ما لقناة الجزيرة وما عليها

[المعزلدين الله]

ما لقناة الجزيرة وما عليها

04/11/2009

ينتشر مراسلوها في كل بقاع الأرض، يتربصون بالأحداث ليكونوا صداها الصادق الأمين ويرددون ما حدث، تماماً مثلما حدث، دون أن يقوموا بموائمته لأهواء الساسة أو أصحاب النفوذ الذين اعتادوا على الإستئذان قبل أن يُنشر الخبر.
هذه القناة الجبارة تشكل قفزة نوعية صارخة في عالم الإعلام الأعوَر، وفاجأت الشعوب العربية بإمكانية العمل بعينين اثنتين ورأسٍ حرةٍ مرنة، تستطيع أن تحيط بالخبر من كل جوانبه وتعرضه على المشاهدين بدون مواربة أو تحوير.
لم تعتد العين أو الأذن العربية على مثل هذا النوع من الإعلام الذي لا يفتتح نشراته إلا بأخبار أصحاب المعالي والسمو والسيادة وتفقداتهم لمشاريع وهمية وهم يقصون شريط الإفتتاح ويضعون حجر الأساس لهذه المشاريع التي لا يراها المواطنون إلا على شاشة التلفاز المكتظة بأخبار أصحاب المقامات، وكأن العالم قد أصبح مختزلاً في شخوصهم ولا يوجد فيه من الأحداث ما يستحق أن يذكر.
مع 'الجزيرة' بدأت الشعوب العربية تستنشق بعض نسائم الحقيقة المجردة لأول مرة، وكأنها عاشت في قبوٍ مظلم أفقدها القدرة على استشعار نور الشمس، لأنها كادت أن تنسى أن للسماء شمس وأن لها آفاق رحبة واسعة، وأن عيونها لم تكن إضافة جمالية فقط، وإنما وجدت لتتجول في رحابها بحرية مطلقة لكي تعي وترى أي عالمٍ هذا الذي يدور حولها وماهية الدور الذي يجب أن تلعبه.
يفترض بالإعلام أن يكون العين الأمينة التي تنقل الخبر إلى الناس بدون نظارات صناعيةٍ تقوم بتكسير الأشعة وتغيير صورة الأشياء لكي تُرى بعيون من صمموها لأن ردود أفعال البشر تأتي بعفوية وتلقائية تناسب ما رأته عيونها وسمعته آذانها وبالتالي ما استوعبته عقولها بناءً على ما سبق.
هذا بالطبع لا يروق لمن أرادوا للناس أن يكونوا قطعاناً من الأغنام، يوجهونها تارةً بأصواتٍ مفتعلة أو بكرابيج مضخمة تهددهم بالجلد إن لم يسيروا في الإتجاه الذي يريدونه لأنه يخدم مصالحهم التي تتعارض مع مصالح الناس الذين قام الإعلام الرخيص بمسخ أدمغتهم ومنعهم من التفكير لأن التفكيرمن وجهة نظر الساسة لا يليق بالشعوب وهو حكرة على أصحاب المصالح دون سواهم.
لقناة 'الجزيرة' الحق بأن تفخر بكونها صاحبة الريادة في إناطة اللثام الذي كمم أفواه رجال الإعلام في العالم العربي ونجح لمدة طويلة في جعل الذين اختاروا هذه المهنة يدورون في حلقةٍ مفرغة وسقاهم جرعات من النبذ والحرمان من التوظيف إن لم يعلنوا عن إستعدادهم لتسخير مواهبهم في تلميع الصور البشعة في عيون الجماهير.
أذكر عندما كان الإعلام هو الحقل الذي حلمت أن أعمل فيه، لأنني كنت مولعاً بالتعبير عما يجول في ذهني وفي أذهان الناس الذين يصرخون في عالمٍ كاتمٍ للصوت ولا تصل كلماتهم إلى ما هو أبعد من ذقونهم، ولأنني كنت دائماً أتوق إلى الحق الذي وددت أن أردده بأعلى صوتي من على منابره المختلفة.
لم تكن هنالك كلية للإعلام في الجامعات المتاحة،ربما لأن الإعلام كان مادة غير مستساغة من قبل أصحاب الشأن أو لأن الطلب على هذه المهنة لم يكن مشجعاً، حيث كان على العاملين في هذا الحقل أن يختاروا بين لقمة العيش أو النفاق الذي تمقته الضمائر الحية.
هذا الفتح ا لاعلامي الذي أنجزته قناة 'الجزيرة'، يعتبر بحق مفخرة إعلامية عربية، ونقلة تجاوزت بشموليتها وجرأتها وحِرفية طواقمها التي لا تخشى في الحق لومة لائم، مثيلاتها من القنوات الغربية التي باتت توثق أخبارها بما تتناقله عنها من أخبار في مناسباتٍ عديدة.
ولهذا فإن الغرب لا يسمح لها بامتلاك قناة للبث في أي دولةٍ من دوله، لأن إعلام هذه الدول فاقد لهامش الحرية الذي تتمتع به، وبالتالي يخشى من فضح قصوره في القدرة على نشر الخبر الصادق لكونه مضطرُ للخيار بين منافستها في نشر الحقيقة أو التصادم مع القوى التي تكتُمه بترهيبها وترغيبها.
لا أقول أن قناة 'الجزيرة' قد بلغت حد الكمال ولا أتوقع منها أن تبلغه لأنه غاية لا تدرك، وأنا أرى أن هنالك الكثير مما يمكن عمله في جوانب كثيرة من برامجها، وطالما انتقدتها في الحوارات التي تناولت تقييم أدائها في بعض الجوانب التي تحتمل التطوير والتحسين في الأداء من حيث الكيف والنوع.
ولكن هذه القناة الفضائية كانت هي القناة الرائدة في طرح نوعية إعلامية راقية لم تعهدها المنطقة،وقامت بدخول الفضاءات الإعلامية التي كانت ضمن المساحات المحرمة في عرف المنطقة العربية، وقامت بإثارة حفيظة الولايات المتحدة والدول العربية معاً إلى الدرجة التي دفعت بهذه الدول إلى القيام بمحاولاتٍ فاشلةٍ للضغط عليها من أجل لجم صوتها الذي أفزع الكثير في محيطنا العربي والدولي.
إنها القناة الوحيدة التي تم استهدافها بشكلٍ مبرمج وتم اغتيال كوادرها واعتقل مراسلوها وطالما أُغلقت مكاتبها في دول عديدة، وتسببت مقابلاتها وحواراتها مع وجوهٍ بارزةٍ من أصحاب الأيادي النظيفة من المدافعين عن حقوق الأمة في جعل بعض الدول تلوم دولة قطر التي تبث من على أرضها.
نقول نعم وألف نعم لهذه الظاهرة الإعلامية العربية الرائدة، وشكراً لها على تشجيع الكثير من القنوات على السير في ركابها، لأن الشعوب العربية تمتلك العين والأذن القادرتين على تمييز الغث من الطيب، ولن ترضى بأقل من الحقيقة لأن الحقيقة غير قابلة للإنقسام أو التشطير.

[mohammedabdo]

[asd1978]

يا إخوان لا تغرنكم قناة الجزيرة سمعت اذناي قبل فترة أن رجل أعمال يهودي ينوي شرائها وشيء آخر خطير جدا واتمني أن يكون اعتقادي خاطيء انني والكثير يعتقدون أن الجزيرة تشبه الشريط الاخباري الخاص بها (الجديد) بعلم الكيان الصهيوني ارجو منكم الانتباه له فهو باللون الازرق من الاعلي والاسفل والاخبار اي الكلمات باللون الابيض في الوسط هذا أمر خطير وأرجو منكم الانتباه.