكلمة(من) الموصولة,وكلمة(يرسل)وكلمة(يخسف )مع كثرة تلك الآيات القرآنية ‏والأحاديث النبوية وفطرة جميع بني آدم عليها كلها تدل دلالة قاطعة على أن تأويل النسفي لهذه الآية ‏تحريف وهمي,كما تدل على أن الصحيح الحق الصريح هو أن الله تعالى في جهة العلو فوق العالم عال على ‏خلقه أجمعين.‏
وأما التحريف الثاني ‏‎:‎‏ وهو قول النسفي ‏‎:‎‏ إن هذه الآية محمولة على زعم المشركين من المشبهة ‏‎:‎‏ أن الله ‏تعالى فوق السماء,فقال الله تعالى لهم ‏‎:‎أنتم أيها المشركون المشبهون تعتقدون أن الله تعالى في السماء,فلم لا ‏تخافونه.‏
أقول(2) ‏‎:‎قصد النسفي أن عقيدة كون الله تعالى في السماء ,من العقائد الفاسدة للمشبهة ‏المشركين,وليست هذه العقيدة من العقائد الصحيحة للموحدين المسلمين ‏‎!!.‎
وانظر أيها المسلم كيف حرف المصنف معنى هذه الآية ‏‎!!‎‏ حتى جعل العقيدة السلفية-أي العلو لله تعالى-‏عقيدة للمشبهة والمشركين,فقد حكم على عقيدة جميع الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين وأئئمة هذا ‏الدين-وهي عقيدة علو الله تعالى على خلقه-بأنها عقيدة المشبهة والمشركين.‏
وقد رد عليه العلامة الألوسي المفسر حيث قال ‏‎:‎
‏((وقيل هو مبني على زعم العرب حيث كانوا يزعمون أنه سبحانه في السماء,فكأنه قيل ‏‎:‎أأمنتم من ‏تزعمون أنه في السماء,وهو متعال عن المكان ‏‎!!‎‏ وهذا في غاية السخافة ,فكيف يناسب بناء الكلام في مثل ‏هذا المقام على زعم بعض الجهلة,كما لا يخفى على المنصف))(3)‏
ثم ذكر الألوسي عدة نصوص لأئمة الإسلام على إقرار الصفات لله تعالى ولا سيما صفة العلو له ‏تعالى,وقال((وأئمة السلف لم يذهبوا إلى غيره تعالى)).‏
أقول(4) ‏‎:‎‏ يعني الألوسي ‏‎:‎أن معنى الآية عند السلف أأمنتم الله الذي في السماء أي في العلو,بأن المراد من ‏قوله(من)هو الله تعالى لا غير.‏
ثم قال الألوسي أيضا ((وحديث الجارية من أقوى الأدلة لهم في هذا الباب ,وتأويله بما أوّلَ به الخلف ‏خروج عن دائرة الإنصاف عند أولي الألباب))(5).‏
وهذا كلام في غاية الإنصاف لمن فهمه(6).‏(أ)
وهذه جملة من تفسيرات العلماء للآية ‏‎:‎

‎- ‎قال محمد بن يزيد المبرد (286 هـ) في كتابه المقتضب: (والسؤال عن كل ما يعقل‎ ‎بـ"مَن" ‏كما قال عز وجل: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض}. فـ"مَن‎" ‎لله عز وجل‎)

‎- ‎قال الطبري (310 هـ) في تفسيره‎ : {‎أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} وهو‎ ‎الله‎.

‎- ‎قال ابن أبي زَمَنِين (399هـ) في تفسيره : {من في السماء} يعني‎ ‎نفسه‎.


قال أبو بكر محمد الصبغي (342 هـ) : (قد‎ ‎تضع العرب «في» بموضع «على» قال الله عز ‏وجل: {فسيحوا في الأرض}، وقال {لأصلبنكم في‎ ‎جذوع النخل} ومعناه: على الأرض وعلى ‏النخل ، فكذلك قوله: {في السماء} أي‎ ‎على العرش فوق السماء، كما صحت الأخبار عن النبي ‏صلى الله عليه‎ ‎وسلم‎) ‎الاسماء و الصفات للبيهقي
قال البيهقي في الأسماء والصفات (2 :165): « ومعنى قوله في هذه الأخبار "من في السماء" أي فوق ‏السماء على العرش كما نطق به الكتاب والسنة ».‏
قال أبو مظفر السمعاني (489 هـ) في تفسير الآية‎: ‎أأمنتم‎ ‎ربكم‎.‎
بل وقد قال ابن فورك الأشعري: « إعلم أنه ليس يُنكر قولُ من قال: إنّ الله في السماء. لأجل أن لفظ الكتاب ‏قد ورد به، وهو قوله: ) أأمنتم من في السماء( ومعنى ذلك أنه فوق السماء » [مشكل الحديث وبيانه 392 ‏ط: دار عالم الكتب].‏




---------------
‏(1)مدارك التنزيل وحقائق التأويل (4/22) للنسفي.‏
‏(2)الكلام لصاحب كتاب(الكلمات الحسان في بيان علو الرحمان) للشيخ عبد الهادي بن حسن وهبي.‏
‏(3)روح المعاني(29/15).‏
‏(4) والكلام للشيخ عبد الهادي بن حسن وهبي.‏
‏(5)التنبيهات السنية(108-111).‏
‏(6)بيان تلبيس الجهمية(2/75).‏

(أ) إلى هنا ينتهي النقل من كتاب(الكلمات الحسان في بيان علو الرحمان).










قديم 2010-09-23, 21:41   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة الرابعة عشر ‏‎:‎قال الزرقاني ‏‎))‎‏ إن كنتم تأخذون بظواهر النصوص على حقيقتها فماذا تفعلون بمثل ‏قوله تعالى(أأمنتم من في السماء))‏‎]‎الملك16‏‎[‎‏ مع قوله تعالى((وهو الله في السماء وفي الأرض))‏‎]‎الأنعام3‏‎[‎‏ ‏أتقولون ‏‎:‎أنه في السماء حقيقة؟أم على الأرض حقيقة؟أم فيهما معا حقيقة؟وإذا كان في الأرض وحدها ‏حقيقة فكيف تكون له جهة فوق ولا يقال ‏‎:‎له جهة تحت ؟ولماذا يشار إليه فوق ولا يشار إليه تحت؟))(1)‏
إن هذا الكلام أشبه بكلام أهل الجهل والضلال,ومن لا يدري ما يخرج منه من مقال ,من كلام أهل العقل ‏والعلم والبيان,وهو أشبه بكلام جهال القصاص والمغالطين,من كلام العلماء المجادلين بالحق(2)‏

فهو يحاول إثبات التناقض في آيات القرآن ليدعم بتعطيله وإنكاره لصفة العلو لله عز وجل,وإلا فالجواب ‏واضح ولا تناقض ولا اضطراب في كلام الله تعالى,لأننا نقول ‏‎:‎إنه لا شك أن الله تعالى في السماء,أي على ‏السماء,ولا نقول ‏‎:‎إنه في الأرض ,كما لا نقول ‏‎:‎إنه فيهما.‏
ولا نقول أيضا ‏‎:‎أنه يشار إليه إلى التحت,كما لا نقول ‏‎:‎أنه يشار إليه إلى التحت والفوق جميعا .بل ‏نقول ‏‎:‎إنه فوق العالم عال على خلقه ,ويشار إليه إلى جهة الفوق سبحانه وتعالى.‏
ولا يناقض ذلك قوله تعالى(((وهو الله في السماء وفي الأرض))‏‎]‎الأنعام3‏‎[‎‏.فإن معنى الآية كما قال الإمام ‏أحمد رحمه الله ‏‎:‎‏ هو إله من في السماء وإله من في الأرض ,وهو على العرش وقد أحاط علمه بما دون ‏العرش ,ولا يخلو من علم الله مكان .ولا يكون علم الله في مكان دون مكان,فذلك قوله تعالى((ليعلموا أن ‏الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما))‏‎]‎الطلاق12‏‎[‎‏(3)‏
قال الآجري رحمه الله ‏‎:‎‏ ومما‎ ‎يلبسون‎ ‎به على من‎ ‎لا علم معه احتجوا بقوله ‏عزوجل((وهو الله في السماء وفي الأرض)) وبقوله((وهو الذي‎ ‎في ‏السماء إله وفي الأرض إله‎))
وهذا كله إنما يطلبون الفتنة‎ ,‎كما قال الله تعالى((فيتبعون ما تشابه منه ‏ابتغاء الفتنة وابتغاء‎ ‎تأويله‎))
وعند أهل العلم من أهل الحق((وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم ‏سركم‎ ‎وجهركم ويعلم ما تكسبون)) فهو كما قال العلم مما جاءت به ‏السنن:إن الله عز وجل على‎ ‎عرشه وعلمه محيط بجميع خلقه يعلم ما ‏تسرون وما تعلنون ,يعلم الجهر من القول ويعلم‎ ‎ما تكتمون‎.
وقوله عز وجل((وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)) فمعناه :أنه ‏جل‎ ‎ذكره إله من في السموات وإله من في الأرض ,إله يعبد في السماء ‏وإله يعبد في الأرض‎ ‎هكذا فسره العلماء))(4)‏

‏((فقوله سبحانه: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} فيها ‏الدلالة على أن المدعو الله في السماوات وفي الأرض، ويعبده ويوحده ويقر له بالإلهية من في ‏السماوات ومن في الأرض، ويسمونه الله ويدعونه رغباً ورهباً إلا من كفر من الجن والإنس، وفيها ‏الدلالة على سعة علم الله سبحانه واطلاعه على عباده وإحاطته بما يعملونه سواء كان سراً أو جهراً، ‏فالسر والجهر عنده سواء سبحانه وتعالى، فهو يحصي على العباد جميع أعمالهم خيرها وشرها.
وقوله سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} معناها: أنه سبحانه هو ‏إله من في السماء وإله من في الأرض يعبده أهلهما وكلهم خاضعون له أذلاء بين يديه إلا من غلبت ‏عليه الشقاوة فكفر بالله ولم يؤمن به، وهو الحكيم في شرعه وقدره العليم بجميع أعمال عباده ‏سبحانه.))(5)‏
قال الجوهري "ألّه بالفتح إلاهة أي: عبده عبادة، قال: ومنه قولنا: الله. وأصله: إلاه، ‏على فِعَال، بمعنى: مفعول. بمعنى معبود، كقولنا: إمام: فِعَال بمعنى: مفعول لأنه مؤتم به. ‏والتأليهك التعبيد والتأله: التنسك والتعبد(6) ولذلك لم يقل الله تعالى (إله السماوات والأرض) ‏وإنما قال {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}.‏


--------


‏(1)مناهل العرفان (2/316)طبعة دار الكتب العلمية-الطبعةالأولى.‏
‏(2)تلبيس الجهمية (1/329-370).‏
‏(3)الرد على الجهمية ص39 المطبعة السلفية القاهرة-الطبعة الأولى-‏
‏(4) الشريعة ص 1072-1105‏‎)‎
‏(5) إجابة عن أسئلة في العقيدة للشيخ ابن باز رحمه الله نقلا عن موقعه الإلكتروني .‏
‏(6) مختار الصحاح 22.‏









قديم 2010-09-23, 21:42   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة الخامسة عشر:قول حسن المحاججة ( إذا كان الله تعالى – عندكم – فوق العالم بائناً منه خارجاً منه فهو – ‏إذاً – إما أن يكون مماساً للعالم أو منفصلاً عنه , فإن قلتم : إنه مماس للعالم فأنتم مبتدعة ‏مجسمة .‏
وإن قلتم : إنه منفصل عن العالم – فيقال إذن توجد المسافة بين العالم وبين الله تعالى فهذه ‏المسافة إن كانت عدمية فصار الله مماساً بالعالم , وإن كانت وجودية , فهو جزء من العالم , ‏فيلزم أن الله منفصل عن العالم بجزء من العالم )‏
الجواب : (إن السلف قالوا : إن الله تعالى فوق العالم ‏بائن عنه وهذا القدر كاف في العقيدة , ولم يخوضوا في المسافة , هل بين الله وبين العالم ‏مسافة أم لا , وكم مقدار هذه المسافة وهل تلك المسافة جزء من العالم أم لا ؟ .‏
وذلك لوجهين : ‏
الأول : خشية الدخول في الكيف ,

الثاني : خشية الدخول في دائرة الغيب بدون الإخبار من ‏الله تعالى .‏
فالواجب على المسلم أن يعتقد أن الله تعالى فوق العرش وقاهر فوق عباده عالٍ على الكون ‏بائن عن خلقه , ولا يدخل في الكيف ولكن إذا خاصمنا مبتدع معطل فلا بد أن نقول له ‏بذاته وقلعاً لشبهاته وقطعاً لدابره : إننا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام : إن الموجود ‏موجودان : خالق ومخلوق .‏
فالله تعالى بذاته وصفاته خالق , وما سواه عالم وهو الكون – وهو مخلوق والله تعالى فوق ‏الكون بائن عن خلقه .‏
فليس وراء هذا الكون شيء موجود غير الله تعالى لا المسافة ولا غيرها , فالذي ينكر علو الله ‏تعالى على خلقه بشبهة المسافة , فهو المشبه في الحقيقة أولاً لأنه قد شبه فوقية الله تعالى بفوقية ‏رجل على سطح بيته , ولذلك دخل في المسافة وكيفيتها , ثم هو المعطل ثانياً لأنه عطل صفة ‏علو الله تعالى خشية المسافة ثم هو المشبة ثانياً لأنه قد وقع في أشنع مما فر منه وهو خوف ‏الوقوع في التشبيه , لأنه لما عطل صفة علو الله تعالى خشية التشبيه وقال : إن الله ( لا داخل ‏العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ) شبه الله تعالى المعدوم بل بالممتنع) (1)


-----------
(1)التنبيهات السنية(ص395-400)‏









قديم 2010-09-23, 21:43   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة السادسة عشر ‏‎:‎
كان في الأزل ليس مستويا على العرش وهو الآن على ما عليه كان,فلا يكون على العرش,لأن الاستواء ‏فعل حادث-كان بعد أن لم يكن-فلو قام به الإستواء قامت به الحوادث,وإن قيام الحوادث بذاته تغير والله ‏منزه عن التغير.‏
الرد ‏‎:‎
ينبغي أن يعلم بأن المشتغلين بعلم الكلام إذا قالوا(لا تحله الحوادث))أوهموا الناس أن مرادهم أنه لا يكون ‏محلا للتغيرات والاستحالات ونحو ذلك من الأحداث التي تحدث للمخلوقين فتحليهم وتفسدهم,وهذا ‏معنى صحيح,ولكن مقصودهم بذلك أنه لا ينزل إلى السماء الدنيا ,ولا يأتي يوم القيامة ولا يجيء,ولا ‏يغضب بعد أن كان راضيا,ولا يرضى بعد أن كان غضبان,ولا يقوم به فعل ألبتة,ولا أمر مجدد بعد أن لم ‏يكن,ولم يستوي على عرشه بعد أن لم يكن مستويا عليه,ولا يغضب يوم القيامة غضبا لم يغضب قبله مثله ‏‏,ولن يغضب بعده مثله ,ولا ينادي عباده يوم القيامة بعد أن لم يكن مناديا لهم,فإن هذه كلها حوادث,وهو ‏منزه عن حلول الحوادث(1)فإن هذا من اللبس والتلبيس ,وتسمية المعاني الصحيحة الثابتة بالأسماء القبيحة ‏المنفرة,وتلك طريقة للنفاة مألوفة وسجية معروفة(2).‏


والجواب على الشبهة المذكورة-التي هي أوهن من بيت العنكبوت – من وجوه ‏‎:‎

الوجه الأول‎:‎‏ من قال لكم أن الحادث لا يقوم إلا بحادث.من أين جاءت هذه القاعدة؟هل هي في القرآن ‏الكريم؟هل هي في السنة المطهرة؟هل هي في العقل؟وكل من أمعن النظر وفهم حقيقة الأمر علم أن السلف ‏كانوا أعمق من هؤلاء علما ,وأبر قلوبا,وأقل تكلفا,وأنهم فهموا من حقائق الأمور مالم يفهمه هؤلاء ,الذين ‏خالفوهم,وقبلوا الحق وردوا الباطل ومن هداه الله سبحانه وتعالى أيقن فساد هذا الكلام(3)‏
الوجه الثاني‎:‎إننا نقابل هذه القاعدة الفاسدة بقاعدة أكمل منها وأوضح وهو‎:‎‏ أن الفعال لما يريد أكمل من ‏الذي لا يفعل.والله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء,والله يحدثُ ما يشاء,لا معقب لحكمه,فما من فعل يفعله ‏إلا وقد حدث بعد أن لم يكن.وأنتم إذا عطلتم الله عز وجل عن الأفعال الإختيارية –كالإستواء والنزول ‏والضحك والفرح والغضب-معنى ذلك‎:‎‏ وصفتمو‏‎:‎‏ بأنقص ما يكون ((والكمال في اتصافه بهذه الصفات ‏لا في نفي اتصافه بها))(4) ‏
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله‎:‎‏ ((الله سبحانه موصوف بصفات الكمال,منزه عن النقائص ,وكل ‏كمال وصف به المخلوق من غير استلزامه لنقص فالخالق أحق به,وكل نقص نزه عنه المخلوق فالخالق أحق ‏بأن ينزه عنه,و الفعل صفة كمال لا صفة نقص ,كالكلام والقدرة,وعدم الفعل صفة نقص,كعدم الكلام ‏وعدم القدرة,فدل العقل على صحة ما دل عليه الشرع ,وهو المطلوب))(5)‏
وقال ابن القيم رحمه الله ‏‎:‎
والرب ليس معطلا عن فعله***ؤبل كل يوم ربنا في شان.‏


الوجه الثالث‎:‎‏ لفظ التغير لفظ مجمل .فالتغير في اللغة المعروفة لا يراد به مجرد كون المحل قامت به ‏الحوادث(6)),بل إن لفظ التغير في كلام الناس المعروف يتضمن استحالة الشيء.‏
والناس إنما يقولون تغير ‏‎:‎لمن استحال من صفة إلى صفة‎.‎
فالإنسان مثلا إذا مرض وتغير في مرضه كأن اصفر لونه أو شحب أو نحل جسمه يقال‎:‎‏ غيره المرض.‏
وكذا إذا تغير جسمه بجوع أو تعب ,قيل قد تغير.‏
وكذا إذا غير لون شعر رأسه ولحيته ,قيل قد غير ذلك .‏
وكذا إذا تغير خلقه ودينه,مثل أن يكون فاجرا فيتوب ويصير برا أو يكون برا فينقلب فاجرا .فهذا يقال ‏عنه‎:‎أنه تغير.‏
ومن هذا الباب,قول النبي صلى الله عليه وسلم ((غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد))رواه مسلم.‏
وكذا الشمس إذا اصفرت ,قيل‎:‎تغيرت .ويقال‎:‎وقت العصر مالم يتغير لون الشمس.‏
والأطعمة إذا استحالت يقال لها تغيرت قال تعالى { فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين } محمد: 15 فتغير ‏الطعم استحالت من الحلاوة إلى الحموضة ونحو ذلك
ومنه قول الفقهاء إذا وقعت النجاسة في الماء الكثير لم ينجس إلا أن يتغير طعمه أو لونه أو ريحه وقولهم إذا نجس الماء بالتغير زال بزوال التغير ولا يقولون إن ‏الماء إذا جرى مع بقاء صفائه أنه تغير ولا يقال عند الإطلاق للفاكهة والطعام إذا حول من مكان إلى مكان انه تغير ولا يقال للإنسان إذا مشى أو قام أو قعد قد تغير ‏اللهم إلا مع قرينة ولا يقولون للشمس والكواكب إذا كانت ذاهبة من المشرق إلى المغرب إنها متغيرة بل يقولون إذا إصفر لون الشمس إنها تغيرت ويقال وقت ‏العصر ما لم يتغير لون الشمس ويقولون تغير الهواء إذا برد بعد السخونة ولا يكادون يسمون مجرد هبوبه تغيرا وإن سمى بذلك فهم يفرقون بين هذا وهذا لونه ‏لون لباس المسلمين وتقول العرب تغايرت الأشياء إذا اختلفت والغيار البدال
والناس إذا قيل لهم التغير على الله ممتنع فهموا من ذلك الاستحالة والفساد مثل انقلاب صفات الكمال إلى صفات نقص أو تفرق الذات ونحو ذلك مما يجب تنزيه الله ‏عنه
وأما كونه سبحانه يتصرف بقدرته فيخلق ويستوي ويفعل ما يشاء بنفسه ويتكلم إذا شاء ونحو هذا لا يسمونه تغيرا
ولكن حجج النفاة مبناها على ألفاظ مجملة موهمة كما قال الإمام أحمد: يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويلبسون على جهال الناس بما يشبهون عليهم حتى يتوهم الجاهل ‏أنهم يعظمون الله وهم إنما يقودون قولهم إلى فرية على الله.(7)‏

الوجه الرابع‎:‎‏ لقد جاءت الآية وفيها لفظ(ثم) مما يدل على أن الله استوى على العرش بعد أن خلق ‏السموات والأرض
قال تعالى((إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ)) فالله فعال لما يريد يفعل ما ‏يشاء متى شاء جلا جلاله ولست تاركي ما جاء في القرآن بسبب تمويه الجهمية ونبزهم وإختراعهم لألفاظ مجملة يحاربون ‏بها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.‏
جاء في حديث قتادة " لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه " (‏ 8‏). وقال الطبري " فلما فرغ من خلق ما ‏أحب ‏استوى على العرش " (‏9 ‏).‏
ويبطل ذلك أيضاً :‏
‎•‎ ما حكاه البيهقى أن أبا الحسن الأشعري كان يذهب إلى أن الاستواء من صفات الفعل لله ، وأن الله فعل ‏فعلاً سماه ‏الاستواء وأن (ثم) تفيد التراخي وأن التراخي إنما يكون في الأفعال (‏ ‏10).‏
‎•‎ قولُ الله { وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء } وهذا بخلاف قوله { ‏ثُمَّ ‏اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } فالعرش (كان) قبل خلق السموات والأرض، أما الاستواء الذي تحدث الله عنه فهو ‏فعلٌ فعله الله بعد ‏خلق السموات والأرض.‏
وهذا يقتضيه عمل (ثم) التي إذا أتت بين فعلين ماضيين أفادت الترتيب بينهما.‏



---------------------------

‏(1)الصواعق المرسلة(ص935-936)‏
‏(2) الصواعق المرسلة(ص1500)‏‎.‎
‎(3)‎انظر النبوات(ص79) وشرح حديث النزول(ص417)‏
‏(4) مجموع الفتاوى(6/242).‏
‏(5)درء تعارض العقل والنقل(2/6).‏
‏(6)جامع الرسائل(2/44).‏
‏(7)درء التعارض مع تصرف يسير.‏
‏(8) رواه البيهقي في الأسماء والصفات بسند صحيح 2/120 والذهبي في مختصر العلو 98 .‏
‏(9) تفسيرالطبري 1/152 .‏
‏(10) الأسماء والصفات 2/152 .‏









قديم 2010-09-23, 21:44   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

آثار ضعيفة

الشبهة السابعة عشر ‏‎:‎‏ قال عبدُ القاهر البغداديُّ: قال عليٌّ: كانَ اللهُ ولا مكانَ، وهوَ الآنَ على ما عليهِ ‏كانَ‎.‎

ما زال الجهمية ومن وافقهم يضربون نصوص علو ‏الله فوق خلقه بهذه‎ ‎الرواية "كان الله ولا مكان" "وهو ‏الآن على ما عليه كان"‏‎ ‎وهذه الرواية باطلة رواية ‏ودارية ‏
‏ أما بطلانها روايةً فقد نص‎ ‎أهل العلم على أنها لا أصل لها في كتب الحديث المعتمدة‎:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه‎ ‎الله‎-:"‎وهذه الزيادة-وهو قوله:"وهو‎ ‎الآن على ما عليه ‏كان"كذب مفترى على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-،اتفق أهل العلم‎ ‎بالحديث على ‏أنه موضوع مختلق،وليس هو في شئ من دواوين الحديث لا كبارها ولا‎ ‎صغارها،ولا رواه ‏أحد من أهل العلم بإسناد لا صحيح ولا ضعيف ولا بإسناد‎ ‎مجهول"ا.هـ."مجموع ‏الفتاوى"2/272،وانظر:18/221،"درء تعارض العقل‎ ‎والنقل"5/227،"مدارج ‏السالكين"3/56‏‎.
وقال ابن حجر-رحمه الله‎-:"‎وقع في بعض الكتب في هذا الحديث:"كان الله ولا شيء‎ ‎معه،وهو الآن على ما عليه كان"،وهي زيادة ليست في شيء من كتب الحديث،نبه على ‏ذلك‎ ‎العلامة تقي الدين ابن تيمية‎"‎ا.هـ."فتح الباري شرح صحيح‎ ‎البخاري"6/244،وانظر:"عمدة القاري"15/89‏‎.‎‏ وهذه الرواية أجلُّ ‏عندهم‎ ‎من قوله تعالى {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} {ثُمَّ ‏اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ‎} ‎إذ هذه الآيات عندهم موهمة ‏للتشبيه والتجسيم والكفر، أما هذه الرواية المكذوبة ‏فهي‎ ‎صريحة في التنزيه‎.
ألم يعلم هؤلاء أن هذه الرواية المكذوبة كانت من ‏أعظم ما يحتج به‎ ‎المعتزلة، وذكر الأشعري احتجاج ‏العتزلة بها وأنها من جملة‎ ‎مقالاتهم‎(1). ‎فانظر كم ‏ورثوا عن المعتزلة حتى الآن من أمور يظنونها راية‎ ‎أهل السنة والجماعة‎.‎

وأما بطلانها دراية فإنها‎ ‎مخالفة للأدلة النقلية والعقلية،وبيان ذلك أن يقال‎:
إن هذه اللفظة يطلقها من أهل‎ ‎الضلال‎ ‎طائفتان‎:
الطائفة الأولى:المعطلة من الجهمية وغيرهم قاصدين بها‎"‎نفي الصفات-التي وصف بها نفسه ‏من استوائه على العرش‎ ‎ونزوله إلى السماء الدنيا وغير ذلك‎.
فقالوا:"كان في الأزل ليس مستوياً على العرش،وهو الآن على ما عليه‎ ‎كان؛فلا يكون على ‏العرش لما يقتضي ذلك من التحول والتغير"."مجموع‎ ‎الفتاوى"2/273‏‎.
ولا ريب أن هذا مخالف للأدلة الكثيرة المتنوعة الدالة على ثبوت قيام‎ ‎الصفات الاختيارية ‏بالله-تعالى-كما تقدم‎.
الطائفة الثانية:الملاحدة الاتحادية قاصدين بها أن الله-تعالى-"ليس معه‎ ‎غيره كما كان في ‏الأزل،ولا شئ معه‎.
قالوا:"إذ الكائنات ليست غيره،ولا‎ ‎سواه؛فليس إلا هو؛فليس معه شئ آخر لا أزلاً ولا ‏أبداً،بل هو عين الموجودات،ونفس‎ ‎الكائنات‎".
وجعلوا المخلوقات المصنوعات هي‎ ‎نفس الخالق البارئ المصور‎.
وهم دائماً يهذون بهذه الكلمة:"وهو الآن على ما عليه كان"،وهي‎ ‎أجل-عندهم-من"قل ‏هو الله أحد"ومن آية الكرسي؛لما فيها من الدلالة على الاتحاد-الذي‎ ‎هو إلحادهم-،وهم ‏يعتقدون أنها ثابتة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-،وأنها من‎ ‎كلامه،ومن أسرار ‏معرفته"."مجموع‎ ‎الفتاوى"2/274،وانظر18/221‏‎.
وهذا مخالف للأدلة النقلية‎ ‎والعقلية من عدة أوجه‎:
‎"‎أحدها‎:‎أن الله قد أخبر بأنه مع عباده في غير موضع من الكتاب‎ ‎عموماً وخصوصاً مثل ‏قوله:"وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على‎ ‎العرش"إلى قوله:"وهو ‏معكم أينما كنتم"،وقوله:"ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو‎ ‎رابعهم"إلى قوله:"أينما ‏كانوا"،وقوله:"إن الله مع الذين اتقوا والذين هم‎ ‎محسنون"،وقال:"والله مع الصابرين"في ‏موضعين،وقوله:"إنني معكما أسمع وأرى"،"لا تحزن‎ ‎إن الله معنا"،"وقال الله إني معكم"،"إن ‏معي ربى سيهدين"،وكان النبي-صلى الله عليه‎ ‎وسلم-إذا سافر يقول:"اللهم أنت الصاحب ‏في السفر،والخليفة في الأهل،اللهم اصحبنا في‎ ‎سفرنا،واخلفنا في أهلنا"؛فلو كان الخلق ‏عموماً وخصوصاً ليسوا غيره،ولا هم معه،بل ما‎ ‎معه شئ آخر امتنع أن يكون هو مع نفسه ‏وذاته؛فإن المعية توجب شيئين كون أحدهما مع‎ ‎الآخر،فلما أخبر الله أنه مع هؤلاء علم ‏بطلان قولهم:"هو الآن على ما عليه كان،لا شئ‎ ‎معه،بل هو عين المخلوقات‎".
وأيضاً؛فإن‎ ‎المعية لا تكون إلا من الطرفين؛فإن معناها المقارنة والمصاحبة؛فإذا كان أحد ‏الشيئين‎ ‎مع الآخر امتنع ألا يكون الآخر معه،فمن الممتنع أن يكون الله مع خلقه،ولا يكون ‏لهم‎ ‎وجود معه،ولا حقيقة أصلاً،بل هم هو‎!.
الوجه الثاني:أن‎ ‎الله قال في كتابه:"ولا تجعل مع الله إلهاً آخر فتلقى في جهنم ملوماً‎ ‎مدحوراً"،وقال-تعالى-:"فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين"،وقال:"ولا‎ ‎تدع مع ‏الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شئ هالك إلا وجهه"،فنهاه أن يجعل أو يدعو‎ ‎معه إلهاً ‏آخر،ولم ينهه أن يثبت معه مخلوقاً أو يقول:"إن معه عبداً مملوكاً أو‎ ‎مربوباً فقيراً أو معه شيئاً ‏موجوداً خلقه"كما قال:"لا إله إلا هو"،ولم يقل:"لا‎ ‎موجود إلا هو"أو"لا هو إلا هو"أو"لا ‏شئ معه إلا هو"بمعنى أنه نفس الموجودات‎ ‎وعينها،وهذا كما قال:"وإلهكم إله ‏واحد"[؛فأثبت وحدانيته في الألوهية،ولم يقل:"إن‎ ‎الموجودات واحد"،فهذا التوحيد الذي في ‏كتاب الله هو توحيد الألوهية،وهو أن لا تجعل‎ ‎معه ولا تدعو معه إلهاً غيره؛فأين هذا من أن ‏يجعل نفس الوجود هو‎ ‎إياه؟‎!.
وأيضاً؛فنهيه أن يجعل معه أو يدعو معه إلهاً‎ ‎آخر دليل على أن ذلك ممكن كما فعله ‏المشركون الذين دعوا مع الله آلهة أخرى؛فلو كانت‎ ‎تلك الآلهة هي إياه،ولا شيء معه أصلاً ‏امتنع أن يدعى معه آلهة‎ ‎أخرى‎.
فهذه النصوص تدل على أن معه أشياء ليست‎ ‎بآلهة،ولا يجوز أن تجعل آلهة،ولا تدعى آلهة. ‏وأيضاً؛فعند الملحدين يجوز أن يعبد كل‎ ‎شئ،ويدعى كل شئ؛إذ لا يتصور أن يعبد غيره؛فإنه ‏هو الأشياء؛فيجوز للإنسان حينئذٍ أن‎ ‎يدعو كل شئ من الآلهة المعبودة من دون الله،وهو ‏عند الملاحدة ما دعا معه إلهاً‎ ‎آخر؛فجعل نفس ما حرمه الله،وجعله شركاً جعله ‏توحيداً،والشرك عنده لا يتصور‎ ‎بحال‎!.
الوجه الثالث:أن الله لما كان،ولا شئ معه لم‎ ‎يكن معه سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا ‏جن ولا إنس ولا دواب ولا شجر ولا جنة ولا‎ ‎نار ولا جبال ولا بحار؛فإن كان الآن على ‏ما عليه كان فيجب أن لا يكون معه شئ من هذه‎ ‎الأعيان،وهذا مكابرة للعيان،وكفر ‏بالقرآن والإيمان‎.
الوجه الرابع:أن الله كان،ولا شئ معه،ثم كتب في الذكر كل شئ-كما جاء في‎ ‎الحديث ‏الصحيح-،فإن كان لا شئ معه فيما بعد،فما الفرق بين حال الكتابة وقبلها-وهو‎ ‎عين ‏الكتابة واللوح عند الفراعنة الملاحدة-؟!"ا.هـ‎."‎مجموع الفتاوى"2/272-278‏‎

----------------------------‎
‎(1) ‎مقالات الإسلاميين‏‎ 157.‎









قديم 2010-09-23, 21:45   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة الثامنة عشر

قال القشيريُّ: «قال جعفرُ الصَّادقُ: مَنْ زعمَ أنَّ الله في شيءٍ أو منْ شيءٍ أو على شيءٍ فقدْ أشركَ؛ إذ لو كانَ على شيءٍ لكانَ محمولًا، أو كانَ في شيءٍ لكانَ محصورًا، أو كانَ من شيءٍ لكانَ محدثًا»[1].


سبحانَ الله!! كيفَ قوبلَ هذَا الكلامُ بأعظمِ القبولِ، وقدِّمَ على الآياتِ القرآنيةِ والأحاديثِ النبويةِ الدَّالةِ على علوِّ الله على العرشِ. فليسَ الدينُ بكثرةِ الكلامِ ولكنْ بالهدى والسدادِ.
والكلامُ على الأثرِ المذكورِ منْ وجهينِ:
الأوَّلُ:
هذَا الكلامُ وأشباهُه ممَّا اتَّفَقَ أهلُ المعرفةِ على أنَّهُ مكذوبٌ عنْ جعفرٍ، والكذبُ على جعفر كثيرٌ منتشرٌ. والذي نقلهُ العلماءُ الثقاتُ عنهُ معروفٌ، يخالفُ روايةَ المفترينَ عليهِ[2].
الثاني:
أنَّ المعاني المذكورةَ فيهِ صحيحةٌ إلَّا قولهُ «أو على شيءٍ» ففيهِ مصادمةٌ لقولهِ تعالى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5] فإنَّ استواءَ الرَّبِّ سبحانه بغيرِ كيفيَّةٍ كما قالَ الإمامُ مالكٍ وغيرهُ. وجلَّ الله سبحانهُ أنْ يكونَ محمولًا أو محصورًا؛ بلْ جميعُ الخلقِ محمولونَ بقدرتهِ محصورونَ في قبضتهِ. تعالى الله عمَّا يقولُ المعطِّلة والمشبِّهةُ علوًّا كبيرًا[3].


--------------------------------------------------------------------------------
[1] الرسالة القشيرية (1/40 - 41).
[2] الاستقامة (1/191).
[3] تنبيه النبيه والغبي في الرد على المدارسي والحلبي (ص28 - 29).










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الغلو, شبهات, عليها, والرد, واعتراضات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc