تشكل الاختبارات أحد أهم مكونات العملية التعليمية .وتختلف هذه الاختبارات بين سنة واخرى فتأتي في المتناول تارة وصعبة مرة أخرى,تماما كما تختلف نتائجها بين المتوقع والمفاجئ.وهنا يطرح سؤال المصداقية ,اي الى أي حد تساهم هذه الاختبارات في الكشف عن الوجه الحقيقي للتعليم وإظهار المستوى الحقيقي للمتعلم والعملية التعليمية عامة.
الغش أحد أهم الأخطار المحدقة بالعملية التعليمية خاصة في مكون التقويم الذي يتأسس على الاختبارات الموحدة
.وتتحد عوامل كثيرة لتنتج رغبة هوجاء للتلاميذ من أجل النجاح معتمدين في ذلك على الغش بطرق مختلفة.
والواقع أن هناك من الطرق الحديثة في الغش ما يثير الدهشة والإستغراب.ولو أن هؤلاء التلاميذ يبدعون في الدراسة كما يبدعون في طرق وأشكال الغش لكان المستوى أكثر رقيا.
الغش اذا ليس بالضرورة نتيجة لضعف المستوى بل يصير في أحيانا كثيرة رغبة من التلاميذ في تحدي القوانين والإنتصار عليها بطرق احتيال إبداعية.ولا تخطر على بال أحد.إنه مجال للتنافس بين التلاميذ واظهار كفاءتهم في ذلك. هي شكل من اشكال الثورة عن الاخلاق العامة والذي يتشابه في ذلك مع عدد من اشكال الثورة المماثلة في مجالات عدة.وهذا إن كشف على شيئ فإنما يكشف الفراغ الاخلاقي الذي نعاني منه في مجتمعاتنا والذي تساهم فيه عدد من العوامل من بينها عجز المدرسة عن اداء دورها التربوي.
الاشكال يصير اكثر صعوبة عندما ينخرط رجل التعليم بدوره في تشجيع هذا العمل السيئ وهو مدرك تمام الإدراك أن الغش أسلوب غير تربوي وطريقة دنيئة لقضاء الأغراض وتحقيق الانجازات.اذ ان عددا من الأساتذة يشجعون الغش سواء عن طريق التغاضي عنها أو تشجيعها علنا بحجة أو بأخرى. والثلاميذ في مؤسسة ما يعرفون جيدا الأساتذة الذين يتغاضون عن الغش,بل ويساهمون في تسهيل العملية بطرق عديدة.
أعتقد أن الغش صار عادة اجتماعية اكثر من مجرد تصرف معزول وهو يدخل في اطار اعمق وأكثر خطورة هو هذه الثورة المتواصلة على الأخلاق والقيم .وهذا الطغيان الذي صار لكل ما هو ماذي على ما هو معنوي وهذا السبات العميق للضمير المهني عند الكثير من الناس.