السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من المعلوم أن الحياة الزوجية هي عشرة بين الرجل و المرأة يجب أن يسودها الود و الوئام و التفاهم و التكامل ، و قد قال تعالى في محكم تنزيله : "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ... ".
و ليجد الأزواج " رجال و نساء " السكينة في بيوتهم عليهم أن يوفروا لها الأسباب ، فلا يحاول أحدهم تغييب الآخر في بعض الأمور حتى لا يثير فيه الاشتباه و من ثم التساؤل ، بمعنى أن يتسم كلاهما بالشفافية المطلقة في كل التعاملات .
و إذا حدث أن أراد أحد منهم أن يسأل الآخر في أمر من الأمور ، فلا بد أن يكون لأسئلته مبررات ، فمن الطبيعي أن يسأل الزوج زوجته أين ذهبت إذا لم يجدها في البيت حال عودته " بالنسبة للماكثة في البيت " ، و من الطبيعي أن تسأل الزوجة زوجها عن سبب تأخره في العودة إلى البيت إذا خالف المألوف ، و السؤال في كلتا الحالتين مقبول و لو على سبيل حب الاستطلاع ، لأن المبرر موجود و هو عدم إشعار الآخر أو محاولة إخفاء الأمر عنه إن صح التعبير .
كما أن أسلوب المساءلة يلعب دورا مهما في تقبل السؤال من الطرف الثاني ، فاللباقة و البشاشة في هذه المواقف خير من الغلظة و العبوس .
أما الأسئلة لمجرد شك بسيط ، أو محاولة لمراقبة تصرفات الآخر و السيطرة عليه ، فهذا من شأنه أن يغذي في الطرف الآخر الشعور بواجب التمرد على الواقع المفروض ، و من هنا ينمو الإحساس باللاسكينة و النفور من الآخر .
قد لا يكون المثال الذي ضربته عن المرأة الماكثة بالبيت مقياسا لكل عينات المجتمع ، فالحياة الاجتماعية في الريف تختلف عن المدينة ، لكن القاسم المشترك بينهما أن كلا من الرجل و المرأة يحب أن يرى شريك حياته كتابا مفتوحا .
اللهم اهدنا إلى الصواب .