أنساب أولاد تبان من سطيف - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأنساب ، القبائل و البطون > منتدى قبائل الجزائر

منتدى قبائل الجزائر كل مايتعلق بأنساب القبائل الجزائرية، البربرية منها و العربية ... فروعها و مشجراتها...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أنساب أولاد تبان من سطيف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-01-22, 11:18   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
منصور23
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

ابن خلدون خائن و يعمل جاسوس عند تيمور لنك و الدليل من كتابه رحلة ابن خلدون صفحة 289-290

وجائني القضاة والفقهاء ؛واجتمعت بمدرستهم العادلية ؛واتفق رأيهم على طلب الامام من الامير تِمُر(1) على بيوتهم وحُرمهم وشاورووا في ذلك نائب القلعة فابى عليهم ذلك ونكره فلم يوافقوه وخرج القاضي برهان الدين بن مفلح الحنبلي ومعه شيخ الفقراء بزاوية (....) فاجابهم الى التامين وردهم باستدعاء الوجوه والقضاة فخرجوا اليه متدلين من السور بما صبحهم اليه من التقدمة فاحسن لقائهم وكتب لهم الرقاع بالامان وردهم على احسن الامال واتفقوا معه على فتح المدينة من الغد وتصرف الناس في المعاملات ودخول امير ينزل بمحل الامارة منها ويملك امرهم بعز ولايته.
واخبرني القاضي برهان الدين انه سأله عني ؛وهل سافرتُ مع عساكر مصر او اقمت بالمدينة فاخبره بمقامي في المدرسة حيث كنت وبتنا تلك الليلة على اهبة الخروج اليه فحدث بين بعض الناس تشاجر في المسجد الجامع وانكر البعض ماوقع من الاستنامة الى القول وبلغني الخبر من جوف الليل فخشيت البادرة على نفسي وبكرت سحرا الى جماعة القضاة على الباب وطلبت الخروج او التدلي من السور لما حدث عندي من توهمات ذلك الخبر ؛فابو عليَ اولا ثم اصخوا لي ودلوني من السور فوجدت بطانته عند الباب ونائبه الذي عينه للولاية على دمشق واسمه شاه ملك من بني جقطاي اهل عصابته فحييتهم وحيوني وفديت وفدوني وقدم لي شاه ملك مركوبا ؛وبعث معي من بطانة السلطان من اوصلني اليه فلما وقفت بالباب خرج الاذن باجلاسي في خيمة هنالك تجاور خيمة جلوسه ثم زيد بالتعريف باسمي اني القاضي المالكي المغربي فاستدعاني ودخلت عليه بخيمة جلوسه متكأعلى مرفقه وصحاف الطعام تمر بين يديه يشير بها الى عصب المغل جلوسا امام خيمته حلقا حلقا .فلما دخلت عليه فاتحت بالسلام
واوميت ايماءة الخضوع ؛فرفع راسه ؛ ومد يده اليَ فقبلتها واشار بالجلوس فجلست حيث انتهيت.
ثم استدعى من بطانته الفقيه عبد الجبار بن النعمان من فقهاء الحنفية بخوارزم فاقعده يترجم مابيننا .......................الى ان قام بوصف بلاد المسلمين لتيمور لنك شفويا لكن هذا لم يقنع تيمور لنك فاخذ يامره بصناعة كتاب تفصيلي له عن بلاد المغرب العربي فقال تيمر لنك:لا يقنعني هذا وأحب ان تكتب اليَ بلاد المغرب كلها اقاصيها وادانيها وجباله وانهاره وقراه وامصاره حتى كاني اشاهده فقلت يحصل ذلك بسعادتك
وكتبت له بعد انصرافي من المجلس لما طلب من ذلك واوعبت الغرض فيه في مختصر وجيز يكون قدر اثنتي عشرة من الكراريس المنصَفة القطع.انتهى

يعني عمل له خريطة بمفهوم ذالك الزمان لتسهل له غزو بلاد المغرب الاسلامي
تحياتي









 


رد مع اقتباس
قديم 2014-01-23, 11:20   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
منصور23
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

-الأمر ليس بهذه البساطة لقد عمل له خريطة تفصلية عن بلاد المغرب
-ابن خلدون ليس شخص عادي بل كان قاضي قضاة المالكية و مسؤل في الدولة يعني شخصية عامة بمصطلح هذه الأيام تخيل وزير من وزرائنا قبل يد الملك محمد السادس وزاد شيتلو ما تقليش حياة الشخصية وحسبوا برك على واش خدم في البلاد










رد مع اقتباس
قديم 2014-01-23, 16:21   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
allamallamallam
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منصور23 مشاهدة المشاركة
-الأمر ليس بهذه البساطة لقد عمل له خريطة تفصلية عن بلاد المغرب
-ابن خلدون ليس شخص عادي بل كان قاضي قضاة المالكية و مسؤل في الدولة يعني شخصية عامة بمصطلح هذه الأيام تخيل وزير من وزرائنا قبل يد الملك محمد السادس وزاد شيتلو ما تقليش حياة الشخصية وحسبوا برك على واش خدم في البلاد
هههههههههههههههههههههه

ااخى هناك اخ مروكى يشاركنا النقاش هنا

فهو من مقبلى ايدى ملكه العربى الشريف


و تقبيل الايدى عنهم شرف و ليس خيانه

بن خلدون عظيم و من اعظم الناس فى التاريخ


انت راته خاين

وانا اراه اعظم مؤرخ فى التاريخ


سلام انتهى الكلام الذى بيننا

لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى تتبع ملتهم









رد مع اقتباس
قديم 2014-01-24, 10:30   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فريد بوشنافة
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية فريد بوشنافة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مبايعة أولاد نائل للأمير عبد القادر
شعر: سليمان جوادي










وأولاد نائل إذ بايعوك
فقد بايعوا فيك زين الخصال

وتاقوا الى الحرب مسترخصين
دماهم وأنفسهم والعيال

وأولاد نايل من صلبهم
تفجر حب الردى والنضال

لهم من صفات النبي صفات
ومن غضبات علي مثال










رد مع اقتباس
قديم 2014-01-24, 11:10   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ALGATHEN FRIDHAN
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فريد بوشنافة مشاهدة المشاركة
مبايعة أولاد نائل للأمير عبد القادر
شعر: سليمان جوادي










وأولاد نائل إذ بايعوك
فقد بايعوا فيك زين الخصال

وتاقوا الى الحرب مسترخصين
دماهم وأنفسهم والعيال

وأولاد نايل من صلبهم
تفجر حب الردى والنضال

لهم من صفات النبي صفات
ومن غضبات علي مثال


ما دخل هذا في الموضوع !!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟









رد مع اقتباس
قديم 2014-01-25, 19:41   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
allamallamallam
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فريد بوشنافة مشاهدة المشاركة
مبايعة أولاد نائل للأمير عبد القادر
شعر: سليمان جوادي










وأولاد نائل إذ بايعوك
فقد بايعوا فيك زين الخصال

وتاقوا الى الحرب مسترخصين
دماهم وأنفسهم والعيال

وأولاد نايل من صلبهم
تفجر حب الردى والنضال

لهم من صفات النبي صفات
ومن غضبات علي مثال
شكراا


اولاد نايل العرب الاقحاح

اكبر عرش فى الجزائر


صمام العروبه و حماة العروبه فى الجزائر


الله يبارك فى ابناء اسماعيل عليه السلام


اخى لا تخف من دعاة القوميه البربريه

كلنا بد واحده نحن عرب الجزائر اولاد نابل رحمان و الشعانبه و بنى عامر و دريد و غيرهم من ألاف القبائل العربيه الجزائريه الاصيله


سنكون ضد مخططات كل البربريست اتباع فرنسا و الماسونيه

سلام









رد مع اقتباس
قديم 2014-01-26, 16:08   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ALGATHEN FRIDHAN
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة allamallamallam مشاهدة المشاركة
شكراا


اولاد نايل العرب الاقحاح

اكبر عرش فى الجزائر


صمام العروبه و حماة العروبه فى الجزائر


الله يبارك فى ابناء اسماعيل عليه السلام


اخى لا تخف من دعاة القوميه البربريه

كلنا بد واحده نحن عرب الجزائر اولاد نابل رحمان و الشعانبه و بنى عامر و دريد و غيرهم من ألاف القبائل العربيه الجزائريه الاصيله


سنكون ضد مخططات كل البربريست اتباع فرنسا و الماسونيه

سلام


إنك تُريد إشعال الفتنة بين الجزائريين الأحرار لأن يظهر لنا من كلامك أنك تُعد العُدة لتغذية الحقد بين المُستعربين و الأمازيغ .

وهذا يُبين أنك تُنفذ أجندات خارجية وهو م
عروف عليكم هذا في التاريخ يا عُربان.
بأنكم تتطواطؤن دائمًا مع المُستعمر للمُحافظة على مصالحكم الشخصية بعملكم الطُفيلي ألا وهو قُوة مخزن في يد الغالب دائمًا لأنه لا وطن لكم و لأنكم أعداء العمل و الحضارة يا طُفيليين ليس إلا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟









رد مع اقتباس
قديم 2014-01-27, 11:08   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
numidia4ever
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة algathen fridhan مشاهدة المشاركة
إنك تُريد إشعال الفتنة بين الجزائريين الأحرار لأن يظهر لنا من كلامك أنك تُعد العُدة لتغذية الحقد بين المُستعربين و الأمازيغ .

وهذا يُبين أنك تُنفذ أجندات خارجية وهو م
عروف عليكم هذا في التاريخ يا عُربان.
بأنكم تتطواطؤن دائمًا مع المُستعمر للمُحافظة على مصالحكم الشخصية بعملكم الطُفيلي ألا وهو قُوة مخزن في يد الغالب دائمًا لأنه لا وطن لكم و لأنكم أعداء العمل و الحضارة يا طُفيليين ليس إلا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟
و الله إنك لمحق أوما ألقاتن...
فالتاريخ يتكرر دائما... إنها مسألة جينات كما قلت سابقا... فبني جلدتهم العرابش (المعاقلة) مع شرذمة من الصنهاجيين المستعربين الجهل لأصولم و تاريخهم يسترزقون مثل الطفيليات من الصراع الواقع في الصحراء، فتارة يقفون مع المغرب، و تارة مع الجزائر، و تارة مع إسبانيا، و تارة مع كوبا... فلا هم لهم سوى المدخول بدون عمل... مخلوقات كسولة عدوة للحضارة و الشرف...









رد مع اقتباس
قديم 2014-01-24, 11:23   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
فريد بوشنافة
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية فريد بوشنافة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
انا لكان يعطوني الفيزا نروح نجري منا سبحان الله الشباب قاع ماتو في البحر ولي هرب هرب للخارج في الزوارق و حنا مزالنا
ندرو في دومة نت عربي و نت امازيغي المهم ادعواي نروح للمكة وللمدينة المنورة المهم ندير شوية دراهم ونروح إن شاء الله وتهلاو في بعضكم
السلام عليكم










رد مع اقتباس
قديم 2014-01-24, 17:14   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
numidia4ever
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فريد بوشنافة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
انا لكان يعطوني الفيزا نروح نجري منا سبحان الله الشباب قاع ماتو في البحر ولي هرب هرب للخارج في الزوارق و حنا مزالنا
ندرو في دومة نت عربي و نت امازيغي المهم ادعواي نروح للمكة وللمدينة المنورة المهم ندير شوية دراهم ونروح إن شاء الله وتهلاو في بعضكم
السلام عليكم
لو عرفتي سباب هادشي كامل لي باغي تهرب منو، غدي تفكر مزيان و تدير بناقص...
هاذ الناس الله يهديهم كاذبين على الشعب و تيقولو ليهم راه أصلكم من واحد القفار بعيد... كيف بغيتي هذ الناس تجيهم غيرة على هذ البلاد ؟!!! راه اللي لقى الفرصة غد ينهب هذ البلاد حيث تيسحاب راسو ماشي من هذ الأرض... لو كانو قالو للناس الحقيقة بأن الأصل ديالهم من هذ الأرض، غذ تجيهوم النفس عليها و يخدموها بالنية مزيان...









رد مع اقتباس
قديم 2014-01-25, 16:43   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ALGATHEN FRIDHAN
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فريد بوشنافة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
انا لكان يعطوني الفيزا نروح نجري منا سبحان الله الشباب قاع ماتو في البحر ولي هرب هرب للخارج في الزوارق و حنا مزالنا
ندرو في دومة نت عربي و نت امازيغي المهم ادعواي نروح للمكة وللمدينة المنورة المهم ندير شوية دراهم ونروح إن شاء الله وتهلاو في بعضكم
السلام عليكم

يوم تعرف الشعوب هويتها الحقيقية التي ضُحك عليها فيها !!!!؟؟؟؟

كل شيء سَيصلح إن شاء الله .


لماذا ؟


لأن
معرفة الأصل في كل شيء هو بداية الطريق للوعي بالحاضر ومن ثَمَ بناء المُستقبل يا هذا .









رد مع اقتباس
قديم 2014-01-25, 17:41   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
منصور23
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

تآمر ابن خلدون على دولة المماليك..( الوجه الآخر لابن خلدون فى مصر)

من الملاحظات الغريبة أن حياة ابن خلدون فى مصر قد تحولت إلى سكون عجيب لا يتفق مع خضم الصراعات التي نشأت عليها أسرته،والتي أنطبع بها تاريخه الشخصي خلال(31 ) عاما ، فهل نتصور أن يحدث هذا من ابن خلدون فى مصر المملوكية والتي يتاح فيها المجال للتآمر لكل قادر عليه ، خصوصا وأنه حين وصل إلى مصر فى الثانية والخمسين من عمره كان أستاذا فى التآمر ؟
فاللمحات القليلة التي ظهر فيها ابن خلدون بين سطور التاريخ المصري فى هذه الفترة ( 784 : 808 ) المليئة بالتآمر كان تأثيره كبيرا وواضحا ، وذلك مثل اتصاله السريع بالسلطان برقوق بمجرد وصوله للقاهرة ، وصداقته السريعة مع السلطان برقوق أحد كبار المتآمرين فى العصر . ثم العلاقة الغامضة بين ابن خلدون ويلبغا الناصري الذي نجح فى إزاحة برقوق من السلطة ، ثم عودة العلاقات إلى مجاريها بين ابن خلدون والسلطان برقوق بعد عودة برقوق إلى السلطة ، حتى أن برقوقا انتقم من كل من خانه وتعاون مع أعدائه ما عدا ابن خلدون ، ثم مقتل أحد خصوم ابن خلدون بعد أن دبر مكيدة لعزل ابن خلدون وسجنه، وذلك بعد موت برقوق ، واللقاء الذي تم بين ابن خلدون وسفاح عصره تيمورلنك حين كان يحاصر دمشق ، ثم تلك العلاقة الغامضة بين ابن خلدون وتلميذه المجهول الأمير سعد الدين إبراهيم المعروف بابن غراب ، ذلك الشاب الذي وصل إلى قمة النفوذ وهو دون العشرين عاما ، وذلك بتخطيط عبقري لا نتصور صدوره منه ، وهو نفس الشاب الذي تلاعب بالسلطة المملوكية فى عصر أبناء برقوق فعزل الناصر فرج بن برقوق وعين أخاه عبد العزيز ،ثم عزل عبد العزيز وأرجع الناصر فرج ، وكاد يتولى السلطة بنفسه ليكون أول مصري يتولى السلطة بعد الفرعون أبسماتيك ، لولا أن مات ذلك الشاب العبقري فجأة يوم 19 رمضان سنة 808 ،ثم مات أستاذه ابن خلدون فجأة أيضا يوم 26 رمضان سنة 808 ، أي بعد أسبوع .
ونعود إلى سؤالنا : هل تآمر ابن خلدون على السلطة المملوكية من خلال علاقته بسعد الدين إبراهيم ( ابن غراب ) .؟ وهل هناك بين السطور ما يؤيد هذا الزعم ؟
أولا :
1 ـ ونبدأ بسؤال : ما الفائدة التي تعود على ابن خلدون من اشتراكه مع سعد الدين إبراهيم ضد الدولة المملوكية التي احتضنته ؟ ..هناك فائدة سياسية متوقعة ، وهى أن يشارك ابن خلدون فى جني ثمار نجاحه ، إذا نجحت خطته مع رفيقه سعد الدين إبراهيم ، وهناك أيضا فائدة خلدونية خاصة بصاحبها ، وهى إثبات نظرية ابن خلدون فى العصبية ، وتطبيقها فى مصر فى عهده عمليا . فقد أقام ابن خلدون نظريته السياسية فى "المقدمة " على العصبية القائمة على النسب، والتي تعنى أن أهل العصبية القبلية القائمة على النسب الواحد والأصل الواحد إذا أتيحت لهم أسباب القوة ، فإنهم يستطيعون إقامة ملك لهم .وذلك ما كان يحدث فى شمال أفريقيا والمغرب والأندلس .. إذ تتجمع عصبية القبيلة خلف شعار ديني تتحرك به فى الصحراء إلى المدن الساحلية حيث تقيم لها ملكا ، إلا أن النظام المملوكي المستحكم والمتحكم فى مصر والشام كان يناقض فكرة العصبية من أساسها .لأن المماليك ليس لهم أصل ولا نسب منذ البداية .وقد تجاهل ابن خلدون فى أثناء مقامه فى مصر الإشارة إلى ذلك التعارض بين النظام المملوكي ونظريته فى العصبية ، كما لم يقم بتعديل نظريته فى المقدمة . برغم أنه ختم حياته بربع قرن عاشه فى مصر .
ولعله ـ وفقا لنظريتنا الخاصة ـ كان يؤجل هذا إلى أن ينجح فى إثبات نظريته على أرض الواقع فى إقامة ملك مصري يقوم على العصبية . وقد كانت عصبيات الأعراب فى مصر موجودة ، وكانت هي القوة المسلحة الوحيدة فى الداخل التي تناوئ السلطة المملوكية .. ولكن كانت تحتاج إلى تنظيم وتقعيد . أي أن أدوات التآمر كانت متاحة أمام ابن خلدون لكي يثبت صدق نظريته فى العمران ، وإمكان تطبيقها فى مصر وهى أم العمران ، وذلك أكبر مكسب علمي ومعنوي يعود على ابن خلدون فى تحالفه مع سعد الدين إبراهيم .
2 ـ ما سبق كله افتراض يحتاج إلى دليل وبرهان ، ومن شأن التأريخ فى الحوليات التاريخية أنها تسجل أحداث العصر باليوم والشهر وذلك على مدار العام أو الحول ، وكل عام ، وهذا ما فعله المقريزى فى تاريخه " السلوك " وما فعله ابن حجر فى تاريخه " إنباء الغمر" والعيني فى تاريخه " عقد الجمان"،فقط كانوا معاصرين لابن خلدون فى مصر ، ويرصدون ظواهر الأحداث من واقع المتابعة اليومية ، ومن هنا فإن حركات التآمر التاريخي كانت بين سطور الأحداث التى يجب فهمها بدقه من خلال فهم شخصيات العصر وثقافته بما يحقق استنطاق الوقائع وربطها ببعضها ربطا يعتمد على منطقية التفسير للأحداث .
3 ـ وفى البداية فإن انشغال ابن خلدون فى التآمر فى تحقيق هدف عظيم هو التفسير المنطقي لسكونه العلمي ـ وهو فى أوج عطائه الفكرى مستقرا فى مصر، وذلك فى الربع الأخير من حياته فى مصر بعد حياة حافلة بالإنجاز العلمي والتفاعل السياسي المتوهج ، ومن هنا نستطيع أن نغفر لابن خلدون كسله فى الإنتاج العلمي فى مصر بعد أن أنجز ـ قبل وصوله لها ووسط صراعاته السياسية ـ مقدمته المشهورة ، وهى أروع ما كتب فى تراث المسلمين بعد القرن الخامس الهجري ، وهنا أيضا نفسر منطقيا اختفاءه من المسرح السياسي .
ثانيا :
ونلجأ إلى ربط الأحداث واستقراء الوقائع .
1 ـ ونبدأ بسنة 767 : فى هذا العام كان قتل السلطان أبى عبد الله الذي ساعده ابن خلدون فى استعادة ملكه فى " بجاية " فى المغرب ، وحيث عمل ابن خلدون حاجبا له يدير له الدولة ، ولكن بقتل السلطان أبى عبد الله وتعيين ابن خلدون وصيا على العرش أدرك ابن خلدون أنه لا طاقة له بمواجهة خصمه أبى العباس الطامع فى " بجاية " ، لذلك ترك " بجاية " ورحل عنها إلى " بسكرة " فى الجزائر .
2 ـ فى نفس العام 767 ، كانت هناك محنة أقسى فى الإسكندرية إذ أغار عليها ملك قبرص مع بعض السفن الإيطالية. وخلال أسبوع من فشل السلطة المملوكية فى الدفاع عنها ـ فى سلطنة الأشرف شعبان ـ استطاع الفرنجة تدمير المدينة وقتل الآلاف من سكانها .وكان نائب السلطان المملوكي فى الإسكندرية ـ والذي فشل فى حمايتها هو الأمير ابن عرام ، وكان الحاكم المدني أو ناظر الإسكندرية هو (غراب) ، الذي كان قطبيا فأسلم ، ووصل إلى نظارة الإسكندرية مسقط رأسه ومعقل أسرته . وكان من معاونيه (جمال الدين محمود بن على بن أصفر عينه ).ولا بد أن نحفظ هذا الاسماء جيدا (جمال الدين محمود بن على بن أصفر عينه) و ابن خلدون والشاب (ابن غراب أو سعد الدين ابراهيم )، فهم الثلاثة أبطال هذه الفترة فى سلطنة برقوق مؤسس الدولة المملوكية البرجية وابنه الناصر فرج .
وقد قلنا أنه فى سلطنة الأشرف شعبان استطاع الفرنجة القبارصة تدمير مدينة الاسكندرية وقتل الآلاف من سكانها ، وقد فشل فى حمايتها الأمير ابن عرام ، وكان الحاكم المدني أو ناظر الإسكندرية هو (غراب) ، الذي كان قطبيا فأسلم ، وحفيده (ابن غراب ) هو البطل الشاب فى موضوعنا مع ابن خلدون ، أما البطل الثالث (جمال الدين محمود بن على بن أصفر عينه ) فقد كان خائنا نذلا إذ انشغل أثناء محنة الغزو بسرقة البيوت وتجميع الأموال منتهزا فرصة تقاتل أهل الإسكندرية فى الفرار من أبواب الإسكندرية، فقد كان هذا الخائن (جمال الدين بن أصفر عينه) هو المتولي لباب رشيد فى الإسكندرية . وبعد رجوع الغزاة الفرنجة إلى البحر وبداية التحقيق كان كبش الفداء هو غراب ، إذ اتهمه ابن عرام وجمال الدين ابن أصفر عينه بأنه الذي خان وباع الإسكندرية للقبرصي الذي أغار عليها ، وعوقب غراب بالتوسيط ، أي بالقطع نصفين ، وتعليقه قطعتين على أبواب الإسكندرية . وترك غراب مع هذا العار ولده عبد الرزاق الذي سعى إلى إنصاف أبيه ، وحقق ذلك جزئيا بأن وصل إلى منصب أبيه ، وهو نظارة الإسكندرية ، ثم مات ميتة غامضة وترك ولدين ، الأكبر فخر الدين ماجد ، والأصغر بطل قصتنا الشاب (سعد الدين إبراهيم)،المولود سنة 778 هـ والمشهور تاريخيا باسم(ابن غراب ).
3 ـ ونصل إلى سنة 784 من شوال حيث وصل ابن خلدون إلى الإسكندرية ليأخذ طريقه منها إلى مكة للحج ، ولكن يتغير مساره ويقرر البقاء فى مصر، إذ يؤجل موضوع الحج ويسرع بالسفر إلى القاهرة ليجد الأحوال ممهدة له هناك ، عن طريق جمال الدين ابن أصفر عينه الذى أصبح صاحب حظوة لدى السلطان برقوق ، الذي وصل الحكم حديثا ، واشتهر بحبه الشديد للمال وبيعه للمناصب . وكان من الطبيعي أن يصل جمال الدين ابن أصفر عينه سريعا بأمواله التي جمعها من محنة الإسكندرية فى سلطنة برقوق. وهكذا تقلب جمال الدين ابن أصفر عينه عن طريق شراء المناصب فى خدمة الأمراء المماليك إلى أن وصل إلى وظيفة شاد الدواوين ، أو الذي يعاقب كبار الموظفين ويستخلص منهم الأموال المنهوبة، يسرق بعضها ويورّد بعضها لخزينة الدولة .
4 ـ وعندما وصل جمال الدين ابن أصفر عينه إلى هذا المنصب سافر إلى الإسكندرية ليؤمن مستقبله السياسي عن طريق استمالة أسرة ابن غراب التى استعادت مكانتها ، ولذلك أخذ الطفل (سعد الدين إبراهيم) ليعلمه ويربيه ويضعه على طريق المناصب عندما يكبر ، وهو لا يعلم أن الطفل قد تربى عارفا بما فعله جمال الدين ابن أصفر عينه بجده غراب المظلوم . وفى الاسكندرية تقابل جمال الدين ابن أصفر عينه مع ابن خلدون الذي حل بهذا البلد يتلفت حوله عمن يسانده فى حياته المقبلة بمصر. وما كان حلول ابن خلدون ليخفى على أولى الأمر بالإسكندرية ، كما أن وصول ابن أصفر عينه الذي أصبح اسمه ( جمال الدين محمود) فقط ـ لم يكن ليمر بهدوء ، فالمنتظر أن يلتقى الرجلان ، حيث يحتاج كل منهما للآخر فى مستقبله السياسي ،
5 ـ وتتابعت الأحداث تربط بين الثلاثة ابن خلدون وجمال الدين محمود والطفل الصغير ( سعد الدين إبراهيم ) الذي يحمل أحزان أسرته وطموحاتهم ويتمنى الانتقام لجده غراب من غريمه الخائن الذى أصبح صاحب سطوة وسلطة تحت اسم ( جمال الدين محمود ). وهذا التحالف السري بين ابن خلدون وجمال الدين محمود (إبن أصفر عينه سابقا ) يفسر الصعود المفاجئ لابن خلدون فى القاهرة ، إذ سرعان ما تعرف على الأمير الطنبغا الجوبانى صديق جمال الدين محمود ، وعن طريقه قام ابن خلدون بالتدريس فى الأزهر سنة 784 ، واجتمع بالسلطان برقوق فأجرى عليه المرتبات، ثم تولى التدريس بالمدرسة القمحية سنة 786. وأرسل السلطان برقوق مبعوثا خاصا إلى سلطان تونس ليستقدم أسرة ابن خلدون. ونجحت الوساطة وجاءت السفينة تحمل أسرة ابن خلدون ومعهما المبعوث المصري ومبعوث من سلطان تونس . ولكن غرقت السفينة فى ميناء الإسكندرية ، وفى نفس العام (786 ) تولى ابن خلدون منصب قاضى القضاة المالكية ، وشرع فى إصلاح النظام القضائي فى مصر باستبعاد المزورين من الشهود والموقعين ورفض الوساطات فى القضاء ومنع التدخلات الفقهية فى الحكم القضائي . ولكنه أثار زوبعة لم يجد من يسانده فيها حتى السلطان برقوق ذاته،فأضطر السلطان لعزله فى 7 جمادى الأولى سنة 787 .
6 ـ وفى الوقت الذي تفرغ فيه ابن خلدون للتدريس فى الأزهر والمدرسة القمحية كان جمال الدين محمود يترقى فى المناصب ، إذ أصبح استادار برقوق يوم الثلاثاء 3 من جمادى الآخرة سنة 790 .وبعدها بيومين أصبح أقوى رجل مصري فى سلطنة برقوق،إذ جمع بين الأشراف على دواوين الدولة المملوكية الثلاثة : الديوان المفرد أي الأستادارية ، وديوان الوزارة أو ديوان الدولة ، وديوان الخاص المتعلق بإيرادات الخواص . وعظم أمره ونفذت كلمته على حد قول المقريزى عنه فى "الخطط المقريزية " .ونتصور ابن خلدون فى هذه الفترة من العزل عن القضاء المالكي وقد اكتفى بالتدريس وتوثيق صلته بالصبي " سعد الدين إبراهيم " الذي بلغ الثامنة عشرة من عمره ويلازم سيده جمال الدين محمود الأستادار كاتما لأسراره، كما يشارك ابن خلدون فى تثقيف ذلك الشاب ويتعرف منه على خبايا الدولة التي يديرها جمال الدين الأستادار .
7 ـ ثم اختفت دولة برقوق ،فيما عرف بفتنة منطاش ويلبغا الناصري،فقد ثارا عليه واضطراه الى الهرب ، واستمرت محنة برقوق من يوم الاثنين 5 من جمادى الآخرة سنة 791 إلى عودته للحكم يوم الثلاثاء 14 من صفر سنة 792. وفى هذه الفتنة انحدر جمال الدين الأستادار من أعلى المناصب إلى أسفل الدرجات،فأصبح سجينا فى جب القلعة ضمن المماليك من أخصاء برقوق ، وبمكيدة ما تم ابلاغ يلبغا الناصرى المتحكم فى السلطنة بجزء كبير من كنوز جمال الدين محمود فتم مصادرتها.إلا أنه من المؤكد أن جمال الدين محمود الأستادار فى محنته أثناء فتنة يلبغا ومنطاش كان قد قطع كل محبة تربطه بابن خلدون ، لأن نجم ابن خلدون قد علا فى هذه الفترة، إذ تولى التدريس فى المدرسة الصرغتمشية كما تولى شياخة الخانقاة الركنية بيرس ( فى محرم ثم فى ربيع الآخر سنة 791 ) .
وفى قضية مشهورة هي قضية الأعرابي ابن سبع حيث أختلف فيها قضاة القضاء الأربعة، أستدعى يلبغا الناصري المتحكم فى الدولة ابن خلدون ليحكم فى القضية ، برغم أنه كان معزولا من القضاء ، وحكم ابن خلدون بتحويل الحكم ليلبغا ، وكانت تلك سابقة فى التاريخ القضائي،وحدثت فى 25 من ذي القعدة سنة 791 .
8 ـ وانتهت محنة جمال الدين الاستدار بعودة السلطان برقوق للحكم، فأعاده برقوق لمنصبه بالاستادارية . عاد جمال الدين الاستادار إلى مناصبه وأكرم برقوق ابنه فجعله نائبا للسلطنة فى الإسكندرية بلده الأصلي . بانتهاء محنته وعودته لسلطاته كان جمال الدين الاستادار يريد معرفة الخائن الذي كشف عن خزائنه أو بعضها أثناء المحنة ، وجعله يخسر 58 قنطارا من الذهب، ولم يكن يتصور إنه الشاب (ابن غراب )أو( سعد الدين ابراهيم )، ولم يكن أيضا يتصور أن المؤامرة أكبر من عقل الشاب سعد الدين ابراهيم(ابن غراب ).
9 ـ ومن الطبيعي أن يستعد الشاب سعد الدين إبراهيم لذلك اليوم الأسود حين يكتشف سيده انتقامه منه ، والأصح أن يقال أن ابن خلدون، الأب الروحي ، هو الذي كان يتحسب بذلك ، فهو الذي كان يحرك الشاب ، ولذلك فإنه فى نفس اللحظة التي اكتشف فيها جمال الدين الاستادار حقيقة الشاب الذي رباه ، كان قد وقع فى المشكلة الكبرى الأساسية ، مشكلة تفسيره للكنوز التي نهبها من الإسكندرية وقت محنتها سنة 767 . والكنوز الأخرى التي نهبها أثناء توليه المناصب فى سلطنة برقوق . وتم التخطيط بدقة شديدة للإيقاع بجمال الدين الأستادار وهو فى أوج عظمته . إذ ظهر منافس قوى له هو علاء الدين على ابن الطبلاوى ، والى القاهرة ، فاتصل به سعد الدين إبراهيم وحكي له عن خفايا وكنوز وسرقات جمال الدين الاستادار ، واشترط أن يجلس مع الظاهر برقوق نفسه في خلوة ليحكى له، وشرهت نفس برقوق لكنوز جمال الدين ، وكان برقوق مشهورا بتقديس المال فاستدعى الشاب سعد الدين ابراهيم واختلى به السلطان برقوق وسمع له ، ومن هنا بدأت نكبة جمال الدين الاستادار الثانية والأخيرة ، وبها تم انتقام سعد الدين إبراهيم لجده المظلوم من جمال الدين ابن أصفر عينه الذى اصبح اسمه الامير جمال الدين محمود الاستادار ، وانتهى نهاية بائسة بتدبير ابن خلدون وابن غراب.
10 ـ وصعد ابن غراب على جثة غريم جده، وارتقى سلم المناصب . وشهد عام 797 تولى سعد الدين إبراهيم نظر الديوان المفرد فى (11 من صفر) وخلال عامين بعدها قاسى محمود جمال الدين الاستادار وابنه من ويلات السجن والعذاب إلى أن مات ليلة الأحد 9 من رجب 799 ، وقد اكتشفوا بمعونة سعد الدين إبراهيم كل دفائنه من الجواهر والأموال .
11 ـ بعد القضاء على الأمير جمال الدين محمود الاستادار بالتحالف مع ابن الطبلاوى أصبح سعد الدين المنافس الوحيد لابن الطبلاوى الذي إحتل مكانة جمال الدين الاستادار، ولكن العجيب أن ينجح ذلك الشاب الصغير في الإيقاع بابن الطبلاوى أيضاً ، إذ رسم له شيخه الروحي ابن خلدون، أن يتحالف مع شاب أمير مملوكي طموح هو يشبك الشعباني وبنفس الطريقة اعتقل ابن الطبلاوى وأخوه وصودرت أمواله وتعرض للتعذيب حتى حاول الانتحار ، وكل ذلك خلال عام 800 هـ.
أخيرا
1 ـ بهذا أصبح الشاب سعد الدين إبراهيم صاحب اكبر المناصب في السنتين الأخيرتين من سلطنة برقوق، وهو في الثانية والعشرين من عمره . ولم ينس سعد الدين إبراهيم شيخه الخفي ابن خلدون ، إذ جعل برقوق في أواخر أيامه يأمر بتنفيذ إصلاحات ابن خلدون القضائية بفرز وعرض الشهود، وأمر القضاة بذلك في أخريات شعبان سنة 801 ، فلما تثاقل القضاة عن تنفيذ الأمر تدخل ابن غراب ( سعد الدين ابراهيم ) فبعث السلطان برقوق بالبريد إلى الفيوم ليستدعى ابن خلدون ليتولى قضاء المالكية في 10 رمضان سنة 801 .
2ـ ولكن ما موقع ابن خلدون من هذا التألق الذي وصل إليه تلميذه ؟ إن ابن خلدون تولى القضاء في فترة التألق هذه، أي في 16 رمضان 808 .
3 ـ وصار ابن غراب هو المتحكم فى السلطنة المملوكية بعد موت برقوق ، وكاد يصبح سلطانا بتخطيط ابن خلدون ، ولكن يبدو أن استيقظ المماليك فجأة على تدبير ابن غراب وشيخه ابن خلدون ، لذا سرعان ما مات فجأة سعد الدين إبراهيم فى 19 رمضان سنة 808 هـ ميتة غامضة ، ثم لحق به ابن خلدون فمات فجأة أيضاً في 26 رمضان 808 هـ نفس الميتة الغامضة. ولا يمكن أن تكون هذه مجرد مصادفات. وتفسير تلك الوقائع الغامضة له فصل بحثى آخر يستدعى الكثير من استقراء ما بين السطور ـ كالعادة .
4 ـ ولكن أين نظرية العصبية الخلدونية في ذلك كله؟
لقد كانت المرة الأولى التي يلجأ فيها مصري صميم للاستعانة بالأعراب وعصبياتهم .. حدث ذلك من سعد الدين إبراهيم حين استعان بأعراب "تروجه" بجوار الإسكندرية، ولكنهم خانوه وأفشوا سرّه ، فكانوا أحد أسباب موته المفاجىء هو وأستاذه ابن خلدون.. .وصدق الله العظيم "الأعراب أشد كفراً ونفاقاً " .
ملاحظة :
فى مشروع (تحويل التراث الى دراما ) تم تجميع كل المعلومات عن تلك الفترة التاريخية من مصادرها الأصلية وأهمها تاريخ ابن خلدون والحوليات التاريخية التى كتبها المقريزى وابن حجر و العينى وابو المحاسن و السخاوى وكل من عاصر الفترة وكتب عنها، وهذه هى المرحلة الأولى ، ثم تمت كتابة هذا التحليل بناءا عليها فى المرحلة الثانية ، وأخيرا تمت كتابة سيناريو درامى يحكى القصة الحقيقية لابن خلدون وتنقلاته من شمال أفريقيا والاندلس الى أن استقر فى مصر، واستفاد السيناريو من بحثنا ( مقدمة ابن خلدون : دراسة اصولية تاريخية تحليلية ) وهو كتاب منشور فى مصر عام 1998 .
ومشروع (تحويل التراث الى دراما ) يحوى عشرات الأعمال بنفس الطريقة. وسبق نشر عشرات القصص على موقعنا ، وهى كلها من قصص هذا المشروع . نقول هذا حفظا لحقنا .

منقول من موقع الحوار المتمدن بقلم أحمد صبحي منصور










رد مع اقتباس
قديم 2014-01-25, 17:56   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ABDOU ELE
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ABDOU ELE
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ســــــــــــــــــــــــــــــــــــلام

اسلوب الحوار و النقاش لا يبنى على السب و الشتم................................الغرب يستكشف الفضاء و البعض مازال يطرح ذات السؤال : من كان اولا البيضة ام الدجاجة...............يزي يا جماعة.

نرجوا من الادارة التدخل لفرض الاحترام و حسن الكلام









رد مع اقتباس
قديم 2014-01-27, 21:10   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
djeghaima.nomidya
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية djeghaima.nomidya
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اولاد نايل امازيغ
منقول من صفحة ملتقى الشاوية
دور الخيمة كموروث ثقافي في رسم ملامح الأنا والهوية والعلاقة مع الآخر.

يلعب التراث الذي يتوارثه مجتمع الزيبان ببواديه وحواضره، دورا أساسيا في تلبية الحاجيات النفسية، وتنمية القدرات العقلية واللغوية، وهذا ما يوجه نحو قابلية الإنصياع والغضوع للقبيلة وللعرش ومراعاتهما أكثر من غيرهما مما تفرضه الحياة العصرية باسم الحداثة والعصرنة، وما يعضد قولنا شيوع الكثير من التعابير اللغوية التي تحمل دلالات واشارت واضحة عن اعطاء الأهمية للعرش مثل « النايلي، لهلايلي، البوزيدي، السامعي…اللموشي الدراجي لعذوري رغي شلحي »، ويشار بذلك إما إلى الأشخاص، أو إلى الأحياء التي ينتشر فيعا عرش من الأعراش بكثرة، وهذا هو الطابع الغالب على معظم المناطق الحضرية التي تنتشر حول الواحات أو بالقرب منها في الزيبان.
وتجد الجماعات البدوية المختلفةخاصة المتنقلة والمستقرة في التجمعات الشعبية والأسواق وبعض الأعمال الجماعية، مجالا خصبا لتلبية الحاجات النفسية التي أشرنا إليها، فينشأ عنها ما يسميه «إمل دوركايم»David Émile Durkheim [1858- 1917] بـ« التضامن الالي »الذي يستند إلى عقائد ومشاعر منبثقة من ضمير جماعي صارم.. فحركة الانسان البدوي داخل العشيرة في سلوكه الاجتماعي مع أعضاء القبيلة . إن ضميره الفردي يستند كلية إلى مــا يفرضـه ( الضمير الجمعي) من قواعد منظمة لسلوكه الاستاتيكي الثابت، حيث تسلب خصائص الشخصية الفردية فتمتص إرادة الفرد وحريته ويسلك سلوكا آليا.
وبطبيعة الحال، تكون المعتقدات الشعبية إحدى الركائز والأسس التي تنبني عليها سلوكيات البدو الرحل والمتحضرين، وتتشكل من خلالها فلسفتهم في الحياة، وفي معظمها تكون نابعة من الدين الإسلامي، وقد تمتد بعض المعتقدات الأخرى بجذورها إلى ما قبل الإسلام. ومن المعتقدات التي بقي لها حضور واسع رغم تعرضها لانتقادات شديدة خاصة في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى لما ظهرت جمعية العلماء المسلمين إلى يومنا هذا نجد: الإعتقاد في الولاية، الإعتقاد في عالم الجن كعالم مواز لعالم البشر، ويعتبر السحر من بين المعتقدات التي استعبدت ذهنية المجتمع البدوي ولا زالت على ذلك إلى اليوم، لما في السحر من وسائل – في نظر الناس- الإيذاء ووسائل دفع الشرور عن الإنسان في الوقت ذاته، ويعد السحر أيضا وسيلة من الوسائل التي يتعامل الإنسان بها مع الجن والعفاريت كذبح شاة عند عتبة باب البيت الجديد لطرد الجن والعفاريت منه.
الخيمة كرمز وشعار للهوية لدى سكان حواضر الزيبان:
وفقا للعديد من الدراسات السوسيولوجية والأنثربولوجية التي تتفق على كون الهوية تعد معطى اجتماعيا يقوم على مبدأ التطابق والانسجام ويحمل دلالات التنوع والتكامل والاختلاف، فإن الهوية تشتغل في التراث الثقافي في الزيبان كشرط وكمناخ. فهي سند الإبداع وشرط الإحساس بالذات والانتماء، بل هي التعبير الصادق عن الذات في أقصى درجات انتشائها واحتفالها، هي بذلك تغدو منطلقا وطريقا وهدفا.. إنها ترتكز على شعور غريزي بالانتماء والمحلية وتظهر ملازمة للثقافة الخاصة في حدود ملامحها الأصلية والأهلية التي تشكل حاملا للهوية الجماعية، أي الهوية القائمة على الإرث الثقافي والسلالة المشتركة كما يطلـــق عليـــها « غيرتس Clifford Geertz » [1926 – 2006] ومن ثم، فهي تساعد على اكتشاف النسق البنياني للمجتمع حتى يتحول إلى كل منسجم على مستوى الوعي. تأسيسا على ذلك، تبدو الهوية في الثقافة الشعبية الصحراوية مكتفية بذاتها بشكل يجعلها تتعالى على أحداث التاريخ لأنها مبنية على مبادئ التراث. فهي مركب متجانس من الرموز والقيم والعادات والتقاليد والأعراف الشعبية التي تحتفظ بطابعها الخاص والاستثنائي، لذلك فهي هوية قائمة الذات. ولأنها كذلك، فلأنها « تعني إيجاد التطابق أو التوافق، أو التوازي بين الكتلة الاجتماعية ديموغرافيا ورقعتها الجغرافية هي التي تمارس عليها نتاجها الاجتماعي، وتعبر من خلالها عن نفسها عبر نمطها الثقافي الخاص بها«[1]
الثقافة الشعبية لدى البدو المتحضرين في الزيبان مطلقة الدلالة على الهوية والذات، ويجب أن تكون مطلقة، غير أن إطلاقيتها تعد قانونا متضمنا ومضمنا يختزل في عمقه ثوابت كثيرة راسخة تستعصي على التغيير وتنفلت من فعل التاريخ وعصيانه. ثقافة شعبية مستمدة من ماض عريق يستمر فاعلا في الحاضر، وحاضر متحول يقبل التراكم الثقافي الموروث الذي يرسم ملامح الأنا والهوية والعلاقة مع الآخر.
الهوية في الثقافة الشعبية الزابية، من التيمات الأساسية التي تتسلل دائما عبر فجوات الإبداع وتسيطر عليه، لتصبح بذلك الذات والهوية شرط وجود، ويتم التعبير عن هذه الهوية من خلال الأشكال الثقافية والمظاهر الاحتفالية والمعتقدات الشعبية والطقوس الدينية ومختلف التعبيرات الشفوية والمسارب الأدبية التي راكمها المجتمع البدوي التقليدي والمتحضر في الزيبان على امتداد تاريخه الثقافي.
فليست الثقافة، من هذه الوجهة، » كتلة جامدة من المعارف، أو القيم، أو المعاني، أو الرموز، أو العادات، أو القواعد، بل هي الآليات والفعاليات المعقدة والمتباينة التي تسمح بنشوء هذه المعارف وتخلقها. ومتى ما فقدت الثقافة ذلك، تحولت إلى تراث، أي إلى أثر من آثار الماضي. وتحول البحث فيها إلى بحث في التراث، حتى لو وسع المرء في معنى التراث ليشمل ما بقي منه حيا في سلوك الأحياء وعاداتهم اليومية«[2]. كما أنها تعد معطى فاعلا يلعب دورا بارزا في توحيد الهوية مادامت تسعى إلى اعتماد مبدأ الهوية الواحدة لتحديد الهوية الوطنية. وبالنظر إلى الخصوصيات الكثيرة التي تسم المجتمع موضوع الدراسة، ببواديه وحواضره (نمط البداوة، ثقافة الرحل..)، فإن أية مقاربة متحفية لسؤال الهوية في التراث الثقافي الصحراوي، تظل جامدة ولا تسمح بالتعرف على المكانة الحقيقية التي تحتلها هذه الثقافة داخل المنظومة التراثية الشاملة التي نسجها المخيال الشعبي البدوي بالزيبان .
فالثقافة الشعبية الصحراوية إنجاز كمي يتفاعل مستمرا في الزمان/التاريخ والمكان/الجغرافيا، ورصيد حضاري متنوع يستمد قوته وعظمته من قدرته العالية على التكيف مع الوسط الذي أنتجه سيرا على النهج الذي سنته مدرسة “الثقافة والشخصية” التي يقودها بواس. إنجاز قادر على استيعاب مفهوم الحضارة في أفق ثقافتنا الصحراوية المحلية بكل تمفصلاتها وتحولاتها انطلاقا من خصوصياتها البيئية والجغرافية.
يشكل الهوية الثقافية الصحراوية الكثير من العناصر البنيوية المرتبطة بفضاء وإيقاع العيش بالبادية… فضلا عن الإبداعات والعوائد والطقوس الشعبية والاحتفاليات الاجتماعية والدينية التي ترسم في غناها وتعددها هوية الإنسان لصحراوي..ومن ذلك الوسط الطبيعي، أي الصحراء [3] بوصفها مكانا حميميا رحبا.. ومجالا واسعا وممتدا من الرمال والقيظ والغبار. بل امتدادا جغرافيا ضاربا في أعماق المدى.. وذاكرة منفتحة على تاريخ عريق يختزل أشكالا متنوعة من القيم والخبرات الإنسانية الموغلة في القدم.
داخل هذا الفضاء الرحب، يعيش الإنسان الزابي على إيقاع نمط عيش بدوي متنقلا يرعى الماشية (الغنم، الماعز، الإبل..)التي تشكل ملكيته الرئيسية، أو على الأصح (رأسماله الحقيقي) كما يقول الأستاذ «كابوت ري« Robert Capot-Rey [1977-1897].[4]إلى جانب قيامه بمناشط اقتصادية أخرى كالتجارة والزراعة والصناعات اليدوية التي تعتمد الخامات المحلية كسعف النخيل والتربة والأحجار وما توفره الحيوانات من مواد كصوف الغنم وشعر الماعز ووبر الإبل.. وغير ذلك.
لون الخيمة والتميز القبلي في مجتمع الزاب:
تستطيع وأنت تتجول في صحراء الزيبان بين جماعات البدو، أن تلاحظ وجود نمطين متميزين من الخيام، فالتنقل من الزاب الشرقي إلى الزاب الغربي تنقل بين منتجعات ذات خيم سوداء، ومنتجعات أخرى ذات خيم حمراء، ولما كانت البيئة الواحدة تتضمن هذا التمايز والإختلاف في لون الخيمة فمن البديهي أن تثير هذه الملاحظة الدهشة والحيرة، ومن ثم التساؤل عن سبب هذا التمايز خاصة إذا أخذنا في حسباننا، أن البدو الهلاليين يستعملون نمطاً واحداً من الخيام السود المنسوجة من الشعر تسمى « بيت الشعر»، وحتى من بين التسميات التي يكنى بها هؤلاء البدو لدى الأوراسيين الكنية التي تقول: « عَرَبْ بِيتْ الشَّعَرْ»، فهذه التسمية تنم عن وجود احتمالين: فإما أن الخيمة كلها منسوجة من الشعر، وإما أن الشعر يشكل المادة الأساسية والتي تتواجد في نسيج الخيمة بنسبة كبيرة.
إذن للألوان دلالات متعددة في حياة بدو الزيبان، خاصة عرش أولاد نايل،وعرش لمامشة والألوان التي اكتسبت دلالة خاصة نجد اللونين: الأحمر والأسود. هذان اللونان نجدهما في الغالب الأعم قد اكتسبا دلالاتهما الخاصة، هذه الدلالة لا نجدها في مجتمع الزيبان أو الأوراس، وإنما نجدها دلالة عامة وشاملة موجودة لدى معظم المجتمعات الإنسانية، فالأحمر لون يشير إلى الثورة والنار والغضب وتأجـج المشـاعر والرغبـات الجنسية، بينما يدل اللون الأسود على الحداد والحزن والتعاسة والعتامة. لكن ما يلفت الإنتباه هو أنه قد تكون هناك دلالات متفق عليها لهذين اللونين بدرجة أو أخرى داخل مجتمع واحد، أو لدى عدة جماعات مثل الجماعات التي نجري فيها دراستنا.
بناء على ما سبق نجد أن الألوان ليست ثابتة الدلالة، ولم يستقر لها معنى محدد، هذا ما تشهد عليه ملاحظاتنا الميدانية، وتؤكده مقابلاتنا مع الإخباريين الذين يروون لنا روايات مختلفة ومتباينة، عن أمر الخيمة، والدلالات التي تعطيها هذه الروايات للخيمة الحمراء (البيت الحمراء) والخيمة السوداء (البيت الكحلة). إن تغير المعنى وعدم استقراره يجعل اللونين (الأحمر والأسود) يتفتحان للدلالات المتعددة، تكون في بعض الأحيان دلالات متعارضة ومتناقضة، والتي تختلف من ثقافة لأخرى ومن فرد لآخر، فقد تغيرت دلالة بعض الألوان عبر الزمن، ففي الحضارة المصرية القديمة كان اللون الأسود يرمز للبعث والحياة الخالدة، بينما هو الآن في المجتمعات المعاصرة رمز للموت والحداد والحزن، إن النساء يرتدين الأسود في حالات الوفاة، إلا أنه في المناطق الريفية نجد أن المرأة ترتدي اللباس الأسود ليس دليلا على الحزن، بل كدليل على الحشمة والوقار.
يقول أحد الإخباريين: « نعلم أن سيدنا نايل اسمه محمد وهو من أشراف المغرب وسمي بنائل لدرجة علمه…أي نال العلم…وكانت العروش الامزغية في القديم تشكل ما يسمى بالسماط والسماط عبارة عن تجمع للقبائل يكون بشكل دائري وكانت الخيمة النايلية من بينهم، لكن معظم الخيم كان يغلب عليها اللون الأسود…في ذلك الوقت كان يتردد بعض الزوار والطلبة على سيدي نايل لأخذ الدروس والمواعظ ومشاورته في أمور الدين والدنيا لكنهم كانوا يجدون صعوبة في إيجاد خيمة سيدي نايل لكثرة الخيم…وعلم سيدي نايل بالأمر فأراد أن يميز الخيمة النايلية على باقي الخيم فأضاف إليها أشرطة حمراء….ومن ذلك الوقت تميزت الخيمة النايلية عن باقي الخيم…»[5].
إذن للألوان اعتبار كبير، إننا نميز بين القبائل وبين العائلات في إطار العرش الواحدة بواسطة اللون الذي صبغت به الخيمة، ففي تكوت جنوب الأوراس لدى عرش «بني بوسليمان» وتحديدا لدى عائلة «بني عبد الرزاق» وجدنا عائلة تسمى بـ« أَيَزُڤَّاغْ »[6] ذلك لأن خيمتهم التي عرفوا بها ذات لون أحمر، وكان أهل المنطقة في الماضي يعرفون نجع هذه العائلة من خلال لونها الأحمر، فيقولون: «انْجَعْ نَاهُوزَڤَّاغْ»، بمعنى: «نجع أصحاب الخيمة الحمراء».[7]وينظر الناس في هذه البيئة إلى اللون نظرة اعتقادية، مثل نظرتهم إلى كل شيء، فبعض القبائل لدى بدو الصحراء يحمل اللون دلالات الإنتماء والتميز، إذ تكاد قبيلة أولاد نايل القبيلة الوحيدة –كما أسلفنا- من بني هلال التي تلون خيمتها بالأحمر[8]، أي أن نايل أراد أن يتمايز عن باقي القبائل العربية الهلالية، فاختار اللون الأحمر الدال على السكان الاصلين لتكون مقصدا للغريب والضيف ، كما هو ماثل في المخيال الشعبي لأولاد نايل.
ربما يكون اختيار نايل لهذا اللون انطلاقا من أن لون خيم قبائل الأوراس (الشاوية) خاصة النمامشة كانت حمراء، بينما خيم قبائل بني هلال المهاجرين إلى شمال إفريقيا كانت سوداء، ولما حلوا بهذه المناطق أرادوا لخيمهم أن تتماثل مع خيم السكان الأصليين، وتتمايز عن الهلاليين الوافدين. إن أبناء نايل الذين ينتمون إلى منطقة الزيبان، خاصة الزاب الغربي يتجهون في رحلاتهم وتنقلاتهم إلى الشمال الشرقي (خنشلة، أم البواقي، باتنة، سوق أهراس…) لهذا يقع ذهابا وإيابا تفاعل ثقافي بين قبائل الشاوية وقبائل أولاد نايل، تعبر عن هذا التفاعل الكثير من المضامين والعناصر الثقافية. وقد يرتبط اللون الأحمر بالراية للتعبير عن الإنتماء، فتكون الراية هي التابعة للون، بمعنى أن اختيار اللون الأحمر أولا لتكون الراية بعد ذلك حمراء.
إذا ما أخذنا بعين الإعتبار لون الخيمة النايلية وربطناها بسلالة «نائل» التي تنتهي إلى إدريس الأكبر، لانتهى بنا الأمر إلى الربط بين اللون والسلالة الشريفة، وفي مقابل ذلك تكون الأعراش ذات الخيمة السوداء غير شريفة. وإذا تحدثنا عن المادة التي يتم التلوين بها وهي حجرة«المقرة» فيمكن لأي كان أن يتحصل عليها ويستعملها، ما دامت متوفر في الأسواق التي تسوق فيها السلع التقليدية. وقد يدفعنا البحث والتقصي إلى التفكير في المادة الأولية التي تنسج منها أشرطة الخيمة (لفليج)، فإننا نجد أن أقرب مادة إلى اللون الأحمر هي وبر الإبل، إلا أن هذا الأخير بني أكثر منه أحمر، وبالتالي تسقط هذه الفرضية من الحسبان. وربما يبقى لنا التفكير في ربط اللون الأحمر بالسكان الأصليين، أو بالمعتقدات أيا كان مصدرها، وتتغير بتغير المؤثرات الثقافية المحلية والخارجية. فنتيجة هذا الجدل الموجود بين ذوي الخيمة الحمراء، وذوي الخيمة السوداء، أن قال لنا أحد المبحوثين: «إذا كانت الخيمة الحمراء تدل على الكرم والجود، أو رفعة المكانة، أو دم الشهداء، فإن الخيمة السوداء من لون أستار الكعبة الشريفة».[9]
جدول يبن أعراش البيت الحمراء وأعراش البيت السوداء (الكحلة)
لون الخيمة العرش البلدية ملاحظات اللون الأحمر
لون السكان الاصلين
(البيت الحمراء)

أولاد نايل
بني بوسليمان
النمامشة
أولاد جلال، سيدي خالد
رأس الميعاد ، البسباس
تكوت
أولاد رشاش
اللون الأسود

لون السكان الوافدين

(البيت الكحلة
البوازيد
العمور
السليمة ورحمان
لعبادلية وأولاد مولات
سعيد عمر وأولاد السايح
عرش الخذران
، أولاد عمر
، أولاد بوحديجة
الدوسن
طولقة
أم الطيور ولمغير
جامعة والمرارة
توقرت ولحجيرة
سيدي عقبة ، عين الناقة
البيئة الأوراسية وحياة الحل والترحال:
إن عملية استقراء الأحداث التاريخية تكشف لنا على طابع البداوة الذي يغلب على معظم مناطق الأوراس، لا سيما الجهات الشرقية والجنوبية والجنوبية الشرقية، ومن بين الوقائع التاريخية استحداث السلطات الروماني لخط (اللمس) لطرد البدو من مناطق الهضاب العليا وتعقبهم حتى تخوم الزيبان، وهذا ما نتج عنه بمرور الوقت تكاثر جموع البدو وراء خط (اللمس) الروماني ابتداء من جنوب تونس وطرابلس حتى مسعد بالجزائر، وبذلك تحولت مناطق شاسعة من الأوراس إلى سهوب رعوية، وبهذا تغلب طابع البداوة بصفة خاصة على نواحي الحضنة ( الزاب الغربي )، وعلى جزء كبير من الهضاب العليا ( السباخ ) حيث تتوفر الظروف الملائمة للحياة الرعوية.[10]
إن من بين ما يدفعنا إلى بسط هذه الأفكار، الفكرة الشائعة التي تقول بأن الهجرة الهلالية هي السبب الرئيسي في تغليب الطابع البدوي على الجهات المتاخمة للصحراء من بلاد المغربالكبير ، فلماذا لا نفكر في افتراض بأن عشائر الهلاليين التي بلغت المنطقة في القرن الحادي عشر الميلادي كانت خير سند للقبائل الزناتية في تعزيز سيطرتها على المراعي والوقوف في وجه منافسيها من صنهاجة وكتامة، وكان لهذا الحلف الواقعي المستمد قوته من طبيعة الحياة اليومية خير وسيلة لتسهيل عملية امتزاج الهلاليين بالزيانيين مكونين بطون رئيسية اسمها عربي ا وأصولها مغربية امزغية برواية اهلها










رد مع اقتباس
قديم 2014-01-28, 10:10   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
allamallamallam
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة djeghaima.nomidya مشاهدة المشاركة
اولاد نايل امازيغ
منقول من صفحة ملتقى الشاوية
دور الخيمة كموروث ثقافي في رسم ملامح الأنا والهوية والعلاقة مع الآخر.

يلعب التراث الذي يتوارثه مجتمع الزيبان ببواديه وحواضره، دورا أساسيا في تلبية الحاجيات النفسية، وتنمية القدرات العقلية واللغوية، وهذا ما يوجه نحو قابلية الإنصياع والغضوع للقبيلة وللعرش ومراعاتهما أكثر من غيرهما مما تفرضه الحياة العصرية باسم الحداثة والعصرنة، وما يعضد قولنا شيوع الكثير من التعابير اللغوية التي تحمل دلالات واشارت واضحة عن اعطاء الأهمية للعرش مثل « النايلي، لهلايلي، البوزيدي، السامعي…اللموشي الدراجي لعذوري رغي شلحي »، ويشار بذلك إما إلى الأشخاص، أو إلى الأحياء التي ينتشر فيعا عرش من الأعراش بكثرة، وهذا هو الطابع الغالب على معظم المناطق الحضرية التي تنتشر حول الواحات أو بالقرب منها في الزيبان.
وتجد الجماعات البدوية المختلفةخاصة المتنقلة والمستقرة في التجمعات الشعبية والأسواق وبعض الأعمال الجماعية، مجالا خصبا لتلبية الحاجات النفسية التي أشرنا إليها، فينشأ عنها ما يسميه «إمل دوركايم»david ةmile durkheim [1858- 1917] بـ« التضامن الالي »الذي يستند إلى عقائد ومشاعر منبثقة من ضمير جماعي صارم.. فحركة الانسان البدوي داخل العشيرة في سلوكه الاجتماعي مع أعضاء القبيلة . إن ضميره الفردي يستند كلية إلى مــا يفرضـه ( الضمير الجمعي) من قواعد منظمة لسلوكه الاستاتيكي الثابت، حيث تسلب خصائص الشخصية الفردية فتمتص إرادة الفرد وحريته ويسلك سلوكا آليا.
وبطبيعة الحال، تكون المعتقدات الشعبية إحدى الركائز والأسس التي تنبني عليها سلوكيات البدو الرحل والمتحضرين، وتتشكل من خلالها فلسفتهم في الحياة، وفي معظمها تكون نابعة من الدين الإسلامي، وقد تمتد بعض المعتقدات الأخرى بجذورها إلى ما قبل الإسلام. ومن المعتقدات التي بقي لها حضور واسع رغم تعرضها لانتقادات شديدة خاصة في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى لما ظهرت جمعية العلماء المسلمين إلى يومنا هذا نجد: الإعتقاد في الولاية، الإعتقاد في عالم الجن كعالم مواز لعالم البشر، ويعتبر السحر من بين المعتقدات التي استعبدت ذهنية المجتمع البدوي ولا زالت على ذلك إلى اليوم، لما في السحر من وسائل – في نظر الناس- الإيذاء ووسائل دفع الشرور عن الإنسان في الوقت ذاته، ويعد السحر أيضا وسيلة من الوسائل التي يتعامل الإنسان بها مع الجن والعفاريت كذبح شاة عند عتبة باب البيت الجديد لطرد الجن والعفاريت منه.
الخيمة كرمز وشعار للهوية لدى سكان حواضر الزيبان:
وفقا للعديد من الدراسات السوسيولوجية والأنثربولوجية التي تتفق على كون الهوية تعد معطى اجتماعيا يقوم على مبدأ التطابق والانسجام ويحمل دلالات التنوع والتكامل والاختلاف، فإن الهوية تشتغل في التراث الثقافي في الزيبان كشرط وكمناخ. فهي سند الإبداع وشرط الإحساس بالذات والانتماء، بل هي التعبير الصادق عن الذات في أقصى درجات انتشائها واحتفالها، هي بذلك تغدو منطلقا وطريقا وهدفا.. إنها ترتكز على شعور غريزي بالانتماء والمحلية وتظهر ملازمة للثقافة الخاصة في حدود ملامحها الأصلية والأهلية التي تشكل حاملا للهوية الجماعية، أي الهوية القائمة على الإرث الثقافي والسلالة المشتركة كما يطلـــق عليـــها « غيرتس clifford geertz » [1926 – 2006] ومن ثم، فهي تساعد على اكتشاف النسق البنياني للمجتمع حتى يتحول إلى كل منسجم على مستوى الوعي. تأسيسا على ذلك، تبدو الهوية في الثقافة الشعبية الصحراوية مكتفية بذاتها بشكل يجعلها تتعالى على أحداث التاريخ لأنها مبنية على مبادئ التراث. فهي مركب متجانس من الرموز والقيم والعادات والتقاليد والأعراف الشعبية التي تحتفظ بطابعها الخاص والاستثنائي، لذلك فهي هوية قائمة الذات. ولأنها كذلك، فلأنها « تعني إيجاد التطابق أو التوافق، أو التوازي بين الكتلة الاجتماعية ديموغرافيا ورقعتها الجغرافية هي التي تمارس عليها نتاجها الاجتماعي، وتعبر من خلالها عن نفسها عبر نمطها الثقافي الخاص بها«[1]
الثقافة الشعبية لدى البدو المتحضرين في الزيبان مطلقة الدلالة على الهوية والذات، ويجب أن تكون مطلقة، غير أن إطلاقيتها تعد قانونا متضمنا ومضمنا يختزل في عمقه ثوابت كثيرة راسخة تستعصي على التغيير وتنفلت من فعل التاريخ وعصيانه. ثقافة شعبية مستمدة من ماض عريق يستمر فاعلا في الحاضر، وحاضر متحول يقبل التراكم الثقافي الموروث الذي يرسم ملامح الأنا والهوية والعلاقة مع الآخر.
الهوية في الثقافة الشعبية الزابية، من التيمات الأساسية التي تتسلل دائما عبر فجوات الإبداع وتسيطر عليه، لتصبح بذلك الذات والهوية شرط وجود، ويتم التعبير عن هذه الهوية من خلال الأشكال الثقافية والمظاهر الاحتفالية والمعتقدات الشعبية والطقوس الدينية ومختلف التعبيرات الشفوية والمسارب الأدبية التي راكمها المجتمع البدوي التقليدي والمتحضر في الزيبان على امتداد تاريخه الثقافي.
فليست الثقافة، من هذه الوجهة، » كتلة جامدة من المعارف، أو القيم، أو المعاني، أو الرموز، أو العادات، أو القواعد، بل هي الآليات والفعاليات المعقدة والمتباينة التي تسمح بنشوء هذه المعارف وتخلقها. ومتى ما فقدت الثقافة ذلك، تحولت إلى تراث، أي إلى أثر من آثار الماضي. وتحول البحث فيها إلى بحث في التراث، حتى لو وسع المرء في معنى التراث ليشمل ما بقي منه حيا في سلوك الأحياء وعاداتهم اليومية«[2]. كما أنها تعد معطى فاعلا يلعب دورا بارزا في توحيد الهوية مادامت تسعى إلى اعتماد مبدأ الهوية الواحدة لتحديد الهوية الوطنية. وبالنظر إلى الخصوصيات الكثيرة التي تسم المجتمع موضوع الدراسة، ببواديه وحواضره (نمط البداوة، ثقافة الرحل..)، فإن أية مقاربة متحفية لسؤال الهوية في التراث الثقافي الصحراوي، تظل جامدة ولا تسمح بالتعرف على المكانة الحقيقية التي تحتلها هذه الثقافة داخل المنظومة التراثية الشاملة التي نسجها المخيال الشعبي البدوي بالزيبان .
فالثقافة الشعبية الصحراوية إنجاز كمي يتفاعل مستمرا في الزمان/التاريخ والمكان/الجغرافيا، ورصيد حضاري متنوع يستمد قوته وعظمته من قدرته العالية على التكيف مع الوسط الذي أنتجه سيرا على النهج الذي سنته مدرسة “الثقافة والشخصية” التي يقودها بواس. إنجاز قادر على استيعاب مفهوم الحضارة في أفق ثقافتنا الصحراوية المحلية بكل تمفصلاتها وتحولاتها انطلاقا من خصوصياتها البيئية والجغرافية.
يشكل الهوية الثقافية الصحراوية الكثير من العناصر البنيوية المرتبطة بفضاء وإيقاع العيش بالبادية… فضلا عن الإبداعات والعوائد والطقوس الشعبية والاحتفاليات الاجتماعية والدينية التي ترسم في غناها وتعددها هوية الإنسان لصحراوي..ومن ذلك الوسط الطبيعي، أي الصحراء [3] بوصفها مكانا حميميا رحبا.. ومجالا واسعا وممتدا من الرمال والقيظ والغبار. بل امتدادا جغرافيا ضاربا في أعماق المدى.. وذاكرة منفتحة على تاريخ عريق يختزل أشكالا متنوعة من القيم والخبرات الإنسانية الموغلة في القدم.
داخل هذا الفضاء الرحب، يعيش الإنسان الزابي على إيقاع نمط عيش بدوي متنقلا يرعى الماشية (الغنم، الماعز، الإبل..)التي تشكل ملكيته الرئيسية، أو على الأصح (رأسماله الحقيقي) كما يقول الأستاذ «كابوت ري« robert capot-rey [1977-1897].[4]إلى جانب قيامه بمناشط اقتصادية أخرى كالتجارة والزراعة والصناعات اليدوية التي تعتمد الخامات المحلية كسعف النخيل والتربة والأحجار وما توفره الحيوانات من مواد كصوف الغنم وشعر الماعز ووبر الإبل.. وغير ذلك.
لون الخيمة والتميز القبلي في مجتمع الزاب:
تستطيع وأنت تتجول في صحراء الزيبان بين جماعات البدو، أن تلاحظ وجود نمطين متميزين من الخيام، فالتنقل من الزاب الشرقي إلى الزاب الغربي تنقل بين منتجعات ذات خيم سوداء، ومنتجعات أخرى ذات خيم حمراء، ولما كانت البيئة الواحدة تتضمن هذا التمايز والإختلاف في لون الخيمة فمن البديهي أن تثير هذه الملاحظة الدهشة والحيرة، ومن ثم التساؤل عن سبب هذا التمايز خاصة إذا أخذنا في حسباننا، أن البدو الهلاليين يستعملون نمطاً واحداً من الخيام السود المنسوجة من الشعر تسمى « بيت الشعر»، وحتى من بين التسميات التي يكنى بها هؤلاء البدو لدى الأوراسيين الكنية التي تقول: « عَرَبْ بِيتْ الشَّعَرْ»، فهذه التسمية تنم عن وجود احتمالين: فإما أن الخيمة كلها منسوجة من الشعر، وإما أن الشعر يشكل المادة الأساسية والتي تتواجد في نسيج الخيمة بنسبة كبيرة.
إذن للألوان دلالات متعددة في حياة بدو الزيبان، خاصة عرش أولاد نايل،وعرش لمامشة والألوان التي اكتسبت دلالة خاصة نجد اللونين: الأحمر والأسود. هذان اللونان نجدهما في الغالب الأعم قد اكتسبا دلالاتهما الخاصة، هذه الدلالة لا نجدها في مجتمع الزيبان أو الأوراس، وإنما نجدها دلالة عامة وشاملة موجودة لدى معظم المجتمعات الإنسانية، فالأحمر لون يشير إلى الثورة والنار والغضب وتأجـج المشـاعر والرغبـات الجنسية، بينما يدل اللون الأسود على الحداد والحزن والتعاسة والعتامة. لكن ما يلفت الإنتباه هو أنه قد تكون هناك دلالات متفق عليها لهذين اللونين بدرجة أو أخرى داخل مجتمع واحد، أو لدى عدة جماعات مثل الجماعات التي نجري فيها دراستنا.
بناء على ما سبق نجد أن الألوان ليست ثابتة الدلالة، ولم يستقر لها معنى محدد، هذا ما تشهد عليه ملاحظاتنا الميدانية، وتؤكده مقابلاتنا مع الإخباريين الذين يروون لنا روايات مختلفة ومتباينة، عن أمر الخيمة، والدلالات التي تعطيها هذه الروايات للخيمة الحمراء (البيت الحمراء) والخيمة السوداء (البيت الكحلة). إن تغير المعنى وعدم استقراره يجعل اللونين (الأحمر والأسود) يتفتحان للدلالات المتعددة، تكون في بعض الأحيان دلالات متعارضة ومتناقضة، والتي تختلف من ثقافة لأخرى ومن فرد لآخر، فقد تغيرت دلالة بعض الألوان عبر الزمن، ففي الحضارة المصرية القديمة كان اللون الأسود يرمز للبعث والحياة الخالدة، بينما هو الآن في المجتمعات المعاصرة رمز للموت والحداد والحزن، إن النساء يرتدين الأسود في حالات الوفاة، إلا أنه في المناطق الريفية نجد أن المرأة ترتدي اللباس الأسود ليس دليلا على الحزن، بل كدليل على الحشمة والوقار.
يقول أحد الإخباريين: « نعلم أن سيدنا نايل اسمه محمد وهو من أشراف المغرب وسمي بنائل لدرجة علمه…أي نال العلم…وكانت العروش الامزغية في القديم تشكل ما يسمى بالسماط والسماط عبارة عن تجمع للقبائل يكون بشكل دائري وكانت الخيمة النايلية من بينهم، لكن معظم الخيم كان يغلب عليها اللون الأسود…في ذلك الوقت كان يتردد بعض الزوار والطلبة على سيدي نايل لأخذ الدروس والمواعظ ومشاورته في أمور الدين والدنيا لكنهم كانوا يجدون صعوبة في إيجاد خيمة سيدي نايل لكثرة الخيم…وعلم سيدي نايل بالأمر فأراد أن يميز الخيمة النايلية على باقي الخيم فأضاف إليها أشرطة حمراء….ومن ذلك الوقت تميزت الخيمة النايلية عن باقي الخيم…»[5].
إذن للألوان اعتبار كبير، إننا نميز بين القبائل وبين العائلات في إطار العرش الواحدة بواسطة اللون الذي صبغت به الخيمة، ففي تكوت جنوب الأوراس لدى عرش «بني بوسليمان» وتحديدا لدى عائلة «بني عبد الرزاق» وجدنا عائلة تسمى بـ« أَيَزُڤَّاغْ »[6] ذلك لأن خيمتهم التي عرفوا بها ذات لون أحمر، وكان أهل المنطقة في الماضي يعرفون نجع هذه العائلة من خلال لونها الأحمر، فيقولون: «انْجَعْ نَاهُوزَڤَّاغْ»، بمعنى: «نجع أصحاب الخيمة الحمراء».[7]وينظر الناس في هذه البيئة إلى اللون نظرة اعتقادية، مثل نظرتهم إلى كل شيء، فبعض القبائل لدى بدو الصحراء يحمل اللون دلالات الإنتماء والتميز، إذ تكاد قبيلة أولاد نايل القبيلة الوحيدة –كما أسلفنا- من بني هلال التي تلون خيمتها بالأحمر[8]، أي أن نايل أراد أن يتمايز عن باقي القبائل العربية الهلالية، فاختار اللون الأحمر الدال على السكان الاصلين لتكون مقصدا للغريب والضيف ، كما هو ماثل في المخيال الشعبي لأولاد نايل.
ربما يكون اختيار نايل لهذا اللون انطلاقا من أن لون خيم قبائل الأوراس (الشاوية) خاصة النمامشة كانت حمراء، بينما خيم قبائل بني هلال المهاجرين إلى شمال إفريقيا كانت سوداء، ولما حلوا بهذه المناطق أرادوا لخيمهم أن تتماثل مع خيم السكان الأصليين، وتتمايز عن الهلاليين الوافدين. إن أبناء نايل الذين ينتمون إلى منطقة الزيبان، خاصة الزاب الغربي يتجهون في رحلاتهم وتنقلاتهم إلى الشمال الشرقي (خنشلة، أم البواقي، باتنة، سوق أهراس…) لهذا يقع ذهابا وإيابا تفاعل ثقافي بين قبائل الشاوية وقبائل أولاد نايل، تعبر عن هذا التفاعل الكثير من المضامين والعناصر الثقافية. وقد يرتبط اللون الأحمر بالراية للتعبير عن الإنتماء، فتكون الراية هي التابعة للون، بمعنى أن اختيار اللون الأحمر أولا لتكون الراية بعد ذلك حمراء.
إذا ما أخذنا بعين الإعتبار لون الخيمة النايلية وربطناها بسلالة «نائل» التي تنتهي إلى إدريس الأكبر، لانتهى بنا الأمر إلى الربط بين اللون والسلالة الشريفة، وفي مقابل ذلك تكون الأعراش ذات الخيمة السوداء غير شريفة. وإذا تحدثنا عن المادة التي يتم التلوين بها وهي حجرة«المقرة» فيمكن لأي كان أن يتحصل عليها ويستعملها، ما دامت متوفر في الأسواق التي تسوق فيها السلع التقليدية. وقد يدفعنا البحث والتقصي إلى التفكير في المادة الأولية التي تنسج منها أشرطة الخيمة (لفليج)، فإننا نجد أن أقرب مادة إلى اللون الأحمر هي وبر الإبل، إلا أن هذا الأخير بني أكثر منه أحمر، وبالتالي تسقط هذه الفرضية من الحسبان. وربما يبقى لنا التفكير في ربط اللون الأحمر بالسكان الأصليين، أو بالمعتقدات أيا كان مصدرها، وتتغير بتغير المؤثرات الثقافية المحلية والخارجية. فنتيجة هذا الجدل الموجود بين ذوي الخيمة الحمراء، وذوي الخيمة السوداء، أن قال لنا أحد المبحوثين: «إذا كانت الخيمة الحمراء تدل على الكرم والجود، أو رفعة المكانة، أو دم الشهداء، فإن الخيمة السوداء من لون أستار الكعبة الشريفة».[9]
جدول يبن أعراش البيت الحمراء وأعراش البيت السوداء (الكحلة)
لون الخيمة العرش البلدية ملاحظات اللون الأحمر
لون السكان الاصلين
(البيت الحمراء)

أولاد نايل
بني بوسليمان
النمامشة
أولاد جلال، سيدي خالد
رأس الميعاد ، البسباس
تكوت
أولاد رشاش
اللون الأسود

لون السكان الوافدين

(البيت الكحلة
البوازيد
العمور
السليمة ورحمان
لعبادلية وأولاد مولات
سعيد عمر وأولاد السايح
عرش الخذران
، أولاد عمر
، أولاد بوحديجة
الدوسن
طولقة
أم الطيور ولمغير
جامعة والمرارة
توقرت ولحجيرة
سيدي عقبة ، عين الناقة
البيئة الأوراسية وحياة الحل والترحال:
إن عملية استقراء الأحداث التاريخية تكشف لنا على طابع البداوة الذي يغلب على معظم مناطق الأوراس، لا سيما الجهات الشرقية والجنوبية والجنوبية الشرقية، ومن بين الوقائع التاريخية استحداث السلطات الروماني لخط (اللمس) لطرد البدو من مناطق الهضاب العليا وتعقبهم حتى تخوم الزيبان، وهذا ما نتج عنه بمرور الوقت تكاثر جموع البدو وراء خط (اللمس) الروماني ابتداء من جنوب تونس وطرابلس حتى مسعد بالجزائر، وبذلك تحولت مناطق شاسعة من الأوراس إلى سهوب رعوية، وبهذا تغلب طابع البداوة بصفة خاصة على نواحي الحضنة ( الزاب الغربي )، وعلى جزء كبير من الهضاب العليا ( السباخ ) حيث تتوفر الظروف الملائمة للحياة الرعوية.[10]
إن من بين ما يدفعنا إلى بسط هذه الأفكار، الفكرة الشائعة التي تقول بأن الهجرة الهلالية هي السبب الرئيسي في تغليب الطابع البدوي على الجهات المتاخمة للصحراء من بلاد المغربالكبير ، فلماذا لا نفكر في افتراض بأن عشائر الهلاليين التي بلغت المنطقة في القرن الحادي عشر الميلادي كانت خير سند للقبائل الزناتية في تعزيز سيطرتها على المراعي والوقوف في وجه منافسيها من صنهاجة وكتامة، وكان لهذا الحلف الواقعي المستمد قوته من طبيعة الحياة اليومية خير وسيلة لتسهيل عملية امتزاج الهلاليين بالزيانيين مكونين بطون رئيسية اسمها عربي ا وأصولها مغربية امزغية برواية اهلها

هههههههههههههههههههه

موضوع كله كذب فى كذب

موضوع قديم جداااااااااا


و اكبر كذبه هو لون بيت عرشنا السلميه و رحمان عرش العرب الغرابه

و يسمون كذالك العرش الاحمر لأن لون بيتهم اى خيمهم حمراء


لم نسمع يوما من اجدادنا انهم قالوا لون خيمهم سوداء اى البيت الكحله بل دائما و الى الآن يقولون نحن العرش لحمر و هم يقولون ان بيتنا اى خيمتنا الحمراء

و الى الآن عرش السلميه و رحمان يسمى العرش الاحمر فى ام الطيور و اسطيل و المغير و سيدى خليل و نسيغه و جامعه و سيدى عمران هاته هى مناطق انتشار العرش الأحمر

اما موضوعك البسيط هة كله اخظاء تاريخيه









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أولاد, أنساب, تبان, سطيف


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc