السلام عليكم ورحمة الله
أما بعد :
قال ابن أبي شيبة في المصنف
34212 - حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال حدثنا أبو عثمان عن أبي بردة قال لما حضر أبا موسى الوفاة قال يا بني اذكروا صاحب الرغيف قال كان رجل يتعبد في صومعة أراه قال سبعين سنة لا ينزل إلا في يوم أحد قال فنزل في يوم أحد قال فشبه أو شب الشيطان في عينه امرأة فكان معها سبعة أيام أو سبع ليال قال ثم كشف عن الرجل غطاؤه فخرج تائبا فكان كلما خطا خطوة صلى وسجد قال فآواه الليل إلى مكان عليه اثنا عشر مسكينا فأدرك الإعياء فرمى بنفسه بين رجلين منهم وكان ثم راهب يبعث إليهم كل ليلة بأرغفة فيعطي كل إنسان رغيفا فجاء صاحب الرغيف فأعطى كل إنسان رغيفا ومر على ذلك الذي خرج تائبا فظن أنه مسكين فأعطاه رغيفا فقال المتروك لصاحب الرغيف مالك لم تعطني رغيفي ما كان لك عنه غنى قال تراني أمسكه عنك سل هل أعطيت أحدا منكم رغيفين قالوا لا قال إني أمسك عنك والله لا أعطيك شيئا الليلة قال فعمد التائب إلى الرغيف الذي دفعه إليه فدفعه إلى الرجل الذي ترك فأصبح التائب ميتا قال فوزنت السبعون سنة بالسبع الليالي فلم تزن قال فوزن الرغيف بالسبع الليالي قال فرجح الرغيف فقال أبو موسى يا بني اذكروا صاحب الرغيف
قلت : رواه أبو نعيم في الحلية (1/263) من طريق ابن أبي شيبة وصححه ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/173) ، وقد رأيت في بعض طرقه إسقاط أبا بردة و هذا لا يضر فإن النهدي قد أدرك الأشعري
وفي هذه القصة فائدة عظيمة ، وهي أن أعمال البر لا توزن بعددها فقط ! ، بل بقوة الإخلاص أيضاً ، فابحث عن قلبك في مواكن الطاعة ووطنه على الإخلاص رزقني الله إياك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه