مع المعلمين الحلقة السادسة - هام أرجو الإطلاع- - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات إنشغالات الأسرة التربوية > منتدى الانشغالات الادارية والنصوص التشريعية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مع المعلمين الحلقة السادسة - هام أرجو الإطلاع-

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-05-04, 07:39   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أمين إسلام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي مع المعلمين الحلقة السادسة - هام أرجو الإطلاع-

13- حسن الخلق:
وحسن الخلق يتمثل في بذل الجميل، وكف القبيح، وأن يكون الإنسان سهل العريكة، ليِّن الجانب، طلْق الوجه، قليل النفور، طيب الكلمة.
وجماع حسن الخلق أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك.
وقد جمع الله _عز وجل_ ذلك في آية واحدة، وهي قوله _تعالى_:
[خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ] (الأعراف: 199).
ولئن كان حسن الخلق جميلاً من كل أحد فهو من المعلم أجمل وأجمل؛ فحري بالمعلم أن يتحلى بمكارم الأخلاق، وجدير به ألا يغفل ذلك من حسابه.
قال الزيات رحمه الله:" ولعمري ما يؤتى المعلم إلا من إغفاله هذه الجهة؛ فالادعاء، والتظاهر، والكبرياء، والتفاخر، والبذاءة، والتنادر، والكذب، والتحيز، والكسل، والتدليس آفات العلم، وبلايا المعلم.
وما استعبد النفس الشابة الحرة كالخلق الكريم، ولا يَسَّر تعليمها وتقويمها كالقدوة الحسنة، ناهيك بما يتبع ذلك من جمال الأحدوثة، واستفاضة الذكر وهما يزيدان في قدرة المعلم واعتباره، ويغنيان الطلاب الجدد عن اختباره"
هذا وإن من أجمل الأخلاق وأولاها خلق الحلم، فهو من أشرفها وأحقها بذوي الألباب، لما فيه من سلامة العرض، وراحة الجسد، واجتلاب الحمد.
وحد الحلم ضبط النفس عند هيجان الغضب، وليس من شرطه ألا يغضب الحليم.
وإنما إذا ثار به الغضب عند هجوم دواعيه كف سورته بحزمه، وأطفأ ثائرته بحلمه.
هذا وسيأتي مزيد بيان لحسن الخلق فيما يأتي من فقرات بإذن الله تعالى.
14_ التواضع:
فالتواضع من أجمل الأخلاق وأرفعها، وهو _في حقيقته_ خفض الجناح، وبذل الاحترام والعطف، والتقدير لمن يستحقه.
والتواضع خلق يرفع من قدر صاحبه، ويكسبه رضا أهل الفضل ومودتهم، كما أنه يبعث صاحبه على الاستفادة من كل أحد، وينأى به عن الكبر والتعالي، والاستنكاف من قبول الحق والأخذ به.
فإذا اتصف المعلم بالتواضع علا قدره، وتناهى فضله، وكمل سؤدده.
قال ابن المبارك رحمه الله : "الغنى في النفس، والكرم في التقوى، والشرف في التواضع"
وكان يقال: "ثمرة القناعة الراحة، وثمرة التواضع المحبة"
ثم إن التواضع مع المعلمين يغري الطلاب باكتساب الفضائل؛ من جهة أنهم يعجبون بمعلميهم إذا رأوهم متواضعين، فيقودهم ذلك إلى محبتهم، والاقتداء بهم.
كذلك فإن المتواضع يرفع من أقدار الناس، وينزلهم منازلهم، ويشعر النوابغ بقيمتهم واستعداداتهم؛ كي يكونوا من أهل الشرف والمروءات.
* ومن صور التواضع التي يجمل بالمعلم أن يرعاها ما يلي:

أ_ إلقاء السلام على طلابه:
فذلك مما يشعرهم بقيمتهم، وبتواضع معلميهم لهم.

ب_ الإصغاء للطالب عند المناقشة:
وذلك بحسن الاستماع إليه، وإجابته عما سأل في رفق، وتلقي ما يبديه من الفهم بإنصاف، فإن أخطأ نبهه لوجه الخطأ، وإن قال صواباً تقبله منه بارتياحٍ، وارتياحُ المعلم لآثار نجابة الطلاب مما يزيدهم جِدَّاً في الطلب، ويشعرهم باستعدادهم لأن يكونوا من النوابغ.
وإنما ينبغ الطالب متى سطع في نفسه مثل هذا الشعور.

جـ _ ألا يحتقر الفائدة من طلابه:
قال ابن جماعة رحمه الله في الأدب الحادي عشر من آداب العالم: "ألا يستنكف أن يستفيد مما لا يعلمه ممن هو دونه منصباً، أو نسباً، أو سناً.بل يكون حريصاً على الفائدة حيث كانت، والحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث وجدها"
قال: "وكان جماعة من السلف يستفيدون من طلبتهم ما ليس عندهم"
قال الحميدي _وهو تلميذ الشافعي_: "صحبت الشافعي من مكة إلى مصر، فكنت أستفيد منه المسائل، وكان يستفيد مني الحديث"
قال أحمد بن حنبل: "قال الشافعي: أنتم أعلم بالحديث مني؛ فإذا صح عندكم الحديث فقولوا لنا حتى آخذ به"

د_ ألا يزدري أحداً من الطلاب:
حتى الكسالى منهم، بل يحسن به أن ينزل إليهم، وأن يأخذ بأيديهم؛ كي يرفعوا من شأنهم؛ فما يدريه لعل في ثياب ذلك المُحْتَقَرِ أسداً هصوراً.
ومما ينبغي التنبيه عليه أن التواضع _كما أنه تنزه عن الكبر_ لا يعني التذلل ولا الضعة، فالكبر مذموم، والضعة والتذلل داخلان في المذموم، أما التواضع فكان بين ذلك قواماً.
فالضعة ترجع إلى أن يغمط الإنسان نفسه حقها، ويضعها في مواضع أدنى مما تستحق أن يضعها.
والمتواضع من يعرف قدره، ولا يأبى أن يرسل نفسه في وجوه الخير، وما يقتضيه حسن المعاشرة.
وإذا كان من يحتفظ بالعزة، ولا يصرف وجهه عن التواضع هو الرجل الذي يرجى لنفع الأمة، ويستطيع أن يخوض في كل مجتمع ضافي الكرامة، أنيس الملتقى، شديد الثقة بنفسه _كان حقاً على من يتولى تربية الناشئ أن يتفقده في كل طور، حتى إذا رأى فيه خمولاً، وقلة احتراس من مواقع المهانة أيقظ فيه الشعور بالعزة، والطموح إلى المقامات العلا.
وإذا رأى فيه كبراً عاتياً، وتيهاً مسرفاً خفَّفَ من غلوائه، وساسه بالحكمة، حتى يتعلم أن المجد المؤثل لا يقوم إلا على دعائم العزة والتواضع.
15_ السخاء:
فالسخاء بذل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي من نحو العلم والمال والجاه وغيرها من صور السخاء.
وبما أن السخاء يقوم على الرحمة، وحب الخير للناس ونحو ذلك كان متصلاً بفضائل أخرى تعد من مقومات المروءة؛ فالسخي في أغلب أحواله يأخذ بالعفو، ويتحلى بالحلم، ويجري في معاملاته على الإنصاف، فيؤدي حقوق الناس من تلقاء نفسه.
ولتجدن السخي بحق متواضعاً، لا يطيش به كبر، ولا تستخفه الخيلاء.
ولتجدنَّه أقرب الناس إلى الشجاعة، وعزة النفس، وإنما يخسر الإنسان ذلك بشدة حرصه على متاع الحياة الدنيا.
قال أبو الطيب المتنبي:
فأحسن وجه في الورى وجهُ مُحسنٍ *** وأيمن كفٍّ فيهم كف منعم
أما البخيل فَلِفَراغ قلبه من الرحمة، ولشحه بالخير شحاً يعمي ويصم _تجده قد فقد كثيراً من المكارم، وجمع إلى الشح كثيراً من الرذائل.
قال عمرو بن الأهتم:
ذريني فإن الشح يا أم هيثم *** لصالح أخلاق الرجال سروق
فإذا اتصف المرء بالسخاء زكت نفسه، ولانت عريكته، وقاده سخاؤه إلى أن يترقى في المكارم، وأن يتطهر من المساوئ والمعايب؛ فالسخي قريب من كل خير وبر.
فإذا كان السخاء بتلك المثابة فَمَنْ أولى بالمعلم أن يتصف بالسخاء في كافة وجوهه؟ وأن ينأى بنفسه عن البخل في مختلف صوره؟.
فمما يجمل بالمعلم أن يتصف به من وجوه السخاء ما يلي:

أ_ السخاء بالعلم:
وهو من أعلى مراتب السخاء، وهو أفضل من السخاء بالمال؛ لأن العلم أشرف من المال.
والناس في السخاء بالعلم مراتب متفاوتة، وقد اقتضت حكمة الله وتقديره النافذ ألا ينفع به بخيلاً.
ومن السخاء بالعلم أن تستقصي للسائل جواباً شافياً؛ فلا يكون جوابك بقدر ما تدفع به الضرورة.
ومن السخاء بالعلم أن لا تقتصر على مسألة السائل، بل تذكر له نظائرها، ومتعلقاتها، ومآخذها بحيث تكفيه وتشفيه.
ومن السخاء بالعلم أن تطرحه لطلابك طرحاً، وألا تبخل عليهم بما تستطيع بذله لهم من العلم؛ فإن العلم يزيد بكثرة إنفاقه وبذله، والبخيل به ألأم من البخيل بالمال.
قال الإلبيري رحمه الله في العلم:
يزيد بكثرة الإنفاق منه *** وينقص إن به كفَّاً شددتا
وقال ابن حزم رحمه الله: "الباخل بالعلم ألأم من الباخل بالمال؛ لأن الباخل بالمال أشفق من فناء ما بيده، والباخل بالعلم بخل بما لا يَفْنى على النفقة، ولا يفارقه مع البذل"

ب_ السخاء بالنصح:
قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله: "ومن آداب العالم والمتعلم النصح، وبث العلوم النافعة بحسب الإمكان، حتى لو تعلم مسألة واحدة ثم بثها كان من بركة علمه، ولأن ثمرات العلم أن يأخذه الناس عنك؛ فمن شح بعلمه مات علمه بموته، وربما نسيه وهو حي، كما أن من بث علمه كان حياة ثانية، وحفظاً لما عَلِمه، وجازاه الله من جنس عمله"
جـ _ السخاء بالمال:
فيسخو المعلم بماله في نحو الهدية، وإكرام المجدين، ورفد الضعفاء من الطلاب خصوصاً إذا كان المعلم موسراً، أو كان ما يجود به لا يضره.

د_ السخاء بالوقت، وبالجاه:
وذلك في سبيل نفع الطلاب أو الزملاء فيما ينوبهم وفيما يعود بالنفع عليهم.
هـ_ السخاء في قضاء الحوائج وتفريج الكربات، وتخفيف الآلام.

و_ السخاء بالعرض:
وذلك بأن يسخو بعرضه لمن نال منه، فذلك مما يحسن بالمعلم؛ لأنه قد لا يسلم من قدح الطلاب، أو أولياء أمورهم؛ فحري به أن يسخو عليهم بذلك فيبيحهم، ويتصدق عليهم بعرضه.
وفي هذا السخاء من سلامة الصدر، وراحة القلب، والتخلص من معاداة الخلق ما فيه.

ز_ السخاء بالصبر والاحتمال والإغضاء:
وهذه مرتبة شريفة من مراتب السخاء؛ وهي أنفع لصاحبها من الجود بالمال، وأعزُّ له، وأنصر، وأملك لنفسه، وأشرف لها، ولا يقدر عليها إلا النفوس الكبار، وسيأتي مزيد بيان لهذا عند الحديث عن رحابة الصدر، وقوة الاحتمال.

ح_ السخاء بالبشر والتبسم، والبشاشة والبسطة، ومقابلة الناس بالطلاقة:
فذلك فوق السخاء بالصبر، والاحتمال، والعفو، وهو الذي بلغ بصاحبه درجة الصائم القائم، وهو أثقل ما يوضع في الميزان، وفيه من المنافع والمسارِّ وأنواع المصالح ما فيه.
وسيأتي مزيد بيان له _إن شاء الله_.
هذه بعض صور السخاء؛ فما أحرانا _معاشر المعلمين_ أن نأخذ أنفسنا بالسخاء في كافة صوره، وألا ننتظر المقابل لما نقدمه ونسخو به.
قال الرافعي رحمه الله : "إن السعادة الإنسانية الصحيحة في العطاء دون الأخذ، وإن الزائفة هي الأخذ دون العطاء، وذلك آخر ما انتهت إليه فلسفة الأخلاق"
وكما يحسن بنا أن نأخذ أنفسنا بالسخاء فإنه حقيق علينا أن نربي نشأنا على هذا الخلق، وأن نلقنهم أن السخاء مرقاة السيادة والفلاح.
كما كان فرضاً علينا أن ننذرهم سوء المنقلب الذي ينقلب إليه البخلاء والمبذرون.








 


رد مع اقتباس
قديم 2010-05-04, 17:12   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
بقداد
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزااااك الله خيرا وبارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2010-06-07, 14:27   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبوطه الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أبوطه الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا ...

وفقكم الله تعالى ...










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المعلمين, الحلقة, السادسة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:24

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc